الأخ أبو مشاري ..
جوابك غير مطابق تماماً على كلامي .
وأما قولك : إذن هى فى النهاية وجهات نظركما تفظلت ؟ وليست ملزمة لأحد وقابلة للتعديل والتصويب فمن باب العدل والإنصاف أن تقبل إذن بجميع إجتهادات واَراء غيرك بصدر رحب ليتم مناقشتها بكل مودة وإحترام وأن تكن موضوعياَ فى الحوار منصفاَ بالطرح جاداَ بالبحث والتعليق بعيداَ عن التجريح والتهكم وتتبع الصغائر فهناك معايير يجب مراعاتها وأخذها بعين الإعتبار ولاأظن هذا يخفى عليك وأنت الَكِيسْ الفطن !! وأخيراَ تبقى وجهة نظرك محل تقدير وإحترام .
أقــول : مسألة تقبل الآراء مسألة نسبية ، منسوبة لمقدار الصحة والقناعة الذي يتضمنه الرأي ، أما مبدأ قبول الحوار فلا شك أنه مفتوح للجميع .
أما الاحترام فهو لاشك أنه موجود بيني وبينك ، إلا أن عباراتك المنفعلة تشكك بذلك ، وأما الموضوعية والإنصاف والجدية بالتعليق فهي موجودة لكنك ربما لم تلحظها .
أخي أبو مشاري ، هناك فرق كبير بين الذي إذا كتب الكاتب شيئاً بدأ يكيل له من المدح ، وبين الذي يبدي الملاحظات ليرتقي بالمقال والقائل إلى مستوى أرقى وأحسن ، فأيهما الإيجابي في نظرك ؟
وأما التجريح والتهكم فلم يحصل ، فلماذا تلزمنا به ؟ وما الفائدة من التجريح والتهكم ؟ هل يظهر حقاً أو يبطل باطلاً ؟ ثم ماهي الفائدة التي أجنيها بالتجريح والتهكم ؟ خصوصاً من شخص مثلي لمثلك ، أظننا تجاوزنا القنطرة ولاحاجة لهذا الكلام .
وأما قولك : أنت الكيس الفطن .
فلاحظ أنك ضبط الكلمة ( الكِيسْ الفطن ) بكسر الكاف ثم لم تقم بتشديد الياء ، فإن كان هذا مقصوداً ، فأنت تريد المعنى الآخر وهو ( كيس الدراهم ) فهل تقصد أحداً ؟!! وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم .
وكلمة ( كَيِّسٌ ) التي وردت بالحديث هي من الكياسة وهي العقل والذكاء ، فهي بفتح الكاف ثم ياء مثناة تحتية مشددة مكسورة ثم سين مهملة .
ثم وضعت علامات تعجب بعد كلمة ( الفطن ) !! ممايدل على أنك تريد عكس المعنى ، فهل هذا - إن كان مقصوداً - من أدب الكاتب ؟
تنبيــه بمناسبة ذكرك نص الحديث :-
نص الحديث عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم { المؤمن كيس فطن حذر ، وقاف ، متثبت لا يعجل ، عالم ورع ، والمنافق همزة لمزة حطمة لا يقف عند شبهة ولا عند محرم ، كحاطب ليل لا يبالي من أين كسب ولا فيما انفق } حديث موضوع ، يعني كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم عالج النص المجرد ولا تعالج الظن الذي في نفسك ، وأنا قلت لك إن مثل هذا الموضوع يستحق النظر ، أنا قلت الموضوع وليس كتابة الموضوع .
ومن النتائج التي خرجت بها من البحوث أقول : الأسلوب نصف القناعة ، والصياغة نصف الدليل .
وقد كنت قبل عدة أشهر في حوار علمي ، وكان الطرف الآخر يرى عكس وجهة نظري ، وبعد الحوار انقلبت وجهة نظر الطرف الآخر وأخذ بوجهة نظري وأكدها .!!
والمقصود أن الحوار يثمر غالباً إذا كان الطرف الآخر يريد الفائدة .