الموضوع: وجهة نظر
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2013, 07:28 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
مشرف قسم البحث
إحصائية العضو







صفوق الدهمشي العنزي غير متواجد حالياً


افتراضي

الأخ الباحث أبو مشعل حياك ربي ..
من باب تمام الفائدة بالنسبة لوجهة نظري في موضوع بشر ومسلم ، أقول وبالله التوفيق ومنه المدد ..
أولاً : ذكروا بشراً جداً لفرع البشريين ، وتم تفصيل ما بعده تفصيلاً كاملاً ، فقالوا : أنجب بشرٌ سهيلاً وعبيداً ، وقد علم اسمه ومكانه وزمانه حسب قولهم ، فلماذا لم يعلم والده كما علم أولاده بأسمائهم وتفرعاتهم ؟ فبشر معلوم وذريته معلومة بالتفصيل ، وما قبله بيوم واحد تاريخ مجهول تماماً ! حتى اسم والده لا يعلم ! فمن الملفت للنظر أن يعلم هو ونسله ومن تفرع منه ، وينغلق باب التاريخ عن الزمن الذي قبله ، حتى لايعلم من أي قبيلة من قبائل عنزة .
ثانياً : كذلك الحال في مسلم أنجب وهباً وجلاساً ، فهل يكون ما قبل حياة مسلم وأخيه منعطفاً تاريخياً ، أو بالأحرى بوابة على المجهول ، أوثقباً أسوداً في تاريخ قبيلة عنزة ، يلتهم جميع التصورات عن تاريخ القبيلة قبل بشر ومسلم ؟ في الحقيقة هذا هو الحال في الوقت الراهن .
ثالثا: حسب تسلسل الأسماء اليوم لكل عنزي ، يكون بشر الجد الخامس والعشرين لذريته المعاصرين ، ومعنى ذلك أنه عاش في القرن السادس الهجري على أبعد تقدير ، وقد مضى مائتان وخمسون سنة على تواجد عنزة في منطقة خيبر ألا يكون حرياً بمعرفة أبيه والقبيلة التي انحدر منها من قبائل عنزة ؟.
رابعاً : لو قلنا – جدلاً – إن التسلسل فيه سقط ، وأتممنا التسلسل إلى منتصف القرن الثالث الهجري ، وهو تاريخ هجرة عنزة إلى خيبر ، وقلنا الذين حضروا هم ذرية رجلين من قبائل عنزة !! لأجابنا مجيب يقول : المصادر ذكرت أن قبيلة عنزة كاملة حضرت ، وحتى قالوا : بنو أسد بن ربيعة ، وهذا نص على كلية القبيلة ، ولوحضر بنو جلان أوبنو هميم لذكرت المصادر ذلك ، ونكاد نقول : اتفقنا على إن عنزة حضرت كاملة ولم يتخلف منها فرع واحد ، وضربت بثقلها بمنطقة خيبر فإذا صدقنا أنها تحولت إلى رجلين ، أو تبخرت بشمس الحجاز وبقي منها رجلان ، فلماذا لايعلم من هو أبوهما ؟ ومن أي الفروع ؛ لأن هذا مخاض ليس سهلاً تولد منه قبيلة ذات شأن ، وهذا حدث يستدعي صرير أقلام المؤرخين ذاك الوقت ، فلو كان من ذلك شيء لذكروه .
خامساً: لماذا لايعلم ملابسة ذوبان القبيلة وتحولها إلى شخصين فقط !! أو هجرتها إن كانت هاجرت فلا يقبل أن تدون هجرتهم إلى خيبر ولاتدون هجرتهم من خيبر ، خصوصاً أنهم في مكان حساس وعلى طريق الحجاج وقرب المدينة وفي مكان اقتصادي نوعاً ما ، ولو ماتوا بمرض أو عرض لذكر التاريخ ذلك ، كما هو الحال في القرى والهجر التي هي أقل شأناً .
قال أبو مشعل : المعروف أن الكتب هي المصدر لكل العلوم ولولا الكتب لما عرفنا ماذا حدث في ماضي الزمان وكل شيء يعرف عن طريق الكتب لذلك لا تجد من يتخيّل أو يتكهن .
أقول : هذا صحيح ولكن ليست هي المصدر الوحيد للعلوم ، فهناك المخطوطات – كما تعلم – والاستفاضة ، والروايات المتواترة ، والتجربة والبحث ، ولكن المقصود من كلامي هي النقولات البعيدة كل البعد عن الموضوع ، لكن الناقل يفسرها على أنها أدلة .
أما الذين يتخيلون فما أكثرهم في هذا الزمان ، وكذلك كثر المتكهنون .
وقولك ( لولا الكتب لما عرفنا ) صحتها : لولا الله ثم الكتب .
أما لماذا لم يذكر المؤرخون الحلف ؛ فلأنه ليس حلفاً بالمعنى العام إنما انقسام داخلي على فرعين بسبب انقسام الولاء لمجموعتين ، أو لغرض سهولة السيطرة والتحكم ، فحقيقته ترتيب لمجموع فروع القبيلة على فرعين ، وهذا يؤدي إلى الانقسام الثنائي داخل القبيلة ، فلم تدخل القبيلة في حلف تثير أسبابه نظر المؤرخين ، وكما هي التفرعات داخل الفرع الواحد ، ولكننا سميناه حلفاً مجازاً ؛ لأن الفرعين أخذا شكل الحلف ، فالقبيلة هي نفسها إنما دمجت فروعها بفرعين ، وهذا لأجل التحكم بالقبيلة وعدم تشتتها لفروع متناحرة ، فهي إستراتيجية لضمان وحدة القبيلة ، لانظير لها في القبائل ، وميزة لقبيلة عنزة .
ولم يظهر هذا الدمج إلا بعد استيطان القبيلة لمنطقة خيبر ، ربما أن الفروع أو زعماءها بدأت تميل للانفصال والدخول في أحلاف خارج القبيلة ، لطبيعة المنطقة ، مما دعا زعماء القبيلة وأعيانها لدمجها بفرعين ، ولماذا بفرعين فقط ، لما تقدم ذكره ،
أما السبب في تسمية الفرعين ببشر ومسلم ، وهما اسمان لرجلين ؛ فلأن الفرع لابد له من زعيم وقائد ، فكان هذا الفرع زعيمه بشر ، فكل من تسلسل اسمه وقف عند بشر ، وكذلك مسلم ، ولم ينسبوهما لفرع أو أب ضماناً لوحدة الفرع والقبيلة ؛ لأنه إذا نسب إلى أب ظهر فرعه مما يدعو للفرقة .
وعليه فالتسلسل فيه سقط .
قال أبو مشعل : والمعروف أن عنزة لم تهاجر كلها إلى خيبر لأن المؤرخين ذكروا بعض أعلام عنزة في البصرة وبغداد أثناء وجود عنزة في خيبر ....
أقول : هذا ليس دليلاً لأننا نرى القبائل لهم أعلام وأسر في جميع بلدان العالم و لا يدل أن هؤلاء بقيتهم ، وكل قبيلة لها أعلام وعوائل في كل بلد في جميع نواحي العالم الإسلامي بسبب الفتوحات الإسلامية ، ولايعني أنهم بقية القبيلة في تلك البلدان .
ثم نظرية أن المهاجرين من آل الطيار لمصر أو المغرب أو الشام قد هاجر معهم قبائل من عنزة ، فرضية تفتقر للدليل والنص الصريح .
هذه وجهة نظري الآن من أول الموضوع حتى آخره ليست ملزمة لأحد ، وهي قابلة للتعديل والتصويب .







رد مع اقتباس