في سنة إجتمعت عربان الصقور من عـنـزة برئاسة الشيخ النبيقي الزوين والشيخ بن نمران للتشاور والتخطيط لغزو جديد، وكانوا نازلين في وادي أبالقور، فأشار أحد الفرسان وكان عبيد الجلاوي أن قبيلة الأسلم من شمر تمتلك الكثير من الإبل وإقترح الهجوم عليها ونهبها، لكن أحد فرسان الدهمان أشار بأن يتجه الغزو جنوباً ناحية الصمان حيث يتجمع إبن لامي وجماعته من الجبلان من علوى من مطير حول مورد اللصافه (أحد طوال مطير) وحثهم على المسير ووعدهم بغنائم تفوق بكثير مايمكن أن يحصلوا عليه من شمر، مال النبيقي لرأي الدهماني وأعدت الصقور العده وجهزوا الركبان وتقلد كل فارس بندقيته وجهز ذلوله، على أن يسيروا إليهم في اليوم الثاني مع طلوع الشمس وفي اليوم التالي سارت الفرسان 3 أيام متواصله حتى إقتربوا من مكان يدعى العشري على مشارف اللصافه فأشار النبيقي للسبر أن يقتربوا من مطير لمعرفة مدى جاهزيتهم، فعاد السبر وأخبر أن الإبل كلها ترد الماء وأن هذه الفرصه السانحه للإطباق عليهم، وأن عدد إبلهم فاق التوقعات المسبقه وكانت معظمها من المغاتير والحمر والمجاهيم، وقسّم الصقور أنفسهم إلى ثلاثة مجموعات المجموعه الأولى عشرة فرسان بقيادة النبيقي تهجم على مضارب بن لامي فإذا ظهر فرسانهم قتلوهم، والمجموعه الثانيه بإمرة عبيد الجلاوي والمكونه من 15 رجلاً تلتف حول الإبل وتقتل الرعيان وتسوق الإبل بعيداً، والمجموعه الثالثه يقودها الفارس عماش العطيفي تقطع الطريق على من يحاول الهرب منهم لمورد اللهابه القريب النازل عليه تريحيب بن بندرالدويش على أن يلتقوا جميعهم في حزم يسمى (ضليع الجادة) كرّ الجلاوي وفرسانه على الرعيان وقتلوهم وساقوا جميع الإبل، وأغار النبيقي وفرسانه على منازل القوم ودارت معركة كان النصر فيها حليفاً للصقور وقتلت الصقور علوش بن لامي شيخ الجبلان ، قتله الفارس ريضان الجلالي ،وقتلت الصقور من خرج من الجبلان لملاقاتهم، وصوبوا أحد أبناء علوش، ولم يتمكن أي منهم من الهرب، وإقتادت مجموعة الجلاوي إبل الجبلان والتي قدر الرواة بأنها فاقت الثمانمئة بعير.
وإلتقت مجموعات الفرسان عند الحزم المذكور بعد أن أدى كل منهم مهمته على أكمل وجه،.
فقال النبيقي سنسير مع وادي السوبان إلى وادي الباطن قبل أن تدركنا النذر ومشى الغزو إلى وادي الباطن مثقلاً بالغنائم من الإبل والأسلاب، بينما ولى المنهزمون من مطير بعد مغادرة الغزو إلى طلب المساعده من تريحيب الدويش وجماعته في اللهابه وأسرع تريحيب وبقية المنهزمين جماعة بن لامي لمحاولة اللحاق بالغزو متتبعين آثارهم فأعياهم المسير الطويل وأدركوا أن الصقور يتجهون إلى وادي الباطن وفطن النبيقي أن مطير ستسعى لرد حلالها متتبعةً آثارهم، ولكنه لم يغيّر من وجهته بل إستمر بإتجاه آبار الباطن ليلاً، وخلال الطريق مات عدد كبير من الإبل المنهوبه أثناء المسير ظمأ ً مما مكن الدويش من الإستدلال على إتجاههم من الأبل الميته خلفهم. وصل غزو الصقور وإبله موارد الباطن، وأرتووا منها عن آخرهم وسقوا الإبل والخيول فقال النبيقي إن مطير يتبعونا وبينا وبينهم مسافة ليله.
وأشار إلى ذبح بعير ورميه في كل بئر ماء لردمه، حتى تصل مطير لتروي ولاتستطيع.
وفعلوا ذلك، وكان أول بعير إسمه مليح لضخامته ذبح ورمي بأول قليب وأتبعوه بباقي البعارين. ونهج الصقور بإتجاه الكويت شرقاً يسوقون غنائمهم. وعند وصول مطير وقد أعياهم التعب والظمأ أرادوا سقيا خيولهم فبهروا بأن جميع القلبان مسدوده ببعارين مذبوحة!
فأدرك الدويش الحيله، وأشار على جماعته بالرجوع قافلين من حيث أتوا، فقد تمكن منهم الظمأ ولن يستطيعوا إكمال المسير شرقاً ، فعادوا منكسرين من حيث أتوا..
ذكر في كتاب من وقائع وأحداث البدو للمؤلف خلف بن حديد :
أن في أحدا ث سنة 1339هـ وفيها وقعة القيصومة بين العمارات من عنزة وبين شمر وصارت الدائرة على شمر ....
ولكن هاهي تفاصل الموضوع ؟
التفاصيل أن تلك المعركة وقعت في مكان يقال له قيصومة فيحان وغزت العمارات بقيادة جدعان الثامر بن هذال ومعه الجبل من العمارات وذعار أبن ظبيان ومعه الدهامشه من العمارات على شمر وأخذوا منهم مالا كثير ووفير وفزعوا شمر وخططوا على ما حولهم من الموارد ويقال انه المكان السابق الذكر قيصومة فيحان ويقال تسمى أيضا قيصومة ابن رخيص وتجمعوا شمر وأصبحوا كثرة وحفروا المتاريس وأيقنوا بأن قبيلة العمارات ستأتي لهذا المورد لانه أقرب مورد لهم ولانهم ضامين بفعل المعركة ومنها أرادت شمر أن تسترجع ماخسرته في المعركة السابقة ، وأرادت قبيلة العمارات من عنزة أن ترتوي من ذلك المكان ولايوجد مورد آخر ترد اليه والجيش بعض أفراده أصبح ضامي وشارف علىالهلاك وليس أمامه الا خياراين أما الهجوم على شمر وشرب من الماء أو الموت من الظمأ والعطش فقررت العمارات بالذهاب الى هذا المورد ، فقال واحد من أفراد العمارات من يقوم بالمهمة ويذهب لهذا المورد ليرى ماهي الاوضاع عند ذلك المورد فقرر مشعان بن زبدان الصقري أحد روؤس الجلال من الصقور الذهاب الى المورد واستطلاع ماهي الاوضاع عنده فوجد قبيلة شمر مستعدة للقتال وقال أحد أفراد قبيلة شمر أنه اذا شرب ابن زبدان من المورد نرميه واذا لم يشرب نتركه واذا تركناه سيأتي بجماعته العمارات ، وفعلا حدث ماتوقعوه وأنه لم يشرب مشعان ابن زبدان الصقري من المورد وعاد الى جماعته وفي هذا الوقت بقيت قبيلة شمر في الخنادق ( المتاريس ) لكي تكون مستعدة للحرب التي ستحدث وكان مشعان بن زبدان في طريقه لجماعته وكان يقول من ابيات منها :
وعندما وصل لجماعته وجد نصفهم ضاميين من العطش فقام يستحثهم بأنه أما أن تموتوا أو تقاتلوا وتنتصروا وتشربون ماء شمر وتأكلون غداهم فقال ابن زبدان الصقري :
الجيش مضمي وله حنه @@ مامن عذر يالعماراتــــي
يا ربعنا ما بها كنــــــــه @@ سيروا على المي زافاتي
نشرب من ماهم بلا منه @@ ونقرن الجيش قافاتـــــي
ذبيحنا اليوم للجنــــــــه @@ ولاينعني واحدن ماتــــي
والبيتين الاخيرة تذكر على نحو آخر وروايه أخرى :
نشرب من ماهم بلا منـه @@ غصبا بليا مرواتـــــــــي
من مات مرحوم للجنـــــه @@ ما ينبكي واحدن ماتــي
فتشجع العمارات وقرر مشعان ابن زبدان الصقري أن يقرنوا الجيش مع بعضه وويرتبوه :
نشرب من ماهم بلا منـه @@ ونقرن الجيش قافاتـي
ويهجموا على قبيلة شمر في متاريسها وفعلا دارت رحى المعركة بين كر وفر وانتصرت قبيلة عنزة على شمر فقتل من قتل وهرب من هرب لا يلوون على شيء وأخذ العمارات بالارتواء من المورد وراح عنهم العطش وكان أفراد قبيلة شمر يجهزوا غدائهم للغداء فأكلت قبيلة عنزة غذاهم بعد النصر وقال أحد شعراء العمارات ولايحضرني اسمه من أبيات :
ومن الواضح من سياق الابيات أنه قبل المعركة كان هناك كنوع من الرهان بينهم وكسبت قبيلة عنزة رهان المعركة وانتصرت وهذا يضاف الى انتصراتها وانجازاتها التاريخية ومغزى القيصومة هو أشهر من نار على علم حتى أن بعض أبياته يغنى بها ومشهور لدى أبناء قبيلة عنزة
وقع عدد من رجال الرولة بيد أحد القبائل أسرى ومن عادة العرب عدم قتل الأسير بعد اعطاءه العهد ولكن هذه القبيلة لها حلف مع قبيلة ثانية فتقدم رجال من القبيلة الحليفة وطلبوا الأسرى بدفع مبلغ معيّن وذلك لقتل هؤلاء الأسرى لقصد أخذ ثأر رجال من القبيلة الحليفة وتمت موافقة رجال هذه القبيلة على تسليم الأسرى وكان هذا التصرف منافي للتقاليد والعرف القبلي وقتلوا الأسرى ثم بعد أن بلغ الخبر الشيخ النوري بن شعلان أمر قبيلة الرولة بالغزو على تلك القبيلة التي سلمت الأسرى ورفع المنع عنها وتنادوا الرولة بالكلمة الدارجة بينهم وهي قولهم ( شق صميلة وخله ) ومعناها أن يبقر بالرمح بطن الرجل ويتركه يجرجر أمعاؤه حتى يقضي تعزيراً وذلك من باب التنكيل لهؤلاء القوم على فعلتهم النكراء فوقعت المعركة وقد وصفها الشاعر مشعان بهذه القصيدة التي أوردها موزل في كتابه أخلاق بدو الرولة ومنها قوله :
معركة بين المطارفه من السلقا من العمارات من عنزه
وبين الظفيــــــــــــــــــــر بقيادة أبن سويط
.................................................. ..................
في سنة قديمة من الزمن الماضي كان المطارفة وهم من السلقا من العمارات من عنزة نازلين في أيام الربيع، ولم يكن أحد بينهم من غيرهم سوى جار من قبيلة شمّر يدعى عقيل النفيشي الشمري، وهذا الجار لم يكن لديه من المواشي سوى قطيع من الضأن، بينما المطارفة جميع مواشيهم من الإبل، وقد جاءهم النذير فأبلغهم أن قبيلة الظفير بقيادة زعيمها ابن سويط ستصبّحهم غداً وكانوا قليلي العدد فلا طاقة لهم بملاقاتهم، فتشاوروا واتفق رأيهم على الرحيل خشية وقوع كارثة لاتحمد عقباها، ولكن جارهم صاحب الغنم لا يستطيع أن يجاري المطارفة أصحاب الإبل، فطلبوا من النفيشي أن يترك غنمه وله بدل كل نعجة ناقة، فرفض وقال: "أترك غنمي وأنا بجوار المطارفة؟!..، ما أريد عوض بشويهاتي". فقال المطارفة: "الرأي أن نرحل ونسوق الغنم أمامنا بعد أن تسير المضاهير ويسير الخيالة خلف غنم الشمري، وإذا فوجئنا بالغارة ننقسم قسمين: قسم يطارد القوم وقسم يشيل الغنم"، وفعلا حدث ما خططوا له، فكان موقفهم بطولياً عظيماً في الدفاع عن حقوق الجار. وهزمت الظفير ولم يتمكنوا من اخذ شي من الحلال
وقال النفيشي الشمري يمدح المطارفة من عنزة
شياهي مزبنهن عن اللي يريدهن000 على الرجال أهل الفعول المطارفه
يافون بالشدات ويدلهون بالرخـا000يوم ان بعض الناس ينكر معارفه
يا ويل من هو بالملاقـا يضدهـم 000ينهج كما واد غثا السيل جارفـه
ما اقول قول يقال شوفي بعينـي 000في ساعه به دمعة العين ذارفـه
حاموا هل العشوا على حق جارهم 000في موقف فيه المنايـا امشارفـه
لا وردوا عد يبشـرون بالـروا 000يروون ولو انه تصافق مغارفـه
من لابة لاقيل يضرب بها المثـل 000واهني من هو بالصداقه ايحالفـه
كل قوم ولا عناّز يا جاهـل بهـم 000أهل ناقة بالكون تخـلا مواقفـه
سكان دار الخوف مرهبـة العـدا000بكل ديرة لجيتها شفـت طارفـه
وفريسهم يوم اللقا يندعـى به 000ـممن لانعرفه عرف نسمع سوالفه
وقال الشاعر محمد الهايس المطرفي العنزي بهذه الوقعة
يوم العرب غاير ونايـر بـلا شـوار000وكل علـى فعلـه ايسـوي تماثيـل
ربعي هل العشـوا بعيديـن الاذكـار000اللي يشيلون الضواين علـى الخيـل
قصيرهـم مايجدعونـه علـى الـدار000في راس عيطـا نايفـات الشهاليـل
يوم السويطي يـدب القـوم واغـار0000جتهم سرايا الخيـل مثـل الهماليـل
سامو اشياهه سومة الصـدق ببكـار000وعيا يبيع وصـاح ينخـا المشاكيـل
وردو هل العشوا بسبب صيحت الجار000نقـوت ارجـال كلبوهـم مشاكـيـل
عنـد النفيشـي هيـة تشتعـل نـار000في سا عتا وقت الضحى تقل بالليـل
صاحوا عليهم صيحتا تجـلا الامـرار000يشبع بها ذيـب الخـلا بالرجاجيـل
كم خيـرا برماحهـم تقـل مصهـار000صاحن عليهـم لابسـات الخلاخيـل
مركاضهـم ذلا مـن العيـب والعـار000يبونهـا تحكـى لجيـل ورا جـيـل
يـم الجريعـا جدعوهـن بـالاذكـار000بحسابهن كـل المضاريـع والحيـل
يرعن هية بالروض من عقب الاخطار000من ضرب ربعـي كاسبيـن التنافيـل
خيالت العشوا علـى الكـود صبـار000مايقبلـون الجارهـم يلحقـه مـيـل
وشهودهم شمر علـى كـل ماصـار000وهرجـا بلافعلـن يسمـى تهاويـل
كان عقيل النفيشي الشمري له ولد اسمه مناع وبعد ان رجع الى جماعته و كبر الولد غزوا جماعة النفيشي على المطارفة فقام الولد مناع بالغزوا مع جماعته حاول عقيل اقناع ابنه بعدم الغزو على المطارفة وذكره موقف المطارفة لكن محاولة الشايب فشلت وبعد معركة دامية انكسروا الغزاة واسروهم جميعا بمافيهم مناع وقد عرف مناع بنفسه خوف من القتل ثم ان الفارس سعود الزلال المطرفي سئل مناع لماذا تغزوا علينا وهل ابوك ماخبرك بشيء فقال مناع لقد اخبرني الوالد لكن هذه قدرة الله ثم ان سعود اعطاه فرس اصيل وقال سلملي على ابوك واعطه هذه الفرس .
آخر تعديل احمد المطلق النجيد يوم 02-08-2012 في 08:31 PM.
انتصار الدريعي بن شعلان على الاتراك ومناخ مسحة سنة 1230هـ
.................................................. .................
السلام عليكم ورحمة وبركاته
الى الجميع تحية طيبة
سنتحدث في هذا الموضوع عن قبيلة الرولة وقائدها الشيخ الفارس وسلطان البر والبادية / الدريعي بن مشهور بن شعلان شيخ قبائل الرولة من ضنا مسلم من عنزة ...
وتحديدا عن مناخ مسحة وهزيمة الجيش التركي ..
* مقدمة :
من المعروف أن الجزيرة العربية تزج بالعديد من القبائل وكل قبيلة لها تاريخها ونصيبها من التاريخ يختلف على قوة تلك القبائل وكثرتها ، وبخلاف القبائل العريقه , فأن قبيلة الروله مثلا ً من السهل معرفة الكثير عنها لشهرتها عن غيرها من القبائل , وشهرة شيوخها آل شعلان , وذلك لكثرة ماكتب المؤرخون والمستشرقون والرحاله عنها , لقوتها , وتأثيرها السياسي في المنطقه , فعندما يتحدث المؤرخون عن الحالة السياسيه للجزيرة العربيه يقولون كان ابن رشيد في جبل شمر , وابن سعود في نجد , والشريف في الحجاز , وابن شعلان في وادي السرحان والبادية الشمالية ..!
واما الدريعي بن شعلان قائد الرولة وزعيمها في ذاك الوقت , فشخصيه مشهورة جدا ولم يأتي في تاريخ الجزيرة العربية قائد وفارس مثله من حيث خوضه معارك مع الاتراك والدول ..
وسيأتي تفصيل لما سنمر عليه من أحداث ومناخات يا تتحدث عن الدريعي وعن انتصارته حيث كان هذا القائد لا يرضى بأي تنازل أو خضوع لاي سلطة مهما كانت فعندما تمكن الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ( الملقب بأبو شوارب) من حكم نجد ، كان يفرض بالقوة على شيوخ القبائل , وامراء الحاضرة و تأدية الزكاة , ومن يرفض منهم ذلك يجازي وتؤخذ منه بالقوة ويعاقب جزاء ذلك بقص شواربه..
لكن شخصا واحداً لم يكن ليرضى بذلك أو أي أوامر لاتناسبه من هو ؟؟
هو الشيخ الفارس الدريعي بن مشهور بن منيف بن غرير بن شعلان شيخ قبائل الرولة على وقته
وكانت القبائل العربيه تخاف من الأتراك أو كما يسمونهم الروم في قصائدها ولكن قبائل عنزة بقوتها وعدتها وشجاعة فرسانها وشيوخها لم تكن تهاب أحدا ً وكانت تدخل في حروب مع تلك الدول والجيوش وتنتصر وهذا ما سندخل في تفاصيله ..
* تفاصيل المعارك :
في سنة 1214هـ 1800م نهبت عنزة الحلة بالعراق وكانت بقيادة الشيخ فاضل بن ملحم وقد قّوم الالكتخدا التركي قبيلتا الدليم والبعيج إضافة الى الجيش التركي ضد عنزة وقد إنضم الى عنزة قبيلة القشعم ولااسلم والرفيع وكان النصر حليف عنزة ومن معهم وهزمت القوات المضادة لهم
وفي سنة 1224هـ 1810م غزا الوزير العراقي التركي سليمان على قبيلة الرولة وكان زعيمها آنذاك الدريعي بن شعلان وهم على العين فانتصرت قبيلة الرولة ، وقد هاجمهم الوزير سليمان باشا التركي بجيوشه الكثيرة العدد قرب بغداد , ولكن الدريعي انتصر عليه ..!
واهتالت الناس والعشائر من هذا النصر و هذا الشيء العجيب , كيف لبدوي ان ينتصر على الاتراك!
ولكن الوزير العراقي سليمان باشا غضب غضبا شديدا لهزيمة جيشه أمام قبيلة الرولة بقيادة زعيمها الدريعي بن شعلان ، فقرر أن يغزي قبيلة الرولة مرة أخرى حيث أنه لايريد ان تقوم للدريعي قائمه بعدها ولكي يسترد هيبة الدوله وكرامتها المهدوره أثر الهزيمة السابقة , فبعد الهزيمة الاولى , يقول بعض المؤرخين ان الجيش التركي
كان بقيادة الشايش بن عفنان الظفيري وقام باشا بغداد بجمع أكبر عدد من الجنود , من الاتراك وعقيل وجميع بادية العراق (منها شمر وزعيمها بنيه الجربا) وغيرهم , وساق الوزير هذا الجيش على الرولة بقيادة الشايش بن عفنان وكان زعيم الرولة الدريعي بن شعلان وتناوخوا قرب بغداد فكان النصر حليف الرولة وهزمت قوات الوزير وأتباعها ويقول المؤرخون في هذه المره لم ينتصر الدريعي على باشا بغداد وجحافل جيوشه فقط , بل إنما كان نصرا عظيما حيث تم سحق الجيش التركي وقتل الكثير من أتباعه ...
ويقول ثامر حامد في كتابه تاريخ آل جربا وقبيلة شمر في الجزيرة العربية في إقليم نجد والجزيرة صفحة 98 ، 99 مانصه :
جهز الوالي سليمان الصغير قوة قبلية تحت إمرة الشيخ فارس الجرباء تكونت من قبائل شمر والبو حمدان والعبيد بلااضافة الى قوة تيمور باشا الملي ومن معه من قوات كردية وانضمت اليها قوات سليمان باشا بأبان متصرف كويسنجق وقوات أخى وتحركت هذه القوة تحت قيادة أحمد بك باشا يوغ أخو الباشا من الرضاعة ووصلت هذه القوة الى رأس العين ومنها تحركت نحو قبائل الظفير التي إنهزمت أمامها....الى أن يقول :
وبقي الشيخ فارس وشمر على إستعداد للقاء الدريعي من عنزة وقام بمطاردة قبائل الرولة ومن حالفهم يسانده تيمور باشا الملي وبعض القوات القبلية الاخرى وحدثت معركة بين الطرفين كان من نتيجتها أن عاد الشيخ فارس ومن معه مكسورا من هذه المعركة ...انتهى كلامه
وكان هذا المناخ السابق الذكر من أهم أسباب الخلاف بين بنيه بن قرينيس الجرباء وبين الدريعي بن مشهور الشعلان فالغنائم التي اخذوها الرولة كثيرة جدا ً, وكذلك عددالقتلى , والرغبه في الثأر ، كذلك لاتخفى علينا الاحداث التي حصلت والمناوئات بين القبيلتين التي هي من أهم الاسباب لقيام المعارك ..
بعد هذا المناخ إستقر الدريعي بعشيرته ففي كتاب عشائر الرقة والجزيرة لمحمد عبدالحميد صفحة 156- 157 :
تولى فارس بن الحميدي الجربا مشيخة شمر بعد أخيه مطلق وكان فارس ورجلا شجاعا حكيما جاء الى أرض الجزيرة وكانت عشائر الرولة بقيادة الدريعي بن شعلان قد احتلت نهري الخابور وصاروا يمرحون دون أن تجرأ أي عشيرة عن صدهم وحتى الوزير سليمان باشا حاول صدهم عام 1800 م فلم يفلح لذا عدّ المؤرخ الانكليزي لونكريك هذه الواقعة أكبر حدث جرى في هذه المنطقة..انتهى كلامه
ثم ذكر المؤلف في حديثه عن المناخ الثاني الذي هزم فيه الجيش التركي واشتركت فيه قبائل كثيرة من ضمنها بنيه الجرباء وبعض قبائل شمر فقال في كتاب عشائر الرقة والجزيرة لمحمد عبدالحميد صفحة 157-158 ما نصه :
توجه فارس الجرباء وقبائله من شمر الى ديرة شثاثا ( عين التمر ) وصاروا يأخذون الخوة من الفلاحين والعشائر التي استضافتهم من قبل أي ( عشائر العبيد وطيء والجبور ) وصاروا يأخذون خفارة طريق بين الموصل وبغداد والطريق بين بغداد وحلب ، ولما تمادوا في الغزو والسلب ضاق بهم الوزير ذرعا فقبض على أحد أمراء الجرباء وصلبه في بلدة عانة عام 1809 م ..
غضب فارس على صلب ابن اخيه ورحل عن منطقة بغداد الى منطقة سنجار وانضم إليه ( فارس الحمد ) شيخ طيء وكان هذا الشيخ يخفر من باب بغداد الى باب ماردين ومن الطريق السلطاني من كركوك الى الزاب ، ولكي يأمن الوزير سليمان باشا شرهم ، جنّدهم هم وعشائر الملية وقواته المقدرة بستة آلالاف خيّال وجندي لطرد قبيلة الرولة والظفير عن أرض الجزيرة ولكن هذه الحملة فشلت أيضا ونزحت شمر الى الضفة اليمنى لنهر الفرات في 25 محرم 1224هـ كانون أول 1809م ...انتهى كلامه
وذكر كذلك ما نصه في كتاب تاريخ نجد لعبدالله فيليبي مانصه صفحة 123 :
في نهاية عام 1809 م خرج سليمان باشا والي بغداد بقوة عسكرية ليؤدب قبائل عنزة والظفير النازلة عند الحدود العراقية ، وكانت قبائل عنزة تحت إمرة الدريعي بن شعلان وهزموا القوات العراقية ثم عادوا الى بادية الشام والعراق وصارو قوة مرهوبة في منطقة عربستان... انتهى كلامه
وعندما رحل ال هذال شيوخ العمارات وشيوخ مشايخ عنزة رحيلهم الأول من نجد ومعهم الفدعان من عنزة ايضا ً
في حكم الامام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود بسبب القحط الشديد الذي حل بنجد وكان المؤرخون الاتراك يسمون الشيخ عبدالله بن هذال الكتخدا الوهابي أي نائب أو وزير الامام ابن سعود
وقد ذكر لاسكاريس في كتابه العرب صفحة 248 ما نصه :
جاءت الاخبار من نجد بقرب وصول قوات الوهابي بقيادة عبدالله بن هذال شيخ العمارات .....انتهى
المهم نزل ال هذال سوريا هم والفدعان , وضايقوا الرولة بقيادة الدريعي والحسنه بقيادة ابن ملحم على المراعي , فقاموا بتحريض باشا الشام قائلين ان هؤلاء طلائع الوهابيين!
وان هذا ابن هذال كتخدا الوهابي(كلمة تركيه معناها نائب الباشا أو قائده , وهو ليس معهم).
قال ابن هذال للوالي ان سبب مجيئنا هو القحط ونريد المرعى لاغير , لكنه لم يصدقهم ووقع بينهم مناخ , تدخل فيه بنيه الجربا بمن معه من قبائل شمر مع ابن هذال(وقد كان بينهم حلف قديم , رغم مافعله الهذال فيهم في مناخ العدوة 1205هـ عندما كانت قبيلة مطير تساندهم ) واستمر المناخ بينهم عدة أيام , نتج عنه انتصار إبن هذال والعمارات ومعه الفدعان ونزولهم بالشام سنة 1230هـ.
ويعتقد أن هذا المناخ السابق الذكر هو مناخ سلمية وربما يكون غيره لكثرة ما حصل من مناخات ومعارك في تلك الفترة ..
* مناخ مسحة 1230هـ 1816م ...
كان الدريعي بن شعلان يريد قتل بنيه الجربا الذي اشترك ضده مع العمارات (وهم خوال بنيه) , فأخذ يتحين الفرص لقتله , حتى عبر بنيه بقبائل شمر النهر ليكتال , فكانت هذه فرصة الدريعي لقتله .
فخف الدريعي بمجراد من الخيل , وعندما وصل العراق طلب من المنتفق العون , وكذلك انضم اليهم باشا بغدادالجديد(سعيد بن سليمان) بأن ارسل "الشاوي" ومعه جيش من عقيل بسبب الخلافات بينه(أقصدالباشا) وبين فارس عم بنيه , فهو المتسبب في عزل ابيه ومن ثم قتله وتنصيب التوتونجي بدلا ً عنه , وكذلك العداء بين قبيلة العبيد وشيخها "الشاوي" وشمر فقد نزلت شمر الجزيره على حساب قبيلة العبيد وزعيمها الشاوي , وقد انظم مع بنيه الخزعل والزقاريط وغيرهم , ودارت المعارك بينهم لأكثر من شهرين .أسفرت عن انتصارالدريعي ومن معه , وتحقق المراد وقتل بنيه الجربا .
يقول المؤلف ثامر حامد في كتابه تاريخ آل محمد الجربا وقبيلة شمر العربية في اقليم نجد والجزيرة صفحة 99 ، 100 ما نصه :
في عام 1813 م وجد الباشا عبدالله التتونجي الذي حل محل سليمان باشا الصغير الذي كان قد قتل على يد الدفافعة من شكر طوقة وأصبح حاكما على بغداد عام 1810 م وصارت لشمر مكانة الصدارة لديه إذ أصبح الشيخ فارس الجربا يحتل منصب باب العرب بدل من ال شاوي من العبيد أن مكانته مهددة من قبل سعيد باشا الكبير الباغ 19 عام من العمر فقد إنضوى الاخير تحت راية حمود الثامر السعدون شيخ المنتفق وثار ضد عبدالله باشا التتونجي وإستطاع القضاء عليه وأصبح سعيد باشا حاكما على بغدا التي دخلها في شهر مايو من عام 1813م ...
ويقول من نفس الصفحة :
في عام 1813م ظهر التوتر بين سلطة بغداد والشيخ فارس الجربا على مسرح الاحداث عندما رفض سعيد باشا منح الشيخ فراس الجرباء الامتيازات التي كان يتمتع بها من لدن أسلاف ولاة بغداد من كونه الشيخ الاول على منطقة الجزيرة بلا منازع ، وتم عزله وعين سعيد باشا بدلا منه قاسم الشاوي من العبيد لذا نرى الشيخ فارس الجربا يعلن العصيان على الحكومة ويقوم مع شمر بقطع المواضلات بين الموصل وبغداد وحلب ......الى أن يقول :
ثم يتجه الشيخ فارس مع ابن اخيه بنيه الجربا جنوبا ويتحالف مع الخزاعل وزبيد
ويقول ابن سند ما نصه :
إعلم أن بنيه عبر من الجزيرة لغربي الفرات عندما تولى وزارة بغداد سعيد باشا لما بين عمه فارس وآل عبيد من الضغائن ولاسيما أميرهم قاسم بن محمد بن عبدالله بن شاوي ... وقد كان سعيد باشا ولى زمام أكثر أموره له . فنزل بعشيرته على خزاعة في تلك السنة ليكتال وكان الدريعي العنزي الرويلي يرقبه فاقتفى أثره ونزل قريبا منه وأرسل الى حمود بن ثامر السعدون فاستنفره فنفر بفرسان عشيرته لمساندة الدريعي وكذلك خرجح عسكر الوزير سعيد بكبيرهم قاسم بن شاوي ومعه عقيل فقامت الحرب على قد وساق وذاد فرسان بنيه بحيث أنه ما كرّ على جناح أو قلب الا هزمه حتى غامته الفرسان فقدر الله عليه في بعض كراته أن أصابته بندقية فخر من صهوة فرسه...انتهى كلامه
وفي كتاب تاريخ العراق بين إحتلالين المجلد السادس صفحة 227 حوادث سنة هـ 1816م مانصه :
وقال كذا جلبوا الدريعي ورؤساء الرولة من عنزة لجانبهم وكان بين فارس الجرباء وبين الدريعي عداء قديم فأقتفى الدريعي 1231هـ أثر فارس ونزل قريباً منه وأرسل إلى حمود بن ثامر بن سعدون شيخ المنتفق فأستنفره فنفر بفرسان عشائر المنتفق لمساعدة الدريعي وتقابل الفريقان في لملوم واشتعلت نيران الحرب وفي هذه الوقعة قتل بنيه بن قرينيس الجرباء ابن أخي فارس وكان بنيه ما كرً على جناح إلا هزمه حتى تحامته الفرسان فأصابته طلقة فأردته قتيلاً وحينئِذ أرسل رأسه إلى الوزير ليؤدب به الباقين ...انتهى كلامه
ويقول عبدالله بن عبار العنزي في كتابه أصدق الدلائل في أنساب بني وائل صفحة 116 ما نصه :
وفي سنة 1230هـ مناخ مسحة بين عنزة وشمر وقد قتل بها بنية بن قرينيس الجرباء وكان مع عنزة المنتفق ومع شمر قبائل خزاعة ...انتهى كلامه
أما المؤلف أمين بن حسن الحلواني في كتابه مختصر مطالع السعود يقول مانصه صفحة 124:
في عام 1816م غارت الرولة بقيداة الدريعي بن شعلان على شمر يساندهم شيخ المنتفق ( حمود بن ثامر ) ويساند شمر شيخ العبيد ( قاسم بن محمد بن عبدالله الشاوي ) وبعض قوات سعيد باشا الوزير وكان ( بنيه بن قرينيس ) يصول كالنمر بين الجموع فجائته رصاصة طائة وقتله وقبره اليوم جنوب منطقة أم البعرور والحميدية على بعد 20 كلم من أرض الشامية ..انتهى كلامه
* ماقيل من أِشعار في بعد هذا المناخ :
قال أحد شعراء الرولة بعض الابيات في هذا المناخ يذكر قدومهم من سوريا , وبالتحديد من (الشنبل) وهي البوادي التي بين حمص وحماه والنقعه , وكثيرا ً مايقصد بها حمص .
ويذكر ان المعركه استمرت ثلاثة اشهر , وانهم قتلوا بنيه الجربا , ثم يمتدح فروسيته , ويتحسر على الفتاة التي يعتزي بنيه بأسمها , فقد قتل بنيه فمن يعتزي بعده بأسمها ، , ثم يذكر ان هذا هو جزاء من باعهم بأبن هذال ,اهدوا رأسه لبشاوات الترك ، ورأس بنيه أخذه شيخ المنتفق بعد المعركه ووضعه امام بيته , يقال أنهم متهولين من فروسيته!
أما الدريعي فقد رجع هو ومن معه بعد هذا المناخ الى منازلهم وديارهم في الشمال
يقول الشاعر الـرويـلـي :
سرنا من الشنبل الى قصر شــلال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ شهرين والثالث ذبحنا (بنيـــــــــه)
* بعض من المواقف والاحداث التي حدثت بعد هذه المعركة :
بعد مقتل الشيخ بنيه الجرباء في هذ المعركة قطع رأسه وحمله الشيخ حمود بن ثامر السعدون الى الوزير سعيد باشا وقام حمود بالعبث بشوارب هذا الفارس الهمام مما أثار أحد رجال شمر الذي كان دخيلا عند حمود بن ثامر السعدون بعد أن كان بنيه الجرباء قد أبعده عن شمر لامر قام به هذا الشمري فأنشد هذا الشاعر ناصر بن عجاج الشمري هذين البيتين في حمود :
خثلت له خثلتن عسى الله يخثلـــــك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ومديت له حبل الشرك ثم سديــــــت
تسعين لحية من روس قوم غدت لك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ وش عاد ياخصاي الدجاج سويــت
ويقال بأن الشاعر ناصر مات قهراً لما حدث أمامه من هذا الموقف ..
ويقول الشاعر دايس الهكاز :
ياشيخ قوك يا مروي شبا الــــــــزان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ كيف أنت يا منجب خطاة النـــــداوي
الي ليا طب الخيل دبوس فرســــــان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ اليا جاه يتبدنح مثل زمل الــــرواوي
وراعي البويضا متعب الهجن شرعان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ يفكهن لو هو وحيدن خــــــــــــلاوي
وبنيه شوك مياح الـــــــــــــــــــردان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ اللي لحرجاة الضعاين فــــــــــداوي
منت خابر يوم كون ابن شعـــــــــلان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ يضرب بكل إيديه عطب اللهـــــــاوي
من القصص التي يتوارثها أبناء قبيلة عنزه قصة الشيخ/عـقـيـل بـن مـجـلادشيخ الدهامشه من عـنـزه وفعله مع النصارى:
استقر الشيخ عقيل بن مجلاد مع جماعته من عربان الدهامشه من عنزه بالقرب من كنيسه ليس بقربها بلد بل في البريه وفي يوم من أيام الاحد صارو يضربون نواقيس الكنيسه مما تسبب في جفال الأدباش وعادت الابل والماشية فسأل الشيخ عقيل احد افراد جماعته عن هذه الاصوات فقال : إن هذه اصوات نواقيس كنيسة للنصارى يستعملونها بدلا من الاذان للصلاة عندهم واخبر الشيخ عقيل بأنهم لايدينون بالاسلام فأرسل الشيخ عقيل إليهم من يحضرهم عنده وعندما حضروا سألهم : لماذا لاتدينوا بالاسلام فقالوا : ياشيخ نحن لنا دين غير دينكم فقال : أريدكم أن تسلموا لأن ليس هناك دين غير الاسلام فاعتذروا بأنهم يدينون بغير دين الاسلام فقال : إن لم تسلموا سأقطع رؤوسكم فختاروا بين الاسلام أو الموت فقالوا ياشيخ عقيل سندفع لك جزية وتتركنا على ديننا قال : إنا لا نريد منكم شيئاً الا ان تسلموا فأقام لهم مسجداً من الحجر امام بيته وظلوا يصلون امام بيته الصلوات الخمس عاماً كاملاً حتى رحل الشيخ عقيل وجماعته من ذلك المكان فاسلموا ومنهم من اسلم وصح اسلامه وحمد الله على نعمة الاسلام ويقال ان احدهم حج للشيخ عقيل الذي بفضل الله ثم بفضله اهتدى الي طريق الاسلام ومن شواهد هذه القصة ماقاله الشاعر المعروف رميح الخمشي في قصيده يتغزل في مطلعها بمحبوبته ويذكر الشيخ عقيل ويشير في ثناياها الي هذه القصة ويقول :
نطيت مرقاب براس الجذيـبه * * * ما به فايده مار زايد تعنـــي
باسكان الشين المشددة ثم ميم مخففة بعدها الف ثم سين مكسورة فياء مشددة ,فتاء مربوطة ...بصيغة النسبة الي الشماس بتخفيف الميم . والواقع ان الامر كذلك اذ ان الذين بداوا عمارتها قوم من امراء الشماس البلد المعروف قرب بريدة وقد اسموها الشماسيه نسبة اليهم لكونهم من اهل الشماس
تقع الشماسيه الي الشرق من مدينة بريده على بعد حوالي 30 كيلا ..وهي طويلة الامتداد من الشمال الي الجنوب ولذلك تسمى في القصيم ( المداء) قالت شاعره من اهل الشماسيه تدعى ثريا :
ربعي هل ( المدا ) قروم هداليق ****** سحمان مثل مسلوعات الذيابه
سلاحنا مخ الفرنج السماحيق ****** ماننقل المسلو ك ولا لنابــــه
متى عمرت الشماسيه :
اقول قبل ان اسهب حول هذه النقطة ان كثيرا من المناطق النجديه تحديدا عمرتها قبيلة عنزة بسبب التواجد ..فمثلا بريده مدينه كبيره وهي اليوم عاصمة القصيم كانت هذه المدينه ملك ( لا ال هذال شيوخ عنزة ) كما جاء عند المؤرخ النجدي ابن بشر ,,, وعقد الدرر لابن عيسى ..كما ان هناك اماكن اخرى مثل : عقلة الصقور ,,والاسياح ,,دخنة وكذلك ( رجم بن شعلان ,,, وخصا هذال , رجلة مشعان ,,وخل مشعان ))... حيث كانت المناطق والمراعي المحيطه بمنطقة القصيم اغلبها تحت سيطرة قبيلة عنزة قبل نزوحها الي الشمال
اعود الي موضوع اعمار الشماسيه :يقول العبودي في كتابه معجم بلاد القصيم :
كثيرا من الناس يخطئون في تصور تاريخ عمارتها انها عمرت بعد ان تضعضع امر بلد ( الشماس ) الذي يقع قرب بريده والذي انتهى امره نهائيا عام 1196هـ,,,, والواقع ان ذلك خطا فقد عمرت قبل ذلك وهذا هو البيان:
اولا :ورد ذكرها في شعر حميدان الشويعر المشهور ذلك في قوله :
ووعده مع ( وقيان ) لك ناقة ****** خليت في نفود الشماسيه
ومن المعلوم ان حميدان الشويعر عاش اول القرن الحادي عشر الهجري بل كان في النصف الاول من القرن الحادي عشر رجلا مكتملا اذ نظم قصيدة في واقعة حدثت عام 1111هـ ذكرها ابن بشر ,,
وصرح حميدان الشويعر انه في القرن الحادي عشر بقوله :
شاهدت بالحادي شياطين مذهب ******* محاريث سو بل نجوس مناجسه
من قصيدة يعتذر فيها من عثمان بن معمر رئيس بلدة العيينة المتوفي عام 1138هـ
ثانيا : ان اهالي الشماسيه يتناقلون الان عن اسلافهم ان الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويسمونه كما يفعل العامه من اهل القصيم ( ابن عبد اللطيف ) لانهم لم يكونوا يتصلون بال الشيخ في اول ظهور الدعوة ويقولون :
انه دخل مسجدا لهم فوجد كل واحد من كبار المصلين قد كتب اسمه على المكان الذي يصلي فيه فلا يقربه غيسره فانكر عليهم ذلك ونصحهم ونهاهم عن اشياء اخرى منكرة يجب تجنبها فجابهوه بالعداوة واخرجوه من قريتهم قبل ان يستكما راحته وكان قدومه اليهم وهو مار الي بلد اخر
ويقول اهل الشماسيه : انه دعا على تلك القريه فخربت ويسمونها الان ( الخرابة )أي : الخرائب وهي في شمال الشماسيه
الكلام للعبودي : لم ار ذكرا لمرور الشيخ بالشماسيه في التاريخ المكتوب فاما ان يكون ذلك في رحلته للعراق او غيرها . او ان يكون مر عليهم احد العلماء من ابناء الشيخ واحفاده
وعلى كل حال فان ماتقدم يدل على ان عمران الشماسيه اقدم مما كان يظن الان وقد يورد شخص افتراضا بان الشماسيه كانت ماء قبل ذلك ثم عمرت كما كان عليه حال كثير من البلدان
والجواب على هذا الافتراض كما يقول العبودي : ان هذا الافتراض غير وارد وتسمية الشماسيه ترده اذ انها سميت بذلك اخذا من اسم الشماس البلد الذي قرب بريده السابق ذكره والذي هو نفسه ماخوذ من اسم اهله الذين هم اول من عمره من ال شماس من الوداعين من الدواسر
اما هل الشماسيه فانهم يوردون قصة ابتداء العماره في بلدتهم على النحو التالي مع الاختلاف في بعض التفاصيل شان الروايات غير المكتوبه التي يتناقلها الناس في مجالسهم
لما كثر النزاع والمحاربه بين اهل الشماس , وبين امير بريده وخاف اهل الشماس على انفسهم من ان يغلبهم اهل بريده فكروا في ان يوجدوا لهم مكان اخر ابعد
من بريده يكونون فيه في مامن اكثر مما هم عليه في الشماس , فارسلوا من يرتاد لهم مكانا صالحا للعمران فكان اول ماوقع عليه اختيارهم مكان بلدة ( الربيعيه ) وكانت انذاك روضة غير معمورة فوجدوها صالحه وعزموا على عمارتها الا انهم وجدوا انها اضيق ممن ان تتحملهم وجيرانهم الذين افترضوا انهم سينضمون اليهم في المستقبل فتركوها متجهين جنوبا منها فلما وصولوا الي شمال الشماسيه في المكان الذي يسى الان ( الملاح ) نزلوا فيه , وكان فيه اشجار ملتفه من الطلح والسدر وفيه صيد من الضباء وهو موقع حصين لانه يحد من جهة الشرق بجال ومن الغرب كثبان رمليه
وارسلوا روادا منهم الي جهة الجنوب علهم يجدون انسب منه فذهبوا مع البطين بكسر الطاء حتي وصلوا ( بقر ) ثم عادوا الي قومهم مخبرين بانهم لم يجدوا احسن من المكان الذي نزلوا فيه ,,,, ثم عندما راى جماعتهم من اهل الشماس ذلك المكان وافقوهم على رايهم فاول ماعملوه ان حفروا ابارا اختبروا ماءها فوجدوه كافيا فاستقروا فيه وبنوا اول بناء في الشماسيه
وتنفرد الشماسيه عن بلدان القصيم بجودة النخل ( الخضري ) فيها ولايشركها في ذلك الا ( الربيعيه ) اما بقية بلدان القصيم فانه لايوجد فيها خضري جيد مثله
ذكر المستر لوريمر الذي فرغ من تاليف كتابه قبل اكثر من سبعين سنة وتحديدا فسي سنة 1325هـ فقال : الشماسيه على بعد 18ميلا جنوب شرقي بريده بها 100 منزل لخليط من العرب معظمهم من قبيلة الدواسر ,, القرية مسورة وبها ستة محلات تجاريه وثلث المنازل ذات طابقين ويزرع بها الحبوب والخضروات والنخيل وتروى جميعها من مياه الابار التي يترواح عمقها مابين 8و9 قامات والمياه صالحة للشرب
دخول الشماسيه مرحلة التاريخ
ان دخول أي مدينة مرحلة تاريخيه يتطلب حدوث وقعة تسجل في المصنفات التاريخيه وحيث ان بلدة الشماسيه اشتهرت تاريخيا بالملحمة التاريخيه التي سطرها الشيخ مشعان بن هذال شيخ عنزة عندما هزم الاتراك وقبيلة ومطير وبعض فرق من قبائل حرب وبعضا من المرتزقه من المغاربه وغيرهم ...اعطى هذا الحدث زخما تاريخيا غير مسبوق ..ذلك لان مشعان كان يدافع عن مواطنه ارض نجد التي كان يعيش فيها وياكل من خيراتها وتحت سيطرته وقبائل عنزة العريقه .....فمهما تحدثت عن الجانب التاريخي لقبيلة عنزة ودورها التي كانت فيه تمتلك زمام الامر لما استطعت ان اوفي تاريخها ودورها وريادها الحق المطلوب ولكن ساتبنى فكرة وضع مقتطفات لهذا التاريخ الابي من خلال حادثه تاريخيه مهمة ...والعلاقة الاجتماعيه بين قبيلة عنزة والارض النجديه حينما نعلم ان هناك اعلاما باقيه تدل على ازلية وانتماء قبيلة عنزة وحبهم لارضهم وموطنهم والتضحية من اجل ذلك ....فلننتقل الان الي معرفة هذه العلاقة وعن طريق المصادر :
.المشهد التاريخي الاول برواية المؤرخ النجدي ابن بشر :
قال المؤرخ ابن بشر النجدي يصف ذلك المشهد ولما دخلت سنة اربعين بعد المائتين والالف في شهر شعبان : اقبلت قافله من البصره والزبير لاهل سدير والوشم والقصيم والزلفي والعارض وغيرهم ورئيس القافله علي ال حمد من اهل الزلفي ومعهم اموال عظيمه من الهدم والقماش والحرير وغير ذلك فاعترضهم مشعان بن مغيلث بن هذال واتباعه من قبائل عنزة في جراب الماء المعروف فحصل بينهم قتال فارسل مشعان الي على ال حمد ان ياتي اليه للصلح وكان ذلك مكرا وخديعة منه اليه فحبسه , وكان في القافله عدة رجال من قرابته وجماعة من اهل الزلفي فنادى مناديه : انكم ياهل الزلفي تعلمون ان كبيركم عندنا , فان بادرتمونا بالحرب قتلناه ,, فتخاذلوا خوفا ان يقتل على ال حمد واخذ مشعان ومن معه جميع القافله واقبل اهل يمشون حفاة على ارجلهم مسلوبين اموالهم وركابهم وسلاحهم ولباسهم فلم يلبث بعدها مشعان الا نحو خمسين يوما حتى قتل , وذلك انه لما اخذها وسار الي بلد الغاط وتزوج بنت محمد السديري ثم رحل الي الشماسيه البلد المعروفه في القصيم فسار اليه فيصل الدويش بعربانه من مطير ومعهم عسكر من المغاربه والترك وابن مضيان من حرب فوقع بينهم وبين مشعان ومن معه من قبائل عنزة قتال فقتل مشعان ف6ي مجاولة للخيل قتله فارس من الترك وذلك بعدما انهزم الدويش واتباعه وقتل من اتباع الدويش سعدون بن فراج وغيره واخذ قبائل عنزة من اتباع الدويش ركائب وامتعه كثيرة ),,انتهى
المشهد التاريخي الثاني برواية العبودي نقلا عن اهل الشماسيه :
يقول العبودي في كتابه معجم بلاد القصيم نقلا عن اهل الشماسيه انهم يروون قصصا شيقه عن بطولة مشعان بن هذال شيخ عنزة ومصارعته للترك ومطير ملخصها :
انه قطن على الشماسيه شيخ من قبيلة عنزة اسمه مشعان , وكان قوم من قبيلة مطير كبيرهم الدويش قاطنين على البرجسيه الان في جنوب الشماسيه فحصل بينهم عراك تغلب فيه العنزيون على المطيريين ,,فذهبت مطير واستنجدت بباشا الترك في الاحساء فجاءت بسريتين فيهما اميران احدهما يدعى عزاز والاخر يسمى ( البقيشي ) وقد تاهب العنزيون للحرب وحفروا خندقا على الشماسيه يمتد من النفود غربا وينتهي بالجبل جال الشماسيه شرقا حيث نخل ال عبد القادر ونخل ال عثمان الان
قالوا: ودربت عنزة خيولهم على عبور الخندق بحيث جعلوه اول الامر ضيقا حتى لاتهاب الخيل قفزه ثم كلما تدربت عليه عرضوه حتى صار لايتجاوزه من الخيل الا ماسبق تدريبه على تجاوزه
قالوا: فلما حصلت المعركه حصل النصر فيها للعنزيين بسبب الخندق ثم ان سرية من الترك حاولت ان تدخل الشماسيه من غربها حيث لايوجد خندق وكانت بقيادة ( البقيشي ) ..الا ان اعين عنزة راتهم فخرج اليهم مشعان فقتل قائدها البقيشي في الموضع المعروف الان في نفود الشماسيه باسم ( نقرة البقيشي )
وذهبت بقية السريه منكسرين جنوبا مع البطين ( بكسر الطاء ) فلما وصلوا البرجسيه ) وفيها ثقلهم ومتاعهم وقد علم عزاز قائد السريه التركيه الاخرى مقتل صاحبه ( البقيشي ) امر جنوده بالرجوع الي الاحساء ..وفي اثنا رحيلهم اتاهم صاحب حصان وقال : انا قتلت شيخا له ذقن كبير , فقال الدويش رئيس مطير : ( انا اخو جوزاء هذا مشعان والله لو انه حي ماتردون ماه )
ثم قال الدويش للتركي : وكيف قتلته ؟ قال : قتله الله , كنت منهزما وكانت البندقيه فوق كتفي فلمست الزناد خطا فثارت البندقيه وكان مشعان خلفي فاصابه الرصاص في صدره فقتله ,
قالوا: فرحل قوم عنزة الي جهة الاسياح , وتركو خلفهم في الشماسيه ( جفنة ) كبيره في مكانهم : لانه لايوجد من يستطيع ان يعطيها حقها فيملاها للاضياف باستمرار غير مشعان , وزعم اهل الشماسيه انها بقيت دهرا في مكانها لايتعرضها احد
يقول العبودي : ولايزال قبر مشعان معروفا في الشماسيه حتى الان وهناك خل في نفود الشماسيه يسمى ( خل مشعان )
نقاط يلتزم ذكرها :
اولا :البطوله التي حققها مشعان بن هذال لم تكن قاصره فقط على هذا الحدث التاريخي ولكن كم من مواقع واحداث تاريخيه خاضها هذا الشيخ حتى وافته المنيه في تلك المعركه المصيريه ...ولعمرى فانه بطولة غير مسبوقه في تاريخنا الحديث ..وستعطر بلا شك تاريخنا الابي وتعزز الوحدة وتضاف الي سجلات تاريخ بلادنا
ثانيا :ان هناك شبه تطابق بين رواية ابن بشر ورواية العبودي نقلا عن اهل الشماسيه وخاصة في الفقرة التي اثبتت بلا شك مشاركة الاتراك في المعركة الي جانب مطير وبعض المرتزقه من حرب والمغاربه ...وهذا لايشكل في حقيقة الامر بانه رد على من ادعى عدم مشاركة الا تراك بقدر ماهو ايضاح بان المشارك من الطرف الاخ هي دوله ...وهذا الامر يعطي موقعة الشماسيه حدثا تاريخيا مهما في المصادر والوقائع عامة
ثالثا : يظهر لي من خلال ذكر اهل الشماسيه بان من يقود السريتين التركيتين هما ( اميران ) وعند هذا اللفظ يتبادر الي ذهني بان هناك عملا لدى الاتراك قد اعطوهم الثقه في قيادة السريا لاخماد حركة من الحركات فلا تطلق كلمة امير الا على ( اهل بلاد الجزيره العربيه وبخاصة في اقاليم المملكة ) ...وهنا لعله من المناسب ان لا انقد هذا الامر ولكن على ان ابتعد عن الشرح الذي قد يوقعني في حرج السوال حول هذه النقطه المغموره ....
رابعا : ليس من الصعب حفر خندق مثلا عندما يتوقع قوما او جماعه من الجماعات هجوم كاسح ...فبالتالي نعرف ماذا حدث في تاريخ المسلمين في هذا الخصوص واشارة سلمان الفارسي في حفر خندق لمواجهة المشركين ...في غزوة الخندق المشهوره
خامسا : التهويل الذي ذكره فيصل الدويش عند مقتل مشعان وعبارته المشهوره ...تعطي ايحاء بالمركز الذي كان يتمتع به مشعان وقوته وبطشه وثقله التاريخي في مسرح الاحداث النجديه ...حيث كان يسيطر على القبائل ويحرك ماشاء منها .لذلك روئيتي لهذا التهويل تعطي مدلول ان الدويش كان يستبعد ان يرد جماعة من الناس مورد من الموارد ومشعان بن هذال حيا ...وهذا دليلا واضحا على سيطرة مشعان على المراعي النجديه
سادسا :مقتل مشعان بن هذال على يد التركي المنهزم ...صوره طبيعيه ان يقتل فارس عظيم على يد من هو انزل منه مرتبة وشانا وشجاعة ..وقد تكررهذا الشىء في تاريخنا الغابر ...كيف ان بعضا من الشيوخ والفرسان العظماء قتلوا على ايدي رعاة اغنام ...وليس لهم باعا بالفروسيه ..
سابعا : ان قبيلة عنزة لما قتل فارسهم وشيخهم رحلوا الي جهة الاسياح تاركين خلفهم علمين :
العلم الاول : الجفنة وهي معلم بارز تدل على كرم مشعان اضافة الي بطولته وشجاعته واقدامه في الحرب
العلم الثاني : قبر مشعان الذي ترك موجودا الان في نفود الشماسيه ويطلق عليه في معجم بلاد القصيم ( خل مشعان )
ثامنا :رغم مقتل مشعان بن هذال رحمه الله ..الا ان قبيلة عنزة هزمت الاتراك وقبيلة مطير شر هزيمه وقتل سعدون بن فراج وغيره ..وقتل ايضا قائد السريه التركيه البقيشي ..واخذ من مطير غنائم وامتعه كثيره