(شـــق صميلـــه وخلـــه) قصة المثل
.................................................. ...........
وقع عدد من رجال الرولة بيد أحد القبائل أسرى ومن عادة العرب عدم قتل الأسير بعد اعطاءه العهد ولكن هذه القبيلة لها حلف مع قبيلة ثانية فتقدم رجال من القبيلة الحليفة وطلبوا الأسرى بدفع مبلغ معيّن وذلك لقتل هؤلاء الأسرى لقصد أخذ ثأر رجال من القبيلة الحليفة وتمت موافقة رجال هذه القبيلة على تسليم الأسرى وكان هذا التصرف منافي للتقاليد والعرف القبلي وقتلوا الأسرى ثم بعد أن بلغ الخبر الشيخ النوري بن شعلان أمر قبيلة الرولة بالغزو على تلك القبيلة التي سلمت الأسرى ورفع المنع عنها وتنادوا الرولة بالكلمة الدارجة بينهم وهي قولهم ( شق صميلة وخله ) ومعناها أن يبقر بالرمح بطن الرجل ويتركه يجرجر أمعاؤه حتى يقضي تعزيراً وذلك من باب التنكيل لهؤلاء القوم على فعلتهم النكراء فوقعت المعركة وقد وصفها الشاعر مشعان بهذه القصيدة التي أوردها موزل في كتابه أخلاق بدو الرولة ومنها قوله :
حـر فقع من راس عالي الطـويلات = للـصيـده الـلي حـط خـمسه وراهـا
غـز المخـالـب بالثـنـادي السمينـات = ويمعـل بـهـا حـتى تـبـيـّن شـواهـا
يا طيـر يـا طيـر الفـلـح والسعـادات = صيدك سمين ومن غوالي اعداهـا
يا جـرب ما عينـت ذود النـصيـرات = سـتـيـن لـيـلـة قـاعـديــن حـذاهـــا
وأذواد درعـان عـلـيـهـن وسيمـات = عـيـّت عـليـهـن لحيتـك من رداهـا
الـبـوق مـا هـو لـلأجـاويـد عــادات = ومـن بـاق رايـاتـه هـديـم لـواهـــا
دنـيـاك لـو تـمـهــل لـيـالـي ذريـات = عـشبـت نـفـود يـوم يـيـبس ثـراهـا
حـنـا انـتـجـود بـالحـبـال الـقـويـات = مـن فضل جياب المطر من سماهـا
بسعـود شيـخ مـا يـدنـق لـدنـسـات = ولا هــو دنـوع بـغـرتـك لا لـقـاهــا
ما هو أنت يا البايق قـليل الأمانـات = بـقـت الـسلـوم الـلي بـعـيـدٍ مـداهـا
يـا مـا سـهـجـنـا تـالـي وأولـيــــات = نــدمـح وزلـتــكـم تـزاود عـيــاهــا
واليوم صرنا قـوم ما مـن غـيارات = الا عـلـى شـهـب تــبــارق حـذاهــا
جـوكم هـل العـلـيـا مدالـيـه غـارات = مثـل المزون الـلي زعـوج هـواهـا
ما هو أنت يا لبواق عقب العهادات = الـشـيـخ هـومـاتـه بـعــيـد مـداهــا
إلى اعتـلوا فوق المهـار الأصيلات = تـقـل شـيـاهـيـن تـخـّطـف قـطـاهــا
بالخيـل والصابـور يمشـون زافـات = يـتلـون أبـن هـزاع بأبيض ثـنـاهـا
ستـر الهنـوف الـلي تزهت بحفلات = نـشـمـيـة بــأيــام عـجـة صـبـاهـــا
عاشت يمينـك يـا صبي الخسـارات = خـلـيـت بـلـواهـا عـلى مـن بـغـاهـا
أودع لهم بمحرف الخيـل صيحـات = مـثـل الـغـنـم يسـدرك لـجـة ثـغـاهـا
يا حلوا دوجتهم مع اطراف حـّلات = نـاس تعـيـط ونـاس تسـمع بـكـاهـا
وتـوازنـت لـلـي عـدولـه خـلـيـــات = وأسـتـد بالـصـاع العـزيـزي ملاهـا
نـار العديم ومن نطح جمعـنـا مـات = نطعن اليامـا النفس تـلحـق هواهـا
يا ذيب ياللي بالخلا تزعج أصـوات = الـلـه عطـا مـا تـريـد نفسك منـاهـا
بيـوم بـه العـرجا تـذوق الطـراوات = ولا تشتهي القشرا فضايل عشاهـا
يا شيـن صـوّت للضباع المجيـعـات = مـا زال تـبـكـي كـل نـفـس شقـاهـا
بلكي تسـوي لـك عـزايـم وكـيـفـات = تجيب مـن هـذي والأخـرى وراهـا
مركاض أبـو نـواف زبـن الـونيـات = مـاكـر حـرار وعـوضك من قـناهـا
يشدى الـنـداوي بالجناحين لا فـات = خـم الـحـبـاري والـشـوايـا رمـاهــا
يا عـلي مـا جنـك عـلوم الشمـالات = نـاس تـغـيـر بـغـيــر ردت نـقــاهــا
صحبك وكاد وصحب ربعك حيالات = وعـن الـنقـا نقمع سـواعـد لحـاهـا
أجـيـك بـالـلي يـدركـون الجـمـالات = ربـع مـعـاديـهــم طـوال خـطــاهـــا
إلـى تـنـادوا بـيـنـهـم بـالـمـثــارات = كـم قـالـة وقـفـوا عـلـى مـنـتـهـاهـا
فاجـوكم الشعـلان والخيـل عجـلات = بشلف الرماح الـلي تروي شبـاهـا
المصدر : المجموعة الكاملة لقطوف الأزهار لابن عبار