غزوة اللصافه (ومقتل بن لامي) 1278هـ
أحد غارات وغزوات عـنـزة على الصمان في تلك الفترة
.................................................. ....................
في سنة إجتمعت عربان الصقور من عـنـزة برئاسة الشيخ النبيقي الزوين والشيخ بن نمران للتشاور والتخطيط لغزو جديد، وكانوا نازلين في وادي أبالقور، فأشار أحد الفرسان وكان عبيد الجلاوي أن قبيلة الأسلم من شمر تمتلك الكثير من الإبل وإقترح الهجوم عليها ونهبها، لكن أحد فرسان الدهمان أشار بأن يتجه الغزو جنوباً ناحية الصمان حيث يتجمع إبن لامي وجماعته من الجبلان من علوى من مطير حول مورد اللصافه (أحد طوال مطير) وحثهم على المسير ووعدهم بغنائم تفوق بكثير مايمكن أن يحصلوا عليه من شمر، مال النبيقي لرأي الدهماني وأعدت الصقور العده وجهزوا الركبان وتقلد كل فارس بندقيته وجهز ذلوله، على أن يسيروا إليهم في اليوم الثاني مع طلوع الشمس وفي اليوم التالي سارت الفرسان 3 أيام متواصله حتى إقتربوا من مكان يدعى العشري على مشارف اللصافه فأشار النبيقي للسبر أن يقتربوا من مطير لمعرفة مدى جاهزيتهم، فعاد السبر وأخبر أن الإبل كلها ترد الماء وأن هذه الفرصه السانحه للإطباق عليهم، وأن عدد إبلهم فاق التوقعات المسبقه وكانت معظمها من المغاتير والحمر والمجاهيم، وقسّم الصقور أنفسهم إلى ثلاثة مجموعات المجموعه الأولى عشرة فرسان بقيادة النبيقي تهجم على مضارب بن لامي فإذا ظهر فرسانهم قتلوهم، والمجموعه الثانيه بإمرة عبيد الجلاوي والمكونه من 15 رجلاً تلتف حول الإبل وتقتل الرعيان وتسوق الإبل بعيداً، والمجموعه الثالثه يقودها الفارس عماش العطيفي تقطع الطريق على من يحاول الهرب منهم لمورد اللهابه القريب النازل عليه تريحيب بن بندرالدويش على أن يلتقوا جميعهم في حزم يسمى (ضليع الجادة) كرّ الجلاوي وفرسانه على الرعيان وقتلوهم وساقوا جميع الإبل، وأغار النبيقي وفرسانه على منازل القوم ودارت معركة كان النصر فيها حليفاً للصقور وقتلت الصقور علوش بن لامي شيخ الجبلان ، قتله الفارس ريضان الجلالي ،وقتلت الصقور من خرج من الجبلان لملاقاتهم، وصوبوا أحد أبناء علوش، ولم يتمكن أي منهم من الهرب، وإقتادت مجموعة الجلاوي إبل الجبلان والتي قدر الرواة بأنها فاقت الثمانمئة بعير.
يصف الفارس ريضان مقتل علوش بن لامي:
وقع علوش والخيل تعـلاه ×× رميته بصمعة شقت بطونه
رديناه ذبيح مخضب بدمـاه ×× نكس مصوب تتليه ظعونــه
سـقط مكفي معفـرت ثناياه ×× همه رقابنا مير القدر دونه
وإلتقت مجموعات الفرسان عند الحزم المذكور بعد أن أدى كل منهم مهمته على أكمل وجه،.
فقال النبيقي سنسير مع وادي السوبان إلى وادي الباطن قبل أن تدركنا النذر ومشى الغزو إلى وادي الباطن مثقلاً بالغنائم من الإبل والأسلاب، بينما ولى المنهزمون من مطير بعد مغادرة الغزو إلى طلب المساعده من تريحيب الدويش وجماعته في اللهابه وأسرع تريحيب وبقية المنهزمين جماعة بن لامي لمحاولة اللحاق بالغزو متتبعين آثارهم فأعياهم المسير الطويل وأدركوا أن الصقور يتجهون إلى وادي الباطن وفطن النبيقي أن مطير ستسعى لرد حلالها متتبعةً آثارهم، ولكنه لم يغيّر من وجهته بل إستمر بإتجاه آبار الباطن ليلاً، وخلال الطريق مات عدد كبير من الإبل المنهوبه أثناء المسير ظمأ ً مما مكن الدويش من الإستدلال على إتجاههم من الأبل الميته خلفهم. وصل غزو الصقور وإبله موارد الباطن، وأرتووا منها عن آخرهم وسقوا الإبل والخيول فقال النبيقي إن مطير يتبعونا وبينا وبينهم مسافة ليله.
وأشار إلى ذبح بعير ورميه في كل بئر ماء لردمه، حتى تصل مطير لتروي ولاتستطيع.
وفعلوا ذلك، وكان أول بعير إسمه مليح لضخامته ذبح ورمي بأول قليب وأتبعوه بباقي البعارين. ونهج الصقور بإتجاه الكويت شرقاً يسوقون غنائمهم. وعند وصول مطير وقد أعياهم التعب والظمأ أرادوا سقيا خيولهم فبهروا بأن جميع القلبان مسدوده ببعارين مذبوحة!
فأدرك الدويش الحيله، وأشار على جماعته بالرجوع قافلين من حيث أتوا، فقد تمكن منهم الظمأ ولن يستطيعوا إكمال المسير شرقاً ، فعادوا منكسرين من حيث أتوا..
يقول أحد الصقور المشاركين واصفاً ماحصل:
ركبنا يم الحمر ذود بن لامــــي ×× صملنا وعلى شور الزوين ملنا
تلانا الدويش ورجعناه ظامــــي ×× أدبر تتبعه علوى وحنا وصلـنـا
اليوم طيرك البوم ماعاد حامي ×× جزيناك ندايم وكوم الغنايم نلنـا