شكرا أخي الباحث الكبير أبو مشاري الرفدي على سرعة ردك وقد أحسنت وأجدت وقلت مافي نفسي ،، وسؤالي هنا ليس جهلا بقدر ماهو توطئة للسؤال الحقيقي :
نعم الرباب هم أبناء عبد مناة بن أد وهم ثور وعدي وتيم وعكل وكذلك عمهم ضبة بن أد أدخلوا أيديهم في رب وتحالفوا وسموا الرباب .
وأبناء عبد مناة بن أد وضبة بن أد هم في النسب أ عمام قبيلة تميم وهي تميم بن مر بن أد وترجع لمضر
ونلاحظ أن الأعمام هنا تحالفوا مع ابن أخيهم تميم وأصبحت الرباب من فروع تميم الكبرى التي لا يختلف عليها اثنان ولا ينتطح عنزان
وكما تفضلت قال الشاعر ذو الرمة الشهير وهو من الرباب يذكر انساب تميم
يعد الناسبون إلى تيميم ،،، بطون المجد أربعة كبارا
يعدون الرباب وآل سعد ،،، وعمرا ثم حنظلة الخيارا
وهنا لا أحد يعترض أو ينكر أن الرباب من تميم حلفا رغم أنهم ليسوا من ذرية تميم بل تميم جاءت بعدهم في عمود النسب ..
السؤال الذي يدور في خاطري رغم أنك ذكرت نصوص كثيرة عن حلف بكر وعنزة بن أسد لماذا لا تقبل أن تكون عنزة تحالفت مع بكر بن وائل كما دخلت الرباب مع تميم
وهذا أمر منطقي نظرا للنصوص التي تثبت ذلك وذكرت أن بعضها واعترفت بملازمة عنزة لبكر كما لازمت الرباب تميم
لماذا أذن تعترض على انتساب عنزة لوائل بكر وهو المنطق وموروث عنزة يدل على ذلك وافتخارهم بذي قار وقصة الدحة وتعنزة بنت النعمان
وهناك دليل واضح يثبت أن عنزة من قبائل بكر نصا وأذكر دليلين فقط للتوضيح رغم كثرة الأدلة :
الأول :
جاء في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني هذا الخبر حيث يقول :"
أخبرني علي بن سليمان الأخفش، قال: حدثني أبو سعيد السكري، قال: حدثنا محمد بن أبي السري- واسم أبي السري سهل بن سلام الأزدي- قال: حدثني هشام بن محمد قال: أخبرنا عوانة بن الحكم، قال: خرج المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة يومئذ، ومعه الهيثم بن الأسود النخعي، بعد غب مطر، يسير بظهر الكوفة والحوف، فلقي ابن لسان الحمرة، أحد بني تيم الله بن ثعلبة وهو لا يعرف المغيرة. فقال له المغيرة: من أين أقبلت يا أعرابي? قال: من السماوة. قال: فكيف تركت الأرض خلفك? قال: عريضة أريضة . قال: وكيف كان المطر? قال: عفى الأثر، وملأ الحفر. قال: ممن أنت? قال: من بكر بن وائل. قال: فكيف علمك بهم? قال: إن جهلتهم لم أعرف غيرهم. قال: فما تقول في بني شبيان?قال: ساتنا وسادة غيرنا. قال: فما تقول في بني ذهل? قال: ساة نوكى. قال: فقيس بن ثعلبة? إن جاورتهم سرقوك، وإن ائتمنتهم خانوك: قال: فبنوتيم الله بن ثعلبة? قال: رعاء البقر ، وعراقيب الكلاب. قال: فما تقول في بني يشكر? قال: صريح تحسبه مولى.( قال هشام: لأن في ألوانها حمرة). قال: فعجل? قال: أحلاس الخيل. قال: يطعمون الطعام، ويضربون الهام. قال: فعنزة! قال: لا تلتقي بهم الشفتان لؤما . قال: فضبيعة أضجم? قال: جدعاً وعقراً . قال: فأخبرني عن النساء. قال: النساء أربع: ربيع مربع، وجميع تجمع، وشيطان سمعمع، وغل لا يخلع . قال: فسر. قال: أما الربيع المربع فالتي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك؛ وأما التي هي جميعتجمع، فالمرأة تتزوجها ولها نشب، فتجمع نشبك إلى نشبها؛ وأما الشيطان السمعمع، فالكالحة في وجهك إذا دخلت، والمولومة في أثرك إذا خرجت؛ وأما الغل الذي لا يخلع، فبنت عمك السوداء القصيرة، الفوهاء الدميمة، التي قد نثرت بطنها، إن طلقتها ضاع ولدك، وإن أمسكتها فعلى جده أنفك. فقال له المغيرة: بلأ أنفك. ثم قالله: ما تقول في أميرك المغيرة بن شعبة? قال: أعور زناء. فقال الهيثم: فض الله فاك! ويلك! هذا الأمير المغيرة. "
أقول : فهل بعد هذا الخبر من قائل يقول بنفي دخول عنزة بن أسد ، وضبيعة أضجم في بكر بن وائل ، وقد جاء الإثبات من أطراف ثلاثة متباعدة في النسب والمكان والرتب !.
فالسائل هو المغيرة بن شعبة الثقفي أمير الكوفة ، والمسؤول هو أعرابي ـ يعرف قبيلته حق المعرفة ـ من بكر بن وائل من تيم الله بن ثعلبة من اللهازم . والشاهد هو رجل من النخع من مذحج القحطانية من بلاد اليمن ، والراوي هو عملاق من عمالقة الأدب ووالعلم في التاريخ العربي وهو أبو الفرج الأصفهاني !.
والعجيب أن الأعرابي البكري لم يستنكر عليه ذلك ؛ بل وصف عنزة وصف العارف لها كما وصف بقية قبائل بكر بن وائل ، وكذلك ضبيعة أضجم ، كما أن النخعي أيضا لم يستعجب هذا الأمر أو ينكره أو ينوه بخطأه ، ومثلهم الراوي أبو الفرج الذي لم ينوه باستنكار ذلك ، وقد ذكر في مناسبات أخرى مايدل على صحة هذه الحلف أصلا ، وهذا يدل كله على اشتهار دخول عنزة بن أسد بحيث أصبح الأمور معروفا عند أقاصي العرب في الحجاز واليمن !!.
الدليل الثاني :
ويقول أبو فرج الأصفهاني : "بطون بكر بن وائل على جذمين، جذمٍ يقال له الذهلان، وجذمٍ يقال له اللهازم. فالذهلان: بنو شيبان بن ثعلبة و يشكر بن وائل، وبنو ضبيعة بن ربيعة . واللهازم : قيس بن ثعلبة، وتيم اللات بن ثعلبة، وعجل بن لجيم، وعنزة بن أسدٍ بن رببيعة
هذا نص صريح على أن عنزة أصبحت من قبائل بكر من فخذ اللهازم ..ت
وسؤالي أخي الباحث الكريم لماذا لا تتبع هذه النصوص كما أقررت بأن الرباب من تميم بالحلف فما الذي يمنع باحث مثلك يؤمن بالادلة أن يقر بدخول عنزة بن أسد في بكر كحلف أبدي وهذا لا يقتضي سقوط نسب عنزة فالرباب أيضا لم يسقط نسبهم ولكنهم منت تميم . وعنزة هي عنزة لكنها نسبت لوائل كما نتوارث بسبب الحلف
وهل الانتساب لبكر فيه مضرة أم فخر ربيعة كلها وهذا أبسط حقوقنا ونحن ورثة وائل في هذا الزمان مع اختفاء مسمى بكر وبقاء عنزة ووائل ..
لماذا نجعل من حلف عنزة وبكر أنه مستحيل فيما نقبل ذلك على بقية قبائل العرب مثل مزينة في حرب وأكلب في خثعم وعنز بن وائل في عسير مع عدم سقوط اسم هذه القبائل رغم تحالفها ..
شكرا على لك وأنتظر تعليقك .. ـقبل تحياتي