عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2009, 12:13 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مؤرخ
إحصائية العضو







ابن شمسي غير متواجد حالياً


افتراضي

ـ 9 ـ

27 ـ قال الكاتبُ: [ويقول أحد الشعراء يمدح الحارث بن أضجم سيد ضبيعة بن ربيعة ويصفه بأنه أحد سادات وائل في زمانه...] ص 34

1 ـ قولُه: الحارث بن أضجم... خطأ؛ وصوابُه: الحارثُ الأضْجَمُ بن عبدِ الله، فالأضْجَمُ لَقَبُه وليس اسمَ أبيه.

2 ـ ما قالَهُ الكاتبُ هنا خطأ ظاهرٌ وفهمٌ قاصرٌ؛ فالحارثُ الأضْجَمُ قديمٌ جِدَّاً؛ معاصرٌ لبكرٍ ولتغلبَ ابنَيْ وائلٍ. فهو: الحارثُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ ربيعةَ بنِ دَوْفَنِ بنِ حَرْبِ بنِ وَهْبِ بنِ جُلَيِّ بنِ أَحْمَسَ بنِ ضُبَيْعةَ بنِ ربيعةَ بنِ نزارٍ، وبَكْرٌ هو: ابنُ وائلِ بنِ قاسطِ بنِ هِنْبِ بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيِّ بنِ جَدِيلةَ بنِ أسدِ بنِ ربيعةَ بنِ نزارٍ. والحارثُ الأَضْجَمُ سَيِّدُ ربيعةَ كلِّها في زَمَنِه، وكانت ربيعةُ على زَمَنِه قبيلةً واحدةً لَمْ تتفرَّقْ، وما تَفَرَّقَتْ ربيعةُ إلا بعد قَتْلِ الحارثِ الأضْجَمِ، فوَقَعَتْ بسببِه أوَّلُ الحروبِ بين بني ربيعةَ فتفرَّقُوا.

فكيفَ يَصِحُّ أنْ يقولَ الكاتبُ إنَّ الحارثَ الأضْجَمَ من ساداتِ وائلٍ، وإنَّه دَخَلَ في بني وائلٍ، ووائلُ بنُ قاسطٍ في زَمَنِ الحارثِ لا يَزِيدُون على خَمْسةِ رجالٍ أو أقلَّ!!

3 ـ ولا أدري كيف فَهِمَ الكاتبُ هذا البيتَ ليقولَ إنَّ الشَّاعرَ يَصِفُ الحارثَ بأنَّه من ساداتِ وائلٍ؟!! فالشَّاعرُ يقولُ:
قَلُوصُ الظُّلامةِ من وائلٍ = تُرَدُّ إلى الحارثِ الأضْجَمِ
فمهما تَشَأ تَأْتِ منه السَّدادَ = ومهما تَشْأ منهم تَهْضِمِ

أيْ أنَّ الحارثَ الأضْجَمَ يأخُذُ من مالِ وائلٍ ما شاءَ بحَقٍّ أو بظُلْمٍ ـ وكانت إتاواتُ ربيعةَ كلِّها تُجْبَى إلى الحارثِ الأضْجَمِ(انظر: الاشتقاق 317) ـ. فالشَّاعرُ يقولُ إنَّ الحارثَ مُهْتضِمٌ لوائلٍ مستبِدٌّ لا تَقْدِرُ على الانتصافِ منه لِعُتُوِّهِ، أمَّا الكاتبُ فجَعَلَ مُرادَ الشَّاعرِ أنَّ الحارثَ مُنْتَسِبٌ إلى وائلٍ!!

4 ـ ثمَّ إنَّ الكاتبَ يَزِلُّ إلى خطأ أكبرَ من هذا؛ فهو يُقَرِّرُ في حديثِه أنَّ بكراً عَظُمَ عَدَدُها حتى كانت القبائلُ من ربيعةَ ـ كبني ضُبَيْعةَ رَهْطِ الحارثِ الأضْجَمِ ـ يَنْتسِبُون إلى بني وائلٍ لشُهْرتِهم وكثرتِهم. وهذا قولٌ ذاهبٌ لا خيرَ فيه؛ لأنَّ بني وائلٍ لَمْ يَكْثُرُوا إلا بعد الحارثِ الأضْجَمِ بدَهْرٍ طويلٍ!


ـ يتبع إن شاء الله ـ