عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2009, 12:09 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مؤرخ
إحصائية العضو







ابن شمسي غير متواجد حالياً


افتراضي

ـ 2 ـ



3 ـ قال الكاتبُ: [بمرور الوقت عظم شأنها ونمت فروعها فكان من الطبيعي أن تنساح فروعها التي استقلت عنها إلى أطراف الحجاز وسواد نجد] ص 6

أ ـ إذا كانتِ الهجرةُ من العراقِ إلى الحجازِ طبيعيَّةً كما قال فما بالُه يقولُ بعدُ في ص 9: [إنَّ الكثير من الأسئلة لا تجد جواباً لدى المحققين فيما يتعلق بأسباب هجرة عنزة أو بني وائل من ديارهم في عين التمر إلى الحجاز]؟! فهل هي هجرةٌ طبيعيَّةٌ لا ينبغي تفسيرُها أم هي هجرةٌ حارَ فيها المحقِّقُون؟!

على أنَّ الكاتبَ عادَ فنقَلَ في ص 50 وما بعدها صفحاتٍ طوالاً من كتاب (عشائر الشام) تتحدَّثُ عن استبدادِ الأعاجمِ بالخلافةِ والمُلْكِ واندراسِ أمرِ القبائلِ العربيةِ، ثم علَّقَ الكاتبُ في ص 53 قائلاً: [كل هذه العوامل كان لها أبلغ الأثر في انكفاء القبائل العربية على نفسها وعودة الكثير منها إلى الجزيرة العربية]. فإذا بَلَغْنا ص 69 نَجِدُ الكاتبَ يقولُ: إنَّ كتبَ التاريخِ والأنسابِ [لم تزودنا بإجابات شافية وتسلسل منطقي للأحداث وتلك التحولات والهجرات] ويُعِيدُ السَّبَبَ إلى أمرَيْن: ضياعِ المصادرِ، واكتفاءِ المؤرخين بالنَّقْلِ عن المتقدِّمين.

فهذه أربعةُ مواضعٍ في الكتابِ يُناقِضُ بعضُها بعضاً! فلا تدري: أهي هجرةٌ طبيعيَّةٌ ولها عِلَلٌ تاريخيةٌ أَثْبَتَها المؤرخون ودَرَسَها المحقِّقون أم هي أحداثٌ لَمْ تَجِدْ إجاباتٍ شافيةً وتسلسلاً منطقيَّاً؟!

ب ـ قولُه: إنَّ هجرةَ ربيعة كانت بعد (عِظَم شأنها)! و(نُمُوِّ فروعِها)! وهذا مِن العَجَبِ؛ فقبائلُ ربيعةَ كانت منذ قبل الإسلامِ (عظيمةَ الشَّأنِ كبيرةَ الفروعِ)، فما الذي اسْتَجَدَّ في القرن السادس؟! فهذا التَّعليلُ للهِجْرةِ (الطَّبيعيَّةِ) ـ كما قال الكاتبُ ـ تعليلٌ باطلٌ لا يُوافق التاريخ.

ج ـ قولُه: قبائل ربيعة التي استقلت عنها... قولٌ لا يُفْهَمُ منه إلا أنَّ ربيعةَ قد انقسمَتْ في القرن السادس إلى قسمين: قسمٍ بَقِيَ في العراق وقسمٍ نَزَحَ إلى الحجاز. وهذا هو المعنى الصَّريحُ لكلمة (استقلَّتْ). على أنَّ الكاتبَ بحسَبِ (نظريته) يُنْهِي كلَّ وجودٍ لربيعة في العراق بحلول القرن الخامس ـ كما قال في ص 65 ـ، فكيف نَفْهَم كلمةَ (استقلَّتْ)؟! كيف ستكون القبائل الربعية المهاجرة إلى الحجاز قد (استقلَّتْ) عن ربيعة إذا كانت ربيعة كلُّها مهاجرةً إلى الحجاز؟؟!!

د ـ يقولُ الكاتبُ هنا: إنَّ القبائل الربعية قد استقلَّتْ عن ربيعة فنَتَجَ عن ذلك هجرتُها إلى الحجاز...، لكنَّه قال في ص 74: [القرن السادس الهجري وفي حرة خيبر تحديداً كانت البداية لظهور تحالف قبائل بني وائل أو عنزة... (و) هي اسم يشمل كل بطون ربيعة القديمة، حيث انصهرت في بعضها كحلف ربعي قوي]!! فما الذي حَدَثَ لربيعة في القرن السادس: هل هو استقلالٌ أم تحالفٌ وانصهارٌ؟؟!! وكيف يُجْمَع بين: استقلال القبائل الربعية وتحالف كلِّ البطون الربعية؟؟!!

هـ ـ أمَّا قولُه: سواد نجد... فمِن مُخْتَرَعاتِه! فنَجْدٌ لا تُسَمَّى سواداً لا بالمعنى اللُّغَوِيِّ ولا بالوَصْفِ الجغرافيِّ!!

ـ يتبع إن شاء الله ـ