" يذكر البكري الأندلسي ت:487هـ في معجم مااستعجم نصا مفاده "ان ضبيعة وعنزة لحقت ببكر بن وائل"هذا النص رغم إختصاره إلا أنه جاء بصيغة التعميم وهذا يعني ان اللحوق شمل عنزة ككل وليس باحد فروعها ولو كان المقصود فرع أو بطن بذاته لجاء النص بصيغة التخصيص بدليل ذكر ضبيعة كقبيلة ثم الحقها بعنزة بعمومها وهذا يدل على عمومية اللحوق بشكل عام دون تحديد فالتفريق بين البطون دائما مانلاحظه يُذكر أثناء سرد هذه الأحداث كقولهم "ذهل بن شيبان وذهل بن ثعلبة وعجل بن لجيم وتيم وذهل وقيس بن ثعلبة وهكذا" فلا يعقل أن يعمم إسم فرع ليشمل القبيلة بأسرها لهذا يمكن القول أن مشاركة عنزة كانت بجميع فروعها خصوصا الفروع المنضوية ضمن هيكلية القبيلة اَنذاك بإستثناء فرعي مالك وحمار إبني سعد بن وائل بحكم وجود هذين الفرعين منذ القدم بجوار بني حنيفة في اليمامة فبنو معاوية بن وائل بن هزان وردت اخبارهم بإستفاضة في هذه الاحداث وغيرها منهم الفرسان والشعراء مثل شكس بن الاسود بن الأعسر بن معاوية وحفيده جفنة بن جعفر بن عبادة بن شكس وغيرهم الكثيرين/ أما بنوالدول بن صباح فهم رهط إبني حلاكة الذين أسروا حاتم الطائي والحارث بن ظالم وكعب بن ثمامة الايادي وهناك من ينسبهم الى بني محارب بن صباح رهط الشاعر مزيد بن عبدل كذلك منهم بعض المشاهير من أهل الكوفة والبصره منهم ابن الاعرابي الامام المحدث أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم العنزي وشهرتهم تغني عن ذكرهم/ أما بنو جلان بن عتيك فمنه (بنوجشم/ وجرثومة / وربيعة / والحارث / ومره) وهم رهط المكعبر الجلاني النابي بن نضلة بن جندل بن مرة بن غنم بن الحارث بن جلان والشاعر عمرو الأحز بن الأعسر بن هلال بن ربيعة بن خطمة بن جلان ونهيس الجلاني مقطوع السلسلة وهناك الكثير من مشاهيرهم واعلامهم ذكروا في وقائع وأحداث اللهازم وغيرها/ أما بنو يقدم بن عنزة فعلى الغالب الراجح يمكن حصر المشاركة في كلا الفرعين (النمر وتيم) دون إسثناء فبنوا هميم بن عبدالعزى بن تيم منهم الشاعر الأموي عمران بن عصام مقطوع السلسلة المقتول بدير الجماجم سنة 85هـ ورهط التابعي كدام بن حيان وعبدالرحمن بن حسان بن مخدوج قتله زياد سنة 51هـ مقطوعي السلسلة وورد خبرهم في أحداث سنة 64هـ إثر الخلاف الشهير على رئاسة اللهازم والأمر كذلك على إخوة هميم (بنو ذهل / وبنو ساعده) اما (بنوطريف / وسعد / وجسر / ومعاوية / وربيعة / ودهر/ وعبد) من النمر بن يقدم فهؤلاء يمكن مشاركتهم حصريا في حلف اللهازم فبنو طريف: منهم بنو قرار إبنا ثعلبة بن مالك بن طريف الذي قال شاعرهم عمرو بن مالك بن قرار بن ثعلبة بن مالك بن حرب بن طريف "أحاتم نحن لانجيع أسيرنا - فـأنت طليق الجـوع إن كـان نـالكـا - أحـاتـم قــد جـربـتـنـا فــوجـدتـنـا- ليوثـاً لـدى الهيـجـاء إنـا كـذالـكـا/ ويبدوا والله اعلم أن بنو قرار هؤلاء هم اسلاف القرارات من الموايقة من العبدة من السبعة من عنزة وكذلك بنو الأوس بن طريف بن النمر رهط عبدالله ومنجي (وهم الأفكلان) إبنا: ذهل بن عامر بن فزارة بن سعد بن غيلان بن حبيب بن الأوس بن طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة وقد تزوج الحارث بن همام بن مرة الشيباني من كبيشة إبنة عبدالله الأفكل المذكور وانجب منها "عمرو بن الحارث بن همام بن مرة" ومنهم الفقيهان العالمان محدثي الكوفة والبصرة "حبان ومندل 103هـ/167هـ المذكورين اعلاه وتنسب بعض الروايات القائد الشهير ربعي بن الافكل العنزي فاتح نينوى والموصل عام 16هـ الى الأوس بن طريف "وهو ربعي بن الأفكل بن ذهل بن عمرو بن عامر بن فزارة بن سعد بن غيان بن حبيب بن الأوس بن طريف بن يقدم بن عنزة بن اسد بن ربيعة ذكره ابن حجر العسقلاني من جملة صحابة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم/ اما بنو سعد بن النمر فمنهم شاعر اللهازم: رشيد بن رميض العنزي مقطوع السلسلة وهو من بني جزء بن سعد بن النمر القائل بعد أسر حاتم الطائي "ونحن اسرنا حاتم وابن ظالم - فكل ثوى في قيدينا وهو يخشع- وكعب اياد قد اسرنا وبعده- أسرنا ابا الحسان والخيل تطمع" وكذلك اوس الشاعر ودهمة بن سعد اما بنو جسر فمنهم الصحابي عايد بن سعيد الجسري وهذا لايمنع أيضا من مشاركة إخوتهم (بنو معاوية / وربيعة/ ودهر / وعبد/ الشاهد أن هذه الفروع ممن جاء ذكر اعلامهم فى المصادر هم في الغالب المشاركين في اللهازم وهم على المشهور المستفيض ( بنوهميم / وطريف / وجسر/ وسعد من يقدم بن عنزة) (وبنو معاوية بن وائل بن هزان / وبنوالدول / وبنو محارب بن صباح بن عتيك/ وبنو جلان بن عتيك بن أسلم من يذكر بن عنزة) هؤلاء من جاء ذكرهم في حلف اللهازم وهم ثمانية فروع أربعة من يقدم/ وأربعة من يذكر/ ولنا هنا وقفة وهي :هل كل هذه الفروع المذكورة في هذا الحلف يمكن إعتبارهم من النازحين مع بكر بن وائل الى أطراف العراق أم الأمر خلاف هذا؟ يقول البكري الأندلسي في معجمه"وانتشرت بكر بن وائل وعنزة وضبيعة باليمامة فيما بينها وبين البحرين إلى أطراف سواد العراق ومناظرها وناحية الأبلة إلى هيت وما والاها من البلاد" وهذا يعني أن النزوح والإنتشار شمل القبيلة بأسرها كما في اللحوق الأول هذا مايفهم من النص وهنا يجب التفريق بين النزوح والانتشار وبين السكن والإستقرار لكن من خلال بعض المصادر يتضح لنا أن بنوهزان لم تكن كلها قد نزحت الى العراق (كبني ضور بن رزاح/ وبني حمار بن سعد) فتواجد هذين الفرعين كان أساسا مقيما باليمامة مجاورين لبني حنيفة منذ ماقبل الاسلام ولهم هناك احداث ووقائع وحصون وقرى وبلدان مشهورة كملهم ووادي الرداع جنوب اليمامة ووادي نعام والمجازة وبرك وقرية ماوان وقرية المصانع ووادي لحاء وغيرها وهذا لايتعارض وفروع هزان الأخرى التى نزحت مع اللهازم (كبني معاوية بن وائل بن هزان/ وبنو الدول بن صباح بن عتيك/ وبنو جلان بن عتيك) فجميع مشاهير واعلام بنو هزان الذين ذكروا في البصرة والكوفة وسامراء وبغداد وغيرها في القرن الأول والثاني ماهم إلا من ذرية وسلالة هذه الفروع الهزانية الثلاث التى قدمت العراق مع جمع اللهازم مابين عام 535م/ 540م/ ولزموا بعدها الحواضر والأمصار التى خرج منها بعد ذلك هذه الكوكبة من القراء والحفاظ وغيرهم من مشاهير بني هزان والفروع الأخرى فهؤلاء كما في النصوص واضح أنهم ولدوا وتوفوا خلال هذين القرنين قبل قدوم بنو حنيفة وهزان الى البصرة والكوفة أواخر القرن الثالث الهجري كما سيتبين لنا لاحقا وهذا ربما أحد المؤشرات والأدلة على عدم وجود لبني هزان وإخوتهم بنو الدول وجلان في عين التمر خلال هذين القرنين تحديدا ولو كان كذلك فشهرة بنوا هزان لابد أن تطغى وتذكر هناك في عين التمر كشهرتها في اليمامة وشرق الجزيرة من قبل لكن هناك إشكالية تاريخية تتعلق بهذا الوجود؟! فبنو هزان لم يذكر لهم تواجد في العراق الى مرتين الاولى أثناء قيام الدولة العباسية 131هـ كما يذكر البلاذري"عندما إستدعى والي البصرة من قبل العباسيين سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب قبائل الأزد وبكر بن وائل وعبد القيس بنو حنيفة وبنو هزان لقتال والي الأمويين على البصرة سلم بن قتيبة بن مسلم" والثانية أواخر القرن الثالث عندما جائت مع بنوحنيفة بسبب الإضطرابات السياسية والفتن التى عصفت بالمنطقة أثناء سيطرة بنو الاخيضر عليها عام 253هـ والبعض الاخر جاء عام 310هـ وهو زمن متاخر جاء متزامنا مع هجرة عنزة من عين التمر الى الحجاز أو بعده بقليل في حين يرى بعض المحققين ان بنو الاخيضر بقوا في اليمامة بجوار بني هزان بنعام الى القرن الخامس الهجري! والاشكالية تكمن في هؤلاء المذكورين الذين قدموا البصرة مع بني حنيفة هل هي من الفروع الثلاث التى إستوطنت حواضر العراق أول امرهم أم من غيرهم؟ لأن من خلال حل هذه الاشكالية يمكن تضييق الدائرة على فروع بعينها أرى والله اعلم ظاهريا أنها السلف الذي ترجع اليه عنزة خيبر وهذا احد إحتمالين اما أن تكون هذه الفروع الثلاث عادت الى ديارها بجوار بنوا حنيفة فيما بعد ثم عادوا مرة ثانية مع بنو حنيفة أواخر القرن الثالث إثر تلك الأحداث التى احدثها بنو الاخيضر في بلدانهم أو أن الذين جاؤوا مع بنو حنيفة هم أؤلئك الذين ظلوا باليمامة حلفاء لحنيفة لم يبارحوها منذ ماقبل الاسلام واعني بهؤلاء (بني ضور بن رزاح /وبني حمار بن سعد) وكلا الأمرين ممكن وجائز فاحداث بنوا هزان وحنيفة ووقائعهم خلال القرون الثلاث الهجرية مشهورة كما دونتها المصادر وكتب التاريخ وهذا ربما يعزز بقوة من خلال قراءة الأحداث وتتبع مجرياتها وربطها ببعضها أن (بنوهميم / وبنوطريف / وبنوجسر/ وبنوسعد) من يقدم بن عنزة هم من استوطنوا عين التمر دون الفروع الأخرى نتيجة ماتبين من تلك الأحداث فالمسألة مجرد قراءة وتجميع ثم تحليل واستنتاج ولانجزم بهذا الرأي والإعتقاد والله اعلم .
م17/3/2023