شكراً للأخ صفوق الدهمشي العنزي على ما تفضّل به من كلام يلامس الحقيقة ولكن يا أخي نحن نتسائل لماذا الحسد ؟ فأنت إذا اسديت لي معروف فأنني سوف أحتفظ به ويروي لنا الأديب فهد المارك رحمه الله أن رجل من الرجال الذين لهم منزلة في قبيلته جاء إلى مجلس أحد الحكّام ووجد المجلس مليء بالرجال ولم يجد مكان يجلس به فهم أن يرجع وقام عنه أحد الرجال وأجلسه في مجلسه وخرج وهو قد فعل ذلك تكرّم منه وتقدير لهذا الرجل فأعتبرها جمالة وحفظها له فكيف بمن يتحمل المشاق ويكتب مفاخر قومه ويسخر شعره لهم ويمجدهم ويذود عن أحسابهم ولم يسيء لأحد منهم ولم يطلب معونة من أحد ثم يأتي من يحقد عليه ويحسده هل هذا معقول ؟
ويسرني ان أذكر لك هذا الموقف الذي حصل معي في يوم الأحد الأول من شهر ربيع الثاني دعاني الرجل الكريم الفاضل محمد بن عبدالله الحجاج محافظ عيون الجواء بالقصيم حيث كان عنده وليمة غداء بالمحافظة لسمو الأمير محمد بن سعد بن خالد آل سعود وأخيه بندر وبعض الأمراء والمشائخ وأعيان البلد وكبار موضفي الدولة وعندما قلّط الرجال للغداء كانت السفرة عليها قعدان وعدد كبير من الذبائح وعلى الماصة المستطيلة كافة أنواع الأنعام فجلست في مكان متوسط وسمعت الشيخ محمد الحجاج ينادي ( يا أبن عبّار ) فسكت وتجاهلت لأنني أدري أنه يريد أن يقومني إلى مكان قرب كبار المدعوين فبدأ يدور على الرجال حتى وقف خلفي ( فقال قم والله ما أنت في هذا المكان ) فحاولت أن اقنعه بأن مكاني جايز لي ولكنه أصر ألا أقوم ووضع لي كرسي قرب الضيوف وخجلت من لطف هذا الرجل وتقديره لي وبعد أن قاموا الحضور من الطعام جاءني عدد من الرجال يسلّم عليه من جديد فشعرت أن هذا الرجل وضع لي منزلة عند الحضور وأصبح له عليّه فضل كبير وهو قصده تقدير وكرم بحت ولا يريد مني شيء وقررت ان احتفظ لهذا الرجل بالفضل وقد أثنيت عليه بعدة قصائد نشرتهن في هذا الموقع علماً أن الرجل من حاضرة المسعود من الأسلم من شمّر