الرد على ماجاء في كتب التاريخ في مقتل أسد الله حمزة
بقلم
أحمد بن سليمان ابوبكرة الترباني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لقد انتشرت قصة مقتل حمزة ـ رضي الله عنه ـ في كتب التاريخ والرسائل وكذلك الدراما التلفزيونية ( فلم الرسالة ) وفيها أخطاء كثيرة , ساعد في نشرها ( الروافض ) قاتلهم الله , ولحقدهم على بني امية نشروا عنهم الأكاذيب والخرافات كي يحرضوا الناس على سبهم وبغضهم .
ومن هذه الأكاذيب التي وضعوها الروافض هو مقتل سيد الشهداء حمزة ـ رضي الله عنه ـ فقاموا بالكذب وقالوا : أن الذي امر حبشي بقتل حمزة هي ( هند زوج ابا سفيان ) ـ رضي الله عنها ـ
وهذا كذب وباطل وهي من اكاذيب الرافضة لتحريض الناس على شتم بني امية .
( من الذي أمر حبشي بقتل اسد الله حمزة )
أخرج البخاري في ( صحيحة ) عن جعفر بن عمرو الضمري قال :
(خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار ،فلما قدمنا حمص ،قال لي عبيد الله بن عدي :هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة ؟قلت نعم . وكان وحشي يسكن حمص ، فسألنا عنه ،فقيل لنا : هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت .قال :فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير،فسلمنا،فرد السلام ،قال عبيد الله متجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينه ورجليه فقال عبيد الله يا وحشي أتعرفني ؟ قال : فنظر إليه ثم قال :لا والله قال ، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج إمرأة
يقال لها أم قتال بنت أبي العاص ، فولدت له غلاما بمكة فكنت استرضع له ، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه ، فلكأني نضرت إلى قدميك . قال : فكشف عبيد الله عن وجهه فقال : ألا تخبرنا بقتل حمزة قال : نعم ، إن حمزة قتل طعمية بن عدي بن الخيار ببدر فقال لي مولاي جبير بن مطعم :إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر . قال : فلما أن خرج الناس عام عينين ، وعينين جبل بحيال أحد ، بينهما واد - خرجت مع الناس إلى القتال ، فلما اصطفوا للقتال خرج سباع فقال : هل من مبارزة ؟ قال : فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال : يا سباع ، يا أبن أم أنمار مقطعة البظور ، اتحاد الله ورسوله ؟ قال ثم شد عليه ، فكان كأمس الذاهب قال وكمنت لحمزة تحت صخرة ، فلما دنى مني رميته بحربتي في ثنّته حتى خرجت من بين وركيه ، قال : فكان ذاك العهد به . فلما رجع الناس رجعت معهم فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله رسلاُ ، فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل ، قال : فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قال لي : أنت وحشي ؟ قلت نعم . قال أنت قتلت حمزة ؟ قلت : قد كان من الأمر ما بلغك . قال : فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ؟ قال : فخرجت . فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب قلت لأخرجن لعلي أقتله فأكافئ به حمزة قال : فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان قال : فإذا رجل قائم في ثلمد جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس ، قال : فرميته بحربتي . فوضعتها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه . قال ووثب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته قال : قال عبد الله بن الفضل : فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول (( فقالت جاريه على ظهر بيت : وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود )) .
قلت : الذي امر وحشي بقتل حمزة هو ( جبير بن مطعم ) حيث كان وحشي مولى لجبير , فقال جبير لحبشي : إن قتلت حمزة فأنت حر .
( أكذوبة الروافض أن هند أكلة كبد حمزة )
يستشهدوا الرافضة بحديث ابن مسعود في وصف معركة احد حيث قال ابن مسعود في حديثة : فنظروا : فإذا حمزة قد بقر بطنة , واخذت هند كبدة فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها .
قلت : اخرجه الواقدي وابن اسحاق والحديث ( ضعيف ) لإنقطاع سنده ونكارة متنه , فإن في سندة الشعبي , والشعبي لم يسمع من ابن مسعود , قال ابن ابي حاتم في ( المراسيل ) (133) : سمعت ابي يقول : لم يسمع الشعبي من عبدالله بن مسعود .
وقال الهيثمي في ( المجمع ) ( 6/122) : رواه احمد وفية عطاء بن السائب وقد اختلط .
وهذا الحديث فية علتان : الإنقطاع والإختلاط .
ومن عجائب مراوغة الرافضة انهم يكفرون كل الصحابة , فكيف يستشهدون بحديث ابن مسعود ( المنقطع ) وابن مسعود عندهم كافر !
ومن فضائل هند بنت عتبه شرف الرؤيا والصحبة وأم كاتب الوحي , قال النووي في ( شرح صحيح مسلم ) (7/55) : وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشيء .
وأخرج ابن عساكر ( 12/312) : أنها لما اسلمت جعلت تضرب صنمها في بيتها بالقدوم فلذة فلذة وهي تقول : كنا منك في غرور .
وكذلك اخرج ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (12/311) عن ابي هريرة قال : رأيت هند في مكة وكأن وجهها فلقة قمر .
ومن فضائلها ما اخرجه مسلم في ( صحيحة ) عن ابي هريرة عن النبي ـ علية الصلاة والسلام ـ : نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على الطفل وارعاه على زوج في ذات يده .
وهذه البيان كي يتضح لكل عاقل اكاذيب الروافض وحقدهم على بني امية ونشر هذه الأكاذيب في كتب التاريخ . واعلم رحمك الله أن في كتب التاريخ الرطب واليابس والصحيح والضعيف , فيجب التأكد من صحة الأخبار التي يذكرها أهل التاريخ وذلك لأن أغلب اهل التاريخ لايميزون بين الصحيح والسقيم فيذكرون في مصنفاتهم الأخبار الموضوعه والأحاديث المنكرة , ولهذا وجب على الباحث ان يغرف من علم اصول الحديث و الجرح والتعديل , كي يتسنى له التمييز بين السقيم والصحيح وخاصة في مسائل التاريخ لكثرة الروايات الضعيفة .
وأعيد لكل باحث في الأنساب والتاريخ يجب عليه ان يعلم ( اصول الحديث والجرح والتعديل ) كي يميز بين الصحيح والسقيم , وعلم الحديث فضله مشهور وكفاهم انهم (( حراس العلوم )) .
قال سفيان الثوري كما في ( شرف أصحاب الحديث ) (80) للبغدادي :
" الملائكة حراس السماء ، وأصحاب الحديث حراس الأرض" .
قلت : حراس الارض لأنهم يبينوا الصحيح من السقيم من الأخبار .
وقال الامام احمد كما في ( العلل ) (90) للخلال : أهل الحديث أفضل من تكلم بالعلم .
وفي الختام وأسأل الله ان يجعل هذه الرسالة في الذب عن عرض الصحابية الجليلة هند بنت عتبة ـ رضي الله عنها ـ في ميزان حسناتي يوم القيامة .
كتبه :
أحمد بن سليمان ابوبكرة الترباني