جني الأزهار في نسب جحا صاحب النوادر والأخبار


بقلم

احمد ابوبكرة الترباني








الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ـ علية الصلاة والسلام ـ وبعد :


لقد أنتشر خبر ( حجا ) بين العرب , ذلك الرجل صاحب النوادر والطرائف , فمن الناس من أثبت وجودة ـ وهو الصواب ـ ومنهم من جعل شخصيته , شخصية خيالية ـ وهذا بعيد عن الصحة ـ ولا يعقل ان هذه الشخصية التي تكلم فيها العلماء وانتشر خبرها بين العوام ان تكون شخصية خيالية من نسج بعض الناس , الا ان هذه الشخصية ( جحا ) نسب اليه اخبار غير صحيحة عنه , وأصبح بعض الناس إذا اراد ان يختلق حكاية فكاهية , نسبها الى جحا حتى يكون لها رواج بين الناس .



( نسب جحا )


أختلف في نسب جحا صاحب النوادر , منهم من نسبه الى فزارة ـ وهذا غلط ـ ومنهم من نسبة الى بني يربوع وهو الصواب عندي والله اعلم .

جحا هو : دجين بن ثابت اليربوعي وهو غير دجين الذي روى عنه ابن المبارك , وليس بتابعي كما يزعم البعض !

بل عاش جحا مابين ( 130 للهجرة وبين 230 للهجرة ) وذلك لأنه من معاصري ( المحدث عثمان بن ابي شيبة ومكي بن ابراهيم )
ذكر الشيرازي في (الألقاب) (43) : عن مكي بن إبراهيم، قال:
رأيت جحا الذي يقال فيه: مكذوب عليه، وكان فتى ظريفا، وكان له جيران مخنثون يمازحونه، ويزيدون عليه.

قلت : ولد مكي في سنة 132 للهجرة ومات سنة 214 للهجرة .

ولحقة عثمان بن ابي شيبة المتوفي سنة 239 للهجرة

قلت : هو غير دجين الأول , ودجين الاول فزاري من غطفان والمتأخر من بني يربوع من تميم . والله اعلم

قال الإمام الذهبي في ( تاريخة ) ( 9/ 370) :
" جحا : أبو الغصن ، صاحب النوادر ، دجين بن ثابت ، اليربوعي ، البصري . وقيل : هذا آخر .
رأى دجين أنسا ، وروى عن أسلم ، وهشام بن عروة شيئا يسيرا .

قلت : جحا لم يعاصر انس , انما هو متأخر وقد يكون الإشتباه في الأسماء هو الإشكال , ودجين الاول فزاري من غطفان والمتأخر من بني يربوع من بني تميم وهو ( جحا ) والله اعلم .


( كل ما نسب الى جحا كذب )


قد بالغ بعض الناس وأصبح ينسب كل ما هو مضحك الى ( جحا ) ,

قال عباد بن صهيب كما في ( الالقاب ) (439): حدثنا أبو الغصن جحا - وما رأيت أعقل منه - .

قال مكي بن إبراهيم كما في ( الألقاب ) (439) : ( رأيت جحا , الذي قال فيه : مكذوب عليه , وكان فتى ظريفاً , وكان له جيران مخنثون يمازحونه , ويزيدون عليه ) .

قال ابن الجوزي في ( أخبار الحمقى والمغفلين ) (56) :" و منهم ( جحا ) و يكنى أبا الغصن ، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء ، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل ، و قد قيل : إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. .

قلت : هذه الحكايات من وضع غيرة ـ كما ان شبابنا الى اليوم يلصقون اليه الحكايات وينسبونها اليه وهي من نسج خيالهم انفسهم ـ


كتبه

احمد ابوبكرة الترباني
الاردن

الباحث الاديب احمد الترباني اشكرك على تعريفك لنا بتلك الشخصية التي عرف عنها الفكاهة والتغفيل

ولا شك انك ان اضفت لنا بعضاً مما نجهله فأهلا بك ودام عطائك