أنعم الله عليك ورحم الله والديك يا أبو عبدالله :

في أحد السنين كنت ضمن أفراد مرابطين على حد الوطن وكنا ننتدب مجموعات ونقضي ستة شهور ثم نعود ويأتينا بدل من زملائنا وقد داقشت مع أحد المجموعات وكان الراتب ضعيف ووجدنا زملائنا الذين كانوا في المركز قبلنا قد طقوا أوتاد حديد وجعلوها هوادي للقدر وبعد مدّه من وجودنا هناك لم يأتينا ضيوف فطمس الغبار محل الموقد ولم يبقّى إلا روس الأصياخ فنظر أحد زملائنا وقال ( أنظروا نارنا طفت بينما زملائنا كانوا محيينها يا ليت لو يشوفها أبن مهيد لعلّه يحييها ) وكنت أنا الفدعاني الوحيد معهم وأبن مهيد شيخي وقمت على الفور أبحث عن من استدين منه ذبيحه لكي أحيي هذه النار على ذكر أبن مهيد فوجدت رجل يبيع ذبائح ووفّق الله أن ديني ذبيحه وجبتها وقلت للزملاء عندي ضيف ساعدوني على الذبيحه وكانوا في ذلك الوقت يشفقون على اللحّم فذبحناها وقلت لهم اطبخوا قدر ما يشبعكم والباقي سوف نشطبه ونملحه ونطبخ منه كل يوم فقالوا أجل ما عندك ضيف ؟ قلت ضيفي الأسم الذي تمنّى خوينا أنه يتهايق بالنار لكي يحييها ومن الصّدفة أنه بعد أن استهلكنا لحم الذبيحه جاء ضيف لخوينا الذي تمنّى ثم توالت الضيوف حتى قال ( أهلكنا طاري أبن مهيد وحملنا الديون يا ليت لو يتهايق بها فلان لعلها تطفي ) وكان الرجل الذي تمناه من أبخل خويانا وفعلاً توقفوا الضيوف حتى عدنا للرياض

ومن المؤكد أن ضريح الشيخ تركي بن مهيد رحمه الله في منطقة صحراويه بالحماد تسمّى الهري وهو على مطاليع أهل عرعر وطريف وكذلك يمرون عنده بعض قبائل الأنبار من أهل العراق ولا ينزل عنده أحد إلا يذبح ذبيحه لأنه له كرامات ويقولون أنه في الوقت القريب قبل مشاكل العراق كانوا يأتونه ناس من أهل الخير ويضعون عند القبر خياش تمر وصملان لبن وسمن وزبد وكل ما مر طرقي ما يجد عرب يضيفهم يمر على قبر تركي بن مهيد ويجد عنده طعام وماء أو لبن وهذه حقيقه وليس خيال

ولذلك يحق لنا أن نفخر بالرجال الذين خلدوا المجد