قبيلة عنزة البادية كانت في عصر الدولة العثمانية من أقوى القبائل وهي لها نجعه في أماكن متفرقة فقد تجولوا في العراق وسوريا والأردن وحتى في لبنان وخروجهم من الجزيرة العربية ولم يقاطعون موطنهم الأصلي وفي أثناء تجوالهم لم يكن همهم الأستيلاء على الديار فهم لو وجد الرجل منهم قصر منيف على طاش الفرات وحوله البساتين والكروم والخضار والفواكه والنخيل والأراضي فأنهم لا يرغبون السكن في هذا المكان بل هم يبحثون عن الصحراء الذي تنبت الكلآ لمواشيهم والآبار الذي ترد عليها أبلهم ويستولون عليها عنوه ولو طلب من أحدهم أن يحكم بلد ويعطى منصب لرفض حيث أن نمط حياتهم الحل والترحال ودخول البلاد المريفة بالقوة وهمهم تصليح أبلهم واستعراض قوتهم أمام الجميع وهم رحمهم الله اعتمدوا تربية الأبل والخيل والسكن في البادية وبدل ملك الديار والغرس والزراعة والسكن بالقصور فقد أرثوا لأحفادهم بيوت من الشعر وقد بليت وأبل وخيل وقد قضى عليها الدهر وتركونا حفاة عراة وبعد أن ملكت الديار من قبل القبائل المستقرّة بدأنا نبحث عن قطعة أرض بيضاء لكي نشتريها ونضع عليها مسكن لذرارينا بينما القبائل التي استقرت فقد ملكت ديار وغرستها وأحيتها وسكنت في عيش رغيد ووالله أن والدي رحمه الله أنتقل إلى رحمة ربه ولم يورث ألا ناقة أسمها حلوة وشاه فقط وماذا أستفدنا من عنتريت جدودنا وتمشيهم في الديار ؟ وهذا مما جعلنا لا نعرف ألا العدود والآبار وقد اندثرت العدود فهل يعتبر المورد الذي نقيّض عليه في القيض ونرحل منه وطيلة السنة ونحن نشّرق ونغرّب هل نعده ديرة ومسكن وهو بير في صحراء قاحلة ونحن ولله الحمد حالياً في ديار الإسلام وديرتنا بيوتنا الذي نسكنها في المدن وننتسب إلى القبيلة والإسلام والدولة والوطن
ومن المعروف أن عنزة الذين خرجوا من نجد والحجاز استولوا على ديار صحراء ولم يملك أحد منهم ألا أن الدولة التركية رأت أن تعطي بعض المشائخ أملاك لكي يستقرون ويتركون النجعة لقصد أن يأمنون شر البدوا وقد حصل أبن هذال وأبن مهيد وأبن ملحم وأبن سمير وأبن شعلان على أملاك واستقروا لفترة من الزمن ومن ثم منذ أقل من مائة سنة بدأ بعض بدوا عنزة يتملّك في أماكن محددة وقبل هذا لا تجد من يسكن في القرى أو الهجر بل كلهم بادية