الأخوة الكرام حفظكم الله ورعاكم :
بخصوص وائل الجد الذي طال الجدال عليه أقول لكم الكلام الذي لا يعقبونه الرجال وهو ( إذا كان اجدادنا ورثوه منذ دخولنا في خيبر بمطلع القرن الرابع الهجري ويعرفون أنهم بكريون أو تغالبة أو أنهم يعتزون بوائل بن قاسط بالتحديد وورد نص صريح يثبت ذلك فأننا حتماً نعتزي بوائل بن قاسط بموجب الحلف أو مخالطة بكر فقط لأن تغلب لم تخالطها عنزة ولم تجتمع مع بكر أطلاقاً وكل من خلط بكر وتغلب فهو لا يعرف الأنساب ولم يطلع على التاريخ )
أما إذا كان منذ أن هاجرت عنزة من عين التمر واستقرت في خيبر بمفردها وبرز منها فرعي عنزة بشر ومسلم ومنذ ذلك التاريخ وهي عنزة لا تعرف بكر وتغلب ولا تعرف وائل بن قاسط وهو لم يذكر حتى عند ذريته إلى أن جاء عصر التمثيليات وعصر النت وعصر التعلّق بوائل فأن هذا القول باطل ولا يرقى إلى مستوى المعلومة التي يأخذ بها الباحث الصادق المجد الذي يتلمّس الحقائق ويبتعد عن الظنون والتخيلات
أما بكر وتغلب فان كل أجيال عنزة ذرية بشر ومسلم لم يرد لهم ذكر عبر العصور لا في شعر ولا في خبر ولا في وثيقة ولا في مخطوطة ولا قول مستشرق أطلاقاً ولا تعرفهم عنزة ألا في هذا الجيل عندما بدأت التمثيليات في القنوات فتصوّر البعض أن الممثلين هم الزير وكليب وجسّاس وتخيلوا أن الممثلات نساء بكر وتغلب وتخيلوا أن تغلب وبكر هم عنزة وكتبوا أستناداً إلى التمثيليات وهذا لا يعتبر فخر لعنزة أن ينقل نسبها وتلحق بجد غير جدها لأن عنزة نسبها ثابت وجدها ثابت وعلاقتها في بكر وتغلب قد حددها المؤرخون الذين وضحوا بالخط العريض أن عنزة بن أسد بن ربيعة وأن بكر وتغلب من سلالة جديلة أخو عنزة وهذا المؤكد فكيف يأتي من يقول قال الجويعان وقال طراد بن ملحم وهم رجال معاصرين ولم يسندون لأي كتاب وهم يعنون عنزة ومن المفيد أن يعرف الجميع أن عمرو بن كلثوم وطرفة بن العبد والحارث بن حلزة اليشكري وصناجة العرب الأعشى القيسي وكل شعراء بكر وتغلب وكل الشعر الذي قالوه هؤلاء بالعصر الجاهلي وصدر الإسلام كل ما ذكر فيه وائل فهم يعنون ذرية وائل بن قاسط أما في العصور القريبة فأن الشاعر الذي يقول :
أولاد وائل كنهم طامي السيل *** وقدامهم شمّر يهدون الأصعاب
وعندما قال عبيد العلي الرشيد في موقعة بقعا :
أنا أحمد اللي زيّن الفال يا حسين *** صارت على القصمان وأولاد وايل
وعندما قال عقاب العواجي :
كم جثة مجدوعة مابها راس *** من خصمهم ماهي من أولاد وائل
وعندما كانوا يحدون الفدعان على باشة الأكراد وجيش الترك بقولهم :
يا أبو طاقة مائلة *** وشلك بالقيق تهايله
أولاد وائل حضبوك *** صكو عليك القايله
وعندما قال العمري :
أيوب طبو ديرته وأخربوبه *** أولاد وائل مطلقين اليماني
وعندما قلنا وقلنا الكثير بوائل فأن كل من قال في العصور الوسطى وعصرنا الحاضر فهو يعني وائل عنزة ونظراً لأن عنزة قبيلة عريقة وعظيمة ومستقله فهي لم تستعير وائل خارجي بل أنها عنزة وتعتزي بوائل عنزي ومن الأفضل ترك التعلّق بالخرافات وأقوال العوام غير المسند
أما أفتخارنا وأفتخار الجويعان وغيره في بكر وتغلب وموقعة ذي قار فأن هذا نعلله بالأسباب الصحيحة التالية وهي :

أولاً : أن بكر وتغلب من قبائل ربيعة التي اشتهرت وبصفة أن عنزة هي القبيلة التي أخذت شهرة ربيعة في العصور الماضية والعصر الحاضر فأنه يحق لها أن تمثّل ربيعة وأن تفتخر بعناصر ربيعة كما يحق لها أن تعتز بجعل مفاخر عنزة أمتداد لمفاخر ربيعة لأنها جزء منها والرجل بمفردة إذا حصل على علم غانم فأنه يرفع قبيلته ولو هناك رجل عمل مخزية لعيّرت به قبيلته وهذا حاصل ولكن لا يحق لأحد أن يخلط نسب عنزة مع نسب قبائل ربيعة ألابمجامع فروعها كما لا يحق لأحد أن ينتحل مجد قبيلة ويضعها من عنزة أو يضع المجد لعنزة ونحن نفتخر في بني شيبان أصحاب معركة ذي قار ولكن لا نستطيع أن نقول نحن بني شيبان أو نجعل بني شيبان منا ألا في ربيعة لأن هذا خلط نسب بجهل

ثانياً : عنزة يحق لها الأفتخار في موقعة ذي قار لأنها هي الوحيدة من قبائل ربيعة التي شاركت بكر في هذه الموقعة بينما تغلب شاركت الفرس ضد بكر ولذلك فأن موقف تغلب في ذي قار معروف لأن العداوة كانت متأصلة بينها وبين بكر وذلك فهي ساعدت الفرس بجيش ومع ذلك أرى بعض الجهلاء يضفي فخر ذي قار على تغلب وهو لا يدري عن حقائق التاريخ والأدهى والأمر هناك من يجعل بشر من عنزة هي تغلب ويدعي بفخر ذي قار وهذا عجيب وغريب أن يصل الجهل إلى هذه الدرجة من العيب

ثالثاً : من المؤكد الذي لا يختلف عليه ألا جاهل أن بكر وتغلب وعنز عندهم وائل بن قاسط وعنزة عندهم وائل عنزي والشعر الذي قالوه بوائلهم فهم يعنون ذريته قبائلهم والشعر الذي قلناه بوائلنا نعني به قبائلنا ولا أشكال في هذا فهم لهم وائلهم أبناء عمنا ونحن لنا وائلنا ولا داعي للخلط وتلفيق الأقوال

رابعاً : أود ان أوضح للجميع أن التمجيد بوائل لا يعني ميزة لهذا الجد ولكن كل القصد هو فعل رجال القبيلة وأود أن أوضح أكثر أن اسم وائل لا يطغي على أسم عنزة فأن فخر القبيلة بسم عنزة وتاريخها بسم عنزة وتراثها بسم عنزة ومعرفة الناس لها بسم عنزة واسم عنزة لا يختصر على فرعي بشر ومسلم بل أن له جذور فكل من يضمه هذا الأسم سواء هزاني أو جلاني أو فدعاني قديم أو حديث فهم عنزة وإذا كان وائل بن هزّان فيه عيب فأن كل عنزة تعيّر به وإذا كان له فخر فأن كل عنزة تفتخر به وهذا هو الواقع الذي غاب عن الذين ما فتئوا يقدحون بوائل بن هزان بدون وجه حق وبدون حياء من الله ومن خلقه

خامساً : أنني أعرف أن الكتابات التي كتبت بالظلم والبغي والعدوان والكذب وهي تفخم جد وتحقر بجد قد أثرت مع الكثير من الشباب وتخيّل البعض أنها صحيح وقد لمست من خلال ما سمعت من كلمات سامجة من البعض فقد سمعت من يقول أنت تريد تضع لنا جد عفن ومن يقول تريد تضعنا بالجد الضعيّف ومن يقول تريد تضعنا بالجد المسيكين والبعض يقدح بهذا الجد والكل يفخم الجد الآخر وكل هذا الكلام السامج الباهت الممجوج بني على الأكاذيب التي لفقت ضد وائل بن هزان وقد أنبرى بعض السفهاء فبدأ ينوّه بالمجالس عن هذا الجد وذاك وكل هذه أكاذيب بحيث ان التاريخ لم يذكر ضعة أحد ورفعة أحد ولكن القبائل أفعالها وشهرتها تتفاوت ولذلك أرغب ممن علق بذهنه من هذه الخزعبلات شيء أن يعرف أنها ظلم وعدوان وكذب ويعرف أن وائل بن هزان جد عنزي صليبة ليس به ما يعيبه لا أصل ولا فصل ولا فعل وأن كان ذرية أبن عمّه اشهر من ذريته فهذا لا ينتقص من نسبه ولا من حسبه وأن كان اشتهرت القبيلة بسم أبيه فهذا لا يعني أنه مقطوع النسب ولا أحد يعتزي به لأن الأحوال تتغيّر وشكراً للجميع