الأخ الفاضل محمد فنخور العبدلي :
كما تعلم فأنه في الزمان السابق لا توجد طرق ممهدة تربط بين الأماكن السكنية وتكون طريق للقوافل ولكن المثل يقول ( عليك بالطريق الممشي ) وأذكر أن الآبار التي تقطنها البادية ويسرح دبشهم للمراعي ثم يرد للماء فتجد درب الأبل يسمّى جواد مفرده جاده ونحن إذا ما مشينا بالجادة فسوف يعترض طريقنا أحراش وعقبات وأودية سحيقة ولكن إذا مشينا مع الجادة فأننا نأمن وطالما أن الدرب الذي مشوا عليه أسلافنا واضح وجلي فأنه من الواجب أن نسلك السبيل الذي سلكوه وهذا المثل أوردته وهو مفهوم وأنصح كل رجل يريد أن يخوض ويبحث في الأنساب أن يأخذ بما هو مشاع ومتبع ولا يتعمّق أكثر مما ينبغي وكثيراً ما أسمع من رجال من القبيلة يقولون آل فلان يرجع نسبهم لآل فلان ولكنهم حصل معهم كذا وكذا ودخلوا في آل فلان وهذا الدخول في فرع ثاني من القبيلة وقد يكون صحيح ولكن لو أخذ به يفتح مجال يصعب تسكيره ويقلب الموازين وأخيراً يصير مفتاح شكّة لأن العقول ليس كلها سليمة ولذلك الشيء المعروف أن العبادلة قبيلة من الجلاس والأشاجعة كذلك ويطلق عليهم مع أبناء عمهم السوالمة اسم المحلف والمحلف والرولة كلهم يجمعهم زايد الجلاسي وغير هذا تحريات حيث أنني سمعت أقوال يقولون أن زايد الجلاسي أخذ أبنت غر الأبل وأنجبت ولدين واحد سمّاه الأبيض والآخر سمّاه الأسود وقالوا أن أحدهم جد الرولة والآخر جد المحلف وبعض الرواة يذكر جد أسمه قرين ويقال أنه يجمع السوالمة والفرجة ولكن كل هذه الأقوال لم تشتهر بحيث أنها تفرض نفسها لذلك لم آخذ بها رغم أنني كتبت الأسود والأبيض في الطبعة الأولى من كتابي ثم لم تثبت فحذفتها