تابع
* وهذه قصة أخرى مشابهة من الطلايب عند العوارف قضاة البادية قديماً كان رجلين أخوين يقال أنهما من قبيلة شمر أحدهما كريم وجبان والآخر شجاع وبخيل وهذا التناقض بين الأخوين في الصفات مثار جدل وفي أحد الأيام لام الكريم على أخيه الشجاع البخيل وقال له لو مع شجاعتك كرم لأصبحت من أفاضل العرب فقال الشجاع لأخيه الكريم بل أنت اترك التبذير الذي تسميه كرم لتسد به ثغرة جبنك ولماذا لا تكون شجاع مع الكرم فقرر الأخوين الذهاب إلى الزميلي أحد قضاة شمر لكي يفصل بينهما أيهما أفضل الشجاع أم الكريم ؟ فجلس الأخوين عند الزميلي وأبدأ كل منهما حجته فقال الكريم هذه الأبيات :
أنـشــدك يـا ولـد الـزمـيـلـي بـالـلـه *** حـيـثـك تـخـلـص قـالـةٍ تـبـلابــهـا
حـيـثـك صـدوق ولا تـقـول الـزلــه *** ولا عـلـوم الـكـذب مـا تـشـقـابـهـا
أنـا الـيـا جـوني هـجـافـا وجـوعــا *** مـزاهـبـهـم الــزاد مــا يـلـتـقـابـهـا
رميـت أنـا سيفي وحليـت محـزمي * ** من نومي اقعدني جضيض ركابها
هليـت بالسـن الضحوك ونطحـتهـم *** يـوم البخيـل أغـضى ولا هـلابـهـا
أول مـا ابـاديـهـم بـأجـاويـد الـلبـن *** مـن هـجـمـة يمـلأ الـقـدح حلابهـا
وثـانـي مـا اباديـهـم بسمـن جـامـد *** حـتى الجـواعـا تستـليـن ارقـابـهـا
وثـالـث مـا ابـاديهـم بـعـيتـا حـايـل *** نــقـالـت الـنـيـيـن هــو عـذابــهـــا
مـع منسـف يقـلـط لهتـاشـة الخـلا *** صـيـنـيـتـه تـصـبـي بـمــا دلابـهـــا
والـلي تـمثـنـاني وضـاف الفـارس *** مـن الـذرة عـشـاه والملح مـابـهـا
ضيوف الفارس يصبحون بحسـره *** وضـيـوفـنـا مـثـل جـديـد ثـيـابـهــا
أخوي أشجع مـني وأنـا أكـرم منـه *** يـرخص بـروحه والعدا مـا هابهـا
ثم بعد أن أدى الكريم حجته شعراً تـقـّدم الفارس الشجاع فقال :
أنـشـدك يـا ولـد الـزمـيـلـي بـالـلــه *** حـيـثـك تـخـلـص قـالـة تـبـلا بـهـا
حـيـثــك غــلام مــا تـقــول الـزلـــه *** ولا عـلـوم الـكـذب مـا تـشقـابـهـا
أي الـذي لا جـاء مـن الضـد عـدوه *** عـلـم وكــاد ولا كــذب جـيــابـهــا
الـلي رميـت بـوجـه ربـعـي عشـره *** يـوم النـشـامـا كـلـشـت بشنـابـهـا
أنـا الـلي لـولاي الـبـوادي ضـاعـت *** والبـوش مـا تسرح ولا يرعابـهـا
أي الـذي بالكـون يرخـص بـعـمـره *** يـوم الـمـنـايـا حـاضـرٍ قـصـابـهــا
وأي الـذي يـكـرم مـن أمـوال جـده *** أو الـلـي يـجـلـب روحـه لجـلابـهـا
لـو كـان أسـوم الـروح بميـة نـاقـه *** الـروح مـا تجـلـب ولا ينصخابـهـا
أخـوي أكـرم مني وأنـا اشجع منـه *** مـخـروق كـف ولا يصمـد مـابـهـا
قـم يالـزميـلي بالعجـل هـات حـقـنـا *** مـا هـي لحـايس قـروة تـلتـقـابهـا
ويقال أن الفارس أمسك في مقبض السيف عندما قال البيت الأخير وكأنه يريد أن يخرجه من جرابه وقد قضى الزميلي للفارس رغم أن الكريم أفضل بحيث تحتاجه في كل الأوقات بينما الشجاع تحتاجه في أوقات معينة وهذا ما قال الزميلي :
أقضي لكـم بالصـدق مـاني مـداري *** ولا بد ما نعطي الحقوق أصحابها
تـرى الكريم سهيل والفارس القمـر *** يضـوي علينـا من وراء سحابهـا
* وعن طلايب العوارف في العصر القديم هذه القصة برواية صقار بن حنيف المسيكي رحمه الله كانوا العرب يلجأون لأشخاص يسمونهم العوارف وهم رجال اهل فهم وذكاء وتعارف عليهم القبايل يقال أن ثلاثة نسوة كانن سائرات في طريق فشاهدن سيف مذهب من أفخر السيوف ملقا على قارعة الطريق فتراكضن إليه فأمسكن به جميعاً وكانت أحداهن زوجها كريم والأخرى زوجها شجاع والثالثة زوجها حايف وكل واحدة منهم تدعي أن زوجها يستحقه وبعد أن اشتد الخلاف بينهن احتاج الأمر إلى الذهاب للعارفة لكي يفصل بينهن فتقدمن إلى العارفة وأول من تقدمت زوجة الكريم فأحتجت أن زوجها يستحقه فقالت هذه الأبيات :
حــنـا نــزلــنـا فـيــاض شــري *** حـــد الـرمــث مــن الــعــــدام
يـسـتـاهـل الـسـيـف الـكـريـــم *** لا غــشـى الــلــيــل الــظــــلام
يــذبــح لــلـخــطــار الــحــيــل *** مـــن مـــراديـــم الـــســــنـــام
ولـلـخـطــار الــمـعــتـجـلــيــن *** يــحــط الــمــيــســور اشــمـام
وقالت زوجة الشجاع هذه الأبيات :
حــنــا نـزلـنـا فـيــاض شـــري *** حــــد الــرمــث مــن الـعـــدام
يـسـتـاهـل الـسـيـف الـشـجـاع *** لا غــشـى الـجـــو الـــكـــتـــام
يــلــكــد عــلـى جـمــع الـقــوم *** عـــن لا يـــنـــوشــــه مــــلام
عــادتــه تــقــطــيــع الـــروس *** وسـيــفــه يـقـص الـعـــظـــام
وقالت زوجـة الحايـف هذه الأبيات :
حـنــا نــزلــنــا فـيـاض شــري *** حــــد الــرمــث مــن الــعــدام
يـسـتـاهـل الـسـيـف الـحـايــف *** مــا يـمـشـي وســط الــزحــام
يــحــوف لــحــالــه بــالــلـيــل *** ويــجــيــب الــذود الــجــهـــام
يــطــلــق ذود الـمــصـالــيـــح *** قــبــل راعــيــهـــن يـــنـــــــام
وقيل أن العارفة أعطى السيف للشجاع للأنه يستحقه :