تابع
118- استعراض كتاب معجم قبائل الحجاز وتصحيح الأخطاء تأليف عاتق بن غيث البلادي الحربي رحمه الله وهو كتاب مرّتب على حروف الهجاء ويقع في 610 صفحات الطبعة الثانية طبع في دار مكة للطّباعة والنشر والتوزيع عام 1403 هجري وقد ذكر عشرات القبائل والعمائر والبطون والاأفخاذ والعشائر من قبائل الحجاز القديمة والحديثة وسوف استعرض ما جاء في هذا الكتاب حول ما يخص قبائل عنزة وقد ذكر عنزة في 74 موقع وهذا تصحيح لما جاء من أخطاء حيث لم استعرض ألا الأسماء الذي فيها خطأ :1-الصفحة 30- ذكر من فروع الأيدا : الهايس والفرحان .
الصحيح الهايس والفرحان هم المطلق فرع المشيخة ولم يذكر البركات من
المطلق أما اسم اليديان فهو يشمل 1- السّند 2- المريخان 3- المسعد 4- الهاجس 5- الهندي 6- الدبل 7- الخلف .
2-صفحة 34- البجايدة قال النسبه إليهم بجادي ومنهم : العبيات والدلقة
2- الصحيح فروع البجايدة الرئيسية : العبية والمقدم والقناع أما الدلقة فهم من القناع والنسبة إلى البجايدة البجيدي وليس البجادي .
3- الصفحة 42- ذكر بشر وذكر فروع العمارات من بشر : السلقا والعلي والجبل
3- الصحيح العلي قبيلة من الدهامشة من العمارات .
4- الصفحة 77و78 ذكر الجبل ومن فروعهم ذكر : الجعيثن والحسن والسجم والدشاش والهيازع والغشوم والبسسات ومن الجعيثن الهذال .
4- والصحيح فروع الحبلان الرئيسية 1- الجمعة 2- الزايد 3- الحسن 4- الغشوم 5- الهيازع 6- البسسات ومن الجمعة – الجعيثن 2- المحمد .
أما الهذال فهم من العدينان من الجعيثن اما الدشاش والسحيم فهم من المحمد وصحة اسم السجم : السحيم والتفرعات الدقيقة في كتابنا.
5- الصفحة 84 ذكر الجريدة بطن من ولد علي والجريدة أيضاً بطن من الوسامة من ولد علي .
5- الصحيح أن الجريدة اسم واحد وهي الذي من الوسامة من ولد علي نفسها .
6- الصفحة 89 الجعيثن من الجبل من العمارات ذكر من فروعهم : الهذال والحسن والدشاش والعدينان والعيير والسحيم .
6- الصحيح الحسن فرع رئيسي من الحبلان وليس من الجعيثن أما الهذال فهم من العدينان أما العيير والدشاش والسحيم فهم من المحمد ويجمعهم مع الجعيثن جمعه وهم ليس من الجعيثن .
7- الصفحة 90- الجلاعيد من الدهامشة ذكر من فروعهم : السليمة والسليم والعماير والزعارية ( زعير ) واللّوايحة ( لويحي )
7- الصحيح الجلاعيد ثلاث بطون وهم : العماير واللوايحة والمجاعدة أما السليمة والزعير فهم من العماير .
8- الصفحة 92 الجمعان من الرولة ذكر من بطونهم : الدرعان والدغمان والصوالحة والمرعض وبنو مهنا .
8- الصحيح جمعان جمع يجمع : المرعض والدغمان والكواكبة أما الدرعان
والجميل والصوالحة فهم من الدغمان أما بنو مهنا فهم حمولة يقال لهم المهنا دون اضافة بني وهم من الدغمي من الحسين من الجميل من الدغمان .
9- الصفحة 104- ذكر حجاج هو منبّه من وهب من ضنا مسلم .
9- الصحيح كرر اسم حجاج في عدة صفحات عند ذكر فروع المنابهة والذي علمناه أن لقب الحجاج يطلق على بعض قبائل المنابهة وليس كلهم وهو لقب اطلق عليهم عندما كانوا يحمون الحجاج الذين يمرون في ديارهم وحالياً اختصر هذا اللّقب على فرع من البو عيد وهم عشيرة من الفضيل من الخماعلة وقد استقروا في البقاع بلبنان .
10- الصفحة 105- ذكر الحجور بطن من الفقرا من المنابهة .
10- الصحيح الحجور قبيلة رئيسية من المنابهة وهم والصقرة عيال مرزوق ومرزوق يكون أخو راشد جد الفقرا لذلك فهم من حيث الأصل ما يشملهم لقب الفقرا ولكنهم تابعين لرئاسة الفقير .
11- الصفحة 113- ذكر بنو حسن من السلقا وهم الحسني .
11- والصحيح المصطلح المعروف ( أولاد حسن ) وليس بني حسن علماّ أن المعنا واحد .
12- الصفحة 146 ذكر الخمشة من ولد سليمان ومن فروعهم : القعدان والشقران والزحالقة والمقبل والشواقية والصواملة والخزيم والمصابحة
12- الصحيح فروع الخمشة الرئيسية : 1- الشواقية 2- الصوامله 3- القرين
4-القعدان 5- الحربي أما الشقران فهم من الشواقية أما المقبل فهم من القرين وهم والزحالقة والمصابحة من الحربي .
الصفحة 148 فصل عن قبائل حلف خنذف وذكر منهم عنزة .
13- الصحيح أن عنزة لم تدخل في حلف خندف ولا تعرفه وهي قبيلة مستقلة في نسبها وكيانها لذلك لا صحة لما ذكر .
الصفحة 159- الدهامشة ذكر من بطونهم : العلي والسويلمات والجميشات والمحينات والسلاطين والمجلاد .
14- الصحيح الدهامشة : العلي والجلاعيد والسويلمات والسلاطين أما الجميشات والمحينات فهم من العلي وكذلك المجلاد من الزبنه من العلي .
الصفحة 176- ذكر الربيلات من ولد علي والربيلات من الوسامة .
15- الصحيح الربيلات الذي كررهم هم انفسهم .
الصفحة 184 و185 و186 ذكر شرح عن الرولة ونقل عن كتاب عشائر الشام ولا يخلو من خلط .
16- الصحيح صحة جميع ما وجد من أخطاء في تفرعات الرولة صحته في كتابي أصدق الدلائل في انساب بني وائل .
الصفحة 210- قال السبعة منهم العبدة والبطينات والقمعة وقال ممن يتحدثون عن انساب القبائل من يعيد نسبهم إلى سبيع بن عامر .
الصحيح اسم القمعة مغلوط وصحته : القمصة وهم قبيلة من البطينات أما من يقول أنهم من سبيع فلا صحة لما قيل وإنما التبس على البعض تقارب الأسم وتوافق النخوة ( العرفا ) والسبعة عيال معلاّ بن سبيع بن عبيد من بشر من عنزة دون شك .
الصفحة 225- السلمات من ضنا عليان من ولد سليمان ذكر من فروعهم : الشتاويه والعجالات والمرتتمة والدبيان والمليحان والصخانيه والضياحين .
والصحيح تتفرّع قبيلة السلمات إلى : العوامرة والكليب والضحوة أما الشتاوية والعجلات والصخانية والمرتتمة فهم من الكليب أما المليحان فهم من الضحوة أما الدبيان فهم من العوامرة وكذلك الضحيات .
الصفحة 230 ذكر تفرعات ولد سليمان .
الصحيح أن ما ذكره ما يخلو من خلط وصحة الفروع في كتاب اصدق الدلائل .
الصفحة 246 ذكر الشراعبة وقال أنهم ليست لهم فروع .
الصحيح أن الشراعبة قبيلة جدهم شرعب هو أكبر أبناء وهب ويقال له ( شرعب كبر ) ولهم فروع ذكرتها في كتابي ومنهم :1- الضيف الله 2- الحمد 3- الحسين 4- الفويرات 5- الضعيان وهم المحمد ويقال لهم الشريعبية 6- اللبنات 7- المهارة 8- المعاثمه . ومن الضيف الله 1- الخشابين 2- العوينان 3- الرشدة وللشراعبة جاليات في الشمال .
الصفحة 248- ذكر الشفقة ومن فروعهم : المبارك والجروه والسواسية والحمدان .
الصحيح الذي حصلت عليه ودونته في كتابي فروع الشفقه :
الحمدان 2- السنيان 3- الجروة 4- العقلا ( السكارين )5- الزرقان 6- الجنيد 7- الشرقاويه أما المبارك والسواسية فهم من الحمدان .
الصفحة 251- ذكر الشملان واحدهم شملي ومن فروعهم : الرشدة والبشير والكلوح والمراجلة .
الصحيح يقال للشملان : شملاني وليس شملي أما الكلوح فهم من البشير .
الصفحة 266و267 ذكر ضنا صقر من الجعافرة وفيه من البطون : المقطة والسعيّد والمبارك والراجح والمطارة والعويفيات والظرفة .
الصحيح صحة اسم المقطة : المقاطعة .
الصفحة 283- الطلوح من ولد علي قال واحدهم طلحي .
الصحيح واحدهم طلوحي وليس طلحي .
الصفحات 358و359و360 عنزة فقد شرح عن عنزة وأورد لمحة عما كتب عن عنزة بالمصادر واستغرب أن عنزة تعتزي بوائل وهي لست به كما أشار إلى معركة المجللة التي يقول أن عنزة جلت عن ديارها قرب المدينة بسببها
الصحيح أنه يقصد في نفي وائل عن عنزة وائل بن قاسط واستغرابه في محلّه لأن عنزة المعاصرة جدها وعزوتها وائل عنزي وهو غير وائل بن قاسط أبو بكر وتغلب وعنز أما معركة المجللة فهي زعم غير صحيح لأن الذي حصل بين عنزة وحرب هو ما ذكره الهمداني في عصره حيث ذكر أن عنزة كانت في منطقة قرب المدينة تسمّى قدس وتحاربت هي وحرب في بداية قدومهم من صعدة ونزحت عنزة إلى حرّة خيبر أما جلاء عنزة في القرن الحادي عشر الهجري من ضواحي المدينة بسبب حرب فهو غير صحيح وسبب جلاء عنزة إلى الشمال بسبب القحط ولم تجلي عنزة جميعها بل منها قبائل لا تزال في ديارها القديمة وقد المح عن معركة المجللة في عدة مواضع ويشير إلى شرح تلك المعركة في كتابه نسب حرب وسبق وأن فندت مزاعمه في الطبعة الأولى من كتابي اصدق الدلائل وفي رد نشر في الوسائل.
الصفحة 382- ذكر الغضاوره وذكر من فروعهم : البراهيم والمفلح والوفود والحماد والسعالوه والكلخة .
الصحيح تفاصيل فروع الغضاورة بدقّة في كتابنا أصدق الدلائل في أنساب بني وائل .
الصفحة 403- ذكر من فروع الفقرا : الحجور والشفقة والجمعات.
الصحيح فروع الفقرا : الشفقة والجمعات والزوارعه والمغاصيب أما الحجور فهم فرع من المنابهة وهم من عيال مرزوق .
الصفحة 416- ذكر القرشة من ولد علي واحدهم قرشي .
والصحيح القرشة واحدهم قرش وليس قرشي .
الصفحة 496 ذكر المطارفة من السلقا وقال وهم من مطارفة هذيل حسب روايه قويه .
الصحيح المطارفة عيال مطرف بن محمد بن طريف بن سلامة وهم من السلقا من العمارات من بشر من عنزة دون شك أما مطارفة هذيل فهم اسم مشابه الصفحة 516و517 ذكر المواهيب من خزام من بلي وقال هناك من يقول أن أصل المواهيب من وهب من عنزة .
الصحيح المواهيب من المواهيب من البطينات من السبعة ولا تغيّر اسم ولا نخوتهم وهم ينتخون بالحيزا وليس من وهب وهم جالية مع بلي .
الصفحة 546- ذكر في مشجر وائل بن قاسط : بكر وتغلب وعنز ويشكر . الصحيح يشكر قبيلة من بكر .
الصفحة 565- ذكر وائل وقال قسم كبير من عنزة يضم العمارات والدهامشة من بشر من عنزة بن أسد .
الصحيح الدهامشة قبيلة من العمارات ووائل يشمل جميع قبائل عنزة المعاصرة ضنا بشر وضنا مسلم من عنزة بن أسد بن ربيعة وهو جد من عنزه يخص الفروع المعاصرة من عنزة ولا صحة لمن يدعي أن بشر ومسلم تعتزي بوائل بن قاسط لأنه جد ذريته وعنزة لست من ذريته .
الصفحة 567- ذكر الوسامة ومن فروعهم : الربيلات والجريدة والنعيمات والخالد والهوادفة والفروق .
الصحيح الوسامة عقب سالم ومن سالم 1- العويمر 2- الجريدة
3- الحماد 4- الربيلات ومن العويمر 1- الخالد 2- الهوادفة 3- النعيمات 4- الفروك بالكاف وليس الفروق بالقاف .
الصفحة 577 ذكر اليمنه من الجعافرة من ولد سليمان واحدهم يماني قيل أنهم جاءوا من اليمن وفيه من الفخوذ : الخليفة ومنهم : المرتعدة والمسيعد والسوارية .
الصحيح اليمنة واحدهم يمني نسبة إلى اليد اليمنا وليس يماني نسبة إلى بلاد اليمن ولم ياتون من اليمن كما تكهن وقد لقب جدهم قنّاص اليمني لعضب في يده اليمنا وفروعهم : الخليفة والسوارية والدبيان والرديس ولكل فرع تفرعات وشيخهم المرتعد .
هذا ما لاحظته من أخطاء في هذا الكتاب وسبق وأن استعرضت عدد من الكتب المؤلفة في هذا العصر وصححت الأخطاء ونسوق أخطاء هذه الكتب للذين يدعون أن كتاب أبن عبار فيه أخطاء بل هذه الأخطاء في كتب غير كتاب أبن عبار فأين الذين يدعون الغيره على تاريخ عنزة ؟ .
119- ( كتاب نسب حرب تأليف عاتق بن غيث البلادي الحربي ) الرد على الباحث الأستاذ عاتق بن غيث البلادي الحربي في كتابه نسب حرب فيما اسماه بحرب المجللة الذي يدعي أنها حدثت بين قبيلة عنزة وقبيلة حرب حيث ذكر البلادي في الصفحة 151 من ذلك الكتابالموضوع روايات عن معركة بين قبيلة عنزة وقبيلة حرب وأنهم اجلوا قبيلة عنزة من ديارهم في ضواحي المدينة المنورة إلى الشمال وسبق وأن فندت ما جاء بالقصّة كاملة وذكرت فيما تقدم ما جاء في كتاب الأكليل للهمداني وما حصل بين قبيلة عنزة وقبيلة حرب أن قبيلة حرب اثناء نزولها في أرض الحجاز حصل حدث مع قبيلة عنزة ونزحت إلى أعراض خيبر . ويذكرون رواة قبيلة عنزة أن الشيخ ابن هذال كان في أكناف المدينة وأن المكان المسمى اليوم ( العطن ) كان معطان أبل ابن هذال شيخ عنزة وأن سقيها كان من ( عين زكي ) تلك العين المعروفة إلى اليوم بطرف سلع من الشرق فأدخلت في سقي المدينة المنورة وكان ابن هذال يربع حول الحناكية وهي حينئذ بئر وليس بها بلد عامر وينزلها بعد الأنتهاء من صرام نخل المدينة وقد ذكر البلادي قصة وقال أن الحناكية هذه بئر يستقي منها وكان لعنزة شباب فيهم نزوة ونزق فوردت البئر بنت ابن دهيم أمير بني علي قبل أمارة الفروم فملئت قربه لها فطلبت من أحد الحاضرين على البئر أن يحمل عليها القربة وكان من شباب عنزة فحمل القربة حتى إذا أستوت بها رفع ثوبها من خلاف فعلقه في مؤخرة القربة فأنكشفت عورتها وعندما غادرت البئر كانت عورتها بادية لكل من له عين يبصر بها فصاح بها الناس ( يا حرمه أستري نفسك ) فقالت : إذا كان لي رجال يسترونني وكانت قد قالت لأبيها : أنك مجاور لا كما يجاور العربي العربي ولكن جوار ذل وخضوع فما كادت تجد هذه حتى عرضت على المجلس وكان فيه أبوها وأبن هذال وكبار القوم فلما أقتربت من المجلس انحرفت بحيث تبدوا لهم عورتها فلما رأوها بدرت من أبن هذال أبتسامة تشفي بينما أسودت وجوه من حضر من حرب وفوراً تفرّق المجلس فأجتمع كل أمير بقومه وتدارس أمره وكان أبن طريّف من بني علي أيضاً قد وصل مقاماً بين العرب في القضاء حتى ضرب به المثل ( مصدره من عند أبن طريّف) فالقضية التي يحكم فيها أبن طريّف غير قابلة للنقض من بقية القضاة ووافق أبن هذال على أحالة القضية على أبن طريّف وهو يعرف الحكم سلفاً وصدر حكم أبن طريّف بقطع يد الفاعل ولكن عنزة رفضت ذلك وساومت في شراء اليد بعشر من الأبل فرفض إبراهيم فتنافرالقوم فرحلت حرب حتى نزلت وادي الحسا ( من العقيق ) وجهـز أبن دهيم المجللّة وهي أول مرّة وآخر مرة تجهّز حرب فيها مجللّة ذلك أن المجللّة لا تجهّز إلا في الضيم الأعظم والمجللّة ( ذلول تلبّس بالسواد كل ما عليها ويلبس راكبها بالسواد حتى تبدو وراكبها كتله سوداء) وقال أبن إبراهيم إذهب فطف على أمراء حرب ومن أراد أن يبيضها فقل له : أنه لا قبل لك بذلك فطافت الذلول بأبن جزأ وأبن مضيان وابن حصاني وأبن طامي وكلهم تخلا عنها فسار بها حتى نزل على أبن عسم في خليص ولما رأها أبن عسم خرج إليها فأناخها بنفسه فأمر العبيد أن يبيضوها فقال المرسول : أنه ليس بأمكانك القيام بهذه المهمة فلم يجبه أبن عسم وأمر عبداً له أن يدق زير الحرب وهو زير من الصفر دائري الفوهة واسعها ضيّق القاعدة رئيته بعد أن جعل للعب فقط يسمع على بعد 40 كيلاً وقد قرع في خليص فسمعته وأنا في عسفان وهي مسافة30 كيلاً تقريباً وأمر أبن عسم بذبح أربعين رأساً من الغنم تطبخ على فترات متفاوته بحيث يستمر الطبخ حتى شروق الشمس وهو موعد وصول آخر من يسمع زير الحرب وكانت من عاداتهم أن من يكون آخر من يصل إليه الصوت يرسل من عنده إلى من لا يصل إليه صوت زير الحرب يخبره بذلك النذير الذي لا يدق إلا في الأزمات الكبار المستعجلة وعلى هذا الصوت المدوي تجمعت حرب من الجبل إلى البحر في حدود سماع الصوت على كل صعب وذلول وما أن أصبح الصباح حتى تجمّع حول منزل أبن عسم عشرات الألوف المدججين بالسلاح ولم يكن قد سأل ضيفه من أين أتى وما الذي أتى به وهنا نظر إلى ضيفه وقال : أين تنزل يا حربي ؟ فقال : الحسا فقام أبن عسم فقال لقومه : موعدكم وادي ملل فتفرّق القوم فقال لضيفه أذهب وعد 15 يوماً ثم أنتظرنا في الفريش وقام أبن عسم فحط كل من قديد وكلية والنويبع والفرع وكلها يعمل كما عمل في خليص أما عنزة فقد عرفت مغبة ما فعلت فأرادت أن تبعد الحرب عن ديارها وهي خطة حربية ماهرة فخير القادة الذي يستطيع نقل المعركة إلى أرض العدد فأغارت على حرب في الحسا والعقيق فأجلتهم إلى ملل وأرسل أبن عسم إلى أمراء حرب أن يحملوا كل ما لديهم من ذخائر البارود والسلاح على كل دابة متوفرة فحملت الجمال والحمير حتى شوهد النساء في قوافل متراصة وعلى رؤوسهن أكياس البارود ولم يعد لجرود حرب دواب تحملهم فأكتفى الكثير منهم بالأشتراك في بعير واحد يحملون عليه زادهم وماءهم ويمشون خلفه فضل جمل لحرب فوقع بيد عنزة في العقيق وجاء به صبيان يضحكون ويقولون : كسبنا بعيراً لحرب فنظر إليه شيخ مسن فهاله ما على الجمل من قرب فارغة قد علق بعضها فوق بعض فقال الشيخ : عدوا هذه القرب فعدوها فإذا هي سبعون بدره . ف0000الشيخ العنزي فضحك الصبيه فقال متمثلاً : أمـور تـضـحـك الـسـفـهـان مـنـهـا *** ويـبــكي مـن عـواقـبـهـا الـلـبـيـب
وقال الشيخ : إذا كان كل بعير لحرب يمشي وراءه سبعون رجلاً فأين تذهب عنزة وكان أبن هذال في هذه الأثناء لا يزال في الحناكية فأراد أبن عسم أن يفاجئه فطلب من قبائل بني عمرو أن تطوّق عنزة المتوغلين في ديار حرب وتمنع وصولهم إلى شرق المدينة وهاجم أهل الحسا قرب ذي الحليفة فقبض على العنزي مثير هذا السبب وبعض أقربائه فأعدمهم ثم زحف شرقاً حتى أقترب من الحناكية بليل فلما كان قريباً أمر كل رجاله أن يطلقوا النار في الهواء وكانت البنادق في ذلك العهد معظمها ما يسمى أم فتيل وهو نوع بدائي من البنادق يشحن بالبارود ثم تشعل له فتيله خارجية فيكوون بها البارود فيثور محدثاً لهباً ودخاناً وفي منتصف الليل استيقظت بنت أبن هذال فأيقظت أباها قائلة أبشر يا أبي فقد جاءك برق الخريف من الغرب فقال ابن هذال : أن برق الخريف لا يكون في منتصف الليل ولكنه البارود فقد صبحتنا حرب وأيقظ قومه وأرسلت النجاجيب إلى كل فريق من عنزة ودارت المعركة الفاصلة في اليوم التالي ولا يعلم أحد كم ظلـّت هذه الحرب غير أنه من المؤكد نظراً لقوة القبيلتين أنها لم تنته في أيام قلائل ودارت الدائرة على عنزة وهي سنة الله في خلقه فما بغي أحد في هذه الأرض على عباد الله ألا أتاه الله من حيث لا يحستب ونصر المظلوم على الظالم وفي الأثر ( أتقوا دعوة المظلوم فأنه ليس بينها وبين الله حجاب ) وجلت عنزة من هذه الأرض وملكت ديارهم وأموالهم حرب ومن الغنائم التي لا تزال تذكر [ نجر أبن هذال ] يقال أنه لا يزال موجوداً عند أبن هنود الربيقي من بني عمرو ومما تبقى من حوادث تلك الحرب : ريع مفرح : وهذا الريع على مرحلة من الحناكية على جادة القصيم قتل فيه مفرح ولد أبن دهيم أخو المرأة صاحبة الفتنة ووادي النساء : شمال شرق الحناكية بمرحلة سمي بذلك لأن نساء من عنزة ضللن فيه فقتلهن العطش ومكثت عنزة زمناً في نواحي وادي الرمة ثم أنساحت إلى العراق أما عنزة الموجودون اليوم بين خيبر وتيماء فهذه ديارهم من الأصل ولا يشتركوا مع قوم أبن هذال في الحرب فيما أعتقد ويروى عن أبن مهيد المصوّت بالعشا قوله : جزى الله حرباً خيراً فقد أخرجتنا من ديرة الجوع إلى ديرة الخير والطعام الوافر وسواء قال ذلك بنو هذال أم لم يقولوه وسواء كثر خير العراق أم قل فأن هذه الأرض ليس لها عوض ولا كفء وكان لعنزة عبد متزوج جارية من حرب وغنمه معزى فقالت زوجته : أنني لا أصبر عن عمّاني ومعزانا لا تصلح لها غير أشجار الحجاز فدع عنزة وشأنها ولنبق هنا فوافق على ذلك وبعد جلاء عنزة استشهد بقصيدة مسعود مولى ابن هذال لا داعي لذكرها هذا ما أورده المؤلف عاتق بن غيث البلادي في الصفحة المشار إليها في كتابه نسب حرب عن قصة جلاء عنزة وأحداث المجللة
( وهذا الرد على البلادي وتصحيح ما جاء في كتاب عاتق بن غيث البلادي)
أقول : نظراً لعدم أعتراف رواة قبيلة عنزة بهذه الوقعة وعدم سماعهم لهذه القصة من أسلافهم وحيث المؤلف لم يورد دلائل من الشعر الذي يؤرخ الأحداث هذا تعقيب وأيضاح على ما جاء ذكره عاتق بن غيث البلادي الحربي رحمه الله حول ما أورده عن أحداث ذكر أنها حدثت بين قبيلة حرب وقبيلة عنزة قديماً وسبق وأن كتبت في كتابي ( أصدق الدلائل في أنساب بني وائل ) عام 1403هـ قلت مستعيناً بالله لتبيان الحقيقة لم يذكر هذه القصة أحد من المؤرخين الذين عايشوا تلك الفترة كما أن البلادي لم يذكر من قتل من عنزة وحرب في هذه المعركة العظيمة كما ينعتها وكذلك لم يورد أي بيت من الشعر يدل على وقوع هذه المعركة وأنتصار قبيلة حرب ولتصحيح الخطأ نوضح ما يلي :
أولاً : لقد التقيت بعدد كبير من كبار السن من قبيلة الجبل من العمارات الذين يعنيهم الأمر ومنهم الراوي هزاع بن عشبه الصقري رحمه الله والراوي عودة بن زله الصقري رحمه الله والراوي ندى الصوينع الحبلاني رحمه الله والراوي دميثير بن عجاج الحبلاني رحمه الله وغيرهم الكثير من رجال قبيلة الجبل الذين يحفظون عن أبائهم وأجدادهم ومن خلال البحوث الذي قمت بها اعواماً عديدة قابلت الكثير من رواة عنزة واستخلصت أن ملك قبيلة عنزة هو في خيبر وكانوا ينجعون إلى المدينة المنورة ومن موارد قبيلة عنزة وأماكن مقيضها ونجعتها الحناكية حيث أن هذا المورد من أماكن تواجدهم وفيما بعد أمتد وجودهم من ضواحي المدينة المنورة إلى تيماء وضرغط وضريغط وفدك ومناطق الحرة ووادي القرى وتصل نجعتهم إلى ضواحي القصيم وقد كانت قبيلة الجبل من العمارات من عنزة خاصة تقطن بالقيظ أحياناً في ضواحي المدينة المنورة وكان من أبرز رجالهم سميحان بن سحيم الملقب ( أبو طربوش ) بحيث أعطي من قبل الدولة طربوش يسمى الفيس وهو عبارة عن رمز لمكانة الرجل ومنزلته وعلو شأنه ثم برز الشيخ هذال بن عدينان واعطي لقب شيخ الشيوخ واعطي الختم والصرة من قبل ولاة الأشراف في الحجاز وحينها أستخلص عين زكي في الحناكية مورد لأبله وصاحب الحناكية هو هذال بن عدينان نفسه والعطن سمي عطن أبل هذال بن عدينان نفسه وبعد أن توفي هذال اقحطت تلك الديار فنزح أبناء هذال وهم الشيخ عبدالله بن هذال الملقب ( المحزّم ) وأخيه الشيخ منديل بن هذال وهؤلاء لم يكن لنزوحهم من الحناكية أي سبب ألا القحط ثم أن الشيخ عبدالله بن هذال أنجب أبنه ماجد بن عبدالله الهذال ولأخيه الشيخ منديل بن هذال ثمانية أبناء وهم محمد الملقب (الشجاع ) وجديع الملقب (حامي السمراء) والسمراء هي الحرة حيث لا يدخلها أحد في عهده ألا في خفارته ومغيلث ومهلهل وزيد ومزيد وجفال وتركي وتزوّج الشيخ عبدالله وأنجب الحميدي وهذال وكان الحميدي بن عبدالله الهذال معاصراً لأحفاد أبناء عمه ذرية منديل وابن عمهم الفارس مسلط ابن فالح بن عدينان الملقب ( الرعوجي ) فكان موطن هؤلاء الرجال وقبيلتهم القصيم ومن مواردهم دخنه ثم أن أبن هذال خصص لأبله عين ترد عليها أبله سميّت عين أبن هذال قرب المذنب وتعرف حالياً بأسم الثامرية وكانوا العمارات يتجولون في مناطق نجد من القصيم إلى منطقة الحريق إلى مشارف الأحساء ويجنون ثمر نخيلهم في خيبر وفي عهد الشيخ مشعان بن مغيلث وأبن عم أبيه الحميدي بن عبدالله الهذال أنساحت قبيلة الجبل من العمارات في القرن الثالث الهجري أي في عام 1230هـ إلى العراق ولم يكن لهجرتهم أي سبب الا القحط وكانت هجرتهم إلى العراق ومكوثهم هناك 162سنة وذلك من تاريخ 1230هـ إلى 1392هـ وهو التاريخ الذي حدده البلادي في ذكره لموقعة المجللة حيث ذكر البلادي أن هجرتهم للعراق قبل 360 سنة وأن كان يقصد رحيلهم من الحناكية فهو بحدود 240 سنة فقط أو أقل أما عن قصة تعليق ثوب المرأة فأن هذه القصة قد وردت في ثلاث مصادر ولا علاقة لها بقبيلة حرب ولا بقبيلة عنزة اطلاقاً وفيما يلي تواتر هذه القصة في الروايات :
القصة الأولى : ذكر أبو الفرج الأصفهاني في المجلد الثاني والعشرون من كتاب الأغاني الصفحة الثانية والستون في خبر حرب الفجار وأسبابها ما نصّه : قال : ثم كان اليوم الثاني من أيام الفجار الأول وكان السبب في ذلك أن شباباً من قريش وبني كنانة كانوا ذوي غرام ، فرأو أمرأة من بني عامر جميلة وسيمة وهي جالسة بسوق عكاظ في درع وعليها برقع وقد اكتنفها شباب من العرب وهي تحدثهم فجاء الشبان من بني كنانة وقريش فأطافوا بها وسألوها أن تسفر فأبت فقام أحدهم فجلس خلفها وحل طرف درعها وشده إلى فوق حجزتها بشوكة وهي لا تعلم فلما قامت أنكشف درعها فضحكوا وقالوا منعتنا النظر إلى وجهك وجدت لنا بالنظر إلى ؟ فصاحت يا آل عامر فثاروا وحملوا السلاح وحملته كنانة واقتتلوا قتالاً شديداً ووقعت بينهم دماء فتوسط حرب بن أمية واحتمل دماء القوم وأرضى بني عامر .
القصة الثانية : جاء في الصفحة 580 من كتاب عشائر الشام للعلامة أحمد وصفي زكريا وهو يتحدث عن قبيلة الجحيش وقبيلة العقيدات حيث قال : هؤلاء بقايا الجحيش الذين أباد العقيدات معظمهم فيما مضى على أثر إهانتهم أمرأة عقيدية رفعوا ثوبها من وراء وسخروا بها فجاءت قومها بهذه الحالة فقالوا لها استتري ، فأجابتهم وهل أنتم رجال حتى استتر ؟ فأستوضحوها الأمر فأخبرتهم فوثبوا على الجحيش وأفنوا معظمهم وبقي منهم في قريتي محكان وفاطسة .
القصة الثالثة : ذكر المؤلف الأديب فهد المارك في المجلد الرابع من كتابه من شيم العرب في الصفحة 284 و285 وهو يتحدث عن الشاعر ساكر الخمشي حيث سماه الشاعر الذي ينطق القدر على لسانه وأورد قصيدته التي دعا بها على اهل فتاه طلب منهم أن يزوجوه فأبوا وقال من قصيدة يدعي عليهم :
عسى يجيهم حـّزت الفجـر مدلـوك *** مـدمي ولا تـنـفـع عـلـيـه الدخـالـه
عسى يجيهم من بني عمهم صـوك *** يـوم بـه المـمـرور يـبـزع بـخـالـه
والقصيدة معروفة والقصة مشهورة وذكر المارك في شرح مقصد هذه الأبيات في ذلك الكتاب أنه ذهبت فتاه من الفتيات لتملأ قربتها من الماء وعندما انتهت من ملء القربة أشارت لأحد الفتيان الذين يسقون أبلهم على جانب البئر بأن يحمل القربة على ظهرها فحمل القربه على ظهرها ورفع يوب الفتاة وأخذت النخوة رجالها وهجموا على الفتى وقطعوه أرباً وعند ذلك قام أقارب الفتى بهجوم معاكس قاصدين أخذ الثأر لأبنهم وهكذا تقاتلت العشيرة بكاملها قتالاً عنيفاً كما تنبأ بذلك الشاعـر ساكر الخمشي انتهى ما ذكره المارك .
أما قول البلادي من أنه التقى بأحد مشائخ قبيلة عنزة ووصف له طبيعة عنزة بقوله ( هزائين يهزأ واحدهم حتى بأبيه ) فحبذا لو ذكر البلادي أسم هذا الشيخ الذي وصف قبيلته بهذا الوصف المشين كي يكون له سند فيما يدعي ولا أعتقد أن هناك رجل من الرعاع من تقبل نفسه أن يصف قبيلته بهذه الصفة كيف والكلام منسوب لشيخ فمن هو هذا الشيخ ياترى ؟ أما ما ذكره البلادي عن حجج تملك بعض رجال حرب لأرض الحناكية فأن كلمة أن مما أفاء الله علي أو مما أعطاني الله أو من أملاكي فهذه ترد في كثير من حجج الأستحكام وتدل على أحياء الأرض ولا تدل على أنها كسب من عدو كما أدعى البلادي بأنها جتهم مكاسب من عنزة أما السلالات الذي ذكر البلادي أن اجداهم اشتركوا في تلك المعركة وقال انهم يدعون أن جدهم الثامن أو التاسع قد شارك بالمعركة وحيث أن المعني بتلك المعركة هو أبن هذال ومعروف أن الشيخ هذال بن عدينان سلسلة ذريته : سلطان بن زبن بن محروت بن فهد بن عبدالمحسن بن الحميدي بن عبدالله بن هذال لذلك فأن هذال الجد الثامن لذريته ولو طبقنا قاعدة البلادي في معرفة التاريخ في عدد الأجداد لقلنا 8+ 40 = 320 سنة لذلك فهي تكون في زمن هذال نفسه وليس أبن هذال كما ذكر البلادي ولا خلاف على وجود هذال في تلك الفترة ولكن الخلاف على صدق الرواية من عدمه وفي معرض حديث البلادي عن قصة تعليق ثوب الفتاه قال : أن أبن هذال عندما شاهد عورة الفتاه أبتسم أبتسامة تشفي، وهذا لايليق بالعربي الصميم أن يبتسم تشفي بعورة جارته الأجنبية ومعروف أن العرب أهل جوار في جاهليتهم وإسلامهم فكيف بأبن هذال وهو شيخ المشائخ يبدر منه مثل هذا التصرف وما ذكره البلادي في هذا الصدد ما هو ألا لتكملة فصول القصة لكي يكون لها رونق ومن الغريب أن الرواة الذين رووا للبلادي هذه القصة يتذكرون ابتسامة ابن هذال منذ ذلك الوقت ولا يوردون أي بيت من الشعر يدل على صحة القصة وذكر البلادي أنه بعد ما بدر من الفتى العنزي هذا التصرف المشين اجتمعوا رجال حرب وعنزة عند القاضي ابن طريف وتخاصموا وحكم بقطع يد العنزي ورفضوا عنزة هذا الحكم ثم أن الحربي والد الفتاة جلل ذلوله وطاف في أحياء حرب لطلب النجدة والسوآل يا هل ترى أليس الحربي والد الفتاه مجاور لعنزة ولا يقدر على أخذ حقه فكيف يكون التخاصم عند القاضي والخصوم غير متكافئين وكيف الخصم القوي يقبل بالتقاضي وكانت السيادة للقوة ؟ ثم ذكر البلادي أن حرب عندما غزو عنزة كان البعير يحمل سبعون قربه ثم ذكر قصة البعير الذي شرد وعليه القرب ودخل مع رعيان عنزة ولما شاهدوا الرعيان عدد القرب ضحكوا وكان معهم رجل مسن وعندما شاهد عدد القرب على بعير واحد تمثّل بهذا البيت :
أمـور تـضـحـك الـسـفـهـاء مـنـهـا *** ويـبـكـي مـن عـواقـبـهـا الـلـبـيــب
وهذا البيت من قصيدة للحارث بن عباد البكري عندما بلغه خبر مقتل أبنه بجير من قبل الزير في حرب البسوس بثار شسع نع ل كليب ثار من الغضب وبدأ يخرج من أسلحته وعتاده ويطلب أحضار فرسه النعامة وهو يردد الشعر بطريقة غير شعورية فشاهده بعض الشباب وضحكوا من منظرة بينما أحد الرجال كان يبكي من منظره لتدبره لعواقب الأمور فألتفت إليهم وقال من قصيدته :
قـربـا مـربـط الـنـعــامــة مـنــــــي *** لـقـحـت حـرب وائـل عـن حــيـــال
قـربـا مـربـط الـنـعـامـة مـنـــــــي *** أن قـتـل الـحـر بـالـشـسـع غــــــال
لـم أكـن مـن جـنـاتـهـا عـلـم الـلـه *** وأنـي لـحــرهــا الــيــوم صـــــــال
امـور تـضـحــك الـسـفـهـا مـنـهــا *** وتـبـكـي مـن عـواقـبـهـا الــرجــال
وهكذا لفق الذى راوي للبلادي والبيت المنسوب للفارس الحارث بن عباد البكري فجعله في قصة المجللة المزعومة .
وهاهو البلادي يذكر في تفاصيل قصة الحرب أن أبن عسم جمع قبائل حرب جميعها وهجم على عنزة وفاجأ عربان منهم كان معهم الجاني فأعدمهم جميعاً ثم واصل زحفه على أبن هذال وبقية عنزة وعندما أقبل على عنزة في منتصف الليل أمر رجاله أن يطلقوا البارود دفعة واحدة فرأت بنت أبن هذال الأنوار وظنتها برق فأيقظت أبوها تبشره في برق الخريف ولكن أبوها أخبرها أن هذا ليس برق بل أنه ضوح بنادق حرب فأيقظ قومه وحصلت المعركة وهزمت حرب عنزة هزيمة نكراء وأستولت حرب على ديار عنزة وعلى غنايم كثيرة من عنزة ومن الغنايم نجر أبن هذال حيث ذكر أنه عند ابن هنود الربيقي من بني عمرو ، قلت وهذا الوصف الدقيق للمعركة يجعل الباحث يتساءل لماذا لا يكون مع النجر دلال ثم كيف ذكر في الرواية أستيقاظ بنت أبن هذال ومحادثتها مع أبوها ولم يذكر بيت واحد من الشعر يؤرخ هذا الحدث العظيم ويشيد بأمجاد هذا النصر ؟ ثم لماذا هذه المعركة على عظمها لم تسمع بها عنزة علماً أن الرجال يعدون الذي لهم والذي عليهم ؟ ثم أن البلادي أورد قصيدة مسعود مولى الشيخ مشعان بن مغيلث بن منديل بن هذال وقال أنها شاهد ما بعده شاهد وهو لا يدري أن مسعود عاش في عهد مشعان ولا عاصر الفترة التي حدثت بها المعركة وهو في القصيم وليس في الحناكية والأبيات التي أوردها البلادي محرفة بحيث تتلائم مع سياق القصة وهنا نورد القصيدة كاملة وهي ليس شاهد أثبات كما أدعاه البلادي بل أنها شاهد نفي قال مسعود أحد موالي آل هذال يتوجد على أعمامه عندما اقحطت ديارهم القصيم ونزحوا إلى الشمال بحثاً عن المرعى ونزلت في ديارهم احد القبائل قالها يحثهم على الرجوع لديارهم وأرى أنه لا داعي لأيراد اقصيدة مسعود وقد وضحت سبب أنتقال قبائل من عنزة إلى الشمال في كتابي أصدق الدلائل في أنساب بني وائل باب هجرة قبائل عنزة وأسبابه وأوردت الشواهد ونشرتها أيضاً في كتابي قطوف الأزهار ومن الغريب أن البلادي ذكر على لسان أبن مهيد أنه يقول : جزى الله حرب خيراً الذين اخرجونا من ديرة الجوع إلى ديرة الخير وهذه العبارة لا صحة لها ولم نسمع بها ولا أحد من رجال الفدعان أنه سمع هذه العبارة من أبن مهيد ومن هو أبن مهيد الذي قال هذه العبارة وهو من مشايخ ضنا عبيد الذين هاجروا عام 1230هـ ولم تكن هجرتهم بسبب طرد لذلك لا صحة لما نسب لأبن مهيد من القول الذي لايستند إلى دليل وأنما هو تلفيق يراد به أثبات القصة وفي ختام مختصر الرد أوجه أسألة للذين يروون عذه القصة *- لماذا لم يذكر من قتل من الطرفين ؟ *- لماذا لم يقال بهذه المعركة شعر من أحد الطرفين يثبت هذه القصة ؟ *- لماذا ما يعلمون رجال عنزة عن هذه المعركة طالما أنها مشهوره ؟ لقد اعترفت قبيلة عنزة بمعارك كثيرة بينها وبين قبائل عديدة وكان لها نصر وعليها كسيرة فلماذا تنفى هذه المعركة ؟ هذا ما لزم أيضاحه وأسأل الله عـز وجل أن يلهمنا الصواب ويجنبنا الزلل أنه سميع مجيب الدعوات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
120- ( كتاب فصول من تاريخ قبيلة حرب) تأليف الدكتور فايز بن موسى البدراني الحربي الصفحة 163 علق البدراني على مناخ السر الذي اورده البسام في تحفة المشتاق فقال عبر المؤرخ عن حشد قبائل عنزة على كثرتها . قال أبن عبار : تلك الموقعة على فرع من العمارات فقط وهم قسم من عنزة وليس كل عنزة . وفي الصفحة 213 ذكر احداث سنة 933 فقال حشدت قبائل عنزة وفي الصفحة 282 قال منافسة بني علي وقبائل عنزة وفي الصفحة 2910. قال عبدالله بن عبار قبيلة عنزة منتشرة في مناطق متباعدة والذي يذكر البسام هم فرع من عنزة .
وفي حديثه عن قصة ذكرها عاتق بن غيث البلادي وقد نفى فايز ما يدعيه البلادي قال أبن عبار الدكتور فايز محّق في هذا القول وهو صادق .
وفي الصفحة 295 أورد قصّة اسر الشيخ جديع .
قال أبن عبار هذه القصّة مختلفين الرواة عليها .
*- التصحيح الموقعة التي ذكرها على فرع من قبيلة عنزة وليس كل عنزة ولم تحشد قبائل عنزة بأكملها لأن قبيلة عنزة منتشرة في مناطق متباعدة والذي يذكر البسام هم فرع من عنزة أما قصّة اسر الشيخ فأن الرواة مختلفين عليها .
يتبع