ومن قصيدة قال عبدالله بن عبار : 71
مـن شـام يصعـد ما نـزل بـالطمـانه *** والناس تعرف من محاسن عملهـا
وأهـل الـضـلالـة والـردا والـلعــانـه *** تحيـد عـن منهـج تـقـاليـد أهـلـهـا
ومن كـف شره مـا تبي من أحسانـه *** وأهـل الغـوى دايـم تـزاود جهلهـا
والـلـي تـدنـوا لـلـردا والـخـيـانـــــه *** ممشى الدروب العايـزة مـا خجلها
كـم واحــدٍ عـنـده تـضــيـع الأمـانـه *** وكـم واحـد شـال الأمـانـة وأكـلهـا
عـنـد الـحـمـايـل لـلأمـانــه مـكـانــه *** حطت على راس الجبل مـا حملهـا
وقال عبدالله بن دهيمش بن عبار هذه القصيدة مجاراه لقصيدة شاعـر : 72
مـن قـلـة الونسة غـدينـا لـواعيـب *** لا شـك مـن يخـطي يجـوز اعـتذاره
نـلعـب ولكـن مـا نـكـب المـواجيـب *** ونفهـم سلـوم الباديـة والحضـاره
أخيـر مـن لعبـه مماشي العبـاعيـب *** بالروض اللي تنعشك بنة ازهـاره
مع الفلا وتصعـد بروس الشناخيب *** ويمضي نهـارك بيـن قـاره وقـاره
وأخيـر مـن لعبـه شطير المخاليـب *** مقـناص بالـلي مـن نـوادر حـراره
تعجـبـك هداتـه عطيـب المضاريـب *** راعـيـه مـبـطي عـوده لـلـصقـاره
وأخير من لعبـه محاظى المحاديـب *** يفرح بهن الـلي شبت النـار كـاره
فـي ربعـة تلـقـابهـا العـود والطيـب *** فيها الرجال اللي سوات السعـاره
وأخيـر من لعبـه ملاقى الأصاحيـب *** الـلي عـلى يـمـنـاه والـلي يسـاره
فـي مجـلس مـا يـلتـقـابـه أجـانيـب *** مـن عـزوة ما هـم هذاليـف حـاره
وأخير من لعبه إلى رحـت تغـريـب *** مـن فـوق هـاف مـا يـوني غيـاره
وقال عبدالله بن دهيمش بن عبار هذه الأبيات من قصيدة جوابيه : 73
مـبـداي بالـلي يـطـلـبـه كـل حجـاج *** منجي سفينة نوح من لجة المـوج
أنـجـا نبـيـه مـن مـكـايـد هـل البـاج *** سلـك نسـج بالغـار لفـات وادروج
حامي عبـاده بالحمى سـد واسيـاج *** سور بناه بصلب من دون يأجـوج
ومن بعـد ذكـر الله سجلت الأنـتـاج *** من قيل أبن عبار ما قيـل مسموج
يوم أن بعض الناس للهرج عـلاج *** هـمـلـق مـا يـفـتـهـم كـل مـهــروج
القيـل مـا يفهـم مـرامـه خطـو داج *** مقصوده الكبسه عـلى طير فـروج
السافـل الـلـي للمـواجـيـب سـهـاج *** من الزاد غادي له فتاتير واعفوج
قـم يـا نـديبي وأرتحل قـدر دفـلاج *** عـلى هميم إلى مشى يسبق الهوج
ود الـرسـالـة لا تـحــطـه بـالأدراج *** لـولا جـوابي مـا تـعـنيـت بـنهــوج
وده عـلى الـلي يشتكي حـر وهـاج *** شاف الزمان اليوم مايل ومطعوج
يـوم أنهـا بـدور الشبيـلي ومـزلاج *** بنت الصويتي ما يقرب لها الغوج
من يـوم عصر التبعي لابس التـاج *** والبيع مايرهم لأبو رمش مدعوج
ومن قصيدة طويله قال عبدالله بن عبار : 74
يا فيصـل النجضان مـا يشبـه النـي *** وبـعـض المسفـه للحماقـه ضحيـه
النـاس شتى ولا قــنـا يـشبـه اقـني *** مثـل الطيـور الـبـاز غـيـر الحـديـه
وكم راس لابه مات علمه وهوحـي *** حيـثـه دفـن مجـده بـقـعـر الهـبـيـه
وقــت الـرخـا يـا وي رجـال يــاوي *** صلـب السـواعـد والمـذارع قـويـه
عن لازمه في حزت الضيق يغضي *** غـمّض عـن الماجـوب كنـه هـفيـه
يغضي وعينه ما بهـا نـون وأصبي *** خـلـه عـسى يـمحـاه رب الـبـريــه
مـثـل الزمالـه ينقـل أسفـار وأروي *** لإبـليس أخـو مـره سـوات المطيـه
أزبن عـلىالطيب وجـنب هـل الغي *** ولا تعـتـزي بـأهـل العـقـول الغبيـه
الـرس مـا يـورد عـلى جـالـه أدلـي *** نـبـعـه شحـيـح ولا يـفـيـد الظـميـه
ولا تنتصر قوات وأسلاحها أعصي *** وش يـجـمع الـمـذروب للبـنـدقـيـه
ماظن عود اللوز مثل أخمس الطي *** ولا ظـنـتي الخـيـال يـنـطـح سـريـه
ومن لا قصد مولاه يالقرم ما عطي *** نـال الـمـلامـة والحـيـاة الـشـقـيــه
ولالي على مـا قـلت يالقرم تعقيـب *** وأخيـر مـن كثـر الكـلام أختصـاره
ومن قصيدة مسنده على احد الزملاء قال عبدالله بن عبار : 75
جـاني كتـابـك والـذي قـلـت معـلـوم *** حـل الـرمـوز وكـل تفـسيرالأحـلام
يا أبن دخيل القصد واضح ومفهوم *** وكل المعـاني ما بها لبس وأدغـام
هيضت مكنـوني وأنا كنـت مهمـوم *** مـن واقع الدنيا لي اسنين وأعـوام
جـور الـزمن بـيـّد شغـاميم واقـروم *** ولا دامـت الـدنيـا لهـاني وبسطـام
وأبـو فـراس التغـلبي وأبـن كلـثـوم *** وكليـب والـزيـر المهلهـل وهـمـام
وجديع ونايـف والدريـعي وعمعـوم *** وصالح أخـو ثنيه وجدعان ودهام
ويـن الـذي لـهـم تـواقـيـع واخـتـوم *** حـمـايـة السـاقـه حشيمين وأكـرام
بـربـاعهـم من صنع رسلان قمقـوم *** والنجر يضبح بالضحى تقـل دمـام
من دونهم حالت سماهيد واحـزوم *** تحت اللحود البالية رمس واعـظـام
أن كان علم الطيب ممحي ومطخوم *** العـز الأقـعـس والفخـر زال مـادام
وقال عبدالله بن عبار هذا المقطع من قصيدة طويلة : 76
قلت أسمعوا يا أهل العقول الفطينه *** شـوفـوا مصالحكم ونيـل الشهـادات
تجـنبـوا بـعـض الـدروب الـلعــيـنـه *** لا تـتـبـعـون مـروجـيـن الإشاعـات
يـاجـب عـليـكم تـلـزمـون السكـينـه *** خوذوا كلام الصدق ما هـو دعايات
يالـلي مـن النعمـة دفوفـك سمـيـنـه *** أمش بطريق الحـق كب الخـرافـات
مـا فـيـه داعـي للغضب والغـبـيـنـه *** وش السبـب حـتى تصيـر أنفعـالات
لـيش الـتحـدي ليش زرع الضغينـه *** ليش العبث والكيـد ليش الحـزازات
حـنـا العـرب سلـم العــرب ماسكينه *** مـا هـمنـا تـقـليـد سـلـم الخـواجـات
كـان الـزوابـع حـورفـت بالسـفـينـه *** نرسي كما ترسي الجبال الرفيعـات
ومن قصيدة أخرى بالرثاء قال عبدالله بن عبار : 77
العـبـد لا بـده عـلى الحـتـف مسيـوق *** ينقـاد مـا هـو باخـتـيـاره وطـوعـه
المـوت بـرقـاب الملأ كــنـه الـطــوق *** المـوت منجـل والخـلايـق زروعـه
المـوت ما وفـر مـن النـاس مخلـوق *** وكل البشـر سيف المنايـا يصوعـه
ما أظن يوجد بـاب ما قـيـل مطـروق *** ودنيـاك لـو تصفـي تـبـدل وقـوعـه
والعمر لو يزهر تقـل عـود زمـلـوق *** عـقـب الطـرى لا بـد تذبـل جذوعـه
والعـمـر كانـه زال مـا هـو بملحـوق *** وخـطـو الفـقيده يفـقدونـه ربـوعـه
وقال عبدالله بن دهيمش بن عبار هذه الأبيات من قصيده جوابيه : 78
عـزاه يا قـلبي تهيّـض مـن الكـبـت *** يشفق على قرب الرجال المشاكيل
وضع البشر لـو قيـل لـي عـنـه كـذبـّـت *** دور تغـيـّر بـه سـلـوم الـرجـاجيـل
أحـتــرت مـن وضـع الـعــبـاد وتـعجبـت *** ناس سعت بالحيف والقال والقيـل
تـمـدحـك بـقـبـالـك وتشمـت الـيا غـبـت *** ومن يصنع المعروف ماله مقابيـل
مـا يـذكـرونـك بالثـنـاء لـو بـهـم طـبـت *** وعـيـونهـم عـلى المعـايـب درابيـل
نـاس تـذمـك بـالـخـطـأ دون مـا اذنـبـت *** واهروجهـم تـزيـيف مالـه دوالـيـل
بـذر الـحـسـد بــصـدورهـم نابـتٍ نـبـت *** واقـلوبهـم بالحقـد سـود ومغـاليـل
يـوم الأحـد مـا يـفـرقـونـه مـن السبـت *** ولايفرقون الكدش من سبّق الخيل
مـا بـيـنـهـم لـو كنـت ممدوح عـذربـت *** مـا تـاجـد التقـديـر عنـد الدعـابيـل
مـن لا عـرف قـدري فـنـا عــنه جنبـت *** نعتـاض دونـه بالرجـال الحلاحيـل
الـلاش والـهـلـبـاج عـن قـربهـم تـبـت *** وأشفق على نطـاح وجـه المقابيـل