قال عبدالله بن دهيمش بن عبار هذه القصيدة تحتوي على معاني شتى : 21
بـديـت فـي عـالـم خـوافـي أسـراره *** مجري نظـام الكون والي المقاديـر
عــّزال داجـور الـدجى عـن نـهـاره *** سامـع دبـيب الـدابـيـة بـالديـاجـيـر
وهّـاب قـوت العـبد محصي عمـاره *** الخـالـق الـرزاق مـغـني المفـاقـيـر
أرسـل رسـولـه للخلائـق ابـشـــارة *** وأنـذر وبشّر سائـر النـاس تبشيـر
وإسحاق بشر به عقب يأس سـارة *** وانـقـذ خليلـه من لهيب المساعيـر
أنشـأ السحاب مـن الغـمام انـتثـاره *** ساقـه من المنشأ هبـوب المعاصير
يـهــل هــطـّال الـمـزون أبـغـــزارة *** يطـفح ربـابـه مثـل طـفـح النوافيـر
عـذب القـراح الـلي تدارج أنهـاره *** من ريهجان الفيض يجري شخاتير
عقـب الجفاف القـاع يطلع خضارة *** والروض ينبـت ديـدحـان ونواويـر
يـا رازق الـداب الـعـمى بـالخـبـاره *** عـليـه مـن جو السماء ياقع الطيـر
قـبـل الـذويـبي وضـحـه بـالـعـبـاره *** ولا قـول ألا لـه مـعـانـي وتـفـسيـر
أسـتـغـفـر الـرحـمـن فـي كـل تـارة *** تهلـيـل فـي تعـظيـم شـانـه وتكبـيـر
بـه نستـغـيـث ونـتـقـي حـر نــــاره *** ونعوذ بالـله من سمـوم وزمهريـر
الـعــبـد تـضعـف قـوتــه واقـتـداره *** ما غير لطفـه يذري الخلق وأيجيـر
بسمه نظمت القاف عقب استخاره *** الجاش هاض وفـور القـاف تفويـر
مـا قـلـت منطوقـي نـفـاق وقمـاره *** ولاني من اللي حّور الهرج تحويـر
ولا قـلت منظـوم القوافي عـصاره *** لـفـظـه مـثـل در الـبـكـار الـمبـاكيـر
قـلتـه نـصيحـة والنصـايـح ذخـاره *** مثـل الذهـب بأيـام غـلـو المساعير
ويكفيك عـن طول الـكلام أختصاره *** منطوق صدق ولا دخل فيه تزويـر
مـن لا يـقـدي بالمـمـاشي مـسـاره *** ما ظنتي يقـدر عـلى مواصل السير
ومن حاد عن مسلك طريقه قطـاره *** يمشي عدل والـلـه عليـه التياسيـر
ومـن زل تسهـل طيحتـه وانثـبـاره *** ومن لا يخاف اللـه بدربه عـواثيـر
وغلطان من داس الخطـأ بأختيـاره *** ما دام مبـصـر والنـواظـر مـباحيـر
والـلي جــداه الـبـهـلـوه والـعـيـاره *** بعـروض خلق الله شدوقه مفاطيـر
بـيـع الـكـرامـة يـعـتـبـرهـا شطـاره *** ولا عـنـده الا الطهبلـه والشباشير
من حـاش رزقـه بالدجـل والـقماره *** مـا يستفـيـد إلا الـنـدم والتحـاسيـر
وتـرى الـحـلال الـلي قـلـيـل دبــاره *** يسـوى الحرام اللي تلمـه قـناطيـر
ومـن لا قسم لك لو عـليـه الخفـاره *** لابـد يـذهـب مـن يـمينـك شعـاثـيـر
والمـال مـا عـز الـبخـيـل أحـتكـاره *** عقـب عـلى بعض الزلايـب معاييـر
ودنيـاك لـو تـصفـي سريـع مــداره *** مـا خلـدت مـن كـان يملـك ملايـيـر
العـبـد يـسعـى والأجــل بـأنـتـظـاره *** والحتـف يأتي لو تطول المشاويـر
والـعــمـر لابــد مـن فــنـاه ودمـاره *** مـا يـمنعـه لـو حـال دونـه طوابيـر
واليا خسرت المال مـا هـو خسـاره *** تـرو الخسارة بالـرجـال المناعـيـر
عصم الشوارب راس مـال التجـاره *** أثمن من كنـوز الـذهـب والدنانيـر
قـريـبـهـم لــو كـان مـابـــه نــمـاره *** يصير بعـيـون المعـادي تـقـل زيـر
هـم سـاس دافـع قـوتـه والجـسـارة *** فـتخان الأيـدي باللـوازم مصاطيـر
عـوق العـديـم الـلي بـراسـه نعــاره *** سقـم العنيـد اليا غـدالـه زعـاطيـر
ذخـره مـلاذه عـن غـليـث السعـاره *** ملجاه عن غـلب العفـون المعاثيـر
بأسبـاب حشـمتهـم يـزود أعـتبـاره *** مـن قـدرهـم يلقـا حشيمة وتقـديـر
ومـن قــل ذل ولا يــنـال الـصـداره *** يشوف من بعض الرخوم المحاقير
وراعي الحسد لو يدعي بالطهـاره *** سنه ضحوك وقلبه أسودمن القير
والـمنـتحي لـوكـنـت عـنـده بحـاره *** لابـد عـن وصلـك يجـيـه المعـاسير
مـهـمـا دعـيـتـه مـا يـمـرك زيــاره *** لا تـنخـدع فـي واهـيـات الـمعـاذيـر
ومـن لا يـودك صد لـو كـنت جـاره *** حيثـه عـلى فـرقـاك يعـطي تباشيـر
واللي الـيا جـت حاجته جـاك غـاره *** يشـره ولا عـنـده مـرافـة وتـوفيـر
وإليـا قـضى الـلازّم يحـطـك يسـاره *** يجحد وعن رد الثـناء فيه تقصيـر
وأن درت بـه لازم تـجـيـه النـيـاره *** ولـو تطـلبـه مـا حصلوه المـداويـر
عـلـيـك بالـلي سـلـم الأجـواد كـاره *** أتعب على عـرف الرجال المشاهير
وأنص الذي حـط المراجـل شعـاره *** ريـف الهـواشـل والبـداه المساييـر
عـرف الرجال أهل الفضائل تجـاره *** لاشك عـرف أهـل الرذايل مخاسير
وترى الجليس الـلي يبـيع العطـارة *** أفضل من الـلي بالفحم ينفـخ الكير
الكيـر يـبعـث شيـن ريـح وحــرارة *** والعـطـر تـنفـح ريحتـه بالقـواريـر
وقصـر المعـزة مـا يشـوه اجـداره *** كثـر العـبث والشخمطـة بالطباشير
لا شـك كـانــك مـا تـضـلـل بــــداره *** ولا به ذرى عن لافحات المعاصير
لا تـقـربـه لـو هـي تعـلـت اسـواره *** يكفيـك مـا قـال السديـري محـاذيـر
وأرض الصبخ ما ظن ينبت بذاره *** وش عاد لو تسقيه من مدفق البير
مـن يجتهـد ينجـح بـوقـت أختبـاره *** ويـنـال مـن جهـده شهـادات تقديـر
وصلوا عدد مـن فاض يلقط جمـاره *** على الرسول الـلي صعد بالمنابير
قال عبدالله بن عبار العنزي هذه القصيدة ببعض صفات الرجال والنساء: 22
الـنـاس كـلـن لـه طـبـايــع وعــادات *** وكلـن عـلى التـقـليـد والسلـم داوي
النـاس من خلقـت تـناويـع وأشتـات *** مثـل الأصابـع مـا تجـي بـالتسـاوي
وتـرى البشر لهم مثـايـل وصيـفـات *** مثـل المعـادن بـه جـواهـر ومـاوي
تـلـقـا العـلـوم الـغـانـمـة والـرديــات *** مع البـدو وأهـل القـرى والشواوي
رجـل عفيف ولا مشى دروب سيات *** عـنده عـلى حسـن الطبايـع بـراوي
عـاقــل لطيـف ولا تـجـي منـه زلات *** يرجي الولي ما هـو لغيره رجـاوي
عـنـده يـقيـن أبـواب ربـه وسيعـات *** وكـل الملأ مـوعـود رزقـه سمـاوي
صاحـب عقيـدة ما ذكر فيـه بـوقـات *** ما حاد عـن مظمون قصـد الفتـاوي
ورجل يدور العـز سهـران مـا بــات *** للمرجـلـه والطيـب والجـود هــاوي
يـدور بـالـدنـيـا مـعـالــي وطـــولات *** شبحـه بـعـيـد وبالفـخـر لـه منـاوي
يلقـا المصاعب بالعـزوم الـقـويــات *** وينطـح عـظايـم كـايـدات الـدعـاوي
صنديد مـا تشكل عليـه الصعـوبـات *** لـو ثـقـل حملـه لأثقـل الشيـل قـاوي
ورجـل مجـرب في جـميع المهمـات *** رام الـفخـر لـو حـال دونــه بــلاوي
مبـداه عـالـي والمقـاصـد رفيـعــات *** شبـحــه بـعــيـد ولا مـرامـه دنــاوي
يـنـظـر أمـام ولا يــدنـق لـدنـســات *** حـيثـه عـلى فـعـل الفضيلـه شفـاوي
جــزل وأشـم ولا مـبــاديـه هــزلات *** عـون الرفـيـق وبـاللـوازم حـمـاوي
ورجـل كريـم وفـيه بـالطيـب هـبـات *** يفـرح بـه الهاشل إلـى جاه ضـاوي
شهم وكريم وبه شهامة وشومـات *** يتعـب على الجزلة صبور وحيـاوي
ما يذخـر الواجب اليا شاف عـازات *** لـو كـان مالـه جـرد بشـت حسـاوي
يـرغـب لـفعـل الغـانمـة بـه مـروات *** يشفـق عـلـى حالـة رفيـقـه ويـاوي
ورجـل فهيـم وكـل طـرقـه سنيعـات *** مـدرك بـصـيـر ولـلمشـاكـل أيـداوي
للخيـر في وجهه رسوم وعـلامـات *** علمه صعـد من فوق راس النبـاوي
سهـل الجناب لعـزوتـه والقـرابــات *** كـان أنقطع بالناس وصـل العـراوي
وللضد أحـد من السيوف الـرهيفـات *** عـلى خـصيمـه مثـل حـد الرهـاوي
ورجل حشيم ولـه كرامـة وجـاهـات *** يـفعــل جـميـل وللجـمـايـل جـزاوي
طيبـه نقـي مالـه مقـاصـد وغـايـات *** وعـن الخطأ صافي ضميـره نقـاوي
يرفا الخمال أن شاف غره وخملات *** ما هو على الصاحب كثير الشناوي
لـو شاهد عيـوب الملأ كبر أبـانـات *** يـستـر ولا هـو لـلـمـعـايـيــب راوي
ورجـل ثـقـيـلٍ بـالـمجـالس وسكّـات *** يأخـذ عبر من قول وصف الفراوي
أن صـار بالمجلـس مغـالـط ولجـّات *** وأصبـح لمهروج السوالف مـلاوي
يـشـوم دام الـهــرج مـالـه مـجـالات *** كـان أنطـلـق بـالثـرثـرة كـل غـاوي
وأن هرج هرجـه مثل نقد الجنيهات *** قـرايـضـه مـثـل القــراح الصفـاوي
ورجـل صمـال ولـه مراميع جـزلات *** يتعـب على علـم الفخـر مـا يـراوي
وأن جاء نهار فيه صولـه وجـولات *** يرخـص حياتـه دون ربعـه هـداوي
وأن صار ما بيـن الرفـاقـه حـزازات *** يسعى لهـم بالصلح ما هي هـزاوي
يسعى لهـم بالصلح في حسن نـيّـات *** حـيثـه لفـعـل الخيـر راغـب ونـاوي
ورجـل قـليـل الـفـود بـواق غـــرات *** عمّـال عـن درب الحقيقـة عـمـاوي
ضـاع الشبـاب وضيـعـه بـالـمـلـذات *** بيـن الملاعـب والطـرب والغـنـاوي
يـدور بـالصاحـب هزايـع وعـثــرات *** ويتعـب عـلى رفق السفيه الفـلاوي
بـالناس تلــقـا لـه عـوايـن وشــلات *** فاسـد ولأصحـاب المفاسـد أيخـاوي
ورجل طمـن وأفعـال جـده قـديمــات *** نسل الرجال أهـل الكـرم والقهـاوي
لـو كان جـده مـن رجـال الشـكـالات *** مجـده محـاه وبـات يطـويــه طـاوي
مـا يـنفـعـه تمجـيـد جـده إلـى مــات *** ولا يـؤخـذ الصالح بذنـب الشقـاوي
ولا يرفع المثبـور ترديـد اللـي فـات *** راحت عـلى ما قيـل مثـل الحجـاوي
ورجل بخيل ولا يحـوش الجـمـالات *** لو كـان مالـه كثـر رمـل الـصـداوي
وش عاد لـو يملك خزاين وشيكـات *** ما يـنـفـق إلا فـي نـفـاق ورشــاوي
ماله على الجودا مساعي وهومـات *** دايـم عـن العـليا قـصـيـر الخطـاوي
مـن شـبـتـه مـا قـال وده ولا هـــات *** بـالـمـجـتـمـع كـوبـان كـنـه فــداوي
ورجـل دويـنـي والـفـعــايـل دنيــّات *** سهـاج لـعـلــوم الرجـال وسهــاوي
صاحـب نفـاق وعـيشته بالحيــالات *** بلاف يـرخص شيمـتـه بـالحــراوي
ضعـيـف نـفس ولـه صنايع ودقـات *** دايـم علـى البلغـه بـعـيـد الخـطـاوي
عـن الـفـخـر دايـم يدينـه قـصيـرات *** ما هو عـلى حفـظ الكرامـة غـلاوي
ورجـل يخـور بمنزلـه كـنـه الشـات *** طول الـمـدى تـلـقـاه بـالبـيـت ثـاوي
لا زايـــر غــيــره ولا جــاه زورات *** وســط الـمـلأ لاشـك عـــده خــلاوي
متريّـح ولا لـه عـن البيـت نـوهـات *** عنـد الحليله مثل وصـف الضـراوي
مـن خلـقتـه مربـاه بـيـن الخونـدات *** مـطـواع لشـوار الـمـرة مـا يــلاوي
ورجـل هـذور بـالمجالـس وكـشّـات *** يغـثي البشر بالقـروشـة والقـراوي
يـبـث مـا بـيـن الـخـلايــق دعـايـات *** يفـرح على الفتنه كـذوب وسـواوي
يـلـفـظ كـلام بـلا بـراهـيـن وأثــبـات *** مـا يـنـوخـذ قـولـه يهـقـي هـقــاوي
يـهـبــيـه رب الـكـون نــقــال نـمـات *** يـدور غــرات الــمـلأ والـمـســاوي
ورجـل مـريـج ولا تـفـيـده أرشادات *** عـدل القوام وجوهـر العقـل خـاوي
مـا يستفيـد مـن التجارب والأزمـات *** مـا غـيـر لـولاح السحـر والكـلاوي
حقـر وسفيـه وكـل طرقـه سفـاهـات *** تمـضي حياتـه بين هـاوي وعـاوي
الهايـت المسفـوه مـن صاحبه هـات *** حيـث النمورة مـا تشادي العـواوي
ورجـل إلـى شفتـه هدومه نـظيفـات *** شـكـلـه وسـيـم وزاهـيتـه الكسـاوي
وقـت الـرخـا نـفسه كبـيـره وقـنـات *** لا شـك مـابـه خـيـر يـوم الـحـداوي
يفخـر إلى سوى شباشـر وشوشات *** عـلـى الـقـرايـب دايـم لــه نـخــاوي
شــره عـلـى دانـي دوانـيـه بـالـذات *** لكـن عـن القـاصي مديـده ضحـاوي
حـتى الربايـع بالنعــوت معـروفـات *** سـود الـمـقـانع لابـسـات الغـشـاوي
البيـض فيهـن بالوصوف أختلافـات *** مـا هـن سوى مثـل الثمر بالقنـاوي
البيـض فيهـن محصنات وعفيفـات *** الـلـه وهبهـن بـالحشيمـة عـطـاوي
وفيهـن كـذلـك طاهـرات وشريـفـات *** مـا عـرضـن لـمـروجيـن الحـكـاوي
أيـضـاً وفـيهــن سافـلات ورزيـلات *** ضـمـن معـايـيـب الـردا بـالـمـزاوي
فـيـهـن شـيـاطـيـن وبـهـن آدمـيـات *** صقـر النصافـي عـدهـن والخـلاوي
أطيـبهـــن اللـي بـالخـدر مستكنـات *** مـا عــرضـن بـيـن المـلأ لـلـزراوي
مـا يـنـقـبـل تـدويـجـهـن بالمحـلات *** لا دوجـن بالسـوق لأجـل الشــراوي
يـقـودن الـهـلـبـاج للسـوق سجـات *** كـنــه أجـيــٍر عــنـدهــن بـالـكـراوي
قـلـتـه ولانـي لـلـمـخـاليـق شمـــات *** ولا خيـر بـالـلـي مـا كـلامـه قـداوي
قـلـتـه وتـوصيـف الخلايـق كثيرات *** سجلت من وصف المجرب شفـاوي
الطيـب كـايـد والمراجـل عسـيـرات *** ولا كـل مـن يـقــدر يــنـط الـعــلاوي
ومن لا كسبها بأول العمـر هيـهـات *** مـا حـاشـهـا عـود مـن الكبـر ذاوي