تعقيب بسيط على الابيات،
بالنسبه للابيات كتبتها وانا طالب بالكليه ،والقصيدة كل لايتجزأ فهي كلها بمفرداتها وتسلسلها بمعانيها الواضحه والغامضه وحالتها التي اتت من خلق معنى بدون معنى واضفاء معنى لكلمه قد تحمل المعنى او لاتحمله وحتى الاستفاده من كلمه ليس لها معنى كما في حالي ضرب المثال للإمعه والفوز بشطر بيت اضافي ، و ورود الابيات بهذا التسلسل انما هو هاجس شاعر له وقته الذي جعل صاحبه يكتبها واتت معه كما اتت ، ولا احمل وانا كاتبها ان اغير بها شطر واحد وكلمه وحده ، فما كتبته هو جزء من ذلك الهاجس والخيال والحاله الانفعاليه التي لااشعر بها الآن ولااستطيع ان اعيد ذلك الشعور فهو كالعمر الذي يمضي ، فهذه هي مكامن الابداع والعفويه والتلقائيه االتي تسبر الخيال وتاخذ بصاحبها رحله لعمق اللغة والفطره التي هي جزء من تكوين الشخص الذاتي والمستمدة ايضا من الصحراء وكينونتها المرتبطه ارتباط وثيق بالأصاله التي ارتبط بها اجدادنا عبر التاريخ من وقتنا هذا الى وقت طرفة بن العبد والجاهليه والعرب في الجزيرة العربيه ، والبعيدة كل البعد عن الحضارة المادية التي تقتل كل ماهو اصيل ،التي كلما اندمجنا معها وارتبطنا بها اصبحنا اسرى لها ، وكلما ابتعدنا عنها وعدنا لمهد لغتنا وارضنا وأصلنا وارثنا القبلي والشعري الذي هو امتداد لشعراء العرب الفطاحله في الجاهليه وصدر الاسلام وماقبلها .
لذلك القصيدة اتت كما كتبتها في وقتها لم اغير بها حرف واحد ، فأنا ان غيرت بيت واحد فإني اخون ذلك الشعور والحاله التي كتبت بها القصيدة نفسها ، لأني ربما اشعر بالاختلاف ، بل انه قد يندم الشخص على كتابة بيت شعر وانا لااسمح لنفسي بتغيير القصيدة ،فالقصيدة هي حالة خاصة شعر بها الشاعر وكتبها في وقتها وتغييرها لاحقا يذهب الحاله الابداعيه المميزه للقصيدة التي هي حاله شعوريه وظرفيه ، فلا يملك الشاعر نفس الشعور والحاله الثابته فهذه من المحال ، ولذلك يتفاوت الشاعر في شعره فنجد القصيده المميزه الجميله العذبه ونجد اخرى تختلف في القوة والوصف وهذه امور معلومه وظاهره ، ولكن بالنسبه لي فان تغيير القصيده امر كنت قد عملته سابقاً قديماً ولكن حالياً لاافعله لأني بذلك اسلب القصيدة روحها التي اوجدتها في لحظتها تلك التي كتبتها بها .
رغم اني اقلل من قيمة شعري في كثير من الاحيان الا اني لااسمح لنفسي بتغيير قصائدي على الاقل من هذا وورى، وبخسي لشعري هو من طبعي لاني اقلل من تقدير كل شيء حتى لا اتعدى الحد ، رغم انه احيانا يصل لمرحلة ظلم النفس،،،
اذكر اني انقطعت عن احد المنتديات وعندما عدت قرأت قصائد عدة لعدد من شعراء ذلك المنتدى ونقدت على روحي اني احيان ابخس شعري فكتبت قصيدة :
توي لقيت ان المعاني غزيرات
ياهاجسي حرر لها من شتاتي
، رغم ان موضوعها لايتحدث خصوصا عن الشعراء انما حصل دمج لما قرأته من قصائدهم والى امر اخر كان رمزي
الحــرف ســره عــنــدنـــا مابعــد شـاد
لــه غيهــب ٍ مانيــش مقــدار قيــمـــه
.
.
مصـمـصمٍ يسبـــر تواريــخ الأجــــداد
يــاخـذ بنــا مشــواح لاخــوان شـيمـه
.
.
افخـت معــانــي منــهـجـه كــل منقـــاد
اللـي يــدور كــل يــــــوم ٍ غنيـــــمـــه
.
.
لاجــاد فــي كسب الجزيلـــه ولا فـــاد
يدودل رويســه مثل راس البهيـــمـــه
لذلك هذه الابيات قد تكون نخبويه او لاتكون او ربما هي نخبويه لصاحبها فقط ، وهذا حكمه للقارئ الكريم نفسه والى المدى الذي تفهم به الابيات ، فأحياناً يفهم المعنى من كلمات بلا معنى وان فهم المعنى عموما فهذا هو المطلوب ، فكيف نقول انه بلا معنى والمعنى قد وصل ، بغض النظر عن الجزئيات المتعلقه بالمفرده والكلمه ، فاذا فهم مراد الأبيات من دون معنى باعتقادي انه من الاعجاز اللغوي وهل يستطيع العقل أن يدرك أو يفهم معنى من دون معنى ؟ نعم ، ان حدث ذلك فهو المطلوب والمراد وقد يتحتم على الشاعر الدخول بالرمزيه لاأسباب كثيره قد يشعر بها هو نفسه او لاوعياً كتبها رمزيه لامور قد لايفسرها هو نفسه ان سألته ولكن يفهم من الحال والواقع المصاحب لصاحبها .
كما ان كثير من الشعراء يكتب ابيات بمعاني قد تكون مفهومه وواضحه ومعلومه لغة لسهولتها ولتداولها ولكنك بالاخير لاتفهم ماذا يريد ؟ فلم يصل المعنى مما كتب وهو ابياته سطحيه ظاهره فاذا كان صاحب السطحيه والمعاني الظاهره لغة لم يستطع ان يوصل المعنى ولاحتى فهم مايريد فكيف نقول انه فهم المعنى مما يقول وان كان ظاهراً ،وانا هنا اتحدث عن الواضح الذي لايحتاج توضيح ومع ذلك لاتجد له طعما ولاتفهم منه شي، رغم وضوح المفرده وفهم جزئياتها الا ان تركيب القصيدة كامله لايفهم بالرغم من السطحيه الواضحه.
شعر ٍ بمعنى مــار مـن دون معــنى
مثل الطعام مقلطـيـــنــه بلا مــلــح
.
.
وبدون معنى مــار ينــبــاج معــنـــا
يلَهْلـِهْ لنــا كنـــه بـروق ٍ بنــا كـلـح
.
.
هلت مــزونه بقـفــرنــا من ولــعنــا
معابشــه من شافهــا عــدها طـلــح
.
.
ماادلى بهــا طيــر السمـا من قـشعنا
عصيـــّة ٍ من دون ماتشبك الــفــلــح
.
.
وليــا تــوطّـــم قـاعـــهــا ماجـزعــنـا
من جـا لهــا اقفــى يخــوزع تقــل دلـح
.
.