عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2014, 06:56 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
صاحب الموقع
إحصائية العضو







عبدالله بن عبار غير متواجد حالياً


افتراضي

تابع

ومن قصص الفارس مسلط الرعوجي كان هناك رجل يدعى جريس من أحد القبائل المعادية لقبيلة مسلط الرعوجي وكان جريس رجل شجاع ومغامر وله زوجه حكيمة ومدركة فنصحته عن أخذ الناقة التي عليها دلال حيث أن صاحبها يفادي دونها وكانوا البادية يضعون على الناقة الغالية من نوادر الإبل ريش نعام ويسمونها أم دويك وهذا دليل على علو منزلة هذه الناقة عند صاحبها وفي أحد غزوات جريس قالت له زوجته هذه الأبيات تنصحه وتحذره عن أخذ تلك الناقة المشار إليها فتقول :

يا جريس لا تغريك بالنوق الأطماع *** ولا تاخـذ أم دويك لـو هي وحدها
يـأتـيـك راعـيـهـا مـن الـنـزل فـّزاع *** حـلـيـل بـنـت تـــو زمـة نـهــدهــا
يـأتـيـك فـوق مـشمـرٍ وقـم الأربـاع *** خـطـراً عـلى غـوجك تخمه بيدهـا
بالجـنـب مـصقـول وبـالكـف لـمـاع *** يقـطع ظماك وهي بحامي جهدهـا
وقالت زوجة جريس أيضاً من قصيدة أخرى تنصحه :
يا جـريس غـوجـك كن حـدرا تـتـلـه *** تـراه يكبي بـك اليـا نشف الريـق
يـجـيـك شـغـمـوم يـراعـي لـضـلـــه *** من صلب لابه للمراجل عشاشيق
ثم أن جريس لم يأخذ كلام زوجته في محمل الجد وفي أحد غزوات قومه أغاروا على إبل جماعة الرعوجي وساقوا ما حصلوا عليه من الأبل وما كان من جريس ألا أن شذ عن قومه وذهب لإبل لم يغيروا عليها قومه وكانت أبل مسلط الرعوجي وهو مرافق معها لحمايتها فشاهد جريس الناقة التي وصفتها زوجته فساقها أمامه وذهب بها فلحقه مسلط ونصحه أن يخلي سبيل الناقة ولكنه لم يقبل النصيحة فبرز جريس لمسلط وقال يمدح حصانه ويهدد مسلط بقوله :
الغـوج مـن در العـرابـا مـسـاقـيـه *** ولـو تـبـيّـن خـشـم صـارة طمـرهـا
نبغـي عـليـه الـذود نـأخـذ نـواديـه *** مـع ضـف شيـخ للـمتـلـي قـهـرهـا
فقال مسلط مجاوباً جريس :
الـذود دونـه صـاحبـه سـارح فـيـه *** شغمـوم يرعى فاطره عن خطرهـا
مستجـنب مثـل الوضيحي تـبـاريـه *** عـريـانـة السـاقـيـن فـتـرٍ ظهـرهـا
تركض عـلى جـنب وجـنـب أداريـه *** وتعـطي لمذلوق العـريني نحـرهـا
مضرابها بالقاع تسقي الرسل فيـه *** وتشـدا حتـاتيـل القصيمة حـفـرهـا
اليا جاه خطـو الغـوج رده براعيـه *** شلفـاه مـن بيـن الأبـاهـر سمـرهـا
ثـم أن الرعوجي حمل على جريس فطعن حصانه وقـتلـه ولم يطعن جريس فتشطر الرعوجي عنه هناك ليسمع ما يقول جريس فوقف جريس
عند جثة الحصان وقال يتوجد عليه :
لـوا حصانـي بـجـل ذودي شريتـه *** عند الرعوجي رش به مرتع القود
لـو الرعـوجي يـوم جـاني نخـيتـه *** كان السنافي بوردته ينهض العـود
ثم منع الرعوجي جريس أي أسره فضحك جريس فقال الرعوجي ماذا يضحكك وأنت في هذا الوضع فأخبره بما قالت له زوجته تنصحه وأخبره بالأبيات فأطلقه الرعوجي وأعطاه حصان له وجمل لزوجته ومن شعر مسلط الرعوجي هذه الأبيات يسند على أبن عمـه جديع بن منديل فيقول :
يـا راكـب مـن فـوق حــرٍ قـــراوي *** وقم السديس اللي على أول فطوره
ملفاك أخـو بـتـلآ عطيب الأهـاوي *** زبن الحصان الـلي تجـذت اشبوره
يا شيخ مـاني عـنـد بـيتـك فـداوي *** أنـا ابـن عـمـك مـن نـوادر انموره
يا شيـخ لا تـسمع كـلام السـواوي *** اقمع خشوم الـلي عطوك المشوره
وقال مسلط الرعوجي يسند على أبن عمه جديع بن منديل الهذال :
يا جـديـع ما يطـمع بـنـا كـل بـّواق *** حـنـا يـا أخـو بـتلآ نجيب النواميس
ياستر ملهوف الحشا مدمج الساق *** الغـرو اللي خده يشادي القراطيس
اليـا لـفـا بعـلم النـذر هـرج صدّاق *** اكـثـر بخـيـل القـوم جـدع الملابيس
لي هـدة يهرج بها وسط الأسـواق *** يرخص بها الغالي ويرخابها الكيس
يـوم الـردي لحريمته تـقـل وسّـاق *** طارت عـيـونـه مـن لميع العبابيس
كان بين مسلط بن فالح بن عدينان الرعوجي وابن عمه الشيخ جديع بن منديل بن هذال بن عدينان عدم توافق فلاحظت أخت مسلط الرعوجي نوضا أن جديع يريد الأيقاع بمسلط فقالت هذه الأبيات تحذر أخيها مسلط من جديع فتقول :
يا مسلط افطن في هـروج الوقاعـه *** يا خوي يا مروي شبا كل مسنون
يا خـوي يا خونت قـلوب الجماعـه *** حلـوين الألسن ما لحالك يروفـون
حـيـثـك جلوبتهم بـوقـت المجـاعـه *** وحمايهم يا خوي في حزت الكون
عمرك لهم يا خوي مثـل البضاعـه *** تـفـزع لهـم يـوم الرجال ايتناخون
الحـر الـلي مثـلـك يلـوق ارتفـاعـه *** وكره براس الحيد يبعد عن الهون
الحـر يـشـبع مـن فـرايـس ذراعـه *** تـلـقـا الوكارا في مكانـه يحومـون
وللرعوجي قصائد أندثرت في صدور الرواة وآخر قصائده عندما أصيب في منطقة الحريق ويئس من الحياة وجاءه صديقة عبدالمحسن الهزاني أمير الحريق فسأله عن صحته فقال من قصيدة طويله لا نود أيرادها كامله :
أقـفـوا وخلـونـي مقيـم عـلى الـدار *** يـا حيسفـا حـتى عــبـاتي خـذوهـا
لا بـد يردم فـوقي الـلبـن وأحـجـار *** عصر الخميس وحفرتي جـددوهـا
ولا ني بغابطهم حـذا رعي الأقـفـار *** لا خـيـلـوا وسـمـيـة وانـجـعـوهــا
وظعـون يـبـرالـه هجاهيج وامهـار *** فـي ديـرة صبيـان وايـل حـمـوهـا
يا حيف نسيوا هدتي يـوم الأخطـار *** ومواقـف صعـبـه عـليهـم نسوهـا
وفـعـايـلي تـبـقـى تـواريـخ وأذكـار *** تـفـخـر بـهـا وايــل الـيـا رددوهــا
عقب العقاب الصيرمي طفيت النار *** لـو جمعو كـل الحطب ما أوقدوهـا
بمصافق الشجعان بالمـوسم الحـار *** نوضى نهار الكون ما زعزعوهـا
والـيـوم صـارت كـنها بـنـت نـجّـار *** وبـنت المويهي بالغـنـم سرحوهـا
مــا جوعت ضيف ولا زعـّلت جـار *** يا حيف بنـت أبوي كان ازعلوهـا

وقال عبدالمحسن الهزاني هذه القصيدة يرثى صديقه الفارس مسلط بن فالح الرعوجي الحبلاني العنزي عندما كسر في أحد المعارك بمنطقة الحريق وجاء لينقذه فرآه في آخر رمق وقال له مسلط أني هالك لا محالة ولكن أرغب أن اسمع ما تقول في رثائي وأنا حي فقال :
يا راكـبٍ مـن فـوق مثـل السبرتـات *** حمـرا هميـم من الركايب معـفـّات
تنصى الكواعب من بنات العمارات *** يبكن أخو نوضا على راس ماطال
يـبكـن بـدم لـيـس بـالـدمـع يـخـلـط *** عـلـى عـقـاب العـنـدلـيـات مسـلـط
ما ظنـتي مثـلـه عـلى الجمع يقـلـط *** ولا أظن مثلـه يركب الخيـل خيّـال
أبكـن وشقن زاهـي الجيب يالبيض *** عـلى الذي يملأ قلوب العدا غيض
أحس في كبدي مثـل لاهـب القيض *** لـيـت المنـايـا تـندفع عـنـه بالمـال
يا البيض طشـن حليكن والعشـارق *** وأبكن أخونوضا مروي المطارق
اليا ركب مـن فـوق ملس المعـارق *** فك الوسيق ورد الأول على التـال
عـليـك يـا مـروي حـدود الـهـواري *** يـا الـلي بوجهـك للمـروة مـواري
يمينـك أكـرم مـن هـبوب الـذواري *** وتدحم على كل المخاطر والأهوال
حـلـلـت يـا مـا ضـيـف لـيـل قـريتـه *** وكـم عـود زان بالمـلاقـى سقـيتـه
وكـم أبـلـج خـلـف السبـايـا رمـيتـه *** عـلـيـه قـصـن العـمـاهـيج الأقـذال
حـلـلـت يـا مـروي شـبـات الأسـنــه *** يـا سـتـر بـيض بالـلـوازم نـخـنـه
يـا لـيـت غـضـات الصبـا مـا بـكـنـه *** ولا عـلـيـه الـرمـل بالـقبـر ينهـال
حلـلـت يـا مـن للهجافـا كمـا الريـف *** والخيل في ميدانهن كالخواطيـف
يوم العوادي تنسف البوش تنسيف *** عـيا عليهـن مسلـط طـيـّب الـفـال
أن زرفل المضهور وأرخى الأعنـه *** والجيش عـرجد والرمـك يشعثنـه
أدلا عـلـى ركـن مـن الـخـيـل كـنــه *** جلمود صخرٍ حطه السيل من عال
لا زرفل المضهور مع خايع الـريع *** وأقفـن عليـه معالجات المصاريـع
والغبوا شانت بـه وجيـه المداريـع *** مـا شـان وجـهـه بالملاقـا ولا زال
وأن قـرطبوهـا بالعـدد والكـراديس *** وتقابلت شعـث النضى بالملابيس
وتعـاقبـوا ضرب القنـا والعبابيـس *** يروي ذباب السيف من دم الأبطال
من عقب مسلط ياهل الخيل تكفون *** لامن عنوزولا بعد من ذوي عون
كم سربة مهيوبة في ضحى الكون *** بـدد شعـبهـا والغـبـو عـنـه ينجـال
اليـوم مـوفي لـي ثلاثـة عشـر يـوم *** مـا لـذ لـي زاد ولا طـاب لـي نـوم
من يوم جاني عن حجا كل مضيـوم *** زبـن المجنى مسلط ذرب الأفعـال
لا وا عـشـيـري لـيـتـنـي مـا بـكـيتـه *** لـو فـي يـدي حـل وعـقـد فـديتـه
وبـكـل مـا تـمـلـك يـمـيـنـي شـريـتـه *** بالخيل والبل والمغاريس والمال
لا وا عشيري مسلط صاحـب الجـود *** راقي نبـا العليا حجا كل مضهود
فإلى أعتلا من فـوق ما تقحـم العـود *** الخيل من حسه عن المال تنجال







رد مع اقتباس