بتحية ملئوها التقدير والإجلال نحيي الشيخ جدعان بن زبن بن محروت بن فهد البيك بن هذال سليل شيخ مشائخ قبائل عنزة على موقفه البطولي الذي تمثّل لنا ولكافة أبناء القبائل العريقة في الجزيرة العربية بمناصرته لقضية من أكبر القضايا الإنسانية والأمنية في المنطقة وهي الثغرة الرئيسية التي يلج منها المتسلقين ومتسولي السلطة إلى مراكز القيادة والمسئولية العليا في مراكز إمارة الكويت على حساب سمعة وشرف أبناء القبائل العربية الشريفة، متصورين أنهم يخدعون الحاكم والرعيّة بأنهم وطنيين ويريدون إثبات وطنيتهم وحرصهم وتخوفهم على حاضر ومستقبل الكويت، وما سوق الكذب والظلم إلا للبوار ، وفي الحقيقة ومنظور الواقع أثبتوا للعالم أجمع أنهم هم المتسببين في هذا الخلل الأمني والموقدين لكل فتنة والداعين إلى التفرقة والطبقية والطائفية ويجيدون العزف على هذه الأوتار الشيطانية.
نحن نعلم علم اليقين كما يعلم جميع أفراد الشعب الكويتي الكريم أن أسرة آل صباح الكرام ليسوا لقبيلةٍ دون أخرى أو لفئة دون فئة وأنهم لا يفضلون أحداً على أحد، كما أننا متيقنين أن هذه القضية خاصةً تمثل لهم غصة في قلوبهم يريدون الإنتهاء منها منذ أزل بعيد والشواهد والأدلة معروفة لدى جميع أفراد الشعب الكويتي والعربي الذين منهم جزء من أبناء قبيلة عنزة في دولة الكويت. ولكن بعض الأصوات الشاذة هي التي تدعوا إلى عدم تجنيس أبناء هذه القبائل، وللأسف الشديد ولعظيم الأسف أن بعض أولئك هم من أبناء قبيلة عنزة والتاريخ منذ نشوء وقيام دولة الكويت معروف لدى الجميع ولا يحتاج إلى إيراد أسماءٍ أو شواهد أو أدلة .
ومن هذا الموقف ومن خلال موضوعك يا أديبنا الجليل يسعدنا ويشرفنا أن نثمّن الموقف الكريم والمحمود للحكومة الكويتية على حسن تعاملهم مع الشيخ جدعان وبذلك قد أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك لكل متسلق ومتشفٍ من أصحاب النوايا الغير سليمة أنه لن يستطيع أياً كان تفريق الأسس الثابتة والمتينة المنمدة والمتأصلة منذو بزوغ التاريخ بين أسرتي آل صباح وآل هذال الكرام .
يجدر بأبناء قبيلة عنزة على وجه الخصوص منهم في دولة الكويت وأصحاب القرار والحضوة أن يقتدوا بالشيخ جدعان وبما فعل وأن يقفوا معه ولا يترددوا بذلك وأن يأخذوا بأيدي بعضهم البعض حتى يتسنى لقبيلة عنزة توحيد ورص الصفوف الداخلية، كما نذكر ويجدر لنا القول أن الماضي قد مضى والجميع أبناء هذا اليوم ولعل من يتوب ويعود من مشائخ قبيلة عنزة من أولي هذا الشآن عن غيّة وبغية وتعنته وأن يكون لهذه الفئة المظلومة التي تطالب بحقٍ من حقوقها الشرعية والقانونية بكل أعراف الدول والأمم نصيراً ومعيناً كما فعل الشيخ جدعان بن هذال .
لعل من يتوب منكم أن تكون توبته كإسلام خالدٍ بن الوليد الذي كان سيفاً على رقاب المسلمين وبعد إسلامه أصبح سيفاً لله مسلولاً ضد أعداء الإسلام والمسلمين ولا تشبيه بيننا وبين صحابي رسول الله ولكننا به نقتدي .
ومن يسعى لحل هذا القضية بكل إيمانٍ وصدقٍ وشفافية سيكون له الحضوة لدى الله أولاً ثم جميع خلقه ومن ثم للتاريخ من بعده فإن نحن نسينا التاريخ فإن التاريخ حتماً لن ينسى أيا منا .
بكل عبارات الشرف العربي نجل ونقدر موقف الشيخ جدعان بن هذال حفظه الله ورعاه التاريخي، فهو لم يذهب ليطلب لنفسه شيئاً لا من مالٍ ولا من منصب لا من حاكمٍ ولا من رعية ولا من أفراد القبيلة كما يفعل بعض أولئك الذين ورثوا إرث المشيخة فجعلوه للتكسب والإعطيات والمنح وسلب أموال وقوت المساكين والمعوزين الذين يخدعونهم منذ ما يقارب الخمسين عاماً وإن سألتهم قالوا، تقدمنا لصاحب السمو وقلنا للحكومة وتحدثنا مع الوزارة والوزراء وهم الكاذبون فلم يخرجوا من عند نسائهم ولا من بيوتهم ويكذبون على هؤلاء المساكين ويتعلون ويتشفون بإذلالهم وتحقيرهم وهم الساعين قبل غيرهم إلى عدم إنجاز معاملاتهم ويشجعون المسئولين والموظفين لتعطيل ومماطلة إنهاء تلك المعاملات ويشون بأبناء قبائلهم ويحثون المساعي لدى المتمكنين كي لا يتم إنجاز وإنهاء أي معاملة من تلك المعاملات .
صح لسانك يا أديب ومؤرخ قبائل ربيعة فأنت لسان قبائلنا الصادح والثابت الجنان على قول الحق في كل موقف وفي كل واقعة فلك منّا كل فخرٍ إفتخرت به العرب بمن هم مثلك وبعلو همتك وقدرك يامن تحث الجمع على الوحدة وكسب المعالي والمكارم .
الفخور بكم أجمعين