قال الشاعر :
تكلّم وسـدد ما أستطعت فأنـه *** كـلامـك حـي والسكـوت جمـاد
فأن لم تجد قولاً سديداً تقوله *** فصمتك عن غير السداد سداد
كان رجل من أهل القصيم أعرفه رحمه الله صاحب نكت ويتكلّم كثير ولكن كلامه غير ممل لأنه عالم في فنون الكلام وإذا جلس بالمجلس أحتل المجلس بين نكت وحكم وقصص مسلية ومضحكة وكنا في مجلس أحد أعيان أهل القصيم وكان هذا الرجل قد أطال الكلام فقال له صاحب المجلس أنت يا فلان رجل وقور وحبيب وطيّب ( بس لو تسكت ) فقال مجاوباً ( يا أبو فلان أنا لو أسكت مابي طعمة والذي محلي بي كلامي ) وهذا الرجل رحمه الله كان حافظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية وهو خطيب وشاعر وفي أحد السنين جاء أمير المنطقة زائر للبدة التي بها ذلك الرجل وأقيم حفل كبير فبدأ مقدّم الحفل يقدّم وقال : آيات من الذكر الحكيم يقرأها الشيخ القاريء فلان بن فلان ثم قرأ الآيات فقال المذيع كلمة الأهالي يقدمها الأديب فلان بن فلان وهو الرجل نفسه فقدم الكلمة ثم قال المذيع كلمة أدارة التعليم يلقيها فلان بن فلان وهو نفسه ذلك الرجل فألقاها ثم قال المذيع قصيدة ترحيبية للشاعر فلان بن فلان وكذلك هو ذلك الرجل فقدّم القصيدة المهم أن الذي على المكرفون المذيع وذلك الرجل فاستغرب الأمير كيف أن هذا الرجل لا يوجد غيره في هذه البلدة فسأل عن السبب وقالوا هذا الرجل يقوم بجميع الأدوار
ولذلك فأن الكلام إذا كان مفيد فهو أفضل من الصمت ولكن الصمت أفضل من فضلات الكلام الزائدة
وفي مجاراة شعرية بين الشاعر فرج بن خربوش الشمري والشاعر سند الخمشي يقول فرج :
الضيف ما نكـثّـر عـلـيـه التناشيـد *** ولا نـنـشـده لـكـود ينشد حـدينـا
شيمة عرب ما نردد الهرج ترديد *** وحنا نعرف الهرج لو ما حكينا
ومن قصيدة الخمشي يقول :
الضيف مـا يطنيـه كـثـر التناشيـد *** يطنيـه كان أن المعـزّب تطيـنـا