الأخوة الكرام يقول الشاعـر :
وما أنا ألا من غزية أن غوت *** غويت وأن ترشد غزية أرشد
وفي القرآن الكريم قول الحق سبحانه وتعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربون )
ومن المعروف أن البشر يتكوّن من سلالة الأبن يليه الأب ثم الجد ثم جد الأب ثم الخامس وكثيراً ما نسمع كلمة فلان لعن خامس فلان والخامس هو الذي يرتبط مع أقصى حفيد في قضية أخذ الثأر في العرف القبلي وهو الذي يحق له أن يجير على أبنة العم في العرف القبلي وما فوق الخامس فهو أقل شأناً حيث الخامس يشكل الأسرة وبعده الفصيلة ثم العشيرة ثم الفخذ ثم البطن ثم العمارة ثم القبيلة ثم الشعب ثم الجماهير ثم الأمم وهذه الطبقات من الأنساب كلها يجب على العربي العريق الأحتفاظ بها
وهناك كلمة هزبه وتأنيب تقال عند أقصى حد الغيض في الخصومات فإذا قال رجل لرجل ( يا هافي الأصل ) فأن كل الشماتات تهون عند العربي ألا هذه الكلمة فاللعنة والشتمة والدعاة وأي قدح آخر لا يعادل كلمة الطعن بالأصل وعندما تخرج هذه الكلمة من فم قائلها فأن الذي وجهت له سوف يأخذها بعين الأعتبار فإذا هو رجل قد خفي عليه أصله ولا يعرف من أي قبيلة ينتسب فأنه سوف يتجرّع المرارة ويلتزم الصمت ولا يعمل شيء أما إذا كان من قبيلة وأصله معروف فأن الذي تلفّظ بهذه الكلمة سيدفع ثمنها روحه ولذلك تجد المتخاصمين يتلفظون بكل الألفاظ ويتحاشون كلمة
( يا هافي الأصل )
وهذا يدل على عظم شأن العنصر القبلي وحفظ النسب ولكن نحن في هذا العصر مع الأسف فقد طغت المادة على الأصل وأصبح كل فرد في غنى عن الآخر بالأخص من أقبلت عليه الدنيا وكثر ماله فأن كل الناس معه وليس بحاجة إلى الأقرباء وقد لاحظت هذا من خلال معايشتي لبعض هذه النوعيات وقد وجدت بعض الرجال الذين ينتسبون للقبيلة وهم في معزل عنها عندما يقوم أحدهم بالأتصال بالأقارب ويرغب التعرّف عليهم يجد من ينصحه من أسرته ويقول له مالك ومال الأقرباء فأنك لست بحاجة لهم وهكذا