تابع ..
علاقة عشائر السردية بعشائر أهل الجبل:
يقول جون لويس بوركهارد في ملاحظاته حول البدو الوهابيين أن أهل الجبل قبائل متعددة تعيش في سلام مع جميع جيرانها، ولا تتوانى عن إظهار الولاء لباشا دمشق وهم لا يتركون الجبل على الإطلاق غير أنهم يبدلون مواقع إقامتهم سعياً وراء الكلأ، ومن بين هذه القبائل " الشنابلة والحسن والزبير والشرفات وبني عظام والأكراد، وهي قبيلة من أصل كردي نسوا لغتهم وأصبحوا عرباً من جميع النواحي ويضاف للعشائر السابقة عشيرة الغياث"182.
ولقد التحقت عشائر المساعيد لاحقاً بعشائر الجبل في حوران قادمة من فلسطين والبلقاء، وكان ذلك في القرن الثامن عشر الميلادي 183، وكانت العلاقة بين هذه العشائر والسردية بين مد وجزر ثم استقرت معظم هذه العشائر نهائياً في الجزء الأردني من حوران، ثم ما لبث أن حصل خلاف بين المساعيد والسردية على أرض " الحوض" وتبلغ مساحتها حوالي (11) ألف دونم، ثم تدخلت الدولة لفض هذا النزاع وصادرت الأراضي جميعها وانتهى ذلك النزاع، ولقد كانت تلك الأرض المصادرة تعتبر الواجهة العشائرية الوحيدة لعشائر السردية.
وعندما دخلت الانتخابات النيابية للمملكة خصص مقعدان لبدو الشمال تنافست عليه ثمان عشائر تقريباً، مما جعل العشائر الكثيرة العدد هي الأوفر حظاً بالفوز فيهما، وذلك أوجد الغبن لهذه المنطقة ولباقي العشائر والتي لا تستطيع حشد الكثير من الأصوات أو جلبها من خارج المنطقة، ويعتبر المرحوم الشيخ هايل السرور شيخ مشايخ عشائر أهل الجبل شخصية قومية عربية معروفة على مستوى بلاد الشام.
وتربط عشائر السردية بالمساعيد صلات النسب والمصاهرة، فلقد تزوج الشيخ هايل السرور بأخت عواد خلف الكليب الفواز السردية كما تزوج المهندس موفق الدبيس السردية من ابنة معالي سعد هايل السرور، مما عمق صلات الجوار بالنسب أيضاً.
يتبع ..