عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2011, 01:32 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
فئه صاحب الموقع
إحصائية العضو







محمد بن دوهان متواجد حالياً


افتراضي

تابع ..


علاقة عشائر السردية بقبائل المنطقة :
أولاً : علاقة السردية بالسرحان :
السرحان قبيلة عريقة في القدم، قال عنها ابن دريد الأزدي إنها بطن من الأسبع من كلب بن وبره وكلب قبيل عظيم من قضاعة 93، والمشهور أن السرحان من جديلة من طيء القحطانية 94، وقد دخل السردية إلى حوران عام (236هـ-850م) 95، ضمن عشيرتهم الأم بنو لام، وعلى اعتبار أنهم أحلاف آل مرا بن ربيعة 96، وعلى إثر ضعف إمارة آل مرا في حوران استطاعت عشيرة السردية من المفارجة من بني لام بسط سيطرتها على حوران وقام الشيخ رشيد بن سلامة بن نعيم بن فواز شيخ عشائر السردية باستلام مشيخة حوران عام (1021هـ-1612م) 97، وعلى أثر تنافس الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية مع الشيخ عمرو بن جبر شيخ عشائر الصقر من المفارجة على مشيخة حوران 98 وبمساندة والي دمشق لعرب الصقر تم الإعداد لوليمة قتل معظم وجوه عرب السردية على إثرها تم نزوح عشائر السردية من حوران إلى العراق 99، في خلال هذه الفترة وخلال القرن السابع عشر أغار السرحان على حوران وبسطوا سيادتهم عليها وقد كانوا على رأس حلف كبير يدعى بأهل الشمال مؤلف من السرحان والعيسى والفحيلي 100 .
ثم عادت عشائر السردية من العراق إلى حوران فوجدت عشائر الصقور محتلين ديارهم فطردوهم منها 101، ثم حكم السردية المنطقة الممتدة من دمشق إلى حوران فالبلقاء بقوة استبدادية ومحمد المهيدي ظهر ليكون من أول قادة السردية الأقوياء وقد كان يلقب " بالمحفوظ " 102.
وفي حوالي عام (1060هـ-1650م) نازع السردية بزعامة الشيخ محمد المهيدي السرحان فاقتتل الطرفان قتالاً عنيفاً سقط فيه عدد كبير من القتلى منهم " شافع " شيخ مشايخ السرحان ودفن غربي دمشق ولا يزال قبره هناك 103.
وهذا الكلام الذي أوردناه يخالف ما أورده السيد سلطان طريخم السرحان في كتابيه جامع أنساب قبائل العرب، دار الثقافة، قطر، ص (3)، وكتابه الثاني وادي السرحان، دار الثقافة (1987)، ط1، ص28، وجاء فيهما ما نصه : [ حوالي عام (1060هـ-1650م) نازع السردية السرحان فاقتتل الطرفان قتالاً عنيفاً سقط فيه عدد كبير من القتلى وبمساعدة الأتراك ... وعمل الأتراك على قتل أمير السرحان ابن غزي حينذاك بسبب دسائس المحفوظ السردي ضد أمير السرحان بحجة أن السرحان تنوي طرد الأتراك من حوران] انتهى الاقتباس من كتابي السيد سلطان السرحان، والذي لا أعرف من أي أتى بهذا الكلام غير الصحيح، وعلى المؤلف أن يتحرى الدقة والموضوعية خاصة في كتابة التاريخ وأن لا ينحاز إلى عشيرته وأن يظهر مصادره هذه، إن كان لديه مصادر تؤيد كلامه هذا، وأود هنا أن أرد عليه بالدليل:
أولاً : إن الأتراك لم يساعدوا قبائل السردية في طرد السرحان من حوران كما أوضحت سابقاً، وللاستزادة، انظر: هامش رقم (100).
ثانياً : أمير السرحان لم يقتله الأتراك وقد لقبه المؤلف بابن غزي بل قتل في المعركة بين السردية والسرحان وهو ليس ابن غزي بل شيخ مشايخهم " شافع " ودفن قرب دمشق، وللاستزادة، انظر: هامش رقم (100).
ثالثاً : أما القول أن السرحان تنوي طرد الأتراك من حوران، فلا يقبله منطق ولا عقل فبريطانيا العظمى وثورة العرب الكبرى بالكاد استطاعوا إخراج الأتراك من شرقي الأردن.
وبعد انتصار السردية على السرحان انفصل العيسى والفحيلي عن حلفائهم السرحان فتضائلت قوتهم وتزعزع سلطانهم واصبحوا مرغمين على الرحيل من حوران وأصبح السردية حكام بادية حوران، وعجلون أثرياء، وأقوياء جداً 104.
خرج السرحان من حوران حوالي عام (1650م-1700م) ونزلوا في الجوف بعد أن اغتصبوه من أصحابه وشرعوا في بناء مجدهم الغابر الذي قضى عليه المحفوظ السردي في حوران 105.
ويظهر أن السرحان قد اقتبسوا شيئاً من المدنية ابان إقامتهم في حوران وتعلموا فيها الزراعة والفلاحة لأنهم فور احتلالهم الجوف شرعوا في بناء الحصون والقلاع وإنشاء الحدائق 106 .
يقال أن الوادي المعروف الآن بوادي السرحان كان يدعى في الماضي وادي الأزرق وإنما اكتسب هذا الاسم بعد أن احتله السرحان ويروي رواتهم أنهم أقاموا فيه بعد خروجهم من حوران مدة سبع سنوات وقال آخرون أن المدة كانت تنوف عن العشرين سنة 107 .
في ذلك الوقت كانت قبائل عنزه بما فيها الرولة وضنا مسلم لا تزال في الحجاز ومنازلهم خيبر وكان يجاورها من الشمال قبيلة بني صخر فسبب هذا الجوار عداءً شديداً بين الفريقين ظهر أثره في الحوادث التي أعقبت خروج بني صخر وخروج عنزة من الحجاز108.
كانت هجرة عنزة من الحجاز إلى أطراف الهلال الخصيب طبيعية وهي إحدى الهجرات البدوية العديدة والتي لم يقف سيلها ولا بزمن من الأزمان، وكانت على موجات متتالية 109 ، وفي طريقها شمالاً مرت بالجوف عام 1651م وعام 1761 110، فاصطدمت مع قبيلة السرحان ودحرتها وظلت تتبعها إلى أن طوقتها من جميع الأطراف، وحدث أن كان بين السرحان رجل من بني صخر تمكن من الهرب إلى قبيلته التي كانت نازلة حينذاك في ديار غزة واعلمها بما حل بالسرحان من القهر والانكسار 111 استثمر بنو صخر هذه الفرصة للانتقام من أعدائهم الالدّاء عنزة، فجعوا جموعهم وسيروها تحت لواء زعيمهم محمد الخريشا لنجدة السرحان وبعد مسير ثلاثين يوماً وصلوا إلى الجوف ونزلوا على عنزة على حين غره ودحروها، لكنها لم تلبث أن أغارت عليهم وهزمتهم هزيمة منكرة وعطفت على السرحان وأخرجتهم من الجوف جميعا 112 عدا نفر قليل شق عليهم هجر مزارعهم وبيوتهم فتخلفوا في الجوف وكان لهم أعقاب لا يزالون يقطنون فيها إلى يومنا هذا 113 .
بعد هذا الانكسار خرج بنو صخر والسرحان إلى البلقاء ورجع السرحان إلى حوران فعادوا بادية 114، وبعد أن مكثت طلائع عنزة في الجوف زمنا يصعب تحديه استأنفت زحفها نحو الشمال فاصطدموا والمحفوظ السردي في معركة حامية الوطيس بجوار المزيريب الواقع شمالي إربد وأسفرت النتجية عن اندحار المحفوظ السردي وحلفائه أهل الشمال وتفرقوا في فلسطين وغور بيسان فالتجأ قسم منهم وهم بنو صخر والصقر والفحيلي إلى فلسطين وقد وقع انتصار عنزة هذا على السردية فيما يظن عام (1164هـ-1750م) 115، وقد استقر الصقر بجوار بيسان وهم أبناء عمومة السردية واستقر قسم من الفحيلي بجوار سمخ 116 ثم استعاد أهل الشمال مكانتهم الأولى وتحالفوا مرة أخرى ولكن بزعامة بني صخر هذه المرة وأخذوا يتحدون قبائل عنزة ويغيرون على قطعانها ومواشيها وقبل الحرب العامة ببضع سنوات أراد والي سوريا تحضير البدو ليضع حداً للحروب الأهلية والاضطرابات التي طالما جرت الويلات والمصائب على الأهالي والمزارعين والتي أضرت بزراعة البلاد وعمرانها ضرراً فادحاً، فدعا الوالي رؤساء السرحان وزعمائهم وأقنعهم بوجوب هجرة حياة البداوة وحبب إليهم حياة الاستقرار والزراعة ولما قنعوا من أقواله منحهم ثلاث قرى تقع بين درعا والمفرق وهي المشيرفة والسويلمة والصرة 117.
ومن العائلات الحورانية التي السرحان (العوران، الحاج علي في خربة غزالة والرواشد السراحين من القرية والسرحان في تل شهاب 118.
ويقول الرحالة جون لويس بوركهارد في كتابة ملاحظات حول البدو الوهابيين عن السرحان ما نصه : " السرحان أو السراحين يخيمون بوجه عام بالقرب من بني صخر حيث يعيشون في وئام ويتحدون معاً في مواجهة عنزة وكان السرحان قبل قرنين من الزمان أسياداً على حوران ولكن السردية طردوهم إلى الصحراء حتى الجوف حيث مكثوا هناك لمدة عشرين عاماً، إلا أنهم عادوا بعد ذلك والتحقوا ببني صخر ويرجع أصل هذه القبيلة – كما يقول بوركهارد – إلى بلاد الرافدين وينقسمون إلى : ابن رملة وابن رفعة وابن البالي والجبيلي، وقد مر الرحالة جون لويس في هذه المنطقة عام (1227هـ -1812م) 119.
ولقد لجأ والي سوريا في عام (1899م) إلى تشجيع التوطين للقبائل البدوية في المنطقة ولزيادة مساحة الأراضي الزراعية والحيلولة دون اعتداء البدو على القرى الزراعية مع قرب مجيء هذه القبائل إلى المنطقة وبأن يشجع عشائر الولد علي والروالة والسرحان وبني خالد ليستفيدوا من نعمة المدنية والعمران فيبقون داخل الولاية 120 .
وتشير جريده سوريا عام (1301هـ-1883م) لمعركة وقعت بين عربان الخريشا من بني صخر وبين عشائر السرحان بالقرب من قلعة الزرقاء وانجلى هذا القتال عن عدد من القتلى وفي عام (1910م) تكتل بنو صخر مع الشرارات والسرحان والسردية ضد الحويطات 121 كما جاء أن السلطات الانجليزية وبالتعاون مع السلطات الفرنسية قد أصلحت بين عشائر السردية وعشائر السرحان وذلك حوالي عام (1927) 122 ويوجد الآن عائلة مع السرحان تدعى الحرافشة وهؤلاء ينتسبون إلى الأمير حرفوش الخزاعي القطحاني الذي قدم أسلافه مع الإمام عمر بن الخطاب إلى بعلبك واشتهروا فيها 123 .
ويعتبر السرحان الآن من بدو الشمال ويقطنون في محافظة المفرق وتكثر بينهم وبين السردية صلات المصاهرة، وولت الأيام الغابرة إلى غير رجعة.


يتبع ..






رد مع اقتباس