عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2011, 01:28 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فئه صاحب الموقع
إحصائية العضو







محمد بن دوهان متواجد حالياً


افتراضي

تابع ..

ومن مشاهير الحيارية " آل أبو ريشه " من آل ربيعة الطائيين :
1- أبو ريشه شرف الدين عيسى بن مهنا:
هو الأمير عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن عقبة بن فضل من آل ربيعة من طيء القحطانية تولى إمارة آل ربيعة بعد والده مهنا، وكان ملك العرب في وقته وكانت سلمية مقر إقامته ثم ملك تدمر وكانت له منزلة كبيرة، وكان كريم الأخلاق حسن الجوار مكفوف الشر، وإنه قد اعترض التتار من خلفهم فتمت هزيمة التتار به، وكانت البلاد في زمانة في غاية الأمن وفي معركته مع التتار كان يحمل ريشه من الذهب على رأسه فلقب بـ " أبو ريشه " وأمتد هذا اللقب إلى أحفاده توفي سنة (683هـ-1284م) ودفن في مقبرة الشيخ فرج شمال عاصمته سلمية 49.
2- الأمير العباس:
هو الأمير عباس بن الأمير أحمد بن سليمان بن عساف بن حسين بن نعير بن حيار من آل ربيعة الطائيين تولى إمرة العرب بعد مقتل الأمير ملحم الظاهر بن عساف سنة (1093هـ-1682م)، وكان الأمير عباس بطلاً، شجاعاً، كريما، جواداً، يقري الضيف، ويطعم الجائع 50.
أما أعقاب آل مرا بن ربيعة الطائيون فعرفوا بالقرن السادس عشر الميادي بالفحيلية واشتهر منهم الأمير ناصر الدين الفحيلي أمير آل مرا في منطقة حوران 51 والذي كان يدعم الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية من المفارجة على مشيخة حوران ضد الشيخ عمر بن جبر شيخ الصقر من المفارجة 52.
وفي سنة (1022هـ-1613م) كان الفحيلية نازلين في أطراف اللجاه فكبسهم الأمير علي بن الأمير فخر الدين المعني وأخذهم عن آخرهم ولم يسلم لهم عقال على اعتبار أنهم من أحلاف الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية 53، وقد ذكرهم (بركهارت ) (Bakhit) في سنة (1224هـ-1809م)، وقال " يعد الفحيلية نحو 200 خيال وفي كل عام يلبس والي دمشق شيخهم فروة ويوظفه على جباية عشائر حوران واللجاه لقاء تقديم (15-20) كيس والفحيلية يأخذون خاوة سنوية من كل قرى حوران، ولقد كانوا من الحلف الرباعي المدعو أهل الشمال والمكون من السردية والسرحان والعيسى والفحيلية، وذلك لمجابهة عشائر عنزة ورد طغيانها عن مراعي حوران وحدثني – الكلام لأحمد وصفي زكريا – من سمع من الطاعنين بالسن أن هؤلاء الفحيلية ومثلهم السردية أنه بلغ من جبروتهم في تلك العهود على قرى حوران أنهم كانوا إذا أقبلوا على قرى وقدمت لهم الذبائح لا يأكلون إلا وهم راكبون على ظهور خيلهم والموائد محمولة على الرؤوس فإن صح ذلك كان في منتهى الغرابة 54.
وعلى أثر انتصار عشائر عنزة على حلف أهل الشمال في حدود سنة (1164هـ-1750م) تفرق حلفاء السردية فذهب الفحيلية إلى غور بيسان ووادي الأردن ومنهم أيضاً بقية ضئيلة في جنوبي قضاء الزوية في سوريا بين سمخ وفيق 55، وتقول عشيرة الدنادشة المتوطنة في قضاء تلكلخ أنها من هؤلاء الفحيلية ولا تزال الصلة والمعرفة متصلة بين العشرتين 56.
بينا كيفية انحسار الإمارة الطائية في بلاد الشام وضعف إمارة آل مرا في حوران وتحالفها مع غيرها من القبائل الطائية مثل المفارجة وبنو لام للمحافظة على نفوذها في تلك المنطقة، نتحدث في الصفحات التالية عن نسب عشائر السردية وإنهم ينتسبون للمفارجة من بني لام من طيء القحطانية وإنهم وعشائر الصقر هما الفرعان الرئيسان للمفارجة ثم نتحدث عن تحالف السردية مع بني عقيل العدنانية.

نسب عشائر السردية :
ينسب صاحب كتاب قرى وأنساب حوران السردية إلى تنوخ 57، بينما ينسبها البعض الآخر إلى بني صخر العشيرة الأردنية المعروفة مع أن العداء كان مستفحل والغارات لا تنقطع بينهم 58، ويقول صاحب كتاب عشائر الشام أن السردية على قلتهم فرسان ومغاوير، وعندهم شمم بنسبهم وماضيهم فهم يزعمون أنهم من أعقاب بني مخزوم الذين جاءوا إلى ديار حوران في عهد الفتوح وبقي قسم منهم هنا تفرع منه بنو شهاب وهؤلاء نزحوا بعد القرن السادس من حوران إلى وادي التيم في لبنان، والسردية من أجل ذلك يحسبون أنفسهم أبناء عمومة الأمراء الشهابيين 59، وذكر فردريك في تاريخ شرق الأردن وقبائلها أن السردية والصقر من أعقاب صقر بن المقداد بن الأسود الكندي البهراني الحضرمي قدم جدهم من الحجاز مع الجيش الإسلامي الفاتح وقتل في واقعة اليرموك وخلف صقر الذي سكن هذه البلاد فكان من أعقابه قبيلتي الصقر والسردية 60، وجاء أيضاً في كتاب لطف السمر وقطف الثمر 61، وفي كتاب القول الحسن في أنساب بني حسن 62 أن عشائر السردية قد تضاربت أقوال النسابين في أصلها وردها معظمهم إلى بني صخر فاعتبروها فرعاً منهم ثم تناقل كثير من الباحثين عموماً هذا النسب ونسبتهم إلى المفارجة من طيء من كهلان هو الأصوب في ظننا والمفارجة هؤلاء هم عقب الأمير مفرج بن دغفل بن الجراح 63.
ولأنني أحد أبناء عشيرة السردية وعلى اعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها فإنني أود أن أبين نسب عشائر السردية ليكون مرجعاً للنسابة، فالسردية والصقر هما الفرعان الرئيسان اللذان تفرعا عن قبيلة المفارجة، والمفارجة هم آل جليدان المفارجة من مغيره من بني لام من طيء القحطانية 64.
وبنو لام هو لام بن عمرو بن ظريف بن عمرو بن مالك بن عمر بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجه بن جديله بن سعد بن قطره بن طيء 65، ومن بطون بنو لام البطن الأول : مغيرة، والبطن الثاني: كثير، والبطن الثالث: فضل، فآل مغيرة أشهر قبائل بنو لام وأكثرهم بطوناً ومنهم الملوك الشهيرة وآخر ملوكهم " عجل بن حنيتم " ثم ارتحلوا من نجد إلى العراق 66 والشام .
ولقد كان آل مغيرة في القرن التاسع والعاشر الهجري في عالية نجد يرأسهم " عجل بن حنيتم " وسكن وادي الشعراء وهناك في بلدة الشعراء قصر له آثار يعرف بقصر " ابن حنيتم " 67 ويعتبر بنو لام من أحلاف آل ربيعة من عرب الشام 68، ولقد كانت طيء تملك جبلي آجا وسلمى جبلي طيء " شمر الآن " وفي حوالي القرن السادس أو السابع الهجري برز فرع منها يدعى " بنو لام " وكثر هذا الفرع حتى ضرب به المثل " يشبع بنو لام " فهاجم المدينة ثم نزحت تحت ضربات القبائل القادمة من الحجاز فهاجرت إلى الشام والعراق69.
ومن مغيرة آل جليدان عربان بني لام المفارجة وهم طوائف: آل قني منهم آل حسن وآل فواز وآل حقر، منهم آل دغيمان وآل شيهان وآل طليحة، ومنه آل واصل وآل واجد وهؤلاء معرفون في القرن التاسع وأول العاشر الهجري 70.
وفي بداية القرن السادس عشر الميلادي ظهرت قبيلة المفارجة بأطراف الشام وكانت تأخذ الصرة من ولاة دمشق وذلك مقابل تأمين قافلة الحج بالأمن والحماية والجمال 71، ومن طوائف المفارجة والتي جاء ذكرها في تلك الفترة " آل قني " والذي ركب إليهم والي دمشق فلحق آخرهم فقتل منهم جماعة وأخذ منهم جمالاً 72، كما تعرف عشائر السردية وتنتخي أيضاً عند الملمات " بالقنوة " ، وجاء أيضاً ذكر طائفة آل دغيم " الدغمان، الدغيمان، الزعمان " ، وذلك لقيام والي دمشق بقتل كبارهم وهروب الباقين وأخذ حريمهم وإبلهم وأولادهم فوضعت الزينة في دمشق لأجل ذلك 73.
ولقد اشتهر من المفارجة في تلك الفترة أمير العرب سلامة بن فواز والملقب بـ "جغيمان " 74 ، والذي كان يقطع الطريق على قافلة الحج الشامي في حال عدم إعطاءه الصرة من قبل ولاة دمشق 75 .
واشتهر من المفارجة أيضاً نعيم بن سلامة بن فواز شيخ المفارجة 76، كذلك اشتهر سلامة بن نعيم ونصر الله زعيماً المفارجة 77، ثم حدث بعد ذلك نزاع بين زعماء المفارجة على مشيخة حوران وهما عمرو بن جبر ورشيد بن سلامة 78، وكان عمرو بن جبر شيخ عشيرة المفارجة حليف فخر الدين المعني وكان رشيد بن سلامة بن نعيم شيخ السردية من المفارجة ينافسه على المشيخة في حوران وكان رشيد موضع عطف الدولة العثمانية حيث أعطي المشيخة في حوران عام (1021هـ1612م) 79، وفي ترجمة رشيد للبوريني : " الشيخ رشيد بن سلامة بن نعيم كبير الطائفة السردية من المفارجة أعان الحجاج في سنة (1018هـ-1609م) فأراد والي دمشق إعطائه إمارة العرب في أرض حوران فتحارب مع عمرو بن جبر أمير المفارجة واختلفا على إمارة حوران واستمر رشيد راجياً إمارة حوران فأرسل ولدي أخيه أحمد وشويمي إلى الشام وهما كالبدرين الكاملين لهما جمال مفرط فسار شويمي إلى حماة ليجتمع مع الأمير شديد أمير الحيار، فأصابه وباء الطاعون فأدركته الوفاة في جانب غوطة دمشق في قرية قبر الست، وأما أحمد فذهب إلى الشام إلى عند كنعان بلوكباشي فأصابه أيضاً وباء الطاعون ومات بعد أخيه بيوم واحد ودفن أحمد في دمشق، ثم غلب رشيد عمرو وكسره في واقعة بالقرب من قرية جبا من نواحي حوران وكان الأمير حمدان بن قانصوه أمير بلاد عجلون مع عمرو والأمير ناصر الفحيلي من أمراء آل مري مع رشيد بن سلامة السردي ولحق الأمير ناصر بالأمير حمدان بعد هروبه فقال له: إلى أين يا فلاح إلى أين يا حضري قف حتى أدركك فهرب لا يلوي على شيء، وذهب مال عمرو ومال ابن قانصوه الذين هربوا إلى الأمير فخر الدين بن معن أمير لواء صفد 80.
والشيخ عمرو بن جبر السقري شيخ بدو المفارجة تحالف مع الأمير فخر الدين المعني الثاني وتنازع مع الشيخ رشيد شيخ بدو السردية على زعامة حوران وتوفي سنة (1030هـ1620م)، ودفن بجنين 81، وفي أواخر القرن السابق عشر اشتهر منهم أمير حوران الشيخ حمد بن رشيد الذي قتل في العراق عام (1090هـ-1679م) 82 وهو من أبناء رشيد بن سلامة – شيخ عشائر السردية - ، وفي بداية القرن الثامن عشر الميلادي اشتهر من عشائر السردية الزعيم البدوي كليب شيخ عشائر السردية وشيخ البلاد الحورانية وشيخ عرب بلاد الشام، وقد قتل على يد نصوح باشا والي دمشق في سنة (1708م-1709م) 83.
وجاء في كتاب درر الفوائد المنظمة للجزيري أنه في عام (897هـ-1491م) وعند وصول الحج المصري إلى العقبة خرج عليهم بنو لام ونهبوهم 84 ، وعام (908هـ-1502م) خرج عربان بنو لام وبنو عقبة وبنو عطية على الحج المصري وجماعات لا تحصى يطلبون الغنيمة وقيل أن معهم أربعة آلاف قوس ما عدا الخيالة والمشاة ووقفوا للحجاج وأرادوا أن ينهبوهم فتوجه إليهم جماعة من الحجاج ومنهم تاجر كان بينه وبين العربان معاملة ومعرفة فوقع الصلح بينهم 85.
يتضح لنا أن بني لام في تحركهم للشمال من الجزيرة العربية كانت منازلهم قريبة من طرق الحج المصري والشامي وهذا السبب هو الذي دفع إحدى طوائف بني لام والتي تسمى المفارجة بالاستمرار بالاتجاه شمالاً إلى شرق الأردن، وذلك لضعف سلطة المماليك والعثمانيين عليها واستمر اعتدائهم على قافلة الحجاج طمعاً بالصرة وبالغنائم التي ترافق هذه القافلة، ففي عام (926هـ-1519م) تعرض للحجاج في تلك السنة سلامة بن فواز والمعروف بجغيمان شيخ بني لام المفارجة – وهو شيخ عشائر السردية من المفارجة – ومعه من العربان نحو عشرة آلاف، وكان ذلك بالقرب من الأزلام، ومن تلك السنة عينت السلطنة لسلامة بن فواز في كل سنة آلف دينار راتباً له ولأولاده من بعده ليكف عن الركب المصري وليكون من حراسة ولقد ضمنه صهره الشيخ عمرو بن عمر بن داود أمير بني عقبة وجعله وكيلاً عنه في قبض ذلك واستمر الأمر إلى أن توفي ثم صارت لأولاده من بعده86.


يتبع ..






رد مع اقتباس