عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011, 10:49 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
مؤرخ قبائل السلقا
إحصائية العضو







ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً


افتراضي

الجزء الثالث الأخير [ من حائل الى بغداد ]

وصل ليشمان الى مضارب شمر في السابع عشر من شباط عند هبوط الظلام فوجد نيران المعسكر تُضىء وادي زبالة, فعد من الخيام حوالي الف خيمة وربما كانت اكثر من ذلك ويدَعي ليشمان بانه امضى الليل وهويضمد ويداوي جراح الذين أُصيبوا في المعركة وأن الناس الذين عالجهم كانوا لايملكون شيئاَ إلا القليل من حطام الدنيا ومع ذلك كانوا يحمدون الله ويشكرونه عل نعمته! دُعيَ ليشمان الى خيمة الأمير في صباح اليوم التالي للسلام على الأمير الشاب سعود بن عبدالعزيز المتعب وخاله زامل ابن سبهان, فاستقبله هناك حامل راية ابن رشيد عبدالله مبارك الفريخ حيث ادخله عل الأمير الشاب, فسلم عليه وعلى خاله بن سبهان فجلس يستمع الى شرح بن سبهان عن تاريخ القبائل والصراعات التي كانت تدور في البادية وعن الصراع الدموي الذي حدث بين أسرة اَل رشيد من أجل السلطة, فإمارة حائل كانت منذ أمد قريب تشهد إنقلاباَ دموياَ فعندما قُتل(1)عبدالعزيز بن متعب الرشيد عام 1906م تولى إبنه متعب الحكم في حائل يدعمه أخواه مشعل ومحمد, أما أخوهم سعود فقد كان صغيراَ غير أن هذا التولي لم يعجب أولاد عمهم حمود بن عبيد الرشيد سلطان وفيصل وسعود, فقام أولاد حمود بغدر أولاد عبدالعزيز بما فيهم الأمير متعب, فاستلم حكم الإمارة أخوهم سلطان بن حمود, ولم يُعمر سلطان طويلاَ في الحكم عندما قتله أخوه سعود! وأخيراَ قام اَل سبهان بقتل سعود بن حمود وجاؤوا بالأمير الصغير سعود بن عبدالعزيز المتعب ليحكم حائل تحت وصايتهم, كما كانت أختهم فاطمة السبهان جدة الأمير الجديد تساعد في تدبير شؤون الإمارة وقد كانت فصيحة اللسان قوية الشخصية , كان الأمير الشاب بهي الطلعة جميل المظهر مولعاَ بالخيل واستعمال السلاح عل الرغم من صغر سنه, أما الوصي زامل بن سبهان فيروي ليشمان بأنه كان في الرابعة والثلاثين من عمره وأنه(3) أقوى رجل في شمر! كان شمر حائل يلبسون الثياب الفاخرة الموشاة بالذهب خلافاَ لتعاليم الدعوة السلفية, كما أن علاقاتهم مع الدولة العثمانية كانت علاقات كجاملة .

يكمل المؤلف سرده للأحداث قائلاَ: وهناك صراع اَخر كان يدور في شمال الجزيرة العربية عندما حشد عبدالعزيز ابن سعود والشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت جيشاَ كبيراَ فيه أكث من ثمانية اَلاف مقاتل من الكويت من بدو العجمان ومطير والقبائل المحيطة التي تحالف ابن سعود, وذلك لتاديب قبائل الظفير وابن سعدون شيخ المنتفق, لأنهم كانوا يغزون القبائل المحيطة بالكويت ويهددون شمال نجد كله, ولكن يبدوا أن هذه التحركات كانت جزءاَ من اتفاق مسبق وجهد منظم كان يديره ابن سعود الذي حشد الرولة والعمارات من عنزة في الشمال, وجيش مبارك الصباح بقيادة ولده (4) الشيخ جابر المبارك في الجنوب وذلك للإنقضاض على شمر حائل عندما تحين الفرصة المناسبة, فهذا الهاجس قد نبَه الحكومة العثمانية وبريطانيا الى حقيقة مايحدث, وان انتصار أحد الطرفين سوف يقلب موازين القوى في المنطقة ولهذا كانوا يرسلون الرسل سراَ وعلانية لكسب ود الطرف المنتصر؟ فمنذ عام 1910م أصبح عبالعزيز ابن سعود مثار اهتمام كل القوى في المنطقة, كانت بريطانيا في قلق من اصدقائها في من جهة لاتريد إثارة تركيا ومن جهة أخرى لاتريد انتصار اَل رشيد حلفاء العثمانيين! ولهذا أرسلت شكسبير المقيم البريطاني في الكويت للإتصال بابن سعود ورصد كل التحركات القبيلة في المنطقة, كما كان ليشمان بين شمر في حائل وينوي زيارة الظفير وابن سعدون لتقييم الموقف, وعندما انطلق شكسبير في شهر شباط 1910م الى وادي الباطن كان ينوي استطلاع تحركات ابن رشيد وحلفائه من اَل سعدون والظفير , وقد تبادل الرسائل والمعلومات مع ليشمان في مضارب شمر سراَ؟ فالأحداث كانت تتسارع والمعركة بين الطرفين كانت ستقع لامحالة .
في الإسبوع الثاني من اَذار عام 1910م انطلق جيش عبالعزيز ومبارك الصباح للإغارة على ابن سعدون والظفير في(5) الجريبعيات في البادية فدارت رحى معركة رهيبة قتل فيها عدد كبير من المحاربين من الطرفين, وكان النصر حليف ابن سعدون شيخ المنتفق وحلفائه, ويبدوا أن لشكسبير وليشمان دوراَ استخباراتياَ في فهم وتقييم نتائج المعركة التي عُرفت في ادبيات الحرب بمعركة هدية, طالت مدة بقاء ليشمان بين شمر حائل ولهذا امره ابن سبهان بالرحيل لأن وجودة بينهم لايرضي الحكومة العثمانية, فزامل بن سبهان كان يلم بالخفايا السياسية ويعرف(6) كل مايدور حوله؟ وعندما أمر ليشمان بالرحيل غضب الأخير بشدة وطلب أن يغدر للكويت ليذهب من هناك الى ابن سعود في الرياض, فرفض بن سبهان ذلك وامره أن يلتحق بقافلة من الإبل كانت متجهة الى(7) الخميسية الى ديار الظفير, ومنها الى ابن سعدون ومن ثم الى بغداد, انطلق ليشمان في الخامس والعشرين من اَذار مع القافلة فقطع في أربعة أيام 144ميلاَ فوصل الى مكان قريب من اَبار الجريبيعيات حيث درات المعركة الرهيبة بين جيش عبالعزيز ابن سعود ومبارك الصباح وجيش ابن سعدون, فادعىَ انه شاهد الأرض وهي مازالت مفروشة بجثث القتلى التي كانت تنهشها الذئاب وتحوم فوقها النسور والعقبان, كما أدعى انه التقى (8) بفيصل الدويش من شيوخ قبيلة مطير الذي فاوضه ليوصله الى أي مكان يريده لقاء مكافاة مالية مجزية, وعلى الرغم من عناء السفر يقول ليشمان بانه لقي معاملة طيبة من(9) كريم بن فايد رئيس القافلة.
[ الرحلة الفاشلة ومتاعب السفر الى الكويت عام 1911م ]
حظيت دعوة ليشمان لزيارة الجزيرة العربية للمرة الثانية بموافقة وزارة الحرب إلا أن وزارة الخارجية كانت ترفض ذلك بشدة, لأنها لاتريد تعكير صفو العلاقات مع الدولة العثمانية, ولكن الأحداث أخذت تتسارع بشدة فمنذ كان ليشمان في دمشق في عام 1910م علمت بريطانيا بحرب تدور بين شريف مكة وابن سعود وعل الرغم من تصدي عبدالعزيز للجيش المهاجم فقد تعرض للمساومة بسبب أسر(10) أخيه سعد في المعركة, وفي عام 1911م التقى الكابتن شكسبير بابن سعود عند أطراف الكويت فادعَى شكسبير علمه بوجود مراسلات بين الزعماء العرب شريف مكة وزامل بن سبهان وابن سعود, بشأن انتفاضة يخطط لها الزعماء العرب ضد الحكم العثماني! لم يكن ليشمان يتحدث عن نفسه إلا نادراَ وإذا ماتحدث فانه يتحدث باعتدال, فقد كان يتوقع بان الاتراك كانوا يراقبونه باستمرار ولهذ انطلق متنكراَ مع مجموعة من الرعاع والدراويش في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1911م الى داخل الأراضي الكويتية, وقد اخفى هويته وتنكر في شخصية تاجر متجول يبيع الحلى الشرقية الرخيصة, كانت الجماعة وكأنها من الدراويش الذين كانوا يلتفون حول (11) سيد طالب النقيب في البصرة, وعندما اقتربوا من المدينة كان فداوية الشيخ مبارك بانتظارهم, فالقوا القبض عليهم وجمعوهم في الواجهة البحرية أمام القصر وهناك ضربوا وسحلوا على الرمال فنال ليشمان نصيبه معهم من التوبيخ والجلد بالسياط , فالشيخ مبارك الصباح كان لايتسامح مع من يتسلل الى بلاده دون إذن رسمي, قال ليشمان: تم احتجازي وتوبيخي أمام الشيخ مبارك الصباح الذي كان عنيفاَ فامر باعادتي الى البصرة .
عاد ليشمان الى البصرة مذلولاَ مخذولاَ وهويظن بان(12) سيد طالب النقيب قد وشى به عند الشيخ مبارك الصباح, وإن الشيخ مبارك كان يعرفه تمام المعرفة وتجاهل معرفته عندما كان يضرب أمام القصر, وحتى رجال المقيمية البريطانية في الكويت يبدوا أنهم تجاهلوا ماحدث له, لان ليشمان أخذ يتمرد على القيادة ويسافر دون علم ولاتنسيق مع القيادات العليا ومن يفعل ذلك فهذا جزاءه, سافر ليشمان الى الهند بدون ضجة إعلامية لأنه كان يتستر على ماحصل له , عاد ليخدم في كتيبته التي كانت ترابط على الحدود الشمالية الغربية من الهند وليحضر أيام عيد الميلاد لعام 1912م هناك لينسيَ مصابه في الكويت فبقى هناك ثلاثة أشهر, من العام الجديد في دورة تدريبية ليرتقي الى رتبة نقيب في الجيش البريطاني ولما نجح في الإمتحان رقي في تلك الرتبة وعمره لايتجاوز الثانية والثلاثين, وبعد الدورة والترقية مُنح اجازة طويلة قرر أن يقضيها في بريطانيا, فابحر في نيسان في طريقه الى بلاده ليقضي خمسة أو ستة أشهر من الإجازة في وطنه والتي كانت كافيه لينعم بالراحة وليبتل من أثر السياط على جلده في الكويت, فالضرب الذي تعرض له عل أيدي فداوية الشيخ مبارك الصباح لم يكن ليُنسى بسهولة, روى ليشمان بعد تلك الحادثة أن الشيخ مبارك الصباح رحمه الله كان يتقن فن السياسة, ويملك مهارة في التعامل مع الأعداء والأصدقاء في اَن واحد, وأنه كان على دراية بكل مايدور حوله قي المنطقة .
[ مصرع الكلونيل ليشمان ]
عاد ليشمان الى عانة والرمادي بعد جلاء الجيش البريطاني عن لواء دير الزور في اَيار 1920م وهناك في العراق وجد أوار ثورة العشرين يشتد ضراوة, فعمل كل مافي مافي وسعه لإخماد الثورة فلم يفلح, وهويدرك بان حياته أصبحت في خطر وأن الموت كان يحيط به في كل مكان , ولجرائمه وعنفه بات مطلوباَ في المنطقة الممتدة من الموصل حتى دير الزور, ومن دير الزور الى الرمادي حتى أن المس بل كانت على يقين من انه سوف يُقتل , كما أن بعض القيادات العليا كانت على يقين من ذلك وكانت تُحمله وتُحمل أرنولد ويلسون وويلي حاكم الديوانية مسئولية اثارة القلائل والثورة في المنطقة, وقد قلت من قبل بأنه كان يرى الذبح والإبادة الجماعية هي أفضل طريقة يمكن استخدامها في التعامل مع العرب, وكما كان متوقعاَ قتل ليشمان في الثاني عشر من اَب عام 1920م بيد الشيخ ضاري بن محمود ورجاله من عشيرة زوبع الشمرية, وقد تباينت المصادر في تحليل أسباب الحادثة وخطواتها, وذلك بسبب التحقيقات ومجريات محاكمة الشيخ ضاري , فما جاء في دفاع المحامين العرب عن الضاري أثناء محاكمته لايعني الحقيقة كلها فقد جائت أخبار قُصد منها تخفيف الحكم عن الضاري أما التفاصيل وسبب قتله من قبل الزوبع فيروى عن الوردي : أن الشيخ ضاري الظاهر كان مقرباَ من الإنكليز في البداية, فهم الذين اعتمدوه شيخاَ عاماَ للزوبع, وخصصوا له مرتباَ شهرياَ أولياَ وقدره 750ربية شهرياَ, لكنهم منعوا عنه الراتب لأسباب مجهولة, ثم عادوا وقلصوه الى 500ربية, وعندما جاء ليشمان من الموصل الى لواء الدليم في 29شباط 1920م وجد نفسه في مواجهة الشيخ ضاري وغيره.
كانت بداية الخلافات على مايبدوا شخصية, فليشمان كان فظاَ سريع التوتر والغضب لايحترم أحداَ, وربما كان يتصرف بطريقة غير لائقة مع شيوخ القبائل,إذ يروي المصدر ذاته أن ليشمان كان يوجه للضاري اهانات لاتحتمل؟ ففي احد الأيام منعه من الجلوس في صدر المجلس وقال له قم هذا ليس مكانك وانت الضارط وليس الضاري! وفي الوقت الذي كان فيه الإنجليز يقدمون قروضاَ لمزارعي العراق لمواصلة زراعة المحاصيل قام ليشمان بحجب السلفة عن الضاري, فأيقن الضاري بان ليشمان يقصده ويتحين الفرصة ليفتك به, فبادر بأخذ الحيطة والحذر وقرر ان يبدأ به قبل ان يقتله, ومن جهة أخرى سمح للزوبع بقطع الطريق ونهب المسافرين مابين بغداد وخان النقطة, ركب ليشمان السيارة الى بغداد ليناقش بعض التدابير لموجهة الثورة, ومن هناك أرسل يطلب مقابلة الضاري في 12من اَب في مخفر أبي منيصير بالقرب من خان النقطة, فلما وصل ليشمان الى المكان المحدد وجد الضاري ومعه ولداه خميس وسليمان وبعض رجاله, جلس الرجلان على دكة في مدخل المخفر يتحدثان عن الثورة في كربلاء, ومحاولة القاء القبض عل يوسف السويدي وأصحابه, في هذا الوقت جاء تاجر يشكوا من رجال كانوا يسلبون الناس غير بعيد من مكان الإجتماع, فالتفت ليشمان الى الضاري وقال هذه كلها حركاتك وانت تعمل تشويشاَ في المنطقة؟ فكان الضاري يعتذر وليشمان يشتد, فامر قائد الشبانة عبدالجبار الجسام أن ياخذ معه أفراد الشبانة وخميس الضاري لتعقب الفاعلين, وبقى سليمان الضاري وبعض الرجال ولم يبقى سوى القليل من الحراس, عاد الرجلان ليشمان والضاري للنقاش فوجه ليشمان الى الضاري إهانة بالغة لايمكن للعربي أن يسكت عنها .
فالتفت الضاري الى ولده سليمان وقال له دكوه؟ فاطلق سليمان ومعه رجل اَخر النار فسقط ليشمان يترنح فاستل الضاري السيف وضربه على رأسه وصدره وهو يصرخ كافي ضاري كافي ولما عاد أفراد الشبانة جُرِدوا من سلاحهم وعمت الثورة ديار زوبع كجزء من ثورة العشرين في العراق, قامت ثورة الزوبع فادمى الثوار انف القوات البريطانية وكبدوها خسائر فادحة لكن ساعد الثورة بدأ يضعف فجمع الضاري عائلته وبعض افراد عشيرته وأرسل ولده خميس مع عدد كبير من عشيرته الى نصيبين في الشمال داخل الحدود التركية, أما هو فقد توجه الى كربلاء والنجف, ثم رحلت زوبع الى مناطق شمر حول جبل سنجار, فبقى سليمان هناك أما الضاري وابنه خميس فقد حلا في ماردين, قال خميس الضاري يصف نشاط والده في ماردين: قام(13) عجمي السعدون وضاري المحمود وعبدالرزاق منير(14) وحميدي الفرحان بالإتصال بوالي ديار بكر نهاد باشا للإتفاق معه عل القيام بحركات ضد الإنكليز في العراق, إلا ان ضعف القوات التركية واهتمامها بصد الجيوش الأجنبية حال دون ذلك, بقى الشيخ الضاري في الشمال بعيداَ عن الإنجليز في العراق فهؤلاء اعلنوا عفواَ عاماَ عن المجرمين السياسيين يعمل به من 30اَيار عام 1921م ويشمل جميع الذين اشتركوا في الثورة عدا الشيخ ضاري وولديه خميس وسليمان؟ وصلبي وصعب المجباس ودحام الفرحان المتهمين بقتل الكلونيل ليشمان, تجاوز الشيخ ضاري السبعين من العمر وهو لايزال في المنفى, ففي تشرين الاول عام 1927م أرهقته العلل والأمراض فاصبح واهن الجسم ولهذا طلب الطب في حلب واستانبول, فوصل الى ديار شمر في سوريا وهويبحث عن ولده سليمان, ليكون رفيقه الى حلب, فوجدوا سائقاَ أرمنياَ يدعى ميكائيل كريم وعندما انطلق السائف في البادية توقف واستاذن الشيخ ليلتقط رجلاَ كان منقطعاَ في الطريق, كان السائق وصاحبه يديران يدبران مكيدة للضاري ويبدوا انهما من رجال المخابرات البريطانية التي كانت تبحث عن الضاري وتراقبه, ولهذا مرا به على مخفر للشرطة العراقية في سنجار وهكذا وقع الضاري في الأسر, مكث الضاري عدة ايام في سنجار يخضع للتحقيق على الرغم من كبر سنه, وسيق بعدها الى الموصل لمتابعة التحقيق قبل نقله الى بغداد, فاجريت له محاكمة طويلة وقبيل الحكم عليه توفى رحمه الله في فجر اليوم الأول من شباط عام 1928م فجرت له جنازة مهيبة في بغداد لم يعرف لها مثيل فقد اندفع مئات الاَلاف من العراقيين يحملون نعش الضاري وهم يهتفون:
رحمت روح الكاتل ليشمان= هز لندن ضاري وبكاها
[انتهى]
[ استدراك وتعقيب ]
1-هو عبدالعزيز بن متعب بن عبدالله الرشيد الحاكم السادس من أسرة اَل رشيد تولى حكم إمارة حائل عام 1897م بعد وفاة عمه محمد العبالله الرشيد وقد قُتل في روضة مهنا عام 1906م بين قواته وقوات جيش الملك عبدالعزيز ابن سعود وقد تعددت الروايات في كيفية طريقة مقتله .
2-الحقيقة أن مسلسل الإغتيالات في أسرة اَل رشيد ليس بجديد! فاول إغتيال قام به بندر بن طلال الرشيد عام 1869م عندما أطلق النار على عمه متعب العبدلله الحاكم الثالث لحائل فأرداه قتيلاَ وتشير بعض المصادر أن هذا الإغتيال كان بتدبير وايعاز من عبيد الرشيد رأس الأسرة فى ذلك الوقت! وفي ذلك يقول بندر بن طلال فيما بعد:
ياللي تكزون المراسيل يمي = قولوا تراني بين حـذوة ومسمـار
طعـت حكـي المقعديـة بعـمي = جعل عبيد وشيبته باسفل هل النار
ويقول احد شعراء شمر في قصيدة طويلة يمدح بندر الرشيد ويثني على فعله:
يامن يبشـر شمـر شاخ بــندر = كـل القبايل مـن غـلا أبوه تغلـيه
الشيخ عقب الحكم قام يتصندر= من كف ممرورِ من العام مطنيه
وفي عام 1872م قام محمد العبدالله الرشيد بقتل بندر بن طلال الرشيد واخوته نايف وبدر وكذلك قام بتصفية أبناء عمومته الجبر وكان عبيد الرشيد أثناء هذه التصفيات في زيارة للرياض وقد رفض العودة الى حائل خوفاَ من قتل إلا بعد تعهدات من ابن اخيه بعدم التعرض له؟ وفي ذلك يقول حمود العبيد الرشيد في قصيدة طويلة بعد ان قام أبنائه بقتل أبناء أختهم متعب ومحمد وطلال ومشعل أمام عين أمهم التي دفق عقلها وهم أبناء بنته وكان طاعناَ بالسن:
هيضت ماكنيت وابديت مااخفيــت = وليانمـت انـا سايـلت حالـي بحالـي
ولانمت انا عقب الهرم ثم سجيـت = الا اربـعـــة بالـحـلـم كــلـن لـفـانــي
يالـيتنـي قيــَلت معــهم ولاجيــــت = ولاشــفـت تقطيــعـة محمــد قبـالـي
متعب ولد بنتـي لشـوفته تشافــيت = وليا ابطيت ماجيته هـو اللي عنالي
ومشعل يداوي الجرح لوماتداويت = ولاشــفـت زولــه ورد المـا حـبـالـي
وطــلال ناجانـي وانـا لـه تناجـــيت = عــزالـله انـه مـن نضايض حـلالي
وعــزالله انــي بالعــهـد مـاترديــت = مــار بـــواق العــهـد مــن عـيـالــي
وعــزاللـه انــي للمراجــل تقصيــت = مــن نســل عبدالله مـن اول وتالـي
وقد توفى حمود العبيد بعد هذه الحادثة بقليل في المدينة المنورة كمداَ على مقتل أبناء ابنته؟ ويقول المؤلف: أن عبدالعزيز المتعب وأولاده من بعده كانوا لايفضلون الإقامة في حائل خشية الغدر والخيانة ولهذا كانوا يمضون جل وقتهم يخيمون في البادية!
3-هذا رأي ليشمان ولكن الحقيقة خلاف ذلك؟ فلربما كان المقصود بانه أقوى رجل في الإمارة من الناحية السياسية فهذا صحيح!
4- هو الشيخ جابر المبارك الإبن البكر للشيخ مبارك الصباح تولى حكم الكويت بعد وفاة والده عام 1915م ولم يدم طويلاَ فتوفى عام1917م .
5- الجريبيعيات تقع شمال غرب الكويت على الحدود العراقية وفيها جرت معركة هدية .
6- لو كان ابن سبهان ملم بالخفايا السياسية ويعرف كل مايدور من حوله لما اغتاله ابن اخته سعود المتعب في حائل؟ فيذكر المؤلف أن للسفير الفرنسي دوراَ في تحريض بعض أفراد عائلة الرشيد لإغتيال ابن سبهان!
7- الخميسية منطقة تجارية بالقرب من سوق الشيوخ جنوب الناصرية في العراق . المؤلف
8- فيصل الدويش كان من زعماء الحركة السلفية المتشددين, فبتقديري انه لو وجد ليشمان لقتله على الفور . المؤلف
9- كريم ابن فايد من كبار الأسلم من شمر .
10- سعد هو شقيق الملك عبالعزيز قتل في معركة جراب 1915م .
11- سيد طالب النقيب من زعماء البصرة ومن السياسيين المعروفين في العراق في ذلك الوقت . المؤلف
12- لاأستبعد رواية ليشمان فسيد طالب النقيب هو عين الشيخ مبارك في البصرة وعموم ولايات العراق؟
13- هو عجمي بن سعدون السعدون شيخ المنتفق .
14-هو الشيخ الحميدي باشا بن فرحان الجربا .






آخر تعديل ابو مشاري الرفدي يوم 04-07-2011 في 03:12 PM.
رد مع اقتباس