بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أبان الحق ، وكما تعلم أبا مشعل ـ حفظك الله ـ أن الناس هم شهداء الله في أرضه كما قال ذلك الرسول صلوات الله وسلامه عليه ..
والكل يعلم أن التاريخ ليس بأعمى فهو يعرف من يكتب ،، فقد اختارك التاريخ أن تكون على هرم القبيلة ، فهو لا يكتب إلا العظماء الذين كانت لهم بصمة في هذه الحياة ,، فأنت منهم يا أبا مشعل ،، فسيرتك قد نقشت على صفحات قلوب الرجال ...وخير دليل على ذلك اعترافات بعض من وقع على المشهد بخديعتهم ، فليهنأك وليهنأ القبيلة هذا النصر ، وهو ثمرة إخلاصك ونيتك التي أحسب أنها صادقة ، ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
فكم هم أولئك العظماء الذين ما زالوا في الذاكرة ؟! مع أنه مرّ على موت بعضهم مئات السنين لكنهم عرفوا كيف يأخذوا مواقعهم بين آلاف البشر ! فهل هناك أحد لا يعرف الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه ؟ أم هناك من لا يعرف بطل حطين وقاهر الصليبيين ؟! أم هناك عالم أو مثقف محترم تخلوا مكتبته من كتب ابن تيمية وابن القيم وابن حجر ؟! أم أن هناك من لا يعرف ابن عبار ؟! أم أن هناك من لا يعرف أصدق الدلائل في أنساب بني وائل ؟!
أبا مشعل :
لقد حفل تاريخنا الإسلامي بعظماء لم يعرف التأريخ البشري مثلهم . لكن يبقى السؤال هل عاش أولئك العظماء في تلك الحقبة الزمنية لوحدهم ؛ ولذا لم يعرف غيرهم؟! أم أنهم عاشوا بين ملايين البشر؟! وهنا يطرح سؤال أيضا أين الذين كانوا معهم ؟! لماذا لم يذكرهم التاريخ ؟! والجواب باختصار إن التأريخ لا يعرف إلا العظماء .
أما من يعيش على هامش الحياة يأكل ويشرب وينام ويستيقظ ويحاول أن يزوّر الحقائق ليس له دور شريف في الحياة ،، فأمثال هؤلاء لا يتشرف التأريخ ولا الناس بمعرفتهم !!
ولله در من قال :
وكم على الأرض من خضر ويابسة *** وليس يرجــم إلا ما له ثمــر
وفي السماء نجوم لا عداد لهـــا *** وليس يكسف إلا الشمس والقمـر