بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل أبو مشعل حفظه الله : أولاً : أبارك لك صدور الطبعة الثامنة من كتاب عنزة ( أصدق الدلائل ) الذي هو بحق مفخرة ليس لك لوحدك بل لكل قبيلة عنزة ، وكل باحث يتمنى أن هذا الكتاب من تأليفه ، وهو دستور قبيلة عنزة في معرفة أنسابها ورجالها ،وهو مرجعها الوحيد في ذلك ، وإن القلوب لتشكرك وتثمن جهدك فيه ، حتى وإن لم تنطق الألسن ، فقد أخرسها فقدان الذات ، ولطمت حسها الرقيق أمواج أصدق الدلائل !!!
ثانياً : ما أفضت به أجبرني على الكتابة ؛ لأنني أشعر بشعورك ، وأعرف مقصدك ، والكتب وسيلة معرفية عظيمة ، لايغني عنها الشعر فالشعر وسيلة إعلان فقط ، وكل أمة برز مجدها وسطعت في سمائها ألوان أمجادها قد دون رجالها قبل ذلك أسس فخرها وقواعد سلم مجدها فإن كان الشعر أشار إلى بعض مجد القبيلة أو أن فيها شاعراً على هذا المستوى فإن المؤلف قد بنى وشمخ بكيان القبيلة وجعل لها اسماً في الوسط الثقافي والفكري والاجتماعي ، وأما مسألة تقدير هذا الجهد فلا ينبغي للإنسان أن ينتظر كلمة واحدة ، بل يكفي بذلك شعوره بالنجاح ، ألا ترى أن أئمة الفلسفة اليونانية الذين دونوا فكر ومجد اليونان هم أفقر الناس ، بل بعضهم قتلوا على فقرهم ، ومع ذلك خلد الزمان ذكرهم وفكرهم وافتخر بهم اليونان على الأمم ، ومازال فكرهم يستفاد منه ، فما تشعر به هو وقود النجاح وعربونه وهو
ضريبة النجاح الشخصي ، وهذا معلوم على جميع الأصعده الثقافية ، وأما عدم الاهتمام من قبلهم فمصدره عدم معرفة قيمة العمل وفاقد الشيء لايعطيه ، وقد اتضح لك مقصدي ، وأما شعورك بوجوب ذلك وحتميته فهذا من أسباب نجاحك ، فسر إلى الأمام ، وأما المنتقدون فقل لهم كما تقول العرب قديماً : الدابة لاتسمن أسفل العقبة . بمعنى أنه قد فاتكم القطار الفكري . وتقبل تحياتي .