أخي الفاضل :
من حكمة الشعر قول الشاعر :
من قال أنا خير الملآ حظه العنا *** ومن قال أنا أضيم الرجال ايضام
وقد تمثل الشيخ ساجر بشطر البيت الأخير في احد قصائده والشيخ ساجر هو ليس مجرد شاعر كما تسميه بل هو شيخ قبيلة وفارس بالإضافة إلى موهبة الشعر وبخصوص قولك أن ما أحد رد عليه من الشعراء فأن ذلك الوقت يختلف عن وقتنا الحاضر وأنني خبرت الكثير من الرجال كبار سن لهم أفعال مشهودة ومع ذلك الكثير منهم لا يريد أن يقول فعلت كذا وفعلت كذا وأني حضرت رجل مسن يتحدث في أحد المجالس فقال :
كنا غزاه نقدّر بعدد من الرجال فصادفنا فارسين من الفدعان ولكدنا خيلنا نتسابق عليهما لقصد أخذ خيلهما فتصدوا لنا وأرهقونا وهم أثنان ونحن مجموعة كبيرة ولم نسلم منهم حتى ذبحنا حديهم والآخر فك نفسه وعندما كان يتحدث هذا الرجل وأنا شاهد على ذلك كان من الحضور مزعل الحوسي الفدعاني رحمه الله وهو حينها قد بلغ التسعون سنة أو أكثر ولم يتكلّم وعندما انصرف الرجل المحدّث سأل أحد الحضور مزعل فقال اليس القصة التي يتحدث عنها هذا الرجل قصتك أنت وفلان فقال بلا ولكني أخجل من طاريها لأن خويي قتل وأنا فكيت حالي وليس لي بها فخر هكذا جواب هذا الرجل علماً أن مقابلة عدد من الرجال ولا استطاعوا الوصول إليه ومع ذلك يتعفف
ولذلك يا أخي الشيخ ساجر ليس بحاجة لأن نثني عليه فهو أخذ نصيبة من الأفعال وهو يستحق الثناء ولكن الذي لا يجوز هو المبالغة في تفضيل رجل على كل الناس وفي نظري أن أي رجل تقول له أنت أفضل الناس لا يمكن أن يقبل هذا وأرجو من الأخوة الكرام أنتقاء الكلام المفيد والبعد عن الكلام المبطن وعدم هضم حق أحد وأني أرى أن أخينا قد أراد أن يثني على الشيخ ساجر ولكنه ركز على شاعرية ساجر ونسي المنزلة التي أكبر من الشعر