العزيز الفاضل محمد الهدبان :
بما أنني درست أخلاق البشر حتى كدت أن أكون بروفسور من خلال الأحتكاك فقد جرّبت أن بعض القوم عندما يستمع إلى حديثك أو يقرأ ما تكتب أو يسمع ما يقال عنك ليس له مقصد أن يشارك في الرأي بالثناء عليك أو تمجيدك ولكن مقصده الوحيد لكي يبحث عن مثالبك ولذلك لو تطرقت إلى حدث من الأحداث بين أفراد القبيلة لطاروا الذين يتصيدون بالماء العكر فرحاً بذكرك لهذا الحدث وذلك لكي يضخمون ضدك دعاية وينشرونها فهم يقولون فلان ذكر كذا وكذا يريد أن يفتن بين القبيلة فهو يذكر أحداث ذهبت ثم يبدأ القدح أما شخوص الرجال الذين يبعدون النظرة فأن الأحداث القديمة إذا كانت على وضح اللنقا فهم يعتزّون بها ويفتخرون وقبل عشرون عاماً تحدث الشيخ النوري بن مقحم بن مهيد فقال : كنت في عمّان بالأردن وقاموا مشائخ قبائل الأردن في دورية عزائم للشيخ النوري وكان حديثة الخريشة شيخ الكعابنة من بني صخر كبير السن وكان له ثأر على الشيخ تركي بن جدعان بن مهيد جد الشيخ النوري فقد غزا الشيخ تركي على الخريشة وتلاقوا الشيخين على ضهور الخيل وصوّب تركي حديثة وهي الوقعة الذي يقول بها الشاعر محدى الهبداني من قصيدته التي منها قوله :

حرٍ شهل من راس كحله وعاده *** خم الخريشة من مشاريق عمّان
حـرٍ ضـرب حـرٍ بـكـفـه وصـاده *** وخلا ذعاع الريش شتى ونجران
قال الشيخ النوري وقد أرسل الشيخ حديثة أبنه الشيخ مشهور بن حديثة الخريشة الضابط المعروف فقال أذهب للنوري ( وقل له يحضر غداً للعشاء والا ترى الذي بيننا في مكانه ) يقصد الحادثة القديمة فحضر النوري وعمل له الخريشا كرامة كبيرة تلوق بمقامه وبعد العشاء قام الشيخ حديثه أمام المجلس وكشف عن الصواب الذي حصل له من تركي وقال : ( أنظر يالنوري مضرب جدّك والله أنني أفتخر به لأنه ليس مطعن عفن ) وهكذا الرجاء العظماء يفخرون بأفعالهم اللي لهم واللي عليهم ولكن نحن عندما نتجنّب ذكر الحدث وتوضيح من يعني نخشى من مضرب اللقحة ولا ودنا أن ينطبق علينا المثل ( رمح الجميلات بفرسهم ) وشكراً لك يالبناخي