يقول أبو عبيد ابن سلام المتوفى سنه 224 هجري في كتابه الأمثال وهو يتحدث عن المثل المذكور "وأما قولهم: لا تطلب أثراً بعد عين فانه لمالك بن عمرو العاملي، وكان له أخ يقال له: سماك، فقتله رجل من غسان، فلقيه مالك فأراد قتله، فقال الغساني: دعني ولك مائة من الإبل، فقال: " لا تطلب أثراً بعد عينٍ " ثم قتله. فذهبت الكلمتان مثلين". ويورده أبو القاسم الزمخشري المتوفى سنه 538 هجري بصيغه قريبه من ذلك في كتابه المستقصى في أمثال العرب وهي "يَدَعُ الْعَيْنَ وَيَتْبَعُ اْلاَثَرَ" ويشرح صاحب كتاب حياه الحيوان كمال الدين، أبي البقاء الملقب بالدميري المتوفى سنه 808 هجري هذا المثل فيقول " وقالوا: كالمشتري القاصعاء باليربوع يضرب للذي يدع العين ويتبع الأثر، لأن القاصعاء جحر اليربوع الذي يقصع فيه أي يدخل والجمع قواصع"" الى أن وصلنا هذا المثل بصيغته "نترك الزول و نتبع الأثر"
جميع ماسبق يسلسل تاريخ هذا المثل حسب المصادر الموثقه التي بدورها تستطيع أن توصل القارئ لنتيجه معينه وتصب في صلب الموضوع بدون تشعب وهذا هو ديدن البحث العلمي والنقاش العلمي المدعّم بالدليل والمبني على مقارعه الحجه بالحجه. شاكرا لك حضورك وأرجوا أن تتقبل مشاركتي يا أستاذ محمد في تحليلك النقدي الفكري الرائع