تابع الأيضاح
وخاضوا في نسب عنزة وألحقوها ببكر وتغلب ولكن هيهات فالتاريخ لا يزوّر ولا يحوّر ولذلك الفت نظر الجميع بأن قبيلة عنزة لها تاريخ مجيد في جميع المصادر القديمة والحديثة وما كتب في بعض المنتديان فهو محض افتراء ووهم بحيث يجب على الباحث تحري الصدق والرجوع للمصادر ومراعاة النص الشرعي الصريح الدال على عدم جواز أنتساب الرجل لغير أبيه وأن ترويج الإشاعات الباطلة من قبل البعض قد وهمت الرجال الذين تنقصهم الدراية بتاريخ وأنساب القبيلة القديم فتحدثوا بالمجالس بقول لا يتفق مع الحقيقة وأني أقول وأطول بكل فخر واعتزاز أنني خدمت هذه القبيلة في بحوثي الجادة عن تاريخها وأنسابها بشهادة المنصفين من رجال قبيلة عنزة الذين ليس من أصحاب الغايات والأهواء كما يشهد الباحثين العرب بأن كتابي آنف الذكر هو التاريخ المشرّف لهذه القبيلة رغم محاولة التجاهل من قبل البعض وهو المرجع للباحثين والمؤلفين في هذا العصر وهو ثمرة جهد من البحث المتواصل لعقود من الزمن وقد كتبت ما ثبت بالمصادر أن قبيلة عنزة المعروفة حالياً هي امتداد لقبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة ولم يتغيّر اسمها منذ العصر الجاهلي وقد بسطت أخبارها مفصلة في كتب المؤرخين ونسابة العرب والمستشرقين الأجانب وتعرف القبائل العربية القديمة والمعاصرة بأن هذه القبيلة هي عنزة ويتفق المؤرخون أن قبيلة عنزة كانت في عين التمر في منطقة الأنبار بالعراق ثم نزحت إلى خيبر وضواحي المدينة الشريفة وكان نزوحها إلى خيبر تحديداً في أواخر القرن الثالث الهجري ومنذ ذلك الحين وهي ترد في المصادر التاريخية باسم عنزة بن أسد ولم تنقرض وأن المصادر الصادقة الموثقة هي القول الفصل في تبيان الحقيقة ومن يجهله التاريخ عليه أن يطلع ويستنتج الباحث المتعمق بعلم التأريخ والأنساب من سياق نصوص ما كتبه العلماء العرب والأجانب أن قبيلة عنزة المعروفة في هذا العصر هي من قبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة دون شك وهي حالياً ترجع إلى فرعي بشر ومسلم وعمود النسب في عنزة وينتسب لقبيلة عنزة في هذا العصر تجوزاً بعض عوائل الحاضرة من ربيعة وذلك لقرب الفرع وغير ذلك لم يذكر المؤرخين أن بكر وتغلب تحولت إلى مسمى عنزة أو العكس لذلك فلا يجوز العبث بالنسب لعظم شأنه بحيث أنه من الثابت أن قبيلة عنزة ليست من وائل بن قاسط الذي ينحدر من جديلة بن أسد أخ عنزة حيث أن إرجاع قبيلة عنزة إلى الحفيد السابع لجديلة أخ عنزة لا يعقل ومن يزعم أن قبيلة عنزة اقتبست عزوة وائل بن قاسط بالإعارة بسبب دخولها في حلف ( اللهازم ) لا صحة لزعمه حيث أن هذا الحلف نتج في ظروف ضعف القبيلة ثم انفصل منذ بداية العصر الإسلامي عندما برزت قبيلة عنزة بالقوة والمنعة ومن زعم أن قبيلة عنزة المعروفة حالياً هي خليط من تغلب وبكر تشكلت وسميت عنزة لا أساس لقوله ولا دليل على ذلك وقد أخذت بهذا الرأي في بداية بحوثي عندما كانت تنقصني الدراية ثم بعد أن تعمقت في دراسة مصادر التاريخ والأنساب وجدت أن ذلك مغاير لما جاء بنصوص المؤرخين فأهملته لعدم صحته والرجوع بالحق فضيلة وقبيلة عنزة أعلى نسباً من بكر وتغلب بثمانية أظهر وهي ليس بينها وبين ربيعة إلا جد واحد لذلك فلا يرد الأصل إلى الفرع ومن
حرفّ أو وزوّر في نسب هذه القبيلة فقد خالف قول الله ورسوله :
* قال الله سبحانه وتعالى [ أدعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً ] الأحزاب (4 )
* وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أدعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) وقال في حديث آخر ( ليس من رجل ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ) وفي حديث آخر قال ( من أدعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) وفي حديث آخر قال ( لا ترغبوا عن أبائكم فمن رغب عن أبيه فقد كفر ) وقال في حديث آخر ( النسب لا يباع ولا يوهب ) وفي الأثر ( الناس مؤتمنون على أنسابهم ) وقال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( تعلموا النسب فرب رحم مجهولة قد وصلت بعرفان نسبها )
ثم أنني أوردت أكثر من مائة مصدر تثّبت نسب عنزة مما لا يتسع المجال لنشره