الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن العلمي الأنساب العام واستفسارات الأنساب
الأنساب العام واستفسارات الأنساب يخص أستفسارات الاعضاء عن الانساب
 

إضافة رد
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-04-2011, 03:38 PM   #1
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 87
افتراضي كتاب الكتروني عن قبيلة السردية وعن قبائل الشمال وبادية الشام وحوران

كتاب الكتروني عن قبيلة السردية وعن قبائل الشمال وبادية الشام وحوران والباديه الاردنيه وهو هذه المره كامل بالاجزاء الاربعه
http://www.albdoo.info/up/2011/30/01304576382.zip

نسخه مهداه لمنتدى ابن عبار

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة الحوراني ; 05-05-2011 الساعة 09:25 AM
الحوراني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2011, 07:22 PM   #2
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,251
افتراضي

كان من أبرز ما يرد في روايات رواة عنزة المحفوظ السردي وحالياً شيخ السردية الذي برز علمه هو أبن فوّاز وحبذا لو حصل الأطلاع على ما ذكر عن علاقة عنزة بالسردية فقد حاولت فتح هذا الموضوع ولم أستطع شاكراً ومقدراً للأخ الحوراني أرسال هذه المحتويات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-23-2022 الساعة 05:17 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2011, 08:33 AM   #3
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 87
افتراضي

وعليكم السلام استاذ ابن عبار

بعد تنزيل الملف يتم فلك الضغط عنه ثم تشغليه تفتح نافذه كما في الصوره اعلاه

هنا يتم الضغط على خيار contents من الخيارت في الاعلى تظهر نافذة جديده على اليسار فتظهرالمحتويات
يتم هنا الضغط على اي فصل من فصول الكتاب واستعراضه

وقد اضفت خيار الطباعة والنسخ لمن يرغب في الاقتباس

التعديل الأخير تم بواسطة الحوراني ; 05-05-2011 الساعة 11:54 AM
الحوراني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2011, 10:59 AM   #4
فئه صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,538
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولك أخي الحوراني ولجميع الإخوة الأكارم الذين قاموا بهذا العمل القيم كل الشكر والثناء العطر ، وما هذا العمل إلا هو نواة الرؤية الرجولية والكريمة التي نتطلع إليها في هذه الدنيا لنكون عوناَ وعضداً لبعضنا بما يجب أن يكون عليه جميع أبناء القبائل العربية عامةً وقبائلنا خاصةً ، فجزاكم الله عنا خير ما يجزي به عباده الصالحين .

وسأقوم بإذن الله تعالى بإيراد بعض من مقتطفات ذلك الكتاب هنا وكذلك سأورده في مكتبة شبكة منتديات قبيلة السبعة ..

ولي بذلك كل الفخر والشرف .

فتحياتي لك ولجميع الإخوة الأكارم وفقكم الله وأدامنا وإياكم بحفظه ورعايته دوماً وأبدا .
محمد بن دوهان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2011, 11:41 AM   #5
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 87
افتراضي

اخي الكريم محمد بن دوهان اشكرك على هذا التعقيب وبارك الله فيك على هذه الرؤية التي اقدرها واحترمها

والكتاب من عملي الخاص جمعا وتوثيقا وعرضا الكترونيا

ويشرفني ان يجد مكانه في مكتابتكم الالكترونية الكريمه

وانا ايضا على استعداد لتحويل اي مادة لكتاب الكتروني تخصكم او تخص قبائل عنزه بشكل عام
الحوراني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2011, 01:14 PM   #6
فئه صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,538
افتراضي

هنا سنورد بعض المقتطفات التي وردت في الكتاب الإلكتروني الذي شرفنا به الأخ الكريم الحوراني مشكوراً :

* * *


مقدمــــة

عندما أردت البحث عن تاريخ القبائل ودورها في منطقة حوران وجنوب بلاد الشام لم أوفق في إيجاد مصدر جامع لها يتكلم عنها بإسهاب وبالذات خلال الفترة العثمانية، وعلى اعتبار أن البادية هي جزء لا يتجزأ من حوران وأن قبائلها قد ساهمت بشكل أو بآخر بالأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيها فإنني قد قمت بإعداد هذا الكتاب البسيط في مادته والمتواضع في حجمه لأتكلم فيه عن قبيلتي ودورها في هذه المنطقة من حوران.
وأرجو أن يكون هذا البحث حافز لكل غيور من أبناء هذه البادية للقيام بالكتابة عن قبيلته لأن أهل مكة أردى بشعابها، كما يقول المثل ولنوجد في المحصلة تاريخ مشترك لهذه المنطقة حتى تقرأه الأجيال القادمة وذلك لنأخذ الجانب الحسن منه ونترك الجانب السيء في سبيل تقدم هذه الأمة خطوة إلى الأمام.
ويعتبر جل ما ذكر في هذا البحث منقولاً عن مصادر ومراجع معتمدة أثبتها في الهامش وجمعتها في آخر البحث وكان دوري هو جمع وتحرير وإعادة صياغة هذه الأحداث المتفرقة في بطون أمهات الكتب لتكون مادة واحدة ليسهل قراءتها وتتبع أحداثها للمهتمين.
ولقد قمت بتقسيم هذا البحث إلى أربعة فصول تحدثت في الفصل الأول وباختصار عن منطقة حوران وسكانها منذ القدم وحتى الآن، ثم تحدثت عن الإمارة الطائية في بلاد الشام وعلاقة عشائر السردية بها وبقبائل المنطقة.
وفي الفصل الثاني والثالث تحدثت عن تاريخ عشائر السردية منذ بدايات القرن السادس عشر وحتى نهاية القرن التاسع عشر.
أما في الفصل الرابع والأخير تحدثت عن تاريخهم في القرن العشرين ومشاركتهم بالأحداث السياسية سلباً أو إيجاباً ثم عن استقرارهم في محافظة المفرق في المملكة الأردنية الهاشمية.
وأخيراً، فإذا أخطأت فمني وإذا وفقت فما توفيقي إلا بالله.


شلاش عمير عيد الدبيس السردية




* * *
الفصل الأول


عشائر السردية وتاريخهم في بلاد الشام

إقليم حوران :
حوران إقليم جغرافي متكامل يضم الهضبة الواقعة بين حوض دمشق في الشمال، ومنخفض وادي اليرموك وجبال عجلون ومنخفض وادي الأزرق ووادي السرحان في الجنوب والجنوب الشرقي، كما تمتد بين جبل الشيخ وهضبة الجولان في الغرب، والجنوب الغربي والبادية من الشرق، ولقد كانت حوران إدارياً تضم جبل العرب، وجبل الجادور، وجبال اللجاه، وجبال الجولان، وعجلون، وسهل عجلون وسهل حوران وسهل النقرة 1.
أما تسمية حوران فيعتقد أنها جاءت من اللغة الآرامية (حوريم: بلد الكهوف، أو من اللغة السبئية " بمعنى البلد الأسود) أما الأشوريون فسموها (حورانو: أي النقرة) في حين سماها اليونان والرومان " اورانتيس "، وقد ورد ذكرها في التوراة باسم " باشان، باثان: بلد العجول السمينة" كما سميت بلاد العمالقة، أما العرب في الجامعلية فسموها حوران بمعنى الملجأ أو الكهف 2.

سكان حوران عبر العصور :
1- الرفائيون " العمالقة " : ينتسبون إلى جدهم رافا الجبار وهم آراميون سموا بالجبابرة، سكنوا حوران منذ 2500 ق. م. والمشهور من ملوكهم الملك عوج الجبار ملك حوران الذي كان طول سريره حوالي خمسة أمتار وعرضه أربعة أذرع 3.
2- الآموريون: ينتسبون إلى آموري رابع أولاد كنعان، ويعني إسمهم سكان الجبال وهم من أقوى القبائل حيث اشتهروا ببسالتهم، وسطوتهم وطول قاماتهم ومن ملوكهم " سيحون " وقد شاركهم بسكنى حوران قبيلتا العمونيين، والموآبيين "ينتمون إلى موآب بكر ابنة لوط الكبرى " ، ومن ملوكهم عجلون وبالاق وابن خفور 4.
3- الايطوريون: ينتسبون إلى ايطور بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الله، وقد سكنوا اللجاه، وتنسب إليهم مملكة ايطوريا " الجيدور " وهم إخوة الأنباط ويعتقد أن هذه القبيلة قد بادت، أو اختلطت مع غيرها من القبائل.
4- الحوريون : اشتق اسمهم من حوريم أي سكان المغاور يعتقد أنهم من بقايا قبيلة ثمود العربية البائدة وانهم أقدم من الكنعانيين، وهم الذين حفروا الكهوف الصخرية الكبيرة المعروفة بالحرة الحورانية.
5- الآشوريون: ينتسبون إلى آشور بن سام وفتحوا حوران وفي عام 645 ق. م. زحف آشور بانيبال على دمشق وحوران واستقر فيها حتى جاءت جموع السيثيين " التتر " 5.
6- السلوقيون: كانت حوران من ممتلكات السلوقيين " نسبة إلى سلوقس أحد قادة جيوش الاسكندر في سورية " .
7- الأنباط : قدم الأنباط إلى حوران في القرن الأول قبل الميلاد " 88 ق. م. " وينتسبون إلى نبابوت بن إسماعيل جد العرب كانوا يكتبون ويتكلمون اللغة الآرامية، ويعتقد أن آخر ملوكهم هو زامل الذي انتهى حكمه عام " 105م" .
8- الرومان: احتل الرومان سورية عام " 64 ق. م. " وتم تشكيل ولاية عربية في بصرى الشام 6.
9- الضجاعم: ينتسبون إلى إحدى فروع سليح وقد قدموا من سبأ في اليمن وينقسمون إلى مناذرة سكنوا في بلاد ما بين النهرين، وشكلوا مملكة الحيرة وإلى تنوخيين تفرقوا في حوران، ودمشق آخر ملوكهم زياد ابن الهبولة وتنصروا بعهد ملكهم عمر بن مروان بن الحاف 7.
10- الغساسنة: ينتسب بنو غسان إلى جدهم مزيقياء وهو عمر بن عامر، قدموا إلى حوران في أوائل القرن الثالث الميلادي وأول من نزل منهم على عين ماء غسان هو ماء السماء عامر بن حارثة الغطريف ابن امرؤ القيس البهلوي من سلالة نوح الجد الثاني للعالم، عرف بنو مزيقياء في حوران بالغساسنة، والمناذرة بالعراق، والأزد في منى، والأوس في المدينة، وخزاعة بجوار مكة، ثم تفرق شمل الغساسنة بعد الفتح الإسلامي وانتشروا في معظم القرى الحورانية ومنهم من أسلم ومنهم من بقي على نصرانيته 8.
11- القريشيون: ينتسبون إلى قريش، ومنهم الشهابيون 9 والرفاعية 10 والحريري11، والحراكي، والبلخي 12، والعبيسي، والحلقي13، والقادرية (الكيلانية) 14، وغيرهم والذين قدموا إلى حوران في عهد الفتوح الإسلامية.
12- المقدادية: وينتسبون إلى المقداد بن الأسود الكندي الصحابي الجليل15.
13- العشائر البديوة المتنقلة: ومنها شمر، طيء، السردية، بنو كلاب، بنو كلب، عنزة، بنو هلال، زبيد، آل ربيعة الطائيون، السرحان، العيسى، الفحيلية، النعيم، جهينة، بنو خالد، قضاعة 16، أنظر أيضاً جدول رقم (1) (الملاحق).
14- العائلات المصرية والحمصية17 .
15- العشائر غير العربية : 1- التركمان 2- الأكراد18 3- الزط 19.
بعد أن ذكرنا نبذة عن تاريخ منطقة حوران وعن سكانها نتحدث عن دور القبائل العربية في تلك المنطقة وفي بلاد الشام، وبالذات دور الإمارة الطائية في بلاد الشام وعن أحلافهم وما آلت إليه تلك الإمارة من انقسام إلى ثلاث إمارات في جنوب، ووسط، وشمال بلاد الشام، ثم هجرة القبائل النجدية إلى بلاد الشام وتأثيرها على مجريات الأحداث هناك.

يتبع ..

التعديل الأخير تم بواسطة محمد بن دوهان ; 05-05-2011 الساعة 03:44 PM
محمد بن دوهان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2011, 01:19 PM   #7
فئه صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,538
افتراضي


تابع ..

الإمارة الطائية في بلاد الشام :
من زعماء القبائل العربية في العصر المملكوكي والتي استمر معترفاً بها وتعتبر امتداداً لزعامتهم إلى ما قبل هذا العصر، هم آل ربيعة بطن من طيء وينسبون إلى جد لهم اسمه ربيعة وكان يعيش أبناء له في أيام صلاح الدين، ولقد شاركوا في حروبه ضد الصليبيين في بلاد الشام، وقد استشهد قسم منهم في تلك الحروب، وأنجب ربيعة أربعة أبناء هم فضل ومرا وثابت ودغفل، ومن هؤلاء تفرعت فروع آل ربيعة، وهم الذين أصبح لهم دور سياسي في العصر المملوكي معترف به والفترة التالية 20.
وينقسم آل ربيعة إلى عدة بطون منها البطن الأول : آل فضل وهم رأس الكل وهم شعب كثيرة، وإن أمير آل فضل يجلس فوق جميع العربان، ومنازلهم من حمص إلى السلمية إلى الفرات، والبطن الثاني : آل مرا ومنازلهم حوران وهم أبطال مناجيد ورجال صناديد، والبطن الثالث : آل علي بن حديثة ودريارهم مرج دمشق وغوطتها بين إخوتهم آل فضل وبني عمهم آل مرا.
ومن طيء أيضاً بنو جرم ومنازلهم بلاد غزة إلى بلاد الخليل، ومنهم أيضاً ثعلبة وأراضيهم جهات غزة 21.
وينتسب آل ربيعة عرب الشام إلى ربيعة بن حازم بن علي بن مفرج بن دغفل بن جراح بن شبيب بن مسعود بن حرب بن السكن بن ربيع بن علقي بن حوط بن عمرو بن خالد بن معبد بن عدي بن افلت بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن عنيز بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء 22.
وجاء أن آل مرا بطن من ربيعة الطائية وينقسمون إلى آل منيخر وآل نمي وآل بقرة وآل شما، ويدخل في إمرتهم حارثة وبنو لام وبنو صخر، ويأتيهم من عرب البرية آل ظفير والمفارجة وآل غزي وعدوان وعنزة وديارهم الجولان والجيدور إلى الزرقاء والضليل وبصرى 23.
ولقد كانت الإمرة على آل ربيعة وعرب الشام إلى آل مرا لكن آل فضل استظهروا برئاستهم على آل مرا وغلبوهم على المشاتي 24.
وجاء في أحداث سنة (715هـ-1315م) أن آل مرا يسكنون سورية وأن رئيسهم نجاد بن أحمد بن حجي بن زيد بن شبل أمير آل مرا ولهؤلاء تنتسب الواقعة المعروفة "بذبحة آل مرا " وهم فرقة من طيء والإمارة كانت فيهم فانتزعها آل فضل من طيء 25.
وملخص الواقعة أن أحد شيوخ زبيد ويدعى سلطان جبر قد نازع أخاه جبريل على إمرة العشيرة وانتصر عليه فاضطر جبريل إلى الابتعاد عن عشيرته والتي كانت متواجدة في حوران واتجه إلى عشيرة آل مرا الطائية، حل جبريل شيفاً وحليفاً في مضارب آل مرا فرغب أحد شيوخ آل مرا الزواج بإحدى بناء جبريل الثلاثة، إلا أن الأخير مانع في ذلك فحدث نزاع انتهى بمقتله فأرسلت زوجة جبريل من يعلم قبيلة زبيد بالحادث فجمعوا جموعهم واستعدوا لأخذ الثأر فتقدموا حتى وصلوا مضارب آل مرا وهجموا عليهم ليلاً واعملوا فيهم السيف وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وقد أطلقت العرب على هذه الواقعة اسم " ذبحة آل مرا " 26.
وجاء في حوادث سنة (795هـ-1395م) أن ابن قشعم ثامر أمر عربانه بالرحيل إلى جهة نعير أمير آل مرا (27) ، وتعتبر عشائر القشعم من بني لام من طيء القحطانية وجاء في السنة المذكورة خبر ثامر بن قشعم أنه قد تألم من الأمير نعير أمير طيء ومن حكومة الشام فأمر عربانه بالرحيل إلى جهة نعير فجازوا على أملاكه بالبصرة فاستولوا عليها ونهبوها والظاهر أن ثامر بن قشعم قد مال بعشائره بني لام من ذلك التاريخ باتجاه العراق وبلاد الشام 28.
كما جاء في كتاب عشائر العراق أن إمارة طيء كانت في العراق قبل الإسلام في بني هناء ومن هؤلاء إياس ابن أبي قبيصة أمير العرب في العراق، ولاه كسرى بعد أن قتل النعمان بن المنذر، وأنزل طيئاً في الحيرة فكانت الرئاسة له ولأعقابه إلى ظهور الإسلام، وفي عهد المسلمين كانت أمارتهم في بني الجراح من عقب إياس بن أبي قبيصة، وكانت الرئاسة فيهم أيام الفاطميين لأميرهم مفرج بن دغفل بن الجراح، تولى بعده ابنه حسان وسكن جنوبي الشام، وبقيت الإمارة فيهم في البادية وأصابها ضعف أحياناً وزاد نشاطهم في عهد المغول، والتركمان في العهد العثماني، ولقد كانت إمارتهم في ربيعة في أنحاء الشام في عهد الأتابك طغتيكين ومنه تفرع :
1- آل مرا : وهو ابن ربيعة وتعددت منه فروع منها آل أحمد بن حجي وآل مسخر وآل نمي وآل بقرة والشما 29.
2- آل فضل: ولقد دام النزاع بين آل مرا وبين آل فضل على الرئاسة مدة وكان لهم شأن في أيام المغول، وفضل بين ربيعة جد الكل ومنه تفرع آل مهنا وآل عيسى وآل حيار، وهؤلاء عرفوا مؤخراً بآل أبي ريشه، ومن فروع آل فضل آل ملحم ومنهم آل فرج وآل سميط وآل مسلم، تنازعت هذه الفروع الإمارة، وفي العهد العثماني استقرت في " آل أبي ريشه " 30.
وما زال آل فضل أمراء بادية الشام من حمص إلى وادي الفرات، وولاة الأمر على عشائر تلك البراري كلها طيلة القرون الأخيرة إلى عهد قريب، إلا أن أسماءهم قد تبدلت بعد انقسامهم وتغير رؤساؤهم، فأصبحوا يسمون آل مهنا بن عيسى، ثم برز من بين هؤلاء آل حيار وهو حيار بن مهنا بن عيسى 31.
ثم برز من الحياريين آل أبي ريشه رؤساء الموالي الحاليين، ولقد كانت قبيلة الموالي من أحلاف آل ربيعة الطائيين، ولقد كانوا يتحينون الفرص للانفراد عن آل ربيعة وتكوين كيان مستقل لهم وتشكيل إمارة لها سطوتها ونفوذها 32 ، ولقد كانت زعامة الموالي لـ آل طوقان، ولقد جاء في أحداث عام (1127هـ-1715م)، أن أمير الموالي عبد الله قد تحارب مع بني لام في العراق 33 ، ولقد اختلف في اسم الطوقان فمن قائل أنهم كانوا شيوخ الموالي وكانوا يضعون طوقين في أعناقهم تميزاً لهم عن عشيرة الموالي النازلين بينها – والموالي مجموعة من العائلات المختلفة الأصول والمنابت التي أكثرها غامض تحت زعامة الحياريين " آل أبو ريشه " الطائيين – ومن قائل أن الطوقين من الدولة العثمانية رتبة حسب الأصول المتبعة وعلى كل حال فلا خلاف في أن طوقان نسبة إلى طوقين 34.
ولقد كان الطوقان في الجولان – على إثر تركهم لعشائر الموالي – فجاؤوا مع حملة عبد الله باشا النمر إلى نابلس ويوجد طوقان أيضاً مع الموالي بسوريا، وجاء أيضاً في الروض البسام أن آل جحجاح أمراء قبيلة الموالي ويعرفون بآل أبي ريشه وهم يدعون النسب إلى آل برمك وهذا غلط وخلاف المشهور والمتواتر بأنهم ينتهون إلى سيدنا العباس بن عبد المطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام عن طريق ولده الفضل وأن آل أبي ريشه اتصل جدهم بعرب الشام بعد واقعة التتار واجتمع عليه بطن من الحيار الوائليين ثم انضم إليه عن طريق الخدمة أناس كثيرون من قبائل متفرقة وكثرت الأخلاط في قبيلته وأصبح الحياري بين الباقين كالنقطة، فخص الحياريين بأطواق من حرير أسود فوق الأزياق، وقال لهم المطوقون فحرف الأعراب ذلك وقالوا الطوقان، وبقيت سنة في آل جحجاح فإنهم لا يتزوجون على الغالب إلا من الطوقان وسُميت بقية الفصائل التي اجتمعت عليه بالموالي 35.
ودعوى انتسابهم إلى العباس عم الرسول غير صحيحة والعباس جدهم هو ابن الأمير أحمد الحياري الذي تولى الإمارة بعد مقتل الأمير ملحم الظاهر سنة (1093هـ-1682م) 36
ولقد كان الأمير فياض بن عساف بن نعير بن حيار بن مهنا يلقب بالحياري أبو ريشه والحياري نسبة إلى جده حيار وأبو ريشه لأنه كان يضع ريشه من ذهب في مقدمة عمامته تقليداً لجده عيسى بن مهنا الذي أنعم عليه السلطان قلاوون سلطان مصر سنة (680هـ-1281م) بريشه من ذهب وأموالاً وعبيداً فلقب أحفاده بـ آل أبي ريشه 37.
يتضح لنا بالوجه القاطع أن آل أبو ريشه هم من أعقاب آل ربيعة الطائيين أمراء عرب الشام، وليسوا من أعقاب العباس عم الرسول عليه الصلاة والسلام ولا من أعقاب البرامكة، أما بالنسبة للطوقان فهم أمراء الموالي سابقاً وارتدوا الطوقين للتميز عن بقية الموالي، حتى خالطهم الحياريون ومنهم آل أبو ريشه وأخذوا منهم إمارة الموالي بعد نزاع مرير عليها انتهى بمقتل معظم أمراء آل طوقان في قلعة سلمية وهجرة القسم الآخر إلى البلقاء.
وجاء في تاريخ الأمير فخر الدين المعني الثاني أن الطوقان أسرة من عرب الموالي القاطنين في لواء حماة يتصل نسبهم بالعباسيين وهم فرقتان الأولى الطوقان، والثانية أبو ريشه، فاعتزل زعيمهم عبد الله الطوقان بلاد حماه وخيم في نواحي البلقاء ونابلس لنزاع وقع في العشيرة، وبقي بنو أبي ريشه في تلك الديار ونبغ من آل طوقان كثيرون، منهم صالح باشا والي سوريا سنة (1098هـ-1686م)، ومصطفى باشا الذي حارب ظاهر العمر الزيداني وتولى مصر والحجاز، وقد ألف فيه كتاب اسمه " قلائد العقيان في نسب حضرة الوزير مصطفى باشا طوقان " والموجود في خزانة " ادبسالا " ولا تزال هذه الأسرة محترمة من وجهاء نابلس وزعمائها 38 .
ولقد كان الموالي يحرضون الأمير فخر الدين المعني ضد آل ربيعة الطائيون " الحياريين " ولما كانت قبيلة الحياريين والتي يرأسها الأمير مدلج لا تقوى على منازعة المعنيين والموالي بسبب الخلافات والمنازعات التي حدثت بين الأمير مدلج والأمير حسين بن فياض، ثم أخذ الموالي يحاولون السيطرة على بادية الشام والعراق، وكان ذلك عام (1031هـ-1621م)، وفي حوادث سنة (1132هـ-1719م)، تمرد الموالي والعباسيون على السلطة في أنحاء حلب 39.
والعباسيون هم بقايا آل أبي ريشه من فخذ الأمير العباس ابن الأمير أحمد الحياري وهذه تظهر لنا تحالف الموالي وآل أبي ريشه 40، ولقد كان النزاع مستمراً بين آل أبي ريشه وبين الطوقان والموالي إلى أن تمكن الأمير علي الشديد وهو ابن الأمير شديد ابن الأمير أحمد الحياري سنة (1076هـ-1665م)، من السيطرة على قبيلة الموالي وقيادتها فآلت إمارة الموالي من الطوقان إلى أبي ريشه ثم انتقلت إلى الأمير حسين العباس سنة (1107هـ-1695م)، وهو ابن الأمير العباس ابن الأمير أحمد الحياري، وكان والده العباس قد تولى إمارة آل أبي ريشه بعد مقتل الأمير ملحم الظاهر سنة (1093هـ-1682م)، ولا زالت رئاسة الموالي في سوريا لغاية الآن لأعقاب الأمير شايش بن عبد الكريم من آل أبي ريشه 41، وهؤلاء لا يتزاوجون من الموالي إلا من فخذ الطوقان فقط، لشرف منبتها الذي يعزونه إلى أسرة الطوقان المعروفة في نابلس 42، ويروى أن أحد أمراء آل أبو ريشه ويدعى فياض الحياري، كان قد نصب عاموداً وسط فيافي الحماد دعاه عمود الحمى حرم به على العشائر النجدية المتحفزة للقدوم نحو بادية الشام أن تتخطاه وتقترب من نفوذ قبائل طيء في تلك البادية 43.
ومن آل طوقان توجد عائلة واحدة مع عشائر السردية وهي عائلة فهد محمد طوقان والذي جاء إلى حوران وانضم إلى عشائر السردية على أثر نزاع بينه وبين أبناء عمومته.
ولقد جاء ذكر الطوقان في تاريخ الأمير فخر الدين المعني وملخص ما جاء فيه عنهم: في عام (1020هـ-1612م)، قام الأمير فياض الحياري بطرد الأمير أبو اللثام بن عبد الله الطوقان بأهله وعربه إلى الأمير فخر الدين المعني الثاني 44، وفي سنة (1024هـ-1615م) عين الأمير فياض الأمير سلطان عبد الله الطوقان ليغزو مع الشيخ عمر بن جبر السقري شيخ المفارجة عرب السردية 45، وتحاربوا معهم في حوران وطردوهم من البلاد إلى البلقاء، وزادت مكانة الشيخ عمر والأمير سلطان الطوقان بالغنائم وإطاعتهم جميع العربان فأصبحت عرب الأمير فياض الحياري " أبو ريشه" تتفرق عنه وتحضر إلى عند الأمير سلطان الطوقان لأجل الغنائم فأرسل الأمير فياض للشيخ عمرو شيخ المفارجة " إن كنت تريد خاطري فاطرد عنك الأمير سلطان " ولما بلغ الأمير سلطان ذلك رحل من عند الشيخ عمرو ونزل على الشيخ رشيد شيخ عرب السردية.
ثم تحرك الأمير فياض الحياري " أبو ريشه بعربه من سلمية إلى حوران ولما وصل إلى منازل عرب السردية والشيخ رشيد، والأمير سلطان هجم عليهم، فاتجه عرب السردية بطرشهم إلى اللجاه ثم ذهب الأمير سلطان إلى فروخ بك سنجق عجلون، وكوجك كنعان سردار حوران ودخل عليهما فجاء كنعان إلى الأمير فياض يتوسط للأمير سلطان فعفا عنه وقبل الأمير سلطان يده ورجعوا معه إلى بلاد الحياري، ولما وصل الأمير فياض إلى القريتين أخذ جميع بوش سلطان الطوقان وطرده، فقام بالذهاب إلى عند الشيخ ناصر آل مهنا شيخ القشعم في بلاد العراق، ثم قام الأمير سلطان بالإغارة على عرب فياض الحياري وقطع الطريق عليهم حتى قيل أنه مرة أخذ قافلة بقرب قارا جاءت من حلب فيها بضائع بخميس ألف قرش، فلما أتعب سلطان مزاج الأمير فياض دعا الأمراء أخوة سلطان الطوقان إلى وليمة في قلعة سلمية وهما الأمير نجم والأمير أبو فاضل ولدي الأمير عبد الله الطوقان وأولاد عمهم الأمير أحمد بن الحوري والأمير حسن بن عرار وغيرهم ثم ألقى القبض عليهم وسجنهم في قلعة سلمية وقتلهم 46.
ثم قام الأمير سلطان بعد هذه الحادثة بمفارقة الأمير ناصر آل مهنا في العراق وجاء ونزل في اللجاه وكبس على عرب سعيدة وقتل شيخهم فتكاثروا عليه وجرحوا فرسه من تحته وحكموا عليه وعلى ابن عمه الأمير علي بن عرار بالقتل عوضاً عن شيخهم وجاؤوا برأسيهما إلى مدينة دمشق في شهر رجب سنة (1024هـ-1615م) 47.
وقام الأمير فياض الحياري " أبو ريشه " في عام (1028هـ-1618م) بطرد الأمير عباس ابن الأمير أحمد أبو ريشه والأمير أبو اللثام ابن عبد الله الطوقان – وفي الهامش الأمير فياض أبو اللثام – إلى عند الأمير فخر الدين، ولقد كانت سبب العداوة بين الأمير عباس مع الأمير فياض أنه عندما حضر الوزير خليل باشا إلى حلب وشتى في ديار بكر توجه إليه الأمير عباس ووالدته الحاجة أخت عبد الله الطوقان فأعطى الأمير عباس سنجق سلمية ثم قام الأمير فياض بالقدوم من بلاد الجزيرة وقطع الطريق بين حلب والشام وحاصر الأمير عباس في سلمية مدة حتى جاء تقرير باستلام الأمير فياض سنجق سلمية من جانب الوزير وخرج الأمير عباس من سلمية وظلوا مطرودين إلى ذلك الوقت 48.


يتبع ..
محمد بن دوهان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2011, 01:28 PM   #8
فئه صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,538
افتراضي

تابع ..

ومن مشاهير الحيارية " آل أبو ريشه " من آل ربيعة الطائيين :
1- أبو ريشه شرف الدين عيسى بن مهنا:
هو الأمير عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن عقبة بن فضل من آل ربيعة من طيء القحطانية تولى إمارة آل ربيعة بعد والده مهنا، وكان ملك العرب في وقته وكانت سلمية مقر إقامته ثم ملك تدمر وكانت له منزلة كبيرة، وكان كريم الأخلاق حسن الجوار مكفوف الشر، وإنه قد اعترض التتار من خلفهم فتمت هزيمة التتار به، وكانت البلاد في زمانة في غاية الأمن وفي معركته مع التتار كان يحمل ريشه من الذهب على رأسه فلقب بـ " أبو ريشه " وأمتد هذا اللقب إلى أحفاده توفي سنة (683هـ-1284م) ودفن في مقبرة الشيخ فرج شمال عاصمته سلمية 49.
2- الأمير العباس:
هو الأمير عباس بن الأمير أحمد بن سليمان بن عساف بن حسين بن نعير بن حيار من آل ربيعة الطائيين تولى إمرة العرب بعد مقتل الأمير ملحم الظاهر بن عساف سنة (1093هـ-1682م)، وكان الأمير عباس بطلاً، شجاعاً، كريما، جواداً، يقري الضيف، ويطعم الجائع 50.
أما أعقاب آل مرا بن ربيعة الطائيون فعرفوا بالقرن السادس عشر الميادي بالفحيلية واشتهر منهم الأمير ناصر الدين الفحيلي أمير آل مرا في منطقة حوران 51 والذي كان يدعم الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية من المفارجة على مشيخة حوران ضد الشيخ عمر بن جبر شيخ الصقر من المفارجة 52.
وفي سنة (1022هـ-1613م) كان الفحيلية نازلين في أطراف اللجاه فكبسهم الأمير علي بن الأمير فخر الدين المعني وأخذهم عن آخرهم ولم يسلم لهم عقال على اعتبار أنهم من أحلاف الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية 53، وقد ذكرهم (بركهارت ) (Bakhit) في سنة (1224هـ-1809م)، وقال " يعد الفحيلية نحو 200 خيال وفي كل عام يلبس والي دمشق شيخهم فروة ويوظفه على جباية عشائر حوران واللجاه لقاء تقديم (15-20) كيس والفحيلية يأخذون خاوة سنوية من كل قرى حوران، ولقد كانوا من الحلف الرباعي المدعو أهل الشمال والمكون من السردية والسرحان والعيسى والفحيلية، وذلك لمجابهة عشائر عنزة ورد طغيانها عن مراعي حوران وحدثني – الكلام لأحمد وصفي زكريا – من سمع من الطاعنين بالسن أن هؤلاء الفحيلية ومثلهم السردية أنه بلغ من جبروتهم في تلك العهود على قرى حوران أنهم كانوا إذا أقبلوا على قرى وقدمت لهم الذبائح لا يأكلون إلا وهم راكبون على ظهور خيلهم والموائد محمولة على الرؤوس فإن صح ذلك كان في منتهى الغرابة 54.
وعلى أثر انتصار عشائر عنزة على حلف أهل الشمال في حدود سنة (1164هـ-1750م) تفرق حلفاء السردية فذهب الفحيلية إلى غور بيسان ووادي الأردن ومنهم أيضاً بقية ضئيلة في جنوبي قضاء الزوية في سوريا بين سمخ وفيق 55، وتقول عشيرة الدنادشة المتوطنة في قضاء تلكلخ أنها من هؤلاء الفحيلية ولا تزال الصلة والمعرفة متصلة بين العشرتين 56.
بينا كيفية انحسار الإمارة الطائية في بلاد الشام وضعف إمارة آل مرا في حوران وتحالفها مع غيرها من القبائل الطائية مثل المفارجة وبنو لام للمحافظة على نفوذها في تلك المنطقة، نتحدث في الصفحات التالية عن نسب عشائر السردية وإنهم ينتسبون للمفارجة من بني لام من طيء القحطانية وإنهم وعشائر الصقر هما الفرعان الرئيسان للمفارجة ثم نتحدث عن تحالف السردية مع بني عقيل العدنانية.

نسب عشائر السردية :
ينسب صاحب كتاب قرى وأنساب حوران السردية إلى تنوخ 57، بينما ينسبها البعض الآخر إلى بني صخر العشيرة الأردنية المعروفة مع أن العداء كان مستفحل والغارات لا تنقطع بينهم 58، ويقول صاحب كتاب عشائر الشام أن السردية على قلتهم فرسان ومغاوير، وعندهم شمم بنسبهم وماضيهم فهم يزعمون أنهم من أعقاب بني مخزوم الذين جاءوا إلى ديار حوران في عهد الفتوح وبقي قسم منهم هنا تفرع منه بنو شهاب وهؤلاء نزحوا بعد القرن السادس من حوران إلى وادي التيم في لبنان، والسردية من أجل ذلك يحسبون أنفسهم أبناء عمومة الأمراء الشهابيين 59، وذكر فردريك في تاريخ شرق الأردن وقبائلها أن السردية والصقر من أعقاب صقر بن المقداد بن الأسود الكندي البهراني الحضرمي قدم جدهم من الحجاز مع الجيش الإسلامي الفاتح وقتل في واقعة اليرموك وخلف صقر الذي سكن هذه البلاد فكان من أعقابه قبيلتي الصقر والسردية 60، وجاء أيضاً في كتاب لطف السمر وقطف الثمر 61، وفي كتاب القول الحسن في أنساب بني حسن 62 أن عشائر السردية قد تضاربت أقوال النسابين في أصلها وردها معظمهم إلى بني صخر فاعتبروها فرعاً منهم ثم تناقل كثير من الباحثين عموماً هذا النسب ونسبتهم إلى المفارجة من طيء من كهلان هو الأصوب في ظننا والمفارجة هؤلاء هم عقب الأمير مفرج بن دغفل بن الجراح 63.
ولأنني أحد أبناء عشيرة السردية وعلى اعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها فإنني أود أن أبين نسب عشائر السردية ليكون مرجعاً للنسابة، فالسردية والصقر هما الفرعان الرئيسان اللذان تفرعا عن قبيلة المفارجة، والمفارجة هم آل جليدان المفارجة من مغيره من بني لام من طيء القحطانية 64.
وبنو لام هو لام بن عمرو بن ظريف بن عمرو بن مالك بن عمر بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجه بن جديله بن سعد بن قطره بن طيء 65، ومن بطون بنو لام البطن الأول : مغيرة، والبطن الثاني: كثير، والبطن الثالث: فضل، فآل مغيرة أشهر قبائل بنو لام وأكثرهم بطوناً ومنهم الملوك الشهيرة وآخر ملوكهم " عجل بن حنيتم " ثم ارتحلوا من نجد إلى العراق 66 والشام .
ولقد كان آل مغيرة في القرن التاسع والعاشر الهجري في عالية نجد يرأسهم " عجل بن حنيتم " وسكن وادي الشعراء وهناك في بلدة الشعراء قصر له آثار يعرف بقصر " ابن حنيتم " 67 ويعتبر بنو لام من أحلاف آل ربيعة من عرب الشام 68، ولقد كانت طيء تملك جبلي آجا وسلمى جبلي طيء " شمر الآن " وفي حوالي القرن السادس أو السابع الهجري برز فرع منها يدعى " بنو لام " وكثر هذا الفرع حتى ضرب به المثل " يشبع بنو لام " فهاجم المدينة ثم نزحت تحت ضربات القبائل القادمة من الحجاز فهاجرت إلى الشام والعراق69.
ومن مغيرة آل جليدان عربان بني لام المفارجة وهم طوائف: آل قني منهم آل حسن وآل فواز وآل حقر، منهم آل دغيمان وآل شيهان وآل طليحة، ومنه آل واصل وآل واجد وهؤلاء معرفون في القرن التاسع وأول العاشر الهجري 70.
وفي بداية القرن السادس عشر الميلادي ظهرت قبيلة المفارجة بأطراف الشام وكانت تأخذ الصرة من ولاة دمشق وذلك مقابل تأمين قافلة الحج بالأمن والحماية والجمال 71، ومن طوائف المفارجة والتي جاء ذكرها في تلك الفترة " آل قني " والذي ركب إليهم والي دمشق فلحق آخرهم فقتل منهم جماعة وأخذ منهم جمالاً 72، كما تعرف عشائر السردية وتنتخي أيضاً عند الملمات " بالقنوة " ، وجاء أيضاً ذكر طائفة آل دغيم " الدغمان، الدغيمان، الزعمان " ، وذلك لقيام والي دمشق بقتل كبارهم وهروب الباقين وأخذ حريمهم وإبلهم وأولادهم فوضعت الزينة في دمشق لأجل ذلك 73.
ولقد اشتهر من المفارجة في تلك الفترة أمير العرب سلامة بن فواز والملقب بـ "جغيمان " 74 ، والذي كان يقطع الطريق على قافلة الحج الشامي في حال عدم إعطاءه الصرة من قبل ولاة دمشق 75 .
واشتهر من المفارجة أيضاً نعيم بن سلامة بن فواز شيخ المفارجة 76، كذلك اشتهر سلامة بن نعيم ونصر الله زعيماً المفارجة 77، ثم حدث بعد ذلك نزاع بين زعماء المفارجة على مشيخة حوران وهما عمرو بن جبر ورشيد بن سلامة 78، وكان عمرو بن جبر شيخ عشيرة المفارجة حليف فخر الدين المعني وكان رشيد بن سلامة بن نعيم شيخ السردية من المفارجة ينافسه على المشيخة في حوران وكان رشيد موضع عطف الدولة العثمانية حيث أعطي المشيخة في حوران عام (1021هـ1612م) 79، وفي ترجمة رشيد للبوريني : " الشيخ رشيد بن سلامة بن نعيم كبير الطائفة السردية من المفارجة أعان الحجاج في سنة (1018هـ-1609م) فأراد والي دمشق إعطائه إمارة العرب في أرض حوران فتحارب مع عمرو بن جبر أمير المفارجة واختلفا على إمارة حوران واستمر رشيد راجياً إمارة حوران فأرسل ولدي أخيه أحمد وشويمي إلى الشام وهما كالبدرين الكاملين لهما جمال مفرط فسار شويمي إلى حماة ليجتمع مع الأمير شديد أمير الحيار، فأصابه وباء الطاعون فأدركته الوفاة في جانب غوطة دمشق في قرية قبر الست، وأما أحمد فذهب إلى الشام إلى عند كنعان بلوكباشي فأصابه أيضاً وباء الطاعون ومات بعد أخيه بيوم واحد ودفن أحمد في دمشق، ثم غلب رشيد عمرو وكسره في واقعة بالقرب من قرية جبا من نواحي حوران وكان الأمير حمدان بن قانصوه أمير بلاد عجلون مع عمرو والأمير ناصر الفحيلي من أمراء آل مري مع رشيد بن سلامة السردي ولحق الأمير ناصر بالأمير حمدان بعد هروبه فقال له: إلى أين يا فلاح إلى أين يا حضري قف حتى أدركك فهرب لا يلوي على شيء، وذهب مال عمرو ومال ابن قانصوه الذين هربوا إلى الأمير فخر الدين بن معن أمير لواء صفد 80.
والشيخ عمرو بن جبر السقري شيخ بدو المفارجة تحالف مع الأمير فخر الدين المعني الثاني وتنازع مع الشيخ رشيد شيخ بدو السردية على زعامة حوران وتوفي سنة (1030هـ1620م)، ودفن بجنين 81، وفي أواخر القرن السابق عشر اشتهر منهم أمير حوران الشيخ حمد بن رشيد الذي قتل في العراق عام (1090هـ-1679م) 82 وهو من أبناء رشيد بن سلامة – شيخ عشائر السردية - ، وفي بداية القرن الثامن عشر الميلادي اشتهر من عشائر السردية الزعيم البدوي كليب شيخ عشائر السردية وشيخ البلاد الحورانية وشيخ عرب بلاد الشام، وقد قتل على يد نصوح باشا والي دمشق في سنة (1708م-1709م) 83.
وجاء في كتاب درر الفوائد المنظمة للجزيري أنه في عام (897هـ-1491م) وعند وصول الحج المصري إلى العقبة خرج عليهم بنو لام ونهبوهم 84 ، وعام (908هـ-1502م) خرج عربان بنو لام وبنو عقبة وبنو عطية على الحج المصري وجماعات لا تحصى يطلبون الغنيمة وقيل أن معهم أربعة آلاف قوس ما عدا الخيالة والمشاة ووقفوا للحجاج وأرادوا أن ينهبوهم فتوجه إليهم جماعة من الحجاج ومنهم تاجر كان بينه وبين العربان معاملة ومعرفة فوقع الصلح بينهم 85.
يتضح لنا أن بني لام في تحركهم للشمال من الجزيرة العربية كانت منازلهم قريبة من طرق الحج المصري والشامي وهذا السبب هو الذي دفع إحدى طوائف بني لام والتي تسمى المفارجة بالاستمرار بالاتجاه شمالاً إلى شرق الأردن، وذلك لضعف سلطة المماليك والعثمانيين عليها واستمر اعتدائهم على قافلة الحجاج طمعاً بالصرة وبالغنائم التي ترافق هذه القافلة، ففي عام (926هـ-1519م) تعرض للحجاج في تلك السنة سلامة بن فواز والمعروف بجغيمان شيخ بني لام المفارجة – وهو شيخ عشائر السردية من المفارجة – ومعه من العربان نحو عشرة آلاف، وكان ذلك بالقرب من الأزلام، ومن تلك السنة عينت السلطنة لسلامة بن فواز في كل سنة آلف دينار راتباً له ولأولاده من بعده ليكف عن الركب المصري وليكون من حراسة ولقد ضمنه صهره الشيخ عمرو بن عمر بن داود أمير بني عقبة وجعله وكيلاً عنه في قبض ذلك واستمر الأمر إلى أن توفي ثم صارت لأولاده من بعده86.


يتبع ..
محمد بن دوهان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2011, 01:30 PM   #9
فئه صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,538
افتراضي

تابع ..


ولقد ذكر الجزيري طوائف عربان " بني لام المفارجة " وهم :
آل سليم وهم آل بيت العمر، وآل محمود، وآل سالم، وآل قني منهم آل فواز وآل حسن، وآل عياض، وآل صقر منهم آل دغمان، وآل شيهان وآل طليحة، وآل فيبين منهم آل سهيل، وآل زيان، وآل حماد، وآل مسعود، وآل واصل، وآل واجد، وبنو لام غير هؤلاء كثيرون وطوائفهم متعددة ودروبهم الشام 87.
ويبدو أن المفارجة بعد أن عينت السلطنة لشيخهم سلامة بن فواز في كل سنة ألف دينار راتباً له ولأولاده من بعده ليكف عن قافلة الحج المصري وليكون من حراسة، قد تركوا فعلاً التعرض لقافلة الحج المصري وبدأوا التعرض لقافلة الحج الشامي طمعاً في المزيد من الغنائم والتي تعتبر مورداً أساسياً لهم ودخلاً سنوياً ثابتاً يؤمن لهم القوة والسيطرة والنفوذ على تلك المنطقة، وكلما ازداد نفوذهم وقوتهم وحلفاؤهم اتجهوا شمالاً حتى وصلوا إلى حوران واستطاعوا فرض سيطرتهم عليها وعلى الجولان والبلقاء وعجلون كما سنبين لاحقاً.
ولقد تحالفت عشائر السردية مع بني عقيل العدنانية وذلك في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادية، وبنو عقيل بطن من عامر بن صعصعة من قيس بن عيلان العدنانية، وهم بنو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان كانت مساكنهم بالبحرين، ثم ساروا إلى العراق وملكوا الكوفة والبلاد الفراتية وتغلبوا على الجزيرة والموصل وملكوا تلك البلاد وبقيت المملكة بأيديهم حتى غلبهم عليها الملوك السلجوقيون 88 .
ولقد جاء إلى حوران من بني عقيل " بنو المقلد " الذين عرفوا بهذا الاسم وكانت لهم إمارة في الموصل وأخذها منهم السلاجقة وعاد معظمهم للبحرين – الإحساء والبحرين – وتحرك جزء منهم إلى حوران ولقد كانت لهم ناحية في حوران في القرن السادس عشر الميلادي تعرف بناحية بني المقلد 89.
وقاموا بالتحالف مع عشائر السردية واختلطوا معهم حيث قاموا في عام (1171هـ-1757م) بمهاجمة قافلة الحج بمشاركة السردية بفرعيها بني كليب وبني عقيل 90.
حيث نلاحظ أنه في تلك الفترة يقسم المؤرخون السردية إلى فرعين رئيسيين هما بنو كليب وبنو عقيل.
وعليه تعتبر قبيلة السردية هي عبارة عن تحالف عدناني قحطاني كما أوضحنا سابقاً بالنسبة لبنو عقيل العدنانية.
حيث دخلت بعض قبائل تميم ومطير ولام والمفارجة وبني عقبة تحت إمرة سلامة بن فواز بن راشد المعروف بجغيمان شيخ السردية 91.
كما انضم إليهم قسم من قبيلة الظفير بعد موقعه جرت بين الظفير وبين بنو صخر 92 كما يوجد بعض العشائر التي تعود بأصولها لقبيلة عنزة العدنانية.
ونشير ايضا الى ان عشيرة الشبيكة ( الدلماز و الدبيس و المسيب والدوجان ) حسب رواية المرحوم مرجي الدلماز انهم يرجعون نسبا الى شمر ومنبعهم حائل .
كل هذه المؤشرات تعزز أن السردية عبارة عن تحالف عدناني قحطاني.
بعد أن أوضحنا نسب عشائر السردية في الصفحات السابقة نتحدث عن العلاقات التي تربط بين السردية وبين غيرها من قبائل المنطقة مثل السرحان، بني صخر، عنزة، بني خالد، أهل الجبل، المقداد، الفضل والعيسى ... وغيرها.


يتبع ..
محمد بن دوهان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2011, 01:32 PM   #10
فئه صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,538
افتراضي

تابع ..


علاقة عشائر السردية بقبائل المنطقة :
أولاً : علاقة السردية بالسرحان :
السرحان قبيلة عريقة في القدم، قال عنها ابن دريد الأزدي إنها بطن من الأسبع من كلب بن وبره وكلب قبيل عظيم من قضاعة 93، والمشهور أن السرحان من جديلة من طيء القحطانية 94، وقد دخل السردية إلى حوران عام (236هـ-850م) 95، ضمن عشيرتهم الأم بنو لام، وعلى اعتبار أنهم أحلاف آل مرا بن ربيعة 96، وعلى إثر ضعف إمارة آل مرا في حوران استطاعت عشيرة السردية من المفارجة من بني لام بسط سيطرتها على حوران وقام الشيخ رشيد بن سلامة بن نعيم بن فواز شيخ عشائر السردية باستلام مشيخة حوران عام (1021هـ-1612م) 97، وعلى أثر تنافس الشيخ رشيد شيخ عشائر السردية مع الشيخ عمرو بن جبر شيخ عشائر الصقر من المفارجة على مشيخة حوران 98 وبمساندة والي دمشق لعرب الصقر تم الإعداد لوليمة قتل معظم وجوه عرب السردية على إثرها تم نزوح عشائر السردية من حوران إلى العراق 99، في خلال هذه الفترة وخلال القرن السابع عشر أغار السرحان على حوران وبسطوا سيادتهم عليها وقد كانوا على رأس حلف كبير يدعى بأهل الشمال مؤلف من السرحان والعيسى والفحيلي 100 .
ثم عادت عشائر السردية من العراق إلى حوران فوجدت عشائر الصقور محتلين ديارهم فطردوهم منها 101، ثم حكم السردية المنطقة الممتدة من دمشق إلى حوران فالبلقاء بقوة استبدادية ومحمد المهيدي ظهر ليكون من أول قادة السردية الأقوياء وقد كان يلقب " بالمحفوظ " 102.
وفي حوالي عام (1060هـ-1650م) نازع السردية بزعامة الشيخ محمد المهيدي السرحان فاقتتل الطرفان قتالاً عنيفاً سقط فيه عدد كبير من القتلى منهم " شافع " شيخ مشايخ السرحان ودفن غربي دمشق ولا يزال قبره هناك 103.
وهذا الكلام الذي أوردناه يخالف ما أورده السيد سلطان طريخم السرحان في كتابيه جامع أنساب قبائل العرب، دار الثقافة، قطر، ص (3)، وكتابه الثاني وادي السرحان، دار الثقافة (1987)، ط1، ص28، وجاء فيهما ما نصه : [ حوالي عام (1060هـ-1650م) نازع السردية السرحان فاقتتل الطرفان قتالاً عنيفاً سقط فيه عدد كبير من القتلى وبمساعدة الأتراك ... وعمل الأتراك على قتل أمير السرحان ابن غزي حينذاك بسبب دسائس المحفوظ السردي ضد أمير السرحان بحجة أن السرحان تنوي طرد الأتراك من حوران] انتهى الاقتباس من كتابي السيد سلطان السرحان، والذي لا أعرف من أي أتى بهذا الكلام غير الصحيح، وعلى المؤلف أن يتحرى الدقة والموضوعية خاصة في كتابة التاريخ وأن لا ينحاز إلى عشيرته وأن يظهر مصادره هذه، إن كان لديه مصادر تؤيد كلامه هذا، وأود هنا أن أرد عليه بالدليل:
أولاً : إن الأتراك لم يساعدوا قبائل السردية في طرد السرحان من حوران كما أوضحت سابقاً، وللاستزادة، انظر: هامش رقم (100).
ثانياً : أمير السرحان لم يقتله الأتراك وقد لقبه المؤلف بابن غزي بل قتل في المعركة بين السردية والسرحان وهو ليس ابن غزي بل شيخ مشايخهم " شافع " ودفن قرب دمشق، وللاستزادة، انظر: هامش رقم (100).
ثالثاً : أما القول أن السرحان تنوي طرد الأتراك من حوران، فلا يقبله منطق ولا عقل فبريطانيا العظمى وثورة العرب الكبرى بالكاد استطاعوا إخراج الأتراك من شرقي الأردن.
وبعد انتصار السردية على السرحان انفصل العيسى والفحيلي عن حلفائهم السرحان فتضائلت قوتهم وتزعزع سلطانهم واصبحوا مرغمين على الرحيل من حوران وأصبح السردية حكام بادية حوران، وعجلون أثرياء، وأقوياء جداً 104.
خرج السرحان من حوران حوالي عام (1650م-1700م) ونزلوا في الجوف بعد أن اغتصبوه من أصحابه وشرعوا في بناء مجدهم الغابر الذي قضى عليه المحفوظ السردي في حوران 105.
ويظهر أن السرحان قد اقتبسوا شيئاً من المدنية ابان إقامتهم في حوران وتعلموا فيها الزراعة والفلاحة لأنهم فور احتلالهم الجوف شرعوا في بناء الحصون والقلاع وإنشاء الحدائق 106 .
يقال أن الوادي المعروف الآن بوادي السرحان كان يدعى في الماضي وادي الأزرق وإنما اكتسب هذا الاسم بعد أن احتله السرحان ويروي رواتهم أنهم أقاموا فيه بعد خروجهم من حوران مدة سبع سنوات وقال آخرون أن المدة كانت تنوف عن العشرين سنة 107 .
في ذلك الوقت كانت قبائل عنزه بما فيها الرولة وضنا مسلم لا تزال في الحجاز ومنازلهم خيبر وكان يجاورها من الشمال قبيلة بني صخر فسبب هذا الجوار عداءً شديداً بين الفريقين ظهر أثره في الحوادث التي أعقبت خروج بني صخر وخروج عنزة من الحجاز108.
كانت هجرة عنزة من الحجاز إلى أطراف الهلال الخصيب طبيعية وهي إحدى الهجرات البدوية العديدة والتي لم يقف سيلها ولا بزمن من الأزمان، وكانت على موجات متتالية 109 ، وفي طريقها شمالاً مرت بالجوف عام 1651م وعام 1761 110، فاصطدمت مع قبيلة السرحان ودحرتها وظلت تتبعها إلى أن طوقتها من جميع الأطراف، وحدث أن كان بين السرحان رجل من بني صخر تمكن من الهرب إلى قبيلته التي كانت نازلة حينذاك في ديار غزة واعلمها بما حل بالسرحان من القهر والانكسار 111 استثمر بنو صخر هذه الفرصة للانتقام من أعدائهم الالدّاء عنزة، فجعوا جموعهم وسيروها تحت لواء زعيمهم محمد الخريشا لنجدة السرحان وبعد مسير ثلاثين يوماً وصلوا إلى الجوف ونزلوا على عنزة على حين غره ودحروها، لكنها لم تلبث أن أغارت عليهم وهزمتهم هزيمة منكرة وعطفت على السرحان وأخرجتهم من الجوف جميعا 112 عدا نفر قليل شق عليهم هجر مزارعهم وبيوتهم فتخلفوا في الجوف وكان لهم أعقاب لا يزالون يقطنون فيها إلى يومنا هذا 113 .
بعد هذا الانكسار خرج بنو صخر والسرحان إلى البلقاء ورجع السرحان إلى حوران فعادوا بادية 114، وبعد أن مكثت طلائع عنزة في الجوف زمنا يصعب تحديه استأنفت زحفها نحو الشمال فاصطدموا والمحفوظ السردي في معركة حامية الوطيس بجوار المزيريب الواقع شمالي إربد وأسفرت النتجية عن اندحار المحفوظ السردي وحلفائه أهل الشمال وتفرقوا في فلسطين وغور بيسان فالتجأ قسم منهم وهم بنو صخر والصقر والفحيلي إلى فلسطين وقد وقع انتصار عنزة هذا على السردية فيما يظن عام (1164هـ-1750م) 115، وقد استقر الصقر بجوار بيسان وهم أبناء عمومة السردية واستقر قسم من الفحيلي بجوار سمخ 116 ثم استعاد أهل الشمال مكانتهم الأولى وتحالفوا مرة أخرى ولكن بزعامة بني صخر هذه المرة وأخذوا يتحدون قبائل عنزة ويغيرون على قطعانها ومواشيها وقبل الحرب العامة ببضع سنوات أراد والي سوريا تحضير البدو ليضع حداً للحروب الأهلية والاضطرابات التي طالما جرت الويلات والمصائب على الأهالي والمزارعين والتي أضرت بزراعة البلاد وعمرانها ضرراً فادحاً، فدعا الوالي رؤساء السرحان وزعمائهم وأقنعهم بوجوب هجرة حياة البداوة وحبب إليهم حياة الاستقرار والزراعة ولما قنعوا من أقواله منحهم ثلاث قرى تقع بين درعا والمفرق وهي المشيرفة والسويلمة والصرة 117.
ومن العائلات الحورانية التي السرحان (العوران، الحاج علي في خربة غزالة والرواشد السراحين من القرية والسرحان في تل شهاب 118.
ويقول الرحالة جون لويس بوركهارد في كتابة ملاحظات حول البدو الوهابيين عن السرحان ما نصه : " السرحان أو السراحين يخيمون بوجه عام بالقرب من بني صخر حيث يعيشون في وئام ويتحدون معاً في مواجهة عنزة وكان السرحان قبل قرنين من الزمان أسياداً على حوران ولكن السردية طردوهم إلى الصحراء حتى الجوف حيث مكثوا هناك لمدة عشرين عاماً، إلا أنهم عادوا بعد ذلك والتحقوا ببني صخر ويرجع أصل هذه القبيلة – كما يقول بوركهارد – إلى بلاد الرافدين وينقسمون إلى : ابن رملة وابن رفعة وابن البالي والجبيلي، وقد مر الرحالة جون لويس في هذه المنطقة عام (1227هـ -1812م) 119.
ولقد لجأ والي سوريا في عام (1899م) إلى تشجيع التوطين للقبائل البدوية في المنطقة ولزيادة مساحة الأراضي الزراعية والحيلولة دون اعتداء البدو على القرى الزراعية مع قرب مجيء هذه القبائل إلى المنطقة وبأن يشجع عشائر الولد علي والروالة والسرحان وبني خالد ليستفيدوا من نعمة المدنية والعمران فيبقون داخل الولاية 120 .
وتشير جريده سوريا عام (1301هـ-1883م) لمعركة وقعت بين عربان الخريشا من بني صخر وبين عشائر السرحان بالقرب من قلعة الزرقاء وانجلى هذا القتال عن عدد من القتلى وفي عام (1910م) تكتل بنو صخر مع الشرارات والسرحان والسردية ضد الحويطات 121 كما جاء أن السلطات الانجليزية وبالتعاون مع السلطات الفرنسية قد أصلحت بين عشائر السردية وعشائر السرحان وذلك حوالي عام (1927) 122 ويوجد الآن عائلة مع السرحان تدعى الحرافشة وهؤلاء ينتسبون إلى الأمير حرفوش الخزاعي القطحاني الذي قدم أسلافه مع الإمام عمر بن الخطاب إلى بعلبك واشتهروا فيها 123 .
ويعتبر السرحان الآن من بدو الشمال ويقطنون في محافظة المفرق وتكثر بينهم وبين السردية صلات المصاهرة، وولت الأيام الغابرة إلى غير رجعة.


يتبع ..
محمد بن دوهان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعريف بعشيرة الدبيس مع قبيلة السردية الحوراني الأنساب العام واستفسارات الأنساب 9 03-03-2010 11:17 AM
هجرة بعض قبائل عنزة من نجد والحجاز إلى بلاد الشام والعراق وأسبابها موقع العبار البحث في الأنساب 12 06-04-2009 04:50 AM
كتاب القبائل العربية في بلاد الشام موقع العبار مصادر تاريخ قبيله عنزه بالعصر الحديث 3 03-11-2009 04:35 PM
كتاب عشائر الشام موقع العبار مصادر تاريخ قبيله عنزه بالعصر الحديث 3 03-19-2008 10:12 PM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 04:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009