الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه المركز البحثي لقبيلة عنزه المقالات العلميه والبحث العلمي
المقالات العلميه والبحث العلمي بقلم مؤرخ قبائل السلقا الشيخ جمال بن مشاري الرفدي
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-10-2011, 05:26 AM   #1
مؤرخ قبائل السلقا
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,131
افتراضي ثقافتنا المزيفة!!

إن النفس البشرية سر لايعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فهناك نفوسُ تعج بالكبت والإضطراب والقلق, وتفوح منها أبخرة الرغبة فى الإنتقام والتشفي الذي يُفقد العقل أحياناَ على الإتزان والمقاومة, إنها نفوس مسكونه بالهاجس والخوف والرهبة, لقد أنتزعت من قلوبهم خلايا الحب والشفقة والندم, وسكنت محلها الغلظة والقسوة والجفاف, فحال هؤلاء أشبه بالثور الذي يجر صخرة يصعد بها الى أعلى الجبل وفي منتصف الطريق تنزلق هذه الصخرة فيعاود الكره من جديد دون أن يجني هذا المسكين غيرالتعب والبؤس والشقاء, إن واقعنا اليوم الذي نعيشه لايُنبىء بضربة حظ قد تقتلع هذا العذاب والعناء من هذه النفوس البائسة, فكلما ارتقينا درجة من درجات الأمل والتفاؤل إنزلقنا مرةَ أخرى الى مجاهل الوهم وأحلام الخيال, إنها ظواهر غريبة حار علماء النفس في تفسيرها ؟ لقد تبدلت تلك المفاهيم الإنسانية والقيم الراقيه التى كانت سائدة فى مجتمعاتنا سابقاَ, الى كوارث إجتماعية مدمره وُعُقد نفسية مزمنه سكنت جوارحنا واستمرأتها أنفسنا حتى أصبحت جزأَ لايتجزأ من ثقافتنا وواقعنا المرير؟ فحلت ثقافة الشك والريبة محل السماحه وحُسن النوايا وغدا الوسواس القهري المصحوب بالهاجس والقلق والريبة ملازماَ لنا لايفارقنا حتى فى أحلامنا وصفوة خيالنا , إنها حقاَ مأساة أن تهوي تلك النفوس المفعمة بالمحبة والمودة والشفقة لتسقط فى حضيض المعاناة والإنعزال الروحي المؤلم , لقد جرفتنا تلك الثقافة من حيث لاندري الى حالك الظلام , فأصبحنا كأصحاب القرون الذي غيَب الشيطان عقولهم وظل ينهش مقاومتهم بلا رحمة حتى أفقدهم الحس والإدراك ؟ إنها حال واقعنا اليوم , لقد مارسنا هذه الثقافة السلبية الخاطئة بكل أشكال القسوة والعنف دون خجل أو ندم أو وازع من ضمير, لقد غلفنا هذه المفاهيم والممارسات السلوكية الشاذة بمعاني ومفاهيم توحي بالنباهه والذكاء وقوة الشخصية والنجاح ؟ وهي بالحقيقة معاني زائفة ومفاهيم معكوسة لاشعورية أفرزتها كوامن نفوسنا المكبوته لنبرربها خيبتنا الإجتماعية وسلوكنا الخاطىء ومنهجنا الفاشل, إن الفشل بالحياة كارثة ومأساة قد تؤدي الى تصرفات غير مفهومة أو طبيعية أحياناَ , ولكن من غير الطبيعي أن يتحول هذا الفشل أياَ كانت أسبابه ودوافعه الى ثورة جنون ويأس تدفعنا الى تدمير الذات! فهذا مالانفهمه أو نجد له تفسير؟ إنها نفوس مثقلة بالعقد والإزدواجية وتضخم الذات, ولكنها مظاهر خداعة كضول السراب؟ إنهم فى صراع مع النفس لايستطيعون النهوض أوالمقاومة للخروج من هذا القمقم الذي هم فيه؟ أنهم أجساد بلا أرواح , حولوا أنفسهم دون شعور أو إحساس الى جهاز مبرمج خالِ من الرحمة والشفقة ومشاعر النفس الفطرية, إنها العاطفة التي نُزعت من قلوبهم نزعاَ , وغُرست مكانها نزعة الرغبة بالإنتقام والتشفي التى تشعرهم بالنشوة واللذة والراحة , لقد أدمنوا الشماته المصحوبة بالسخرية والتهكم حتى الثمالة , فهي بلسم نفوسهم المضطربة يُشبعون بها غرورهم الزائف وذاتهم المتضخمة بالفراغ والفشل؟ إنها فئة لايخلوا مجتمع أو كيان بشري منهم , إنها فئة تستلذ وتستمتع بالخصومة الفاجرة التى تمدهم بإحساس الذات وتبعث فيهم الطمأنينة وتشعرهم بالإنتصار! إنهم حاله شاذة تشربت ثقافة الإقصاء؟ فلايوجد فى قاموسهم وأعرافهم ثقافة الإختلاف ولامبدأ القبول بالرأي الاَخر! لقد نخرت نفوسهم عظمة التفوق والاستعلاء الى درجة الهوس ؟ واستقرت فى عقولهم المغيبة كل أصناف الشذوذ الفكري الذى لايقبل التعامل إلا مع لغته فقط ؟ إنه شعور الضعفاء لايتولد إلا لدى المترددين والمهزومين نفسياَ ! فتراهم لايطيقون الإعتراف بالفضل لأحد, ولايحبذون إبداء الاستحسان أوقبوله من الغير بشكل مباشر وصريح , ولكنهم فى القياس ذاته نراهم يحجمون خجلاَ ويتوارون حياءَ عند مواضع الشكر والعرفان والرضى والتسليم ؟ إنها حقاَ ممارسات غريبة وتناقضات نفسية عجيبة تلك التى تُمارس من هذه الفئات المتخلفة دون وعيِ أو شعور؟ إنها إعصارات النفس المشبعة بتلك النظرة الضيقة التى أعمت البعض وشلَت وعيه فأستسلم لها وانقاد ورائها كالأبله الساذج , إنها نتاج ثقافه وخلفيه إجتماعية مشحونة بالكبت مليئة بالسلبيات المحزنة لايرون حولهم إلا الغربان السود التى تنعق فى اَذانهم ليل نهار؟ كيف لا وهم لايرون إلا كل ماهو سلبي وأسود ومظلم؟ كيف لا وقد تشربت نفوسهم ثقافة الجحود والنكران وكره الاَخر وسحق كل ماهو جميل وزاهِ ومشرق؟ إنها ثقافتهم الكارثية التى تميزوا بها بكل جدارة , والتى أصبحت ماركة مسجلة لايحتكرها أحد غيرهم ؟ لقد تخلي البعض منا بمحض إرادته عن كل مايمُت للنفس البشرية من معاني إنسانية فطرية وقيم أخلاقية راقية , فتبلدت الأحاسيس فينا وجمدت المشاعر فى دمائنا حتى أصبحت هذه المعاني الإنسانية الجميلة, مقيته على النفس الغير سوية تنفر منها قلوب متبلدي المشاعر الغارقين فى الأوهام واللاوعي والضياع , حتى أصبحوا عاجزين لايملكون المقدرة الفذة على التغيير ومقاومة هذه التناقضات التى تملكتهم وأستحوذت سلوكهم ومشاعرهم لايستطيعون الخلاص منها , لقد كبلوا أنفسهم بهذه الثقافة السلبية التى اكتسبوها بارادتهم , إنها من صنع بيئتهم وقسوة مجتمعهم , إنها ثقافة نشأت فى بيئة قاسية تخلوا من العاطفة والرأفة نبتت وترعرت فى محيط جاف من المشاعر مسكون بالجوع العاطفي يعاني ضمأ بسبب المعاناة وفقدان الاشعور, إنهم يفتقدون للسكينة والإنتماء الحقيقي الى الذات , فواقعهم الذي يعيشونه هو مجرد أوهام وأحلام من نسج خيالهم المريض الذى حدده لهم , إنه واقع لايمُت إطلاقاَ للفطرة البشرية التى أودعها الله فى نفوسنا دون سائر مخلوقاته , فهي ثقافة سلبية ليست من بيئتنا ولامن أخلاق مجتمعاتنا, لقد أحاطتها تلك الأنفس المهزوة بهالة من القداسة الزائفة بذرائع واهية لاتستقيم وعادات المجتمع وقيمه الذي فُطر عليه! كحجة التواصل التاريخي بين الحاضر وقيم الماضي والإرتباط الثقافي بينهما ؟ وهذا لعمري من الكذب والإفتراء والبهتان ؟ بل إن مانعانيه اليوم من هذه السلوكيات النفسية المعقدة هو تماماَ خلاف ماكان عليه الأباء والأجداد من القيم الإنسانية الراقية , فهناك هوَة عميقة تفصل بيننا وبين ذلك الجيل الواقعي الصادق؟ إن ذاك الجيل كانوا واقعيين بكل معنى الواقعية ونحن خياليين غارقين فى الوهم والسلبية؟ هم كانوا صادقين فى مشاعرهم وأحاسيسهم ونحن حالمين مذبذبي المشاعر نتخفى بقناع الزيف نُخفي بداخلنا قلوباَ لاتعرف الرحمة ولا الشفقة, هم كانوا يمارسون عاطفتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم بكل حرية وشفافية دون أقنعة زائفة , بينما نحن لانجرأ حتى بالإفصاح عن عواطفنا المشروعة والتعبير عن مشاعرنا الإيجابية بصدق وتجرد اللهم إلا فى الخيال والأحلام أوأحاديث النفس بشرط السرية أيضاً ؟! فلاغرابة إذن فهم أكثر منا عطاء وإيثار وأصدق منا فى البذل والتضحية, وأرَقْ منا فى العاطفة والمشاعر والأحاسيس , فجاء لنا شعرهم الرائع المعبر مطابقاَ لواقعهم وثقافتهم الإيجابية الصادقة , وروت لنا أخبارهم وحكاياتهم حقيقة عاطفتهم ومشاعرهم الفطرية دون رتوش أو تصنع , بينما نحن اليوم على النقيض تماماَ من ذلك الجيل , إننا جيل فى قمة البخل العاطفي وجفاف المشاعر وتبلد الأحاسيس , إننا جيل تملكتنا الغلظة وأسرتنا القسوة , حتى أصبحنا لانجيد إلا لغة التجهم والعبوس والكاَبة, والتظاهر بمظهر القوة والحزم والصلابة , بينما حقيقة الأمر أن نفوسنا هي أوهن من خيط العنكبوت, إن النفوس مهزوزة حائرة والعواطف مضطربة قلقة والمشاعرمكبوته تائهه, حتى أصبحنا كالمبصر فى الظلام ؟ لايرى إلا الجوانب المظلمة من حوله, فهو يخشى النور ولايشعر بالهدوء والطمأنينة النفسية إلا فى العتمة والظلمة, إنه عالم مخيف الذي نعيشه اليوم , لقد إنقلبت فيه الموازين والقيم والأخلاق, ففقداننا لهذه المعاني الجميلة والجوانب المشرقة جعلنا نعشق هذا الواقع القاتم ونتلذذ به, فهو يشعرنا بالسعادة والنشوة إرضاءً لغرورنا وإشباعاَ لرغباتنا المكبوته التى نخشى البوح بها , لقد كرهنا وسئمنا كل ماهو جميل ومشرق فى داخلنا , لقد أدمنا القبح وعشقنا كل ماهو بشع وسلبي فى حياتنا وواقعنا , إننا نعيش سكرة الخوف ونخشي الصحوة ورجوع العقل, لقد كبلنا أنفسنا بحبال من فولاذ وأغرقناها فى مدراك الجهل وأغوار اللاشعور, فنحن شعوب ضماَنه وعطشى لانستطيع بعقولنا المغيبة أن نميز المعالم من حولنا , فمشاعرنا وعواطفنا قد اَذاها لهيب الحسرة والغضب , إننا مجتمع لايستطيع أن يبوح أويُبدي بكل ماهو جميل وراقي وإنساني فى داخله, ولكننا لانجد حرجاَ أن نجهر بالعداوة والبغضاء بلا حياء , وننشر ثقافة الكراهية والحقد دون تردد ! ذلك أن قلوبنا قاسية لامكان فيها للشفقة والرحمة والحنية, كأنها قُدت من حجر؟ فقد إمتلأت حقداَ وطغياناَ وضغينة, حتى تلاشت من نفوسنا صفة التسامح والمغفرة , واختفت منها سمة العفو وميزة الصفح والنسيان, إننا نتاج هذه الثقافة السلبية المزيفة, فنحن حقاَ نعاني إنفصاماَ فى شخصيتنا ونعيش تناقضاَ واسعاَ بين الحالين؟ بين حال واقعنا الذي نرفضه , وبين عالم الخيال والأوهام الذى نريده , إننا لانستطيع العيش دون التخلي عن هذا القناع المزيف , فأصبحنا نعشق النوم هرباَ من واقعنا المرير المزري, ففيه تستكين خلجات نفوسنا ونشعر بإنسانيتنا المهدورة ونأنس بعاطفتنا المسلوبة, ونمارس مشاعرنا الحبيسة التى لانستطيع الإحساس بها فى واقعنا ؟ إننا لانريد أن نستفيق من هذا العالم الخيالي الجميل, لأن الواقع سيصيبنا بالذهول المصحوب برجفات الرعب والهلع , إنه عالم مهووس بالشماته والسخرية لدرجة العشق, إنه مجتمع يعاني من تضخم فى البلادة والتخلف والجهل المركب , إننا ضحايا هذه الثقافة السلبية المصطنعة, إتخذناها منفثاَ لإفراغ مخزون قيودنا ونفوسنا المعقدة التى لاتعرف إلا الضغائن والقسوة والجفاء, حتى تحللنا من أهم مكونات النفس التى خُلقت معنا بالفطرة , ولكن أوهام الخيال دائماَ لاتطول, لأن الواقع الفطري للنفس البشرية حتماَ سينتصرعلى لذة الأوهام الخيالية ونشوة الأحلام المؤقته, إنه صراع التحدي والتغلب على الذات فنحن بحاجة الى صدمة فجائية تعيد الينا توازننا الفكري المضطرب, لأننا ببساطة مجتمعات عاجزه تماماَ عن التفكير السوي لانملك القدرة على محاسبة النفس والتحكم بها فأسرتنا ونحن أحرار؟ ولكن فرق كبير بين الأسير والحر, فالأسير مجبر مضطر والحر مُخير مدرك , وواقع الحال يقول أننا مخيرين غير مدركين! ولكننا نعيش ثورة جنون ويأس تدفعنا الى تدمير الذات حيث الموت البطىء أوالإنتحار؟ إننا نتخلي بإرادتنا واختيارنا عن كل ماهو جميل ومشرق فى نفوسنا ؟ إننا ببساطة تخلينا عن الإنسان الذى بداخلنا ؟ والسبب ثقافتنا المزيفة!!!

التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 10-12-2011 الساعة 04:00 AM
ابو مشاري الرفدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 



 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 07:09 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009