الإستاذ أبومشعل حياك الله وأشكرك على هذا التوضيح والبيان فقولك وفقك الله( فولد عمروا بن مالك الأفره وهو في عنزة ) بموجب دخول رجل تغلبي مع عنزة حاولوا خلط نسب تغلب مع عنزة؟! لهو دليل وشاهد على صحة نسب قبيلة عنزة الصريح الصحيح أنها عنزة بن أسد بن ربيعة دون شك؟! فهل يعقل أن ينسب ابن الكلبي رجل واحد من تغلب دخل مع عنزة في حين يتجاهل قبيلة بأكملها دخلت في بكر أو تغلب أو العكس هذا لايعقل؟! فعلى حد زعمهم أن هذا التداخل قد تم في الجاهلية أو في القرن الأول للاسلام في حين أن هذا المذكور هو رجل جاهلي ومثله الكثيرين ممن ذكرهم ابن الكلبي وغيره فهناك من يقول أن عنزة هي التى دخلت مع بكر بن وائل أيام اللهازم وانصهرت معها في الجاهلية! ثم نفاجأ بأن عنزة تخرج من بكر وتبتلع كل قبائل ربيعة في القرن الخامس الهجري بما فيها بكر وتغلب دون سابق إنذار وفي غفلة من المؤرخين وكتاب السير اَنذاك؟!علماَ أن هذا القرن من أكثر القرون الذي كان يموج بكثرة المؤرخين وعلماء الأنساب وكتاب السير والجغرافيين المسلمين؟! فأين هؤلاء من هذا الحدث الغير طبيعي! لكن واضح أن هناك مجموعة تعاني مشكلة تاريخية أو إجتماعية هي التى بلورت مفهوم ونظرية "وائل بن قاسط" وهي نظرية أسست على افتراضات قائمة على الغيبية والتأويلات الظنية الصرفة البعيدة كل البعد عن المنطق والتاريخ وما حفظه الموروث! وبما أنها نظرية أقرب ماتكون الى حديث النفس الخيالي فقد البست لباس الجدل الخلافي القديم كمدخل وتبرير لحبك القصة في ذهن القارىء! لكن الحقيقة هو خلاف هذه الأمر تماماَ؟ فلا يوجد في الموروث ولا عند الرواة أي خلاف أو جدال قديم فيما يتعلق بهذا النسب إطلاقاَ! فهي قضية مفتعلة بالأساس لاأصل لها بدليل أن جوهرها مبني على الشكوك المحضة والتلفيق والخلط المتعمد الخالي من أي مضامين علمية حقيقية يمكن تصديقها أو الأخذ بها؟! لكن يمكن القول أن توقيتها وطرحها في الساحة لاشك كان مناسبا ومدروساَ ينم عن ذكاء وحنكة هؤلاء المفتعلة؟! فمنذ أن بدأ يتشكل الوعي الحديث خلال السنوات الأخيرة وماتلى هذا من إنحسار دورالرواد الأوائل وغياب العارفين من أهل العلم والدراية بدأت تظهر على السطح هذه الإشكاليات والنزاعات الحادة التى لم تكن موجودة في السابق ما جعل هؤلاء المتضررين أن يشحذوا أذهانهم بالتصورات والبحث خارج الصندوق عن مخرج لهذا المأزق وإيجاد حل لهذه المعضلة الإجتماعية المقلقة التى لم تكن مطروحة من قبل!فكانت هذه الفرية المختلقة بمثابة صاعق التفجير الذي لاقى هوى وقبول لدى البعض ممن توافقت أفكارهم وتطابقت أهواؤهم حول هذا الحل السحري الذي يدغدغ العواطف ويحطم بعض القيود عند البعض؟!والغريب في الأمر أن من قام بترويج هذه المسألة وطرح هذا المفهوم أول الأمر ليس لهم علاقة لامن قريب ولابعيد بالمتبنيين اليوم لهذه القضية والمدافعين عنها من بعض أبناء القبيلة ؟! لكن يبدوا أن الطٌعم كان شهياَ لدرجة عدم قدرة هؤلاء المبهورين على مقاومته! فهي فكرة من حيث مضمونها الجوهري تحمل مزايا وصفات لايمكن رفضها!مما يعني أن أصحاب هذا المفهوم المبتدع ضربوا عصفورين بحجر؟! فقد كان هدف هذه الفرية أساساَ هو إيجاد نوع من جدار حماية لهم من أجل التناغم مع البيئة الإجتماعية المستجدة والحد من الضغوط التى تحاصرهم! فأصبح دور من تبنوا هذه الأفكار اليوم أشبه بمندوبين مبيعات لاؤلئك ينحصر دورهم فقط بتوصيل تلك الإفترائات والأكاذيب ونشرها لدى العامة وترسيخها في الأذهان بأوسع نطاق ممكن عبر هذه الرواية الخيالية التى هي أشبه بعجن المعجون؟! لكن العقلاء لايمكن أن يبنوا مواقفهم وردود أفعالهم على افتراضات وأكاذيب دون أن يحكموا عقولهم قبل عاطفتهم وأهواهم!والغريب أن من قام على ترويج مثل هذه النظرية المكذوبة ونشرها بين أفراد القبيلة عن طريق الإيحاءات الخفية هم في أعماق أنفسهم لايؤمنون بها أصلاَ! ويعلمون علم اليقين أن عنزة ليست لا من بكر ولا من تغلب إنما هي إمتداد وفرع متأصل من عنزة بن أسد بن ربيعة وهذا الأغرب في المسألة!!