الإستاذ الفاضل أبومشعل حياك الله وبياك: والشكر موصول لجنابك الكريم على هذه الجهود المشهودة والمساعي الحثيثة المتواصلة التى تقوم بها مشكوراَ من أجل إيضاح الحقائق وبيان الوقائع لكل من أراد الحق وتحرى الصدق ولم ينشد إلا الحقيقة أياَ كانت,أما جهودك في هذا فهي مشهوده لايجحدها إلا جاحد منكر فهؤلاء لسنا بحالهم.... أما من أراد البحث العلمي الجاد المتجرد من الأهواء وغلبة العواطف فعليه أن لايكون بحثه قائم على الفرضيات والتأويلات الغير منطقية أو الحدس والتخمين فهذا ليس من البحث بشىء, بل هو أقرب للحكواتيه الخياليين الذين لايفقهون مايقولون(؟) فالتاريخ باب مفتوح وبحره واسع لايحيط به إنسان مهما بلغ علمه, فمن أراد البحث بجد ونزاهه فعليه أن يلتزم بمسار هذا التاريخ كما هو وأن لايحيد عن المستفيض المألوف أوالمتعارف عليه فيما يخص الأنساب أو أصول خلق الله, أما من يأتي بحجة أحقيته في البحث والدراسة حتى وإن كان غرضه نبيلاَ,ثم يقوم بقلب الشرق على الجنوب والشمال على الغرب متخذاَ من تشابه الأسماء وتطابق الأماكن والأعلام دليلاَ على صحة رأيه وسبيلاَ كي يعزز بها أفكاره وأراءه فهذا لاشك من العبث بالتاريخ وتلاعب بالحقائق والموروث والثوابت المتعارف عليها, فهي لاتعدوا كونها تنبواَت غيبية لايسندها واقع ولا يستسيغها عقل مدرك عاقل يمكن أن يفرق بين الأبيض والأسود؟! فالبحوث التاريخية أوالتحاليل العلمية الواقعية هي التى تلامس العقل والمنطق أولاَ وتؤيدها المصادر والسير والأخبار بشكل منطقي شريطة أن لاتؤدي هذه البحوث والتحاليل الى تضارب أو تعارض مع النصوص والأصول المحققة فتحقيق الأنساب بواسطة التأويلات والفرضيات والظنون لاشك هي بضاعة من لايملك الدليل على مايقول ولا شيئاَ من التاريخ إنما هي شكوك وظنون ليس لها مايؤيدها فالتشكيك بالحق كالتكذيب به والله المستعان......