عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2018, 05:33 PM   #32
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,248
افتراضي

تابع
( قصّه وقصيده )
أختلف الرواة في قصّة الرجل الذي طلّق زوجته أبنة عمّه احداث القصة يقال أن شرعان بن فهيد بن فاران الرمالي الشمري تزوّج أبنة عمّه وكان يحبها وتحبّه كأي زوجين متحابين وفي ذات يوم كانت قد ذهبت تروي قربتها من من غدير مليء بالماء وكان يرافقه خمسة من بنات قبيلتها فجاء رجل من سفهاء القوم وأخرج سيفه وقال على كل واحدة منكم أن تسمح لي أن أقبلها ومن ترفض سوف أشق قربتها ونظراً لأن القربة ذات أهميّة وحيث خافن من الرجل فليس لهن من بد ألا الرضوخ لأمره فمر عليهن واحدة واحدة وقبلا كل واحدة منهم ولكن زوجة شرعان رفضت فطعن قربتها وشقّها وعادت دون ماء فخافن رفيقاتها من أن تخبر بما حدث وأتفقن على عمل مكيدة بأن يصدرن أشاعة خبر بين القبيلة انها أختلت برجال غريب ومكنته من نفسها ونتيجة لذلك شق ( قربتها ) وانتشرت الأشاعه الكاذبه ووصل الخبر إلى زوجها شرعان وشاهد القربة مشقوقه فطلقها طلقه وبعد أن سمع الرجل الذي قبّل رفيقاتها حضر عند شرعان وأخبره بالقصّة كامله وعندما علم شرعان بالحقيقة ذهب الى عمه لاسترجاع زوجته لكن عمه رفض في البداية فكتب القصيدة التي كانت سببا في عودة زوجته وفي روايه أخرى أن شرعان الشمري كان على خلاف مع أبناء عمه الذي هم أخوان زوجته وطال الخلاف وتوعدهم وكانوا أبناء عمه لايريدون الخصومات تكبر بينهم وحاولوا أن يهدئون الأمور ويحسنون علاقتهم مع شرعان ولكنه قابلهم برفض الصلح ورحل ونزل مع قبيله غير قبيلته فتسلل أحد أبناء عمه أخوان زوجته في الليل إلى بيت شرعان بن رمال يريد مقابلة أخته دون أن يعلم زوجها إبن عمهم وكان زوجها مع الرجال مجتمعين في أحد البيوت المجاوره .. وكان يريد أن يحث أخته على أقناع شرعان بأن يصالح أبناء عمّه وبعد ذلك خرج من بيت شرعان بن رمال .. وشاهده أحد الرجال وهو يخرج من البيت متنكر وذهب على الفور لشرعان وأخبره أنه شاهد رجل خرج من بيته ؟ فشكك وطلّق زوجته بعد أن أشبعها ضرباً حيث أخبرته أن الرجل الذي دخل البيت أخوها ولكنه لم يقتنع وبعد أن وصلت زوجته إلى أهلها أرسلوا له وأخبروه أن الذي دخل البيت هو أخوها بالوقت المحدد وبعد أن عرف الحق وتأكد أن زوجته شريفه بنت شرفاء فأرسل القصيده إلى عمه ورجّع زوجته له بعد أن سمع القصيدة
وفي روايه أخرى يقال أن الشاعر شرعان كانت بينه وبين بعض قومه الرمال خصومه وكان مصمماً على المضي في هذه الخصومه ولكن ابنا عمومته لم يكونوا من رأيه في ذلك وكانوا يفضلون إنهاء هذا الخلاف منعا للتفرقه بين أبناء القبيله الواحده وعندما لم يستطيعوا ثنيه عن ما يريده داخلهم الخوف من أن يقوم بعمل يؤدي إلى ما لاتحمد عقباه وأجتمعوا للتشاور فيما بينهم بعد أن اعيتهم الحيله معه وكان الرأي أنه ليس هناك من سبيل لذلك سوى عن طريق تكليف زوجته بذلك خاصة وأنهم يعلمون مقدار ماكان يكنه لها من حب شديد وأخبروها بذلك ووافقت على القيام بهذه المهمه وبدأت الحديث معه عن موضوع الصلح مما أغضبه ان تتدخل زوجته في أمور لا تعنيها خاصة بالرجال فقام بالرد عليها رداً عنيفا مما أغضبها وقالت ايضاً هي في ساعة غضب (انت مهبول) فقام بضربها وإعادتها إلى بيت ابيها من ليلتها وفي الصباح عندما هدأت نفسه ذهب إلى عمه بقصد ارضاء زوجته وإرجاعها ولكن عمه رفض ذلك بشده وحاول معه عدة مرات ولكن العم حلف واقسم أن لا تعود له عندها شامت نفسه عن جبه ورحل إلى العراق والتحق بالسعدون شيوخ المنتفق بالعراق وعاش بينهم ويقال كان ذلك آخر علم الشاعر بزوجته فلم يرها بعد ذلك :

يـاراكـب ثـنـتـيـن يـشـدن الاقــواس *** مـن دار ريـضـان الحجـر حـركـني
مافوقـهـن كــود الـدويـرع وجّـلاس *** وسـفـايـفٍ بـيــن اربـعــه يلعـبـنـي
توجهـن مـن عنـدنـا حـيـن الادماس *** ومـضى سـواد الـليـل مـا بـركـنـي
حطن علم عذفا وراء حمر الأطعاس *** والظهـر مـع ورد الحفـر يشربـني
حطـوا لهـم مـع هشلـة البـدو بـلاس *** والحضـر والـلي بالخـلا يسرحـني
واليـا لفيتـوا عـنـد مدقـوق الالعـاس *** الـجـادل الـلـي بـالـمـحـبـه مـحـني
قولـوا على حبل الرجا نطوي الياس *** والبيـض غـيـره كـلهـن يحـرمـني
مريـت دارن ما تـقـل جتـه الاونـاس *** ونـيـت ودمـوع الـعـيـون اذرفـنـي
جيت المراح اللي به العشب محتاس *** العشب فـي مضـرب وساده معـني
مـحـذا سمـاد الـنـار ومشاقـة الراس *** وثـــلاث لا يـبـكــن ولا يـنـبــكـنـي
لي بنت عم مـا وطـت درب الادنـاس *** ولا دنـسـت يـوم النسـاء يدنسنـي
ضربتها ونا احسب الضرب نوماس *** وطلقـتهـا يـوم افخـت العـقـل منـي
ياناس كيف العين تبكي عـلـى نـاس *** وكيـف العيـون بـلا رمـد يسهرنـي
لـو ينشكي حبـه عـلى طيـر قـرنـاس *** جـاه الضحـى فـي ماكـره مستكني
ولو ينشكي حبـه على قـب الافـراس *** عـيـن نـهــار الـكـون لايـفـزعـنـي
ولو ينشكي حبه على الذيب ما ناس *** يسـرح مـع الطـلـيـان مـا يجـفلنـي
وحتى النجوم اللي مع الليل غـلاس *** لـو يـنـشـكـي حـبـه لـهـن وقـفـنـي
ولـو البيـوت مشـدديـنـه بـالامـراس *** عـيـن مـع الـخــفـرات لايـنـبـنـنـي
ولوإن غوطه وام سنمان واضراس *** يــدرن بـمـا قـلـبـي لـحـبـه يــكـنـي
تلقى سهل جبـه هضابـن ومنحـاس *** وحتـى الجبـل بالقـاع صـار امتثني
أرقبت أنـا المرقاب بي هم واعماس *** وقـمـت أتـذكّـر والهواجس يـجـني
وهلّت دموع العين من بعـد الأفلاس *** ورافقت كـور العيس ليـن ابـعـدني
وابعدت نفسي عن شقا كل وسواس *** الـبـعـد أحـلـى مـن حـيـاة الـتـمـنـي
ياعم يالـلي طعت بي شور الانجاس *** طاوعت حكي الناس واخلفت ظني
طـاوعـت بـي يـاعـم دايـس ودواس *** وعـوارضٍ صــدقـتـهـا وابـعــدنـي
يـاعـم لـي طلبـة من الراس للراس *** يـاعـم اشوف رسومهم ما انمحـني
من شيدوا زينـة على غيد واغراس *** كـل مـا نـسيـت رسـومهـم ذكـّرنـي
والـلـه يـلـولا بـكـرتي يا أبـو ونـاس *** حـبـه سكن باقصى الضماير مكني
والـلـه لـو هـي مـا تـبيني فـلا بـاس *** حـبـه بـدا مـن صغـر سنـه وسـنـي
من لاخذا من درس الاسلاف نبراس *** تمـضـي حياتـه بـالـرجـا والتمنـي
واقفيـت أديـر بضامري كل هوجاس *** عـلـى ولـيـف بالحشـا غـاب عـنـي
تكبي خواطرهـم اليـا جيـت عسـاس *** مـا تـقـل انـا منهـم ولا صـار منـي
وانـا زبـون الـحـرد للخـيـل مدبـاس *** ياكـلشـن شهـب الـشـوارب نخـنـي
نفسي تشوم عن التدلبح مع الساس *** ولاعـاش مـنـه عـن خصيـم يكنـي
لو كنت انا مقلاع ماشلت الاضراس *** والمـوس مـا يـقـطـع بـلـيـا مسنـي
لاصار ما ربعـك على الـراي جلاس *** وجـنـحـان طـيـران السعـد يلفحنـي
تـصـيـر دايـم للصـقـاقـيـر مــدواس *** مـثـل الـذي يسمـع اصوات المغـني
الـحـمـد لـلـي خـالــق كـل الانـفـاس *** اعـطـأ وسـاع القـاع مـا فـيـه مـني
دار بـــدار ولا مـنـاحــاة الانـجــاس *** لا صــار مـايـمـنـاك عـيـنـك تـقـني
في بـلـدة الغـراف من جملة النـاس *** ولاني بمـن يرجـي الخلايـق تحنـي
دار بـهـا الاجواد والطيب به ساس *** دايـــم تــذكــرنـــي لـيــال مــضـنـي

قصة بشر وحسن

* هذه القصة كثيراً ما ترد في المجالس دون التعريف بصاحبها وفي أحد المجالس صادفت رجل من المعاصرين يدعي أن القصة حدثت مع جده ولكني لم أصدق قوله أما القصة فهي لرجل يدعى بشر كانت له أبنة عم تسمى حسن من أفاضل النساء فتزوجها ومضى على زواجهما عدد من السنين ولم يقسم الله لهما أبناء وكانت أم بشر ترغب أن يتزوّج بزوجه ثانية لعل الله أن يرزقه بأبناء فحثته على الزواج ولكنه رفض لكي لا يغضب ابنة عمه حسن فلجأت والدته إلى الحيلة وفي ذات يوم قالت لأبنها بشر أن زوجتك عندما تغيب يدخل في بيتها رجل غريب فلم يصدق وبعد أن تكرر من أمه أيراد هذا الخبر أراد أن يتأكد فشد راحلته وأبلغ زوجته أنه ينوي السفر فنزل في أحد الشعاب القريبة من منزله وعندما اظلم الليل تسلل وأكمن بالقرب من منزله وهو يراقب ما يدور حول المنزل وكانت والدته تسكن في بيت مجاور لبيت زوجته فما كان من الأم إلا أن لبست ملابس ابنها ودخلت بيت زوجته من الخلف حتى تأكدت أنه شاهد الشخص الداخل بملابس رجل فذهبت لبيتها وخلعت ملابس أبنها وجلست تراقب ماذا يحدث فهجم بشر على زوجته وأشبعها ضرباً حتى كاد أن يقتلها وهي لا تعلم عن المكيدة التي دبرتها لها أم زوجها حتى وصل الأمر إلى هذه الحالة ثم قال لها أنتي طالق وأذهبي إلى أرض لا أشوف سمائها فأعطاها جمل من الأبل ولم يزودها بماء ولا زهاب وهو بذلك يريد أن تهلك ظمأ ويتخلّص منها فركبت حسن الجمل وهي بحالة لا تحسد عليها وذهبت هائمة على وجهها وهي لا تدري إلى أين تسوقها الأقدار وبعد مسيرة طويلة حلت في بيت رجل يقال له أبن حمرون وبقيت عنده مدة من الزمن فسالها عن قصتها فقالت له أن زوجها وأخوتها قتلوا في أحد المعارك ولم يبقى من أهلها أحد فبقيت في بيت ابن حمرون ثم عرض عليها الزواج فوافقت وتزوجها
هذا ما كان من حسن أما بشر فقد بقي بدون زوجة متأثراً بما حصل له ثم أن والدته أصيبت بمرض ولزمت الفراش وبدأ يعالجها ولكن دون جدوى وبعد أن ارهقها المرض عرفت أن ما حل بها هو عقوبة من الله لها على ظلمها لحسن فرأت أنه من الأفضل أن تصرّح لبشر بواقع الأمر لعله يبحث عن حسن ويعيدها كونها بنت عمه وهو ولي أمرها وقد ندمت والدته ولكن لا ينفع الندم فأبلغته بما حصل وأن سبب ذلك لقصد أنه يطلقها ويتزوّج زوجه منجبه فعض بشر إبهامه ندماً وقال قصيدته المشهورة التي تتناقلها الرواة عبر الأجيال ومنها قوله :

أرقبت راس غنيم غـربي الأطعـاس *** ولا لوم أنا راعي الهوى لويحني
مريـت بديـار بـهـا العشب محتـاس *** عشبه عـلى ديـرة عشيري مجني
لي بنت عـم ما وطت درب الأدناس *** ولا دنسـت يـوم الـنـساء يـدنسني
ضربتها واحسب الضرب نـوماس *** وطلقتها حيـث أفخـت العـقـل مـني
لو ينشكا حبه على الذيب ما نـاس *** يـمشي مـع الطـلـيـان مـا يجـفـلني
لو ينشكا حبه على اللي بالأرماس *** الـكـل مـن تـحـت النصـايـب يـوني
ولو ينشكا حبه عـلى قب الأفـراس *** مــا طـاعـن الـلـي باللجـايـم يعـني

ثم ذهب بشر يبحث عن زوجته لعله يجدها فوجدها عند رجل يدعى أبن حمرون قد تزوجها وانجبت منه أبناء فحل ضيفاً على أبن حمرون وعرفها وهي لم تعرفه وكان يرى خدمتها لزوجها كما كانت معه فجلس عند ابن حمرون كأنه فداوي ولوحظ أنه كثير البكاء من تأثره على زوجته أبنة عمه وهو لا يدري كيف يصنع بعد أن وجدها في عصمة رجل لا يدري ماذا يحدث لو فاتحه بالصراحة كما أنه لا يعرف كيف يشعرها أنه هو أبن عمها وزوجها السابق وبعد أن امضى مدة وهو كثيراً ما تخنقه العبرة وهو أيضاً قليل الأكل لاحظه ابن حمرون وابلغ زوجته بأن هذا الرجل أمره غريب فقال ابن حمرون بيتاً من الشعر على مسمع الضيف لعله يصرّح بما يجول بخاطره فقال ابن حمرون :

يا حسن عيا ياكل الـزاد ضيفنـا *** هـيـا جـمـيـع نـشـاركـه بـبـكــاه

فأجابته حسن قائله :

خـيـر المـلأ عندي بشر مـا بكـيتـه *** وبـاقـي الـمـلأ لـو مـات مـا نـنـعـاه

فقال بشر :

يـا حسـن يـا حسنيـة الـدل طـالـعي *** عـلي أبـن حمرون يهـوز عـصاه

فعرفته أنه بشر وقالت :

أمـنع عـنه يا فـارس الخيل بالقـنـا *** عـسى جـمـيـع الحـاضـريـن

فـداه فقال بشر :

يا حسن وش تجزين من جاك عاني *** مـن الـغــرب وخـلا الـوالده وراه

فقالت حسن :

أجـزاه أنـا فـي حـبـة مـن ذبــلـــي *** مـن اشـافـي مـا شـافـهـن ســواه

وذلك لكي تغضب ابن حمرون فقال ابن حمرون :

مـن عـافـنـا عفنـاه لـو كـان غـالي *** ومن جـذ حبلي مـا وصلت رشـاه

وطلقها ابن حمرون ثم أن بشر شرح لأبن حمرون قصته وما حصل معه واسمعه قصيدته السابقة ورجع بشر ومعه حسن إلى أهلهم
وسامحت والدته بما اقترفت من جرم بحق حسن ثم أنها شفيت من المرض الذي كانت تعاني منه وهكذا انتهت القصة
يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-07-2022 الساعة 06:38 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس