الحقيقة من يشك في ردة مالك بن نويرة فهو على خطر من دينه ويتشابه ورأيه برأي الروافض في رواية القصة، انه قتله من أجل زوجته . وهذا ما تردده الرافضة ، ليل نهار لكي يشككوننا في ديننا وفي صحابة رسول الله رضي الله عنهم وارضاهم .وإليك الدليل على قصة ردته .قال اخبرني احمد بن عبدالله بن عمار قال :حدثنا الحسن بن محمد البصري ، قال : حدثنا الحسن بن إسماعيل القضاعي قال حدثني أحمد بن عمار العبدي ، وكان من العلم بموضع ،قال : حدثني أبي عن جدي قال : صليت مع عمر بن الخطاب الصبح ، فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل قصير أعور متنكباً قوساً ، وبيده هراوة، فقال : من هذا ؟ فقال : متمم بن نويرة . فاستنشده قوله في اخيه ، فأنشده .
لعمري وما دهري بتابين مالك ******ولا جزع مما اصاب فاوجعا
لقد كفن المنهال تحت ثيابه******فتى غير مبطان العشيات أروعا
الى آخر القصيدة ،فقال عمر : هذا والله التأبين ، ولوددت أني أحسن الشعر فأرثي أخي زيداً بمثل ما رثيت به أخاك . فقال متمم : لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته ،وكان قد قتل باليمامة شهيداً ، وأمير الجيش خالد بن الوليد ، فقال عمر : ما عزاني أحد عن أخي بمثل ما عزاني به متمم . فلا اعتقد ان هناك منه اعلم بمالك بن نويرة من اخيه فلقد شهد بردته .ولقد نصح له الاقرع ابن حابس ، والقعقاع بن معبد بن زرارة الدارمي فقالا له : ان لهذا الامر قائماً وطالباً فلا تعجل بتفرقة ما في يدك ويعنون بذلك الصدقة التي وضعه رسول الله قائما عليها فيما يخص عشيرة بني يربوع .فقال راداً عليهما وشاهد على نفسه بالردة من خلال شعره :
أراني الله بالنعم المندى*******ببرقة رحرحان وقد أراني
تمشى يا ابن عوذة في تميم******وصاحبك الاقيرع تلحياني
وقال ايضاً :
وقلت خذوا اموالكم غير خائف********ولا ناظر فيما يجيء من الغد
فإن قام بالأمر المخوف قائم********منعنا وقلنا الدين دين محمد
قال ابن سلام : فمن لا يعذر خالداً ، يقول: إنه قال لخالد وبهذا أمرك صاحبك ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه أراد بهذه القرشية . ومن يعذر خالداً ، يقول أنه أراد انتفاء النبوة ، ويحتج بشعريه المذكورين آنفاً . ويذكر خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجهه الى ابن الجلندي قال له : يا أبا سليمان ، إن رأت عينك مالكاً فلا تزايله او تقتله . قال ابن سلام واحسن ما سمعت في هذا من عذر لخالد قول متمم بن نويرة عن اخاه مالك لم يستشهد فإن ففيه دليل على عذر خالد .اقول انا ولم يسميه نبي الله سيف الله المسلول عبثاً وكل الصحابة كانوا يتأولون هذا الاسم بعصمت خالد من القتل حتى يموت رغم انفه ، وهذا ما تأوله ابي بكر الصديق عندما طلب منه عمر ان يعزله قالاً لأبي بكر ان في سيفه رهقا .فرد ابي بكر لن اشيم سيفاً سل الله على المشركين .فهل سيف الله لا يفرق بين مشرك ومسلم . لقد شرب خالد السم في الحيرة ، عندما أتاه احد ملوك بني ماء السماء ، ومعه صرة في يده، فقال له خالد ما الذي تحمله في يدك قال : صرة فيها سم إن لم تعطونني ما أريد بلعتها وقتلت نفسي . فقال خالد لا يقتل الا الله هات السم ، فأخذه خالد فشربه وقال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيئاً ، فغمي عليه هنيئة وأفاق وصعق المشرك ، فلعله اسلم فيما بعد والله من وراء القصد. كتاب الاغاني لابي الفرج الاصفهاني ج 15- ص203 ترجمة واخبار متمم بن نوير .