( الشيخة ميمونه بنت خليفة العذبي الصباح
تعتذر عن خطأ وتقع بخطأ أكبر منه )
كتبت الشيخة ميمونة بنت خليفة الصباح في الصفحة الحادية والعشرون من جريدة الوطن الكويتية الصادرة يوم الأحد الثاني من شهر جمادة الآخرة وكذلك في الصفحة العشرون من جريدة الرأي العام الكويتية مقال تحت عنوان ( أعتذار وتصحيح لنسب أسرة الجلاهمة الكرام )
قالت فيه : أن من الواجب الأعتذار عن الخطأ في نسب أسرة الجلاهمة الكرام حيث نسبتهم إلى قبيلة بني هاجر الكريمة في حين أن الصحيح هو أنتسابهم إلى قبيلة عنزة الكريمة من تغلب بن وائل شأنهم في ذلك شأن أسرتي الصباح وآل خليفة الكريمتين وما أوقعني في الخطأ هو رواية غير دقيقة وليست ناتجة عن أواصر القربى أو المصاهرة بين بعض الأسر التي تنتمي إلى الجلاهمة والأخرى التي تنتمي إلى قبيلة بني هاجر مثالاً على ذلك الأرتباطات العائلية بين أسرتي النصف والمضف الكريمتين علماً أنني لم أذكر النسب الخاطيء للجلاهمة في كتابي ( الكويت حضارة وتاريخ ) الفصل الثاني الخاص بتأسيس الكويت حين أشرت إلى أن أسرة الجلاهمة هي أحدى الأسر الثلاثة التي قادت العتوب في هجرتهم وتقاسمت السلطة مع الأسرتين الأخريين عند تأسيس الكويت حيث تولى آل صباح الحكم وتولى آل خليفة التجارة وتولى الجلاهمة شئون البحر وفي حين أنني بينت أنتساب أسرتي آل صباح وآل خليفة إلى قبيلة عنزة فأنني لم أشر إلى نسب الجلاهمة وما ذكرته خطأ حول أنتسابهم إلى قبيلة بني هاجر جاء في معرض لقائي التلفزيوني في قناة سكوب وفي ردي على تعقيب الأستاذ أحمد الدويهيس في جريدة الرأي حيث كان يعلّق على محاضرتي عن نشأت الكويت التي القيتها في منطقة اليرموك في مناسبة أعيادنا الوطنية والتي لم أشر فيها إلى نسب الجلاهمة وإذ أشكر الأستاذين الفاضلين محمد عبدالله الجلاهمة الوكيل المساعد في الأمانة العامة للأوقاف وسالم محمد الجلاهمة اللذين نبهاني إلى خطئي ومن جانبي لا يضيرني أن أقر بخطئي وأعمل على تصحيحه فالأعتراف بالخطأ فضيلة لا سيما إذا كان يتعلّق بالنسب فهو أمانة كبرى ومسئولية ألتزم بها دينياً لكون النسب من الأحكام الخمسة الضرورية في الشريعة الإسلامية وهي تجعل النسب من النظام العام آخذاً بقوله تعالى ( أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) صدق الله العظيم
وبأحاديث كثيرة في السنة النبوية منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( من قال نسباً غير صحيح فعليه لعنة الله ) ونعوذ بالله أن نقول نسباً غير صحيح ونعتذر عن الخطأ غير المقصود
وقوله صلى الله عليه وسلّم (( لا تنتفوا من آبائكم فأنه كفر بكم )) ومن المنصوص عليه في فقه الإمام مالك ( وهو مذهبنا ومذهب الدولة ) ( أن الناس مصدقون في أنسابهم إذا عرفوا بالنسب وحازوه ) واستنارة بديننا الإسلامي الحنيف يشرفني أن أصحح ما وقت به من خطأ بالنسبة لنسب الجلاهمة الكرام أعتماداً على ما زودني به الأستاذ الفاضل سالم محمد الجلاهمة من مصنفات وكتب قيمة تعتبر مراجع رصينة لتاريخ الجزيرة والخليج العربي وأنساب أسره وهي على النحو التالي :
1-كتاب تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق لمؤلفه عبدالله بن بسّام المتوفي سنة 1927م أي ألفه منذ ما يقارب مائة عام صفحة 294و295 يذكر نسب رحمة بن جابر الجلاهمة إلى عنزة
2- كتاب الأتحاف من شعر الأسلاف لمؤلفه مبارك العماري يذكر قصيدة لرحمة بن جابر الجلاهمة صفحة 166 يفتخر في نسبه إلى تغلب
3- كتاب البحرين عبر التاريخ لمؤلفه الشيخ عبدالله بن خالد الخليفة رئيس مركز الوثائق التاريخية والدكتور علي أبا حسين في صفحة 174 يذكر نسب الجلاهمة إلى قبيلة عنزة حيث والدة الشيخ عبدالله الخليفة هي موزة بنت علي بن صقر الجلاهمة ولا يخفى عليه نسب أخواله
4- كتاب تاريخ الأفلاج وحضاراتها لمؤلفه عبدالله الجذالين من أهل الأفلاج يذكر نسب الجلاهمة إلى عنزة صفحة 171و172و173
5- كتاب جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد لمؤلفه النجدي حمد الجاسر ذكر نسب الجلاهمة إلى وائل جد قبيلة عنزة وذلك في صفحة 103و104
6- كتاب أصدق الدلائل في أنساب بني وائل لمؤلفه عبدالله بن عبّار العنزي يذكر نسب الجلاهمة إلى قبيلة عنزة في صفحة 225
شاكرة ومقدرة لتكرم الأستاذين الفاضلين محمد وسالم الجلاهمة بتنبيهي إلى خطئي بطريقة راقية وعلمية أستفدت منها في تصحيح أسرة الجلاهمة الكرام والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل
(تعليق عبدالله بن دهيمش بن عبّار على أعتذار الشيخة ميمونة خليفة الصباح)
أولاً : أشكر الشيخة الفاضلة ميمونة خليفة الصباح على الأعتذار عن الخطأ غير المقصود ولابد لكل بشر أن يخطي ألا من عصمه الله وهذا يدل على طيب معدن هذه الكريمة ولا غرابة فهي من أسرة عريقة وكريمة من مشاهير الأسر بل من مشاهير الحكومات
ثانياً : لقد وقعت الشيخة ميمونة في خطأ أكبر من الخطأ التي اعتذرت عنه وهو ( نسب عنزة إلى تغلب ) وهذا لا يصح أطلاقاً ولم يذكر في جميع المصادر التاريخية وكتب الأنساب ألا بعض أشعار العوام المعاصرين الذين لم يطلعون على أنساب القبائل وإذا أن آل صباح وآل خليفة من تغلب فهم لا علاقة لهم بعنزة ألا في أسد بن ربيعة ولا يوجد تغلبي عنزي كما لا يوجد عنزي تغلبي منذ نشأت القبيلتان إلى وقتنا الحاضر ومن المعروف أن آل صباح من الجميلات من البجايدة من السلقا من العمارات من بشر من عنزة وآل خليفة من الرباع من الهواملة من الحسني من السلقا من العمارات من بشر من عنزة وليس من تغلب وحيث أن الشيخة قد اوردت آية قرآنية وأحاديث نبويه تشدد على أنتحال النسب لذلك وجب تنبيه الشيخة إلى نسب عنزة الصحيح وأن ما يرد على لسان بعض الشعراء من عنزة في الأعتزاز بتغلب هو كونهم من ربيعة وصلة القربى قائمة ولكن لكل قبيلة سلسلة نسب فلا تنسب قبيلة للأخرى علماً أنه أنتشرت في هذا العصر إشاعة تخلط بين نسب عنزة وبكر وتغلب وهي بعيدة كل البعد عن الواقع
ثالثاً : أود أن أذكّر الشيخة الفاضلة وألفت نظرها طالما أنها تملك على علم وموهبة وغيره على النسب فأن الباحث سعود بن جمران العجمي الذي هو من سكّان الكويت قد حقق عدد من الكتب وما وجد كتاب يذكر آل الصباح وآل خليفة ألا ويكتب بالهامش تكذيب لمن ينسبهم من عنزة ويدعي بنسبهم إلى بني هلال كما أنه يخالف ما بني عليه تاريخ الأسرتين وقدومهما من الهدار وهو يدعي أن القدوم من كنك وجليحة في بر فارس ومع ذلك لم أجد من يعارض هذا الرجل من الأسرتين علماً أن هذا يعتبر عبث وتلاعب لا مبرر له وأني أستغرب السكوت عن مثل هذه الكتابات المخالفة للواقع
رابعاً : ما أذكر من أصحاب الكتب الذين ورد في مصادر أثبات نسب الجلاهمة من فصّل أكثر من كتاب أصدق الدلائل في أنساب بني وائل ومع ذلك فقد كان ترتيبه الأخير ولا أدري هل هو من الأخوين الفاضلين الذين زوداها بالمعلومات أو من الشيخة نفسها أو من منسق المقال في الجريدة فقد عرف أن هذا الكتاب هو المتخصص في أنساب عنزة وقد نشرت عن الجلاهمة ما نصّه :
الجلاهمة في المنطقة الشرقية والكويت والبحرين وهم من الأسر المهاجرة من الهدار من البجايدة من السلقا وهم ذرية عذبي ومن عذبي 1- المحمد 2- الشاهين ( الوائلي) 3- الشملان 4- السليمان 5- الصقر 6- الدبوس 7- المبارك 8- الأحمد 9- الزايد 10- العيسى 11- الفرج 12- الحسن 13- الخليفة 14- الناصر وهم النصف ومن أبرز رجال الجلاهمه القائد جابر بن رحمة الجلهمي أحد قادة الدعوة السلفية قرصان كويتي من الشجعان كان شيخ الجلاهمة واشتهر بمساعدته لأهل البحرين على الخلاص من الأحتلال الفارسي سنة ( 1782م) فجعلوا له حصة مما يحصلون عليه من الؤلؤ ثم توقفوا فهاجر إلى دارين واحترف القرصنة سنة ( 1802م ) فكان له اسطول قوامه خمسة سفن يزيد بحارتها على الألف وأخذ يعترض سفن الغواصين ولا سيما أهل البحرين والسفن البريطانية فيستولي عليها وضج منه عمال الإنكليز في الخليج وحالف آل سعود سنة ( 1809م ) إلى أن فصله عنهم موظفوا الحكومية العثمانية سنة ( 1816م ) ومنحوه ملكية ساحل الدمام ونصبوه أميراً على خور حسن ( شمالي الزبارة في قطر ) فبنى لنفسه قلعة الدمام سنة 1818م