عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2011, 07:07 PM   #2
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 342
افتراضي

تعريف الشعر
الشَعَرْ كما في لسان العرب : والشَّعْرُ والشَّعَرُ مذكرانِ : نِبْتَةُ الجسم مما ليس بصوف ولا وَبَرٍ للإِنسان وغيره ، وجمعه أَشْعار وشُعُور، والشَّعْرَةُ الواحدة من الشَّعْرِ، وقد يكنى بالشَّعْرَة عن الجمع كما يكنى بالشَّيبة عن الجنس ؛ ورجل أَشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانيّ : كثير شعر الرأْس والجسد طويلُه ، وقوم شُعْرٌ ، وفي حديث عمر: إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْعَر أَي الذي لم يحلق شعره ولم يُرَجّلْهُ ، وفي الحديث أَيضاً: فدخل رجل أَشْعَرُ: أَي كثير الشعر طويله ، وفي القاموس المحيط : والشَّعْرُ، ويُحَرَّكُ : نِبْتَةُ الجِسْمِ مِمَّا ليس بصوفٍ ولا وَبَرٍ ، جمعه : أشْعارٌ وشُعورٌ وشِعارٌ، الواحدةُ : شَعْرَةٌ ، وأشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانِيٌّ : كثيرُهُ طويلهُ ، وشَعِرَ، كفَرِحَ : كثُرَ شَعْرُهُ ، وفي مقاييس اللغة : الشين والعين والراء أصلان معروفان ، يدلُّ أحدهما على ثَباتٍ ، والآخر على عِلْمٍ وعَلَم ، فالأوّل الشَّعَْر، معروف ، والجمع أشعار، وهو جمع جمعٍ، والواحدة شَعَْرة ، ورجلٌ أَشْعَرُ: طويل شَعَْر الرّأس والجسد ، وفي الصّحّاح في اللغة: الشَعَر للإنسان وغيره ، وجمعه شُعورٌ وأَشْعارٌ، الواحدة شَعْرَةٌ ، ويقال : رأى فلان الشَعْرَةَ، إذا رأى الشَيْبَ ، ورجل أَشْعَرُ: كثيرُ شَعْرِ الجسدِ 0
ألوان الشعر
اللونالطبيعي لشعر الإنسان هو الأبيض أو الرمادي الفاتح أما ما يعطيه لونه المميز الأسودأو الكستنائي أو الأحمر أو الأشقر ، فهي خلايا أو رقائق لونية تنتجها بصيلاتالشعر وتتراكم فيه فيغلب لونها على اللون الأبيض ويبدو شعر الإنسان بلونها ، وبمرور السنين يقل إنتاج البصيلات لهذه الرقائق ويموت ما يوجد منها تدريجياًفيشيب الشعر أي يتحول إلى لونه الطبيعي ويستغرق هذا التطور عادةً بين عشر وعشرينسنة ، ومن النادر جداً أن يتحول شعر الإنسان من لونه إلى اللون الأبيض كلهمرة واحدة نتيجة لصدمة نفسية أو عصبية أو صحية أو ما شابه ، والغريب أنالخلايا اللونية هذه يزداد لونها قوةً وازدهاراً قبل موتها بقليل ويزيد زهو لونالشعر قليلاً قبل أن يشيب 0
منابت الشعر في الجسم
شعر الوجه
شعر الرأس
شعر الصدر
شعر الظهر
شعر الرقبة
شعر اليدين
شعر الإبط
شعر الساقين والفخذين
شعر العانة
شعر الدبر
شعر الحواجب
شعر الرمش الخاص بالعين
أنواع الشعر من جهة الترك أو الإزالة
شعر يجب حلقه ، وشعر يحرم حلقه ، وشعر يجوز حلقه أو تركه ( مسكوت عنه ) ، قال الشيخ ابن باز رحمه الله : الشعر في البدن له أحوال ثلاثة في حق الرجل والمرأة :
القسم الأول : شعر لا يجوزأخذه ولا قصه ولا حلقه : كلحية الرجل، وحاجب المرأة 0
القسم الثاني: شعرمأمور بأخذه حتى المرأة والرجل جميعاً ، والسنة أن يؤخذ ، وهو شعر الإبط، وشعرالعانة ، وشعر الشارب 0
القسم الثالث: شعر آخر غير هذا مثلشعر السيقان شعر العضد شعر البطن شعر الصدر هذا لم يرد فيه شيء فيما نعلم فمن تركهفلا بأس، ومن أخذه فلا بأس، من أزال بشيء فلا بأس، ومن تركه فلا بأس، فالأمر فيهواسع إن شاء الله 0(1) ، وقال الشيخ محمد صالح المنجد : الشَّعر في الشريعة على ثلاثة أقسام :
أولا : شعر مأمور بإبقائه كشعر لحية الرّجل 0
ثانيا : شعر مأمور بإزالته كشعر الإبط والعانة وما طال عن الشّفتين من الشّارب 0
ثالثا : شعر مسكوت عنه كشعر اليدين والرّجلين والصّدر والظهر فيجوز إزالته 0(2) ، وفي موقع الإسلام سؤال وجواب : يقسم العلماء الشعور من حيث الإزالة وعدمها إلى ثلاثة أقسام :

1- شعور جاء الأمر بإزالتها أو تقصيرها وهي ما تعرف بسنن الفطرة كشعر العانة وقص الشارب ونتف الإبط ، ويدخل في ذلك حلق أو تقصير شعر الرأس في الحج أو العمرة ، والدليل على ذلك ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عشر من الفطرة : قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء ، قال زكريا : قال مصعب ( ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة ) رواه مسلم ( 261 ) ( انتقاص الماء : يعني الاستنجاء ) 0
2- شعور جاء الأمر بحرمة إزالتها ومنه شعر الحاجب ويسمى هذا الفعل بـالنمص ، وكذا شعر اللحية ، والدليل على ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ) رواه البخاري ( 5931 ) ومسلم ( 2125 ) ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( خالفوا المشركين وفِّروا اللحى وأحفوا الشوارب ) رواه البخاري ( 5892 ) ومسلم ( 259 ) .
قال النووي رحمه الله ( النامصة : هي التي تزيل الشعر من الوجه ، والمتنمصة : التى تطلب فعل ذلك بها ، وهذا الفعل حرام إلا إذا نبتت للمرأة لحية أو شوارب فلا تحرم إزالتها بل يستحب عندنا ) ( شرح النووي لصحيح مسلم " ( 14 / 106 ) ) 0
3- شعور سكت عنها النص فلم يأمر بإزالتها أو وجوب إبقائها ، كشعر الساقين واليدين والشعر الذي ينبت على الخدين وعلى الجبهة 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشيخ ابن باز رحمه الله بتصرف
http://www.binbaz.org.sa/mat/18518
2- موقع الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.com/ar/ref/451
فهذه اختلف العلماء فيها :
الأول : لا يجوز إزالتها ؛ لأن إزالتها يستوجب تغيير خلق الله كما قال تعالى – حاكياً قول الشيطان - : { ولآمرنَّهم فليغيرنَّ خلق الله } النساء / 119 0
الثاني : هذه من المسكوت عنها وحُكمها الإباحة ، وهو جواز إبقائها أو إزالتها ؛ لأن ما سكت عنه الكتاب والسنة فهو معفو عنه ، وهذا القول اختاره علماء اللجنة الدائمة كما اختاره أيضاً الشيخ ابن عثيمين انظر فتاوى المرأة المسلمة 3 / 879 ، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة :
أ- لا حرج على المرأة في إزالة شعر الشارب والفخذين والساقين والذراعين ، وليس هذا من التنمص المنهي عنه ، ( فتاوى اللجنة الدائمة 5 / 194 ، 195 ) 0
ب- وسئلت اللجنة : ما حكم الإسلام في نتف الشعر الذي بين الحاجبين ؟
فأجابت : يجوز نتفه ؛ لأنه ليس من الحاجبين ، ( فتاوى اللجنة الدائمة 5 / 197 ) ، وسئلت اللجنة الدائمة : ما الحكم في إزالة المرأة لشعر جسمها ؟
فأجابت : يجوز لها ما عدا شعر الحاجب والرأس ، فلا يجوز لها أن تزيلهما ، ولا شيئاً من الحاجبين بحَلق ولا غيره ، ( فتاوى اللجنة الدائمة 5 / 194 ) 0 (1) ، وفي موقع الإسلام ويب الفتوى التالية : شعر الإنسان ثلاثة أقسام من حيث الحكم ؟
السؤال : هل يجوز للرجل إزالة الشعر الزائد من وجهه؟
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فشعرالإنسان ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول : ما نص الشارع على تحريم أخذه0
الثاني : ما نص الشارع على طلب أخذه 0
الثالث : ما سكت عنه الشارع0
فما نصالشارع على تحريم أخذه ، فلا يجوز قص أو إزالة شيء منه كاللحية للرجل ، ونمص الحاجبللمرأة والرجل على سواء ، وما نص على طلب أخذه ، فيزال أو يؤخذ منه بقدر ما وردالشارع به مثل الإبط والعانة ، والشارب للرجل ، وما سكت عنه فإنه عفو، وقد قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وما سكت عنه فهو عفو ) رواه البزار والطبرانيوحسنه الهيثمي ، فهذا القسم يرجع إلى اختيار العبد مثل الشعر الذي ينبت على الأنفأو على الجبهة، فإن شاء أزاله وإن شاء أبقاه ، والله أعلم 0(2) ، وتفصيلها كالتالي :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.com/ar/ref/9037
2- موقع إسلام ويب
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=113&Option=FatwaId

الأول : شعر جاء الأمر بإزالته أو تقصيره
مثل : قص الشارب ، وحلق العانة ، ونتف الإبط ، وشعر الرأس من نسك ، والدليل على ذلك ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عشر من الفطرة : قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء : قال مصعب : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة )(1) (2) ، قال الشيخ ابن باز رحمه الله : شعرمأمور بأخذه حتى المرأة والرجل جميعاً ، والسنة أن يؤخذ ، وهو شعر الإبط ، وشعرالعانة ، وشعر الشارب ، هذا يؤخذ ، ينتف الإبط ، في السنة نتف الإبط للرجل والمرأة ،وإذا زاله بغير نتف لا بأس ، هكذا العانة وهي الشعر التي حول الفرج يشرع أخذهابالحديد بالموس أو بالمكينة هذا هو الأفضل ، وإن أخذها بغير ذلك بشيء من الأدويةالتي تزيل الشعر فلا بأس في حق الرجل والمرأة جميعاً ، وهناك شعر الشارب للرجل السنةقصه ، كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم : ( قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفواالمشركين) وكذلك قلم الأظفار يشرع للرجل والمرأة قلم الأظفار، ولا ينبغي أن يتركذلك أكثر من أربعين ليلة ، ما ينبغي للرجل ولا المرأة ترك شعر الإبط ولا العانة ولاالأظفار أكثر من أربعين ليلة ، وهكذا الرجل لا يترك الشارب أكثر من أربعين ليلة ، بليشرع للجميع أخذ ذلك قبل أربعين ليلة ، قص الشارب ، وقلم الظفر، ونتف الإبط ، وحلقالعانة ، قبل تمام أربعين ليلة ، هذا هو المشروع 0(3)
الثاني : شعر جاء الأمر بإبقائه وحرمة إزالته
مثل : شعر اللحية ، شعر الحاجبين ، لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ) (4) ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( خالفوا المشركين وفِّروا اللحى وأحفوا الشوارب ) (5) ، قالت اللجنة الدائمة أن النمص هو إزالة شعر الحاجبين خاصة فتاوى اللجنة الدائمة 5 / 195 (6) ، قال الشيخ ابن باز رحمه الله : شعر لا يجوزأخذه ولا قصه ولا حلقه كلحية الرجل ، وحاجب المرأة ، ليس للمرأة أن تأخذ حواجبها لابقص ولا بغيره ، وليس لها أن تأخذ شعر وجهها المعتاد ؛ لأن الرسول لعن الناصمةوالمتنصمة ، والنمص أخذ شعر الحاجبين والوجه ، الشعر المعتاد ، أما إن كان غير المعتادكاللحية للمرأة والشارب للمرأة فلا مانع أن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-رواه مسلم برقم 261
2-راجع موقع صيد الفوائد – مقال بعنوان الشَّعر فوائد وأحكام للأخ مهذب أبو أحمد
3-موقع الشيخ ابن باز رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/mat/18518
4- رواه البخاري برقم 5931 ، ومسلم برقم 2125
5- رواه البخاري برقم 5892 ، ومسلم برقم 259
6- راجع موقع صيد الفوائد – مقال بعنوان الشَّعر فوائد وأحكام للأخ مهذب أبو أحمد

تأخذ ذلك لما فيه من التشويه،وهكذالحية الرجل ليس له أخذها لا يحلقها ولا يقصها؛لأن الرسول صلى الله عليه وسلمأمر بإعفاء اللحى وإرخائها وتوفيرها،وقص الشوارب وإعفائها (1)
الثالث : شعر مسكوت عنه شرعا مختلف فيه فقها
وهو سائر شعر الإنسان غير ما عدا ما ذكرناه ، كشعر الساقين واليدين والذي ينبت على الخدين ، وهذا القسم اختلف أهل العلم في إبقاءه أو إزالته على قولين :
القول الأول : لا يجوز إزالته ؛ لأن إزالته تغيير لخلق الله ، واستدلوا بقوله تعالى ( ولآمرنَّهم فليغيرنَّ خلق الله ) (سورة النساء 119) 0
القول الثاني : يباح إزالته أو تركه لأنه مسكوت عنه ، وما سكت الشارع عنه فهو معفو عنه 0
وهذا القول اختاره علماء اللجنة الدائمة كما اختاره أيضاً الشيخ ابن عثيمين (2) ، قال الشيخ ابن باز رحمه الله : فلا أعلم بأساً في أخذ شعر الساقينواليدين ؛ لأن هذا من الأمر المسكوت عنه ، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال (ما سكت الله عنه فهو عافية، تقبل من الله عافيته )(3) ، وقال أيضا : القسم الثالث: شعر آخر غير هذا مثلشعر السيقان شعر العضد شعر البطن شعر الصدر هذا لم يرد فيه شيء فيما نعلم فمن تركهفلا بأس، ومن أخذه فلا بأس، من أزال بشيء فلا بأس، ومن تركه فلا بأس، فالأمر فيهواسع إن شاء الله 0(4) ، وقال أيضا : أما مايتعلق بالرقبة فلا بأس ( أي حلقه ) ، الرقبة ليست من اللحية ، اللحية ما نبت على الذقن ، والخدينأما الشعر الذي على الحلق ، فليس من اللحية 0(5)

أقسام الشعر باعتبار حكم حلقه وإزالته
ينقسم هذا الشعر بهذا الاعتبار إلى ستة أنواع :
الأول : ما يكون الحلق أو التقصير فيه طاعة وقربة إلى الله
1 - حلق رأس الصبي في السابع ، لحديث ( كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمّى فيه ويحلق رأسه ) (6)
2 - حلق الرأس من نسك الحج والعمرة ، قال الله تعالى ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) 0
3 - حلق رأس الكافر إذا أسلم ، لحديث ( اذهب فاغتسل بماء وسدر وألق عنك شعر الكفر ) 0
4 - حلق العانة لأنه من سنن الفطرة 0 5 - نتف الإبط لأنه من سنن الفطرة 0
6- قص الشارب ، لحديث مسلم ( خالفوا المشركين ، أحفوا الشوارب ، وأوفوا اللحى ) ، وحديث مسلم ( جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس ) 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشيخ ابن باز رحمه الله http://www.binbaz.org.sa/mat/18518
2- فتاوى المرأة المسلمة 3 / 879 ، راجع موقع صيد الفوائد – مقال بعنوان الشَّعر فوائد وأحكام للأخ مهذب أبو أحمد
3- موقع الشيخ ابن باز رحمه الله http://www.binbaz.org.sa/mat/18587
4- موقع الشيخ ابن باز رحمه الله http://www.binbaz.org.sa/mat/18518
5- موقع الشيخ ابن باز رحمه الله http://www.binbaz.org.sa/mat/18427
6- أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
الثاني : ما يكون الحلق فيه شركاً بالله
مثل بعض الصوفية الذين يحلقون رؤوسهم تذللا وخضوعاً لأشياخهم 0
الثالث : ما يكون الحلق فيه بدعة مكروهة
كحلق شعر الرأس على سبيل التدين والتعبد في غير المواضع الأربعة المذكورة ، كما يفعل ذلك أهل الخروج على السلطان فقد ثبت في صفتهم قوله صلى الله عليه وسلم ( سيماهم التحليق ) وحلق شعر الرأس عند التوبة قياساً على حالة الكافر إذا اسلم 0
الرابع : ما يكون الحلق فيه محرماً
وهذا له صور منها :
1-حلق شعر الرأس عند المصيبة ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لعن الحالقة ، وهي التي تحلق رأسها عند المصيبة 0
2-حلق الشعر على سبيل التشبه بالفساق أو الكفار أو تشبه الرجال بالنساء أو تشبه النساء بالرجال ، والرسول صلى الله عليه وسلم قد لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ، وقال ( من تشبه بقوم فهو منهم ) فالمؤمن مأمور بمخالفة أصحاب الجحيم 0
3-النمص ، فقد ثبت بالحديث الصحيح لعن النامصة والمتنمّصة 0
4-حلق شعر اللحية ، لأحاديث الأمر بإعفائها في قوله ( أعفوا اللحى ) و ( وفروا اللحى ) ولأن في إعفائها مخالفة للمجوس 0
الخامس : ما يكون الحلق فيه مباحاً
كحلق شعر الرأس لحاجة من مرض أو لدفع أذى القمل ، وكحلق سائر شعر الجسد سوى ما جاء الشرع بالأمر بإعفائه والإبقاء عليه ، وكقص المرأة شعرها للتجمل والزينة من غير تشبه ممنوع ، لما ثبت عند مسلم ثبت عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : ( وَكَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذْنَ مِنْ رُءُوسِهِنَّ حَتَّى تَكُونَ كَالْوَفْرَةِ ) 0
السادس : ما اختلف في حكم حلقه
1-حلق شعر الرأس لغير حاجة ، فمن أهل العلم من كره حلق شعر الرأس لغير حاجة كالإمام مالك رحمه الله ، ومنهم من أباح ذلك ، والخلاف إنما هو بين الإباحة والكراهية ، أما من جهة الأفضلية فإن الأولى والأفضل عدم حلق شعر الرأس لغير سبب شرعي أو ضروري 0
2-حلق رأس المولودة ، فمن أهل العلم من كره ذلك كون أن الحلق خاص بالذكور دون الإناث ، ومنهم من استحب ذلك لحديث فاطمة في الموطأ فعن جعفر بن محمد عن أبيه قال ( وزنت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم وتصدّقت بزنة ذلك فضة ) الموطأ 116570(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- راجع موقع صيد الفوائد – مقال بعنوان الشَّعر فوائد وأحكام للأخ مهذب أبو أحمد
المحظور والمنهي في باب الشَعَرْ
المنهيات في هذا الباب تتلخص في أمور :
1- النهي عن حلق شعر اللحية 0
2- النهي عن إدامة شعر الإبط والعانة أكثر من أربعين ليلة ، لما ثبت عند مسلم من قول أنس رضي الله عنه : وُقِّت لنا في قص الشارب ، وتقليم الأظفار ، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة 0
3- النهي عن النمص 0
4- النهي عن وصل الشعر 0
5- النهي عن تجميع شعر الرأس إلى أعلى بالنسبة للمرأة ، أمّا إذا كان الشعر مجموعا من الخلف من جهة الرقبة فلا بأس به 0
6- النهي عن التشبه في حلق الشعر أو قصه 0
7- النهي عن القزع ، والقزع هو : حلق بعض الشعر وترك بعضه 0(1)
أحوال يُحظر فيها إزالة الشعر المباح إزالته في الأصل .
وهذا لا يكون إلا في حالين :
1- حال الإحرام بعمرة أو حج 0
2- حال دخول عشر ذي الحجة لمن أراد الأضحية 0(2)
فـــــــــوائد تربية الشعر
أولا : الإعجاز العلمي فيقص الشارب وإعفاء اللحية
قال الدكتور محمد نزار الدقر : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( احفوا الشارب وأعفوا اللحى ) رواه البخاري ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جزوا الشوارب وأرخوا اللحي ، خالفوا المجوس ) رواه البخاري ومسلم ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من الفطرة قص الشارب ) رواه البخاري ، وعن أنس بن مالك رضي الله عليه وسلم قال ( وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قي قص الشارب ... ألآ نترك أكثر من أربعين ليلة ) رواه مسلم ، وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من لم يأخذ من شارب فليس منا ) رواه النسائي وأحمد ، ورواه الترمذي عن المغيرة بن شعبة وقال حديث حسن صحيح ، قال النووي ( وأما قص الشارب فسنة أيضاً ، وأما حدّ ما يقصه فالمختار أنه يقص حتى يبدو طرف الشفة ولا يحفه من أصله ، وأما روايات احفوا الشوارب فمعناها ما طال على الشفتين ، وإعفاء اللحية توفيرها وكان من عادة الفرس قص اللحية فنهي الشارع عن ذلك ، إن قص الشارب سنة بالاتفاق ، إنما يرى الشافعية والمالكية التقصير أي قص الزائد عــن الشفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- راجع موقع صيد الفوائد – مقال بعنوان الشَّعر فوائد وأحكام للأخ مهذب أبو أحمد
2- راجع موقع صيد الفوائد – مقال بعنوان الشَّعر فوائد وأحكام للأخ مهذب أبو أحمد

العليا، بينما يرى الحنفية استئصال الشارب كله والحنابلة مخيرون بين هؤلاء وهؤلاء ) ، ومن الناحية الطبية فإن الشوارب إذا ما طالت تلوثت بالطعام والشراب وأصبح منظرها مدعاة للسخرية وقد تكون سبباً في نقل الجراثيم ، وعندما يقص المسلم شواربه يبدو بمظهر التواضع والارتياح خلافاً لما يخلفه إطالة الشارب وفتله من مظهر الكبر والجبروت ، وسنة الإسلام في قص الشارب تتفق مع ما دعا إليه الطب ، بقص ما زاد عن حدود الشفة العليا فقط وهو ما كان عليه جمع من الصحابة كعمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير ، وهو ما ذهب إليه الشافعية ومالك ، وإن عدم إزالة الشارب بقصه فقط تتفق مع الطب الوقائي ، فالشارب خلق للرجل وهو المهيأ للعمل وطوارئ البيئة ووجود الشارب يحمي الرجل من طوارئ البيئة وفي تصفية الهواء الداخل عبر الأنف إلى الرئتين، وهذا بالطبع أنفع وأسلم ، أما اللحية فقد دعا الإسلام إلى إعفائها وعدم حلقها : وقد ذهب المالكية والحنابلة إلى حرمة حلقها وقال الحنفية بكراهية التحريم وأفتى الشافعية بالكراهة ، ومن الناحية الصحية فإن الدكتور عبد الرزاق كيلاني يرى أن عمل الرجل يؤدي إلى كثرة تعرضه لأشعة الشمس والرياح الباردة والحارة والذي يؤثر سلبياً على الألياف المرنة والكلاجين الموجودين في جلد الوجه ويؤدي تخربهما شيئاً فشيئاً إلى ظهور التجاعيد والشيخوخة المبكرة ، وقد خلق الله اللحية في وجه الرجل للتخفيف من تأثير هذه العوامل ، ولم يخلقها للمرأة لأنه سبحانه خلقها للعمل في البيت بعيداً عن تأثير الأشعة الشمسية وتقلبات الرياح ، من هنا نرى النتيجة الرائعة للهدي العظيم في أن وجه الملتحي أكثر نضارة وشباباً من وجه حليق اللحية ، كما أن وجه المرأة المحجبة أكثر حيوية ونضارة من وجه السافرة مهما تقدمت بها السن ، هذا عدا عما يسببه حلق اللحية اليومي من تهيج للجلد وتخريب لأنسجته ، وعلاوة عما في حلق اللحية من تشبه الرجل بالمرأة وقد ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) كما روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في صحيح البخاري 0(1)
ثانيا : إعفاء اللّحى يحميالمسلمين من الأمراض الفيروسية وغيرها
قال الدكتور نظمي خليل أبو العطا : جاء الدين كما نعلم لمصلحة العباد في الدنيا والآخرة، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراً يصلح حال المسلمين في الدنيا ، ويرحمهم في الآخرة ، إلاّ ودلّهم عليه صغر هذا الأمر أم كبر ، ومن الهدي النبوي الشريف : إعفاء اللحى ، وقص الشارب ، أو حفّه ، وفي امتثال المسلم لهذا الأمر النبوي العديد من الفوائد العلمية والدنيوية نذكر منها :
أولاً: إطلاق اللحية زينة للرجل ، فالسيدة عائشة رضي الله عنها تقول:سبحان الذي جمّل الرجال باللّحى ، وبنظرة علمية في العديد من الكائنات الحية نجد أن الله سبحانه وتعالى قد خصّ الذكر ببعض الصفات التي تجمّله وتحسّنه، ومنها الشعر المحيط بالرأس كالأسد، ومعظم ذكور الطيور الجميلة 0
ثانياً : حلق اللحية يفقد الرجل العديد من المميزات الصحية التي يتمتع بها مطلق اللحية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
http://55a.net/firas/farisi/print_details.php?page=show_det&id=305
1- فعند الحلاقة يزيل الإنسان الطبقة الخارجية من الجلد، وهذه الطبقة تمثل خط دفاع ميكانيكي ضد العدوى بالعديد من الأمراض والذي يحلق لحيته يصبح عرضة للعدوى بالكائنات الحية الدقيقة المحرضة خاصة الأمراض الفيروسية والبكتيرية والفطرية مثل الإيدز والالتهاب الكبدي والثعلبة وغيرها 0
2- وإذا علمنا أن جرح الجلد أثناء الحلاقة وسيل الدم من الأمور الشائعة، وكما أن عادة التقبيل في الوجه انتشرت بين الرجال هذه الأيام، وأن اختلاط الدم وارد بين أصحاب هذه العادة في السلام، إذاً فالذي يحلق لحيته عرضة للإصابة بالإيدز والالتهاب الكبدي إذا اختلط دمه بدم المريض الذي يقبله 0
3- إذاً الذي يحلق لحيته فتح منافذ العدوى الجلدية على مصارعه ، وأفقد وجهه ميزة خط الدفاع الجلدي الذي منّ الله به عليه 0
ثالثاً : شعر اللحية في الشتاء يدفء الوجه ، ويحمي العصب الوجهي من التعرض المباشر للبرد ، وهذا يحمي المسلم من بعض أنواع الشلل الوجهي النصفي 0
رابعاً : شعر اللحية في الصيف يلطّف الوجه بنظام التبريد بالتبخير بنظام أواني المياه المحاطة بالأقمشة المبللة عند تعرضها لتيار الهواء وهذا يضفي على المسلم الراحة أيام الصيف الحارة 0
خامساً : إطلاق اللحية يوفر على المسلم الوقت والجهد والمال 0
سادساً: يتكلف حلق اللحية كما نعلم أمواساً ومعاجين وماكينات حلاقة ومطهرات 0
سابعاً : إطلاق اللحية يحمي المسلم من قطع الرقبة غدراً بالسيف ونحوه ، فالمعلوم علمياً أن قطع خصلة من الشعر عمودياً بالسيف من الأمور الصعبة وأن السيف عادة ما ينزلق على خصلة الشعر في اتجاه الضّرب ، من هنا فشعر اللحية يحمي المسلم خاصة إذا عمل بالسنة وأطلق شعر رأسه حتى غطّى عنقه من الخلف 0
واللحية تغطي تجاعيد الوجه المبكرة ، وكذلك ترهل جلد الرقبة الذي عادة ما يعاني منه العديد من الرجال مبكراً 0
فإذا كانت هذه بعض الفوائد العلمية في هذا الأمر، الذي يعتبره البعض الآن غير جوهري، فما هي الحكم والفوائد العلمية في عظائم الأوامر الإسلامية 0(1)
أقوال العلماء في حلق شعر الرأس
قال الشيخ صالح الخراشي أقوال العلماء في حكم حلق شعر الرأس
القول الأول : تربية الشعر سنة والحلق مكروه
القول الثاني : تربية الشعر سنة والحلق جائز وهذا هو الراجح
القول الثالث : تربية الشعر أو حلقة مرتبط بالعادة والعرف
القول الرابع : الحلق أفضل من اتخاذ الشعر (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الدكتور نظمي خليل أبو العطا
http://www.nazme.net/ar/?p=show_articles&id=104
2- كتاب شعر الرأس أحكام وفوائد ص 13
أقوال العلماء في تربية شعر الرأس
قال الشيخ خالد بن سعود البليهد : وقد اختلف الفقهاء في حكم إطالة الشعر هل هو سنة أم مباح على قولين :
1- أن إطالة الشعر سنة وهو المشهور في مذهب الحنابلة ، قال المرداوي في الإنصاف : ( يستحب اتخاذ الشعر على الصحيح من المذهب وعليه الأصحاب ) ، وقال ابن قدامة في المغني : ( واتخاذ الشعر أفضل من إزالته ، قال أبو إسحاق : سئل أبو عبد الله عن الرجل يتخذ الشعر فقال سنة حسنة لو أمكننا اتخذناه ) ، وحجتهم في ذلك إطالة النبي صلى الله عليه وسلم لشعره وفعله سنة وما روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من كان له شعر فليكرمه ) رواه أبو داود ، وما رواه ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض شعره وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال ( احلقوه كله أو اتركوه كله ) رواه أبو داود 0
2- أن إطالة الشعر عمل مباح ليس مسنونا ومنهم من رأى أن إزالته أفضل من تركه وهو وجه عند الحنابلة وقول مشهور عند الحنفية وقول ابن عبد البر وغيرهم وحجتهم أن عمل النبي صلى الله عليه وسلم من باب العادة لا يشرع التأسي به في ذلك ولم يرد من قوله ما يدل على سنيته ، واستدلوا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بجز الشعر واستحسن ذلك كما أخرج أبو داود والنسائي عن وائل بن حجر قال ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولي شعر طويل فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ذباب ذباب قال : فرجعت فجززته ثم أتيته من الغد فقال : إني لم أعنك وهذا أحسن ) ، وقال الطحاوي في مشكل الآثار ( فكان في هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد دل على أن جز الشعر أحسن من تربيته وما جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحسن كان لا شيء أحسن منه ، ووجب لزوم ذلك الأحسن وترك ما يخالفه) 0
الترجيح : والذي يظهر أن إطالة الشعر للرجل مباح ليس سنة للوجوه الآتية :
1- أن معنى الجبلة والعادة ظاهر في هذا التصرف فالنبي صلى الله عليه وسلم فعله فيما يظهر مجاراة لعرف قومه ، فهذا الفعل ليس تكليفا ولا يظهر فيه قرينة تدل على أن الشارع قصد به معنى يرجح كونه قربة كالتيامن أو التميز عن الكفار أو عن النساء أو لمنع وسيلة لخلق مذموم ونحو ذلك ، والفعل إذا خلا من هذه المقاصد صار من جنس باقي الأفعال التي تفعل بمقتضى الجبلة ولم يضف إليها الشرع حكما تكليفيا ، والمقرر عند أهل الأصول أن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة شرعي وجبلي وقسم بينهما متنازع فيه يختلف الفقهاء في حكمه وتتجاذبه الأدلة وهذا الفعل منها ( إطالة الشعر) وما دام أنه خلا من المقاصد والمعاني الشرعية صار إلحاقه بالفعل الجبلي أولى من الشرعي 0
2- النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب لا تدل على الأمر مطلقا فلا يستفاد منها استحباب إطالة الشعر إنما هي على سبيل الإرشاد والأدب في حال خاصة ، فحديث ( من كان له شعر فليكرمه ) فيه إرشاد من كان له شعر طويل إلى تنظيفه ودهنه وتسريحه والاعتناء به ولا يدل على حث المسلمين على إطالة الشعر لأن الإكرام خاص لمن كان له شعر فغاية ما في هذا النص الحث على النظافة والطهارة وحسن الهيئة لمن أطال شعره فالإكرام سنة لإطالة الشعر ، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أبا قتادة بذلك روى النسائي في سننه عن أبي قتادة ( أنه كان له جمة ضخمة فسأل النبي صلى الله عليه و سلم فأمره أن يحسن إليها وأن يترجل كل يوم ) ، وفي رواية ( قلت : يا رسول الله : إن لي جمة أفأرجلها ، قال : نعم أكرمها فكان قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين من أجل قوله : أكرمها ) ، وكذلك الحديث الآخر ( احلقه أو اتركه ) لا دلالة فيه أيضا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في سياق الرد والإنكار على من فعل القزع فأراد أن يبين أن المشروع للمسلم أن يترك شعره كله أو يحلقه كله أما حلق بعضه وترك بعضه فلا يجوز له فعل ذلك لأن فيه تشبه باليهود ولأنه مثلة فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم فيما يظهر بيان حكم إطالة الشعر ابتداء وأنه سنة ، بل فيه دليل على عدم مشروعية إطالته لأن النبي صلى الله عليه وسلم خيره بين الحلق والترك ولو كان الترك سنة لما خيره ولكان أرشده إلى الترك 0
3- مما يرجح كونه مباحا حلق النبي صلى الله عليه وسلم شعره في النسك فلو كان إطالة الشعر سنة مطلقا لما حلق شعره في النسك ولأبقاه دائما ، وترغيب الشارع في حلقه وتقصيره في النسك يشعر أن إبقائه في غير النسك فعل مباح لا مشروعية فيه 0
4- لو كان إطالة الشعر مشروعا مقصودا من قبل الشارع لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى ذلك كما أرشدهم إلى إرخاء لحاهم ، أو بين لهم علة تدل على مشروعيته ، ولكن لا يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم شيئا في ذلك بل روي عنه أنه حلق أبناء جعفر بن أبي طالب بعد موته واستحسن حلق وائل بن حجر لشعره الطويل ، فشعور الإنسان من حيث الحكم ثلاثة أقسام :
القسم الأول : أمر الشرع بإبقائه كاللحية 0
القسم الثاني : أمر الشرع بإزالته كشعر العانة والإبط والشارب 0
القسم الثالث : سكت عنه كشعور اليدين والرجلين والبدن وشعر الرأس داخل في ذل 0
والحاصل أن إطالة الرأس عمل مباح لا يتعلق به ثواب ولا عقاب من حيث أصله فليس إطالته طاعة ولا حلقه معصية إلا إذا اقترن به قرينة تدل على مدحه أو ذمه شرعا وكذلك الحكم في حلقه. ولذلك يستحب حلقه في النسك ويحرم حلقه تقربا في غير النسك ويحرم إطالته تشبها بمن ينهى التشبه به ويباح إطالته موافقة للعرف وقد يسن ذلك 0(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع صيد الفوائد http://www.saaid.net/Doat/binbulihed/58.htm
محمد فنخور العبدلي متواجد حالياً   رد مع اقتباس