عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2011, 12:02 PM   #1
مشرف قسم المستشرقين
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 724
افتراضي معركة عنيزه ضد حملة خورشيد باشا 0

بسم الله الرحمن الرحيم


معركة عنيزة ضد حملة خورشيد باشا
=====================




بين المصادر النجدية والوثائق التركية المصرية

تمهيد : تعتبر حملة (خورشيد باشا) على نجد أهم حملات محمد علي باشا (حاكم مصر) على دولة الإمام فيصل ابن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام (1254) ليثأر من هزيمة حملة إسماعيل بك ومعه خالد بن سعود في الحوطة والحريق عام (1253) .
ليقضي على الدولة السعودية الثانية في الجزيرة العربية .
فقد وصل خورشيد بحملتة (الحناكية)حيث وفد عليه كثير من رؤساء قبائل شمر وحرب وعنزة وعتيبة وقحطان وسبيع معلنين ولاءهم وطاعتهم له خصوصا بعد الحملات التأديبية التي شنتها قوات خورشيد ضدهم , حيث أرسل خورشيد قوة بقيادة (حسن اليازجي) لقتال القبائل حول الحناكية ونهبها .
وأمرهم أن يأتوا إليه بأذان من يقتلونهم , كدليل على صدق عملهم .
وتذكر الوثائق أن (خورشيد) وصله ثمانون من آذان المقتولين , وأنة أرسلها إلى المدينة وسجلت في ديوانها , وهذا العمل يرينا بعض ما صاحب الحملات من وحشية .

وفي صفر (1254) (أواخر1837م) بدأ (خورشيد) سير حملته من الحناكية إلى القصيم , وفي تقرير بعثه خورشيد إلى حكومته في القاهرة عن طريق سيرة من الحناكية إلى عنيزة - يذكرأنه قسم جنوده إلى قرقتين أو قسمين , كل قسم يغادر الموضع قبيل وصل (وصول) القسم الآخر .
ويعلل (خورشيد) ذالك بقوله ( حتى لا يزدحم العسكر على الماء وعلى الطريق) ويذكر أنهم عسكروا في قرية (الرويضة) -شمال الرس - لعذوبة مائها ,وكثرة الكلإ والمراعي حولها .
ثم نزلوا (الشبيبية) (غرب عنيزة .. من الهامش) ثم توجهوا إلى عنيزة وقبل وصولهم إليها وفد على (خورشيد) عبد العزيز بن محمد آل أبوعليان أمير بريدة , ومعه أمراء قرى القصيم يطلبون الأمان ويقدمون له الطاعه التامة .

أما أمير عنيزة يحي بن سليم فيذكر أنه لم يأت لأنه خائف من مغبة ما عمله من مخالفة
_ دون ذكر نوع المخالفة- (لعل المقصود بالمخالفة قتل يحي السليم عبدالله الجمعي الموالي للمصريين في عنيزة عام 1239 وتولى إمارة عنيزة .. من الهامش) بل أرسل أخاه بدله , طالبا الأمان , ولكن خورشيد رده وأمر أن يأتي (يحي) بنفسه . وفعلا جاء يحي مع كبار أهل عنيزة طالبين الأمان .
ثم سار خورشيد ودخل عنيزة في يوم 20 صفر عام (12549) ونصبوا الخيام في المعسكر خارج البلد .


معركة عنيزة :

-------------


لم تمض ثلاثة أيام على وصولهم حتى حصلت معركة بينهم وبين أهل عنيزة , راح ضحيتها عدد من القتلى من الطرفين .

وقد أوردها بعض مؤرخي نجد وأهمهم ابن بشر بصورة غير التي أوردتها الوثائق .

فابن بشر يذكر أن سبب ذالك هو أنه سرق لخورشيد باشا وهو معسكر في عنيزة عمانيتان من الإبل ,فأتهموا بذالك أهل عنيزة , ووضع خورشيد حرساً في الليل فصادفوا رجلاً خارجاً إلى مزرعته فأمسكوه هو و والده وقتلوهما .
فعلم بذالك أمير عنيزة يحي السليم .فأمر أن ترمى جثتهما(جثتيهما .. الناقل) عند خيمة خورشيد , ليراها , ويتأكد مما فعله جنده , ثم جاء أمير عنيزة إلى خورشيد ومعه سلاحه -كالعاده - (عند أهل نجد .. الناقل) فلما أراد الدخول على خورشيد نزع حراس خورشيد السلاح من يحي , لأن العادة عندهم عدم الدخول على القائد أو الزعيم بسلاح , فظن خادم يحي أن معنى ذالك أسر الأمير وقتله , فهرب إلى البلد وصاح : أميركم قتل !!
وكان هناك عدد من العسكر في داخل سوق عنيزة , يبيعون ويشترون , فنهض عليهم أهل البلد , وقتلوا كل من وجدوا منهم .
وعلم يحي السليم , بالأمر , وهو عند خورشيد باشا , فاحتال , وهرب إلى داخل البلد فوصلها بسلام .
ثم نهض العساكر فقتلوا من وجدوه من الأهالي خارج سور عنيزة , وعددهم خمسون , بينما قتل الأهالي من العسكر تسعين رجلا .
واستمرت الحرب بين الطرفين ثلاثة أيام ثم وقع الصلح بينهم .
(المصادر النجدية .. الناقل)


أما الوثائق (التركية المصرية .. الناقل)

---------------------------------------


فترويها بصورة أخرى , بناء على التقرير الذي أرسله خورشيد باشا إلى حكومته في القاهرة .
حيث ذكرأنه في اليوم الثالث لنزولهم عنيزة نزل جندي من الترك إلى سوق عنيزة داخل البلد ,
فحصل بينه وبين أحد البادية نزاع من أجل كرم (عنب) أدى إلى قيام الجندي بقتل هذا البدوي , فما كان من أهل البلد إلا أن قاموا وقتلوا الجندي التركي .
وبهذا شب القتال بين أهل البلد وباقي العسكر , وأغلقوا أبوابها , وبادروا إلى أسلحتهم , واحتلوا السور , والبروج المحيطة به .
عند ذالك أمر خورشيد بنصب ثلاثة مدافع في ثلاثة أمكنة , وأمام ثلاث جهات في عنيزة أحداها أمام (الباطن ) (البويطن .. من الهامش) والثاني أمام ( قصر الصفا) . والثالث في مكان لم يعينه ,كما قام بعض الفرسان باحتلال بعض البساتين وبروجها .
ونشب القتال بين الطرفين , وأخذت المدافع تضرب سور المدينة بعد أن قام الأهالي بإطلاق النار من بنادقهم على العسكر , واستمر ذالك يومين وليلة , ويذكر أن اهل البلد كانوا يحاولون الخروج من السور , والهجوم على العساكر فتتلقاهم الفرسان الذين في البساتين القريبة من السور فتجهز عليهم .
ثم يذكر أن القتال أسفر عن قتل مئة من أهل البلد , قتلوا عند خروجهم , وعن مئتي قتيل قتلتهم المدافع , كما انهدت بعض البروج , وجزء من السور , وأنه أراد تدمير البلد بكامله لكنه تراجع لأن البلدة مركز تجاري كبير في المنطقة , يختلف إليه التجار من بغداد والشام , ويقصده الأعراب ببضائعهم , وفي تدميره خسارة على هاؤلاء من ناحية , وضرر على طريق إمداد الحملة بالمؤن والذخيرة .
ثم يذكر أن أهل البلدلم يلبثوا أن طلبوا الأمان فأجيب طلبهم , بعد أن قتل من العسكر اثنا عشر قتيلا وثمانية عشر جريحاً .





منقول// من تأريخ عنيزه000


بحث قام به ..
الدكتور محمد بن عبدالله السلمان
ونشر في مجلة العرب (ج 10,9 س 22 الربيعان 1408 للهجرة)
حميد الرحبي متواجد حالياً   رد مع اقتباس