المكرّم الشيخ أبو مشاري الرفدي سلّمك الله وحفظك بحفظه تتبعك لما ينشر في موقعك والإضافات والتصويبات التي تصدر منك تجمّل القبيلة لأنك تركّز على الصحيح وتسعى للواقع وتبتعد عن المبالغات
والمشكلة التي نعاني منها هي بث إشاعة من قبل أشخاص أما جهلاء أو أصحاب غايه ثم تسري هذه الأشاعة في مجتمع القبيلة ثم ترسخ بأذهان العامه وتصبح مسّلم بها وكأنها صحيح
وبالنسبة لمصاهرة الأشراف فالذي علمناه أنهم يتزوجون من القبائل ولكنهم ما يزوجونهم وفي العصور الماضية كانت قبيلة عنزة تحت حكم الأشراف بموجب أن ديارهم ضمن الديار التي يسيطر عليها الأشراف وحيث أن عنزة قبيلة قوية والحكام عادة يحاولون التقّرب للقبائل القوية عن طريق المصاهرة فأنه يحصل أن يتزوّج الحاكم كما نراه ونحن لا نستغرب أن يكون عنزي أخذ من الأشراف ولكن نرغب اسناد الخبر كما ذكرت يا أبو مشاري لأن الخبر الذي ذكرته اسندته عن أبن الأثير ومع الأسف هناك أخبار تنتشر دون مصدر وهي كذب وتفشّل القبيلة أكثر من كونها ترفع شأن القبيلة
ارسل لي أحد الأخوة عن طريق الوات ساب قصاصة من صورة صفحة كتاب يقال أنها من كتاب مروان بن بشر الأسدي وكتب الذي اسند إلى هذه الصفحة ما يلي ( أول من أشار إلى الدّحة في معركة ذيقار وسماها صيحات عالية هو مروان بن بشر الأسدي من أهالي القرن الثالث الهجري ومعاصر ل هشام أبن الكلبي 204هـ والوليد بن الحصين المشهور بالشرقي ابن القطامي 155هـ ) ثم يحلل كاتب الخبر فيقول ( فهي ليست فنون شعبية بل لعبة حرب قام بها بنو بكر بن وائل بن قاسط ضد الفرس )
وأقول أن أسم الدّحة اسم واضح وصيغت لعبها واضحه ولا علاقة لها بالصيحات فهي تصفيق بالكفوف وفحيح ونحيط بالصدور وليس فيها أصوات عالية وغير مفهومة والأصوات التي تصدر في لعبة الدّحة هي صوت الشاعر المنشد الذي ينشد شعر الدّحة ويردون عليه رجلين ( هلا هلابك يا هلا لا يا حليفي يا ولد ) وهذه أصوات مفهومة ومع الأسف هذا الرجل الذي يحلل صيحات الحرب حيث ينتخون الفرسان ويتناخون وتكثر الأصوات من صهيل الخيل وقعقعة السلاح وهذه ليس دحّة لأنها ما تحدث ألا في ساعة عصيبة أما الدّحه فهي لعبة فرح تلعب بالمصنّع والراية والطهر والعرس والذين يلعبونها عزّل وليس هم في حال حرب وهنا نوضح أسباب اقامة الدّحة
1- العرس حيث أن أهل المتزوّج يضعون مجسم على مقدم عمود البيت الأمامي يسمّى مصنّع يتألف من أعواد مكسوه في قماش ملوّن أو أبيض والهيكل يكون على شكل صليب وهذه أشارة وأعلان لرجال القبيلة ونسائها أن صاحب هذا البيت عنده فرح وعندما يطلعون عليها يتعالمون ويحضرون بالمساء ويقيمون اللعبة وهي كما اشرنا تصفيق بالكفوف وحركات وفحيح ونحيط وهي تبدأ بقصيد الشاعر والرواديد وهكذا المصنّع وهو لعبة فرح وهي في الأصل لعبة شعبية ولا علاقة لها بذيقار ولا في بكر بن وائل
2- الطهر وهو كانوا البادية يقل النسّل عندهم بسبب صعوبة معيشتهم وهم بحاجة إلى التكاثر وعندما يلد لأحدهم غلام يضع على مقدم البيت نفس المصنّع ويحضرون رجال ونساء الحي فيقمون الرجال الدحّة ويكونون بالهواء الطلق خارج البيت بينما النساء في داخل البيت ويقول أحد الشعراء ( حنا جيناكم سرايه ونحسب مصنعكم رايه ) وهكذا فهي لعبة فرح وليس لعبة حرب لأن الحرب مافيه لعب
3- الرايه وهي عندما يحصل لأحد أبناء أمرأة أو أخوانها سؤ من مرض وغيره أو غياب فأنها تنذر أنها تغز رايه لله سبحانه وتعالى أن أنجى فلان أو أن عاد فلان وعندما يبرأ المريض أو يعود الغايب فأنها تحضر رقعة قماش بيضاء وتضعها على عصا وتربطه بعمود البيت الأمامي ويشاهدونه رجال الحي فهو بمثابة دعوه لهم حيث يحضرون ويقيمون اللّعبة وهكذا أسباب أقامة الدّحة
أما ما يخص الحرب فأن بكر في ذيقار صار عندهم تعبئة وصدرت أصوات أثناء انتظارهم لهجوم الفرس حيث أن أبن سيّار زعيم بني عجل الذي قاد المعركة قطّع وذن الهوادج الذي تركب بها النساء وقال ( كل منكم يدافع عن حليلته ) ونصب قبّة في بطحاء ذيقار وقال ( لن أفر حتى تفر هذه القبة ) وخطب في بكر وشجعهم وتكلّم عدد من رجال بكر وبدأت بعض النساء بأهازيج وأنشدوا الشعراء قصائد حماسية من الشعر العربي الفصيح ومنهم صناجة العرب الأعشى ميمون بن قيس البكري ومعركة ذيقار مشروحة كافة فصولها في جميع المصادر ولا أحد يستطيع يضيف لها أضافات بعد مضي أربعة عشر قرن ونصف وقبيلة عنزة شاركت ضمن جمع اللهازم وبكر ما تعرف الدحّة منذ أن خلقت إلى اليوم ولا يفكّر أحد أن بكر ليس لها وجود أو أنها هي عنزة فهذه من أكاذيب العصر حيث أن بكر موجوده معظمها بالعراق وقبيلة عنزة منذ هجرتها لخيبر هي من أقوى القبائل ولها تاريخ ومفاخر وأمجاد ليس منها الدحّة والدحة لعبة يلعبها الكثير من القبائل وللحقيقة فأن المناويخ والحروب الذي خاضتها عنزة في العصر القريب مثل الجميمة وغيرها ما وجدت من رواة عنزة وشيابها من ذكر أنهم دحّوا لذلك فأن الكذب والتزييف والتحريف والتزير والتخيّل والتكهن فهو معيب أن يلصق بعنزة لأنها لست بحاجة للكذب ومن وجد مصدر يذكر أن الدحّة بذيقار عليه أن يشير له والحق على بعض الشعراء الذين يقولون أنهم دحّوا للمنذرية وهذا باطل ومعيب لأن المنذرية ما جت تبي اللعب بل جت تبي الرجال يبذلون أرواحهم وليس يصفقون بأكفهم واقسم لكم بالله أنني عندما أسمع من يربط الدّحة في ذيقار فأني اطرق خجلاً فكيف وصل بنا هذا الأمر أن نزوّر على قبيلتنا ونعترّض للنقد والمؤرخين الذين كتبوا فصول معركة ذيقار ما يمكن يتجاوزون معلومة من فصول تلك المعركة وهم وصفوها وصف دقيق من بدايتها إلى نهايتها فلماذا ما ذكروا الدّحة ؟ ومع الأسف أصبح بعض الذين يسفهون في عقول أبناء قبيلة عنزة مثل الدكتور عيد اليحى ومن صدّقه فهو صار يغذي الخرافة ويؤصلها ولا نقول ألا حسبنا الله ونعم الوكيل
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-02-2022 الساعة 09:42 AM
|