ـ 14 ـ
36 ـ قال الكاتبُ: [يقولُ القطامي الشاعر التغلبي في النمر بن قاسط وقد أصبحوا جزءاً من تغلب... ] ص 40
1 ـ لا أدري: من أين جاء الكاتبُ بـ[أصبحوا جزءاً من تغلب]؟! هل يَلْزَمُ من مَدْحِ القُطامِيُّ لهم أنْ يكونوا قد دَخَلُوا في تغلبَ؟!
2 ـ على أنَّ الكاتبَ أَسْقَطَ أبياتاً من القصيدةِ ما كان يَنْبَغِي له إسْقاطُها!! فهذه القصيدةُ قالَها القُطامِيُّ يَمْدَحُ بها تغلبَ قومَه والنَّمِرَ بنَ قاسطٍ وبكرَ بن وائلٍ، يقولُ:
ولَوْ ثَوَّبَ الدَّاعِي بشَيْبانَ زُعْزِعَتْ = رِمَاحٌ، وجَاشَتْ مِن جَوَانِبِها القِدْرُ
لُجَيْمِيَّةٌ خَرْسَاءُ أو ثَعْلَبِيَّةٌ = يَحُشُّ حُمَيَّاها المَسَاعِرَةُ الزُّهْرُ
هُمُ يَوْمَ ذِي قارٍ أَنَاخُوا فَجَالَدُوا = كَتَائِبَ كِسْرَى بَعْدَما وَقَدَ الجَمْرُ
فهذا ما أَسْقَطَ الكاتبُ، فهل يَرَى ـ أيضاً ـ أنَّ بني ثَعْلَبةَ بنِ عُكَابةَ وبني لُجَيْمٍ (أي: بكرَ بنَ وائلٍ كلَّها عدا يَشْكُرَ!) قد أصْبَحُوا ـ في زَمَنِ القُطامِيِّ ـ جُزْءاً من تغلبَ؟!
3 ـ وبنو النَّمِرِ بنِ قاسطٍ الذين عَثَى الكاتبُ في تاريخِهم وأنسابِهم لَمْ يَسْقُط نَسَبُهم ولَمْ يَدْرُج اسْمُهم، بل ظَلَّ كيانُهم القَبَلِيُّ مُتَماسِكاً إلى القَرْنِ الرَّابعِ؛ يقولُ ابنُ حَزْمٍ: "وكان فيهم عَدَدٌ وشَرَفٌ، ثم قَتَلَتْهُم القرامطةُ بعد الثلاثِ مئةِ؛ فافترَقُوا في قبائلِ العربِ، ولَمْ تَجْتَمِع لهم حِلَّةٌ بعدها".
4 ـ أمَّا صِلَتُهم ببني تَغْلِب... ففَضْلاً عن أنَّ النَّمِرَ عَمُّ بكرٍ وتَغْلب فقد كانت النَّمِرُ حُلَفاءَ لتَغْلِب منذ حَرْبِ البسوس، وفي حروبِ قيسٍ وتَغْلِب في صَدْرِ الإسلامِ ـ التي عاشَها الأخطلُ والقُطامِيُّ ـ فقد جاءَ النَّصُّ صريحاً في صِلَتِهم فقال شارحُ شعرِ الأخطلِ: "إنَّ جُشَمَ بنَ بكرٍ لَمْ تَجْتَمِع أحلافُهم من النَّمِرِ". ( وقع في هذا الموضع من شرح شعر الأخطل: "بكر بن جشم"، وهو تحريفٌ ).
ـ يتبع إن شاء الله ـ