عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2021, 07:26 AM   #1
صاحب الموقع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 10,236
افتراضي هل تأسست لعبة الدّحة في معركة ذي قار كما أشيع ؟

هل تأسست لعبة الدّحة في معركة ذي قار كما أشيع ؟

ومضاف لهذا المبحث مبحث آخر بعنوان
( معركة ذي قار الفرق بين التاريخ الصحيح وبين الخرافات وتلفيق الحكواتيين )
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
حسب اطلاعي وخبرتي وبحوثي في أنساب وتاريخ واحداث وعادات وتقاليد قبيلة عنزة خاصة وقبائل ربيعة عامة من خلال مشوار طويل من الزمن يسرني أن اوضح في هذا المبحث واقع لعبة الدحّة بحيث انتشرت في هذا الوقت اشاعة مفادها أن لعبة الدّحة تأسست في معركة ذي قار الشهيرة وأنها خاصة لقبيلة عنزة ولنفي الدعاية التي روّج لها وتصحيح المفهوم اقول مستعيناً بالله أن الخبر الذي ليس له مصدر ما يصح الترويج له واعتماده والتكهنات التي من دون دليل ما تصدّق لذلك افيد من أخذ بهذه الرواية وصدّقها أن قبائل عنزة قبل الإسلام كانت ثمانية قبائل معروفة في العصر الجاهلي وهي :
1- بنو وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن اسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .
2- بنو جسر بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .
3- بنو طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .
4- بنو سعد بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .
5- بنو هميم بن عبد بن ربيعة بن تيم بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار
6- بنو جلان بن سعد بن محارب بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .
7- بنو الدول بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة نزار .
8- بنو محارب بن صباح بن عتيك بن اسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعه بن نزار .

وبداية نشأت قبيلة عنزة في مطلع القرن الثاني الميلادي وكانت ضمن قبائل ربيعة بن نزار في تهامة الحجاز ثم انحدرت إلى نجد وسكنت في نجد شرقي منطقة العارض ( الرياض ) حالياً ومن ديارها : وادي نعام وبرك وبريك والمجازة والهدار وماوان والأفلاج ثم نزحت للعراق وبقي منها عوائل من قبيلة بني هزّان في مناطقها القديمة ولا تزال والذين هاجروا من عنزة للعراق سكنوا في عين التمر بمنطقة الأنبار شمال العراق وعندما جاء الإسلام دخلت العرب بالإسلام وتفرقت القبائل والشعوب في الأقطار العربية واختلطت الأمم وكانت القبائل بالعصر الجاهلي كل قبيلة تجتمع في منطقة معيّنة وعندما تأخت الشعوب وانتهت النزاعات والحروب واستقرت بعض القبائل في المدن والقرى والأرياف وتركت الحل والترحال وقبائل عنزة كغيرها من القبائل انتشرت أيام الفتوحات الإسلامية ومعظم مشاهير قبيلة عنزة الذين ورد لهم ذكر في التراجم والسّير عبر العصور من صحابة وتابعين ورواة حديث وقادة وعلماء وشعراء وشجعان ذكروا بالعراق وبلاد الشام ثم أن قسم من قبيلة عنزة نزح من عين التمر إلى خيبر في نهاية القرن الثالث الهجري وملكت نخيل خيبر واستقرت في منطقة الحرة اكثر من عشر قرون وهي عندما قدمت من العراق كانت قبيلة كثيرة العدد ومع مرور الزمن بقي من قبيلة عنزة حالياً ( ضنا بشر وضنا مسلم ) بحيث احتفظوا باسم الجد الأعلى لقبائل عنزة وكانت تجوّل في مناطق خيبر والعلا والمدينة المنورة إلى تخوم حايل وتيماء ثم انساح بطون من عنزة إلى نجد بعد القرن السابع الهجري وخلال هذه العصور المتعاقبة لم يرد بأي مصدر أن قبيلة عنزة كانت تلعب الدحّة وقد نشرت في كتابي بعنوان ( مصادر تاريخ وأنساب قبائل عنزة عبر العصور ) وبها أخبار قبيلة عنزة بالمكان والزمان ولم يرد ذكر للدحّة ثم هاجر بعض قبائل عنزة إلى بلاد الشام والعراق وهناك عرفت الدحّة بعد هجرتهم وتواجدهم في تلك الديار وحيث أن أول من هاجر من عنزة قبيلة الحسنة من المنابهة من بني وهب من ضنا مسلم ومن معهم من المنابهة وقد ورد لهم ذكر في بلاد الشام عام 1111هـ ثم هاجرت بطون من ولد علي والشراعبة من ضنا مسلم من عنزة في منتصف القرن الثاني عشر الهجري ثم هاجرت قبائل من ضنا عبيد من بشر من عنزة إلى بلاد الشام عام 1230 هـ ثم هاجرت قبائل من العمارات من بشر من عنزة إلى العراق والشام ثم هاجرت قبائل من الجلاس : الرولة والمحلف من ضنا مسلم من عنزة وبذلك يرجّح أن أول بدابة معرفة عنزة للدحّة في مطلع القرن الثاني عشر الهجري تقريباً بعد توغلهم في تلك الديار ومن ذلك الحين صاروا يلعبون الدحّة وصارت من تراثهم والعادات والتقاليد تنتقل من قبيلة إلى قبيلة والدليل أن لعبة القلطة ( المحاورة ) ما كانت تلعبها عنزة ثم في الوقت الحاضر انتشرت عند بعض قبائل عنزة وبرز من عنزة شعراء محاورة مبدعين في هذا اللّون من التراث والذي وجب نفيه هو ما أشيع أن لعبة الدحة تأسست في معركة ذي قار وهي حدثت في نهاية العصر الجاهلي ومضى على تاريخ حدوثها 1455 سنة ولم تذكر في شرح معركة ذي قار وبما أن الرواة ما يمكن يتوارثون رواية منذ ذلك التاريخ والمعروف أن قبائل ربيعة عامة ومنها عنزة منذ العصر الجاهلي ما تعرف لعبة الدحّة في جميع المناطق التي سكنت بها وعنزة طيلة وجودها في خيبر ما ذكر مصدر أنها تلعب الدحّة لذلك فأنها دعاية صنّفت في الوقت الحاضر ويجب على كل رجل واعي ومدرك ومفكّر أن يحكّم عقله ويفرّق بين الصّدق والكذب ولا يصدّق كل إشاعة تبث ألا بدليل موثق وقبل ثلاثين سنه نشر محرر صفحه شعبية في أحد الجرائد مقابله مع أحد الأدباء وتطرّق في مقاله للألعاب والألحان ومن ضمنها لعبة الدّحة فقال أن الدّحة لعبة تخص قبيلة عنزة وعقّب عليه المحرر وذكر بالهامش أن الدحّه تخص قبيلة عنزة والرولة والصلبه والحازم والشرارات وعندما اطلعت على هذا المقال شعرت أن الرجل عنده نقص في معلوماته أو أنه له هدف وعقبت عليه بمقال مطوّل وكتبت أن الروله من عنزة وأن الحازم من الفدعان من عنزة والشرارات قبيلة تلعب الدحّة أما الصلبه فأنهم ما يلعبون الدحّة ولا يعرفونها بل لعبتهم الحويدان والشمام وكتبت له أسماء القبايل من أهل الشمال الذين يلعبون الدحه وذكرت منهم : عنزة وشمّر وبني عطيه وبني صخر والشرارات والحويطات وبلي وجهينة والعظامات والشرفات والمساعيد والحجايا والعيسى وبني خالد والعدوان والسرحان واللهيب والعجارمة وبعض قبائل حوران وبعض قبائل الدروز والحوارنه وقبائل في الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين وحتّى بدول المغرب العربي والسودان واشرت لشريط فديو استقبال قبائل الأردن للملك حسين رحمه الله بعد عودته من رحلة علاجية حيث في الشريط خمس وعشرين قبيلة أردنية تلعب الدّحة وارسلت التعقيب للجريدة ولكن محرر الصفحة رفض نشر التعقيب وكتب أن الصحيح ما ذكر هو وكلمت مدير التحرير واجبره على نشر تعقيبي ونشره على مضض ثم بعد ذلك تتبّعت كل ما نشر بصفحته عن عنزة واتضح لي أن بعض كتاباته مسيئة لقبيلة عنزة ولا تخلوا من الهمز واللمّز وجمعت جميع ما كتب وعرضتها على مدير التحرير وأطلع عليها وقال اشكرك على أنك نبهتني وزاحه عن الجريدة وكنت اكافح كل من يتعرّض لقبيلة عنزة واذود عنها واوضح لمن تجهله الحقائق .
وبالنسبة للدّحة فأنها لعبة فرح وتلعب في ثلاث مناسبات :
1- المناسبة الأولى :
عندما يكون لامرأة غائب وتأمل حضوره أو مريض وتأمل شفائه أو لها مطلب تريد تحقيقه فهي حسب اعتقاد البدو في الزمان الماضي تنذر أنها ترفع رايه لوجه الله أن تحقق طلبها وعندما يتحقق طلبها تضع رقعه بيضاء على عمود البيت المقدم ويكون ذلك في القيظ ولا تلعب ألا بالليل والوقت سلم ليس فيه حرب والقبيلة مجتمعه على العد ويعتقدون أن وفاء نذرها لا يكتمل ألا في اقامة لعب وعندما يشاهدون رجال ونساء الحي هذه الراية يتوافدون بعد المغرب ويقيمون لعبة الدحّة وهذه تسمّى رايه والنذر مختص بالنساء فقط قال الشاعر :
حـنـا جيناكـم سرايـه *** وانحسب مصنعكم رايه
2- المناسبة الثانية :
نظراً لقلّة النسل عند البدو بالزمان الماضي بسبب ظروف الحياه القاسية فهم عندما يلد مولود ذكر لأحد رجالهم تفرح كل القبيلة وبعد أن يبلغ سن الفطام يأتي طبيب متجوّل يسمّى ( المطاهري ) معه أدوات الطهارة فيطهّر الطفل ويعمل أبو الطفل وليمه ويدعي عليها رجال القبيلة وكذلك يضع في مقدم البيت رقعة خضراء وتسمّى مصنّع ويجتمعون رجال القبيلة ويلعبون لعبة الدحّة قال الشاعر : يا جعل صغيركم يكبر *** يفك الطرش من الغاره
3- المناسبة الثالثة :
في حفل الزواج يضع أبو المتزوّج شارة كذلك على مقدم البيت وهي راية ويقيم حفل ويحضرون رجال القبيلة ويلعبون الدّحة قال الشاعر :
( اللي ما يجي للّدحة ** يا جعل قلبه بالقحّة ** يفك الريق بسفوفي
والشاعر ما قال اللي ما يجي للمعركة بل قال اللي ما يجي للّدحة وفي وصف معركة ذي قار عبارة تقول : ( فباتوا ليلتهم مستعدين للقتال ويتأهبون للحرب ) ولم يقول فباتوا ليلتهم يدحّون ؟ هل فاتت على المؤرخين ذكر الدحّة أو أنهم يتوقعون أنه يأتي جيل آخر الزمان ويضيفون لعبة الدّحه لمعركة ذي قار ؟
وصاحب البيت الذي يصير عنده أحد المناسبات الثلاثة يضع على مقدم البيت الأمامي الأوسط رقعة من القماش باللوّن الذي يختاره وتسمّى ( رايه أو مصنّع ) وهي مارية على أن هذا البيت عنده مناسبة ختان مولود ( طهارة ) أو لقصد وفاء نذر أو مناسبة زواج وعندما يشاهدون أهل الحي الراية فأن النساء تحضر والرجال يحضرون لإقامة الدحّة ولا تحين مناسبة اقامة هذه اللعّبة إلا بالليل ويكون الوقت قيظ والقبيلة قاطنه على آبار وفي عصر سلم ويتجمعون الرجال في مكان بعيد قليلاً عن البيت ويصفون ويتحاذون بالمناكب على شكل نصف دائرة ويصفّقون بالكفوف ويصدرون أصوات فحيح في الصدر أما النساء فأنهم يتواجدن داخل البيت أو أمامه قليلاً .
وقد كتب عن معركة ذي قار عشرات المصادر ومن الكتب الذي شرحت عن معركة ذي قار على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
1- كتاب العقد الفريد تأليف الفقيه أحمد بن محمد بن عبد ربه المتوفي سنة 328هـ .
2- كتاب تاريخ الرسل والملوك تأليف المؤرخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي سنة 310هـ .
3- كتاب الأغاني تأليف الكاتب أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأموي الأصفهاني المولود سنة 284هـ .ش
4- كتاب الكامل في التاريخ تأليف الإمام العلامة عمدة المؤرخين عز الدين أبي الحسن علي بن الكرم محمد عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري المتوفي سنة 630هـ .
5- كتاب معجم البلدان تأليف الرحالة الشيخ الإمام شهاب الدين أبي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي المتوفي سنة 626هـ .
6- كتاب العبر تاريخ ابن خلدون تأليف وحيد عصره العلامة عبدالرحمن بن محمد بن خلدون المتوفي سنة 808هـ .
7- كتاب أيام العرب في الجاهلية لمؤلفيه محمد ابو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي .
8- كتاب تاريخ العرب في عصر الجاهلية تأليف الدكتور السيد عبدالعزيز السالم أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة .
9- كتاب النقائض .
10- كتاب ديوان الأعشى .
11- كتاب موسوعة تاريخ إيران السياسي .
12- كتاب موسوعة تاريخ العرب بالجاهلية .
13- كتاب تاريخ /ممالك / دول/ حضارة .
14- كتاب تاريخ العرب قبل الإسلام .
وجميع المؤرخين الذين كتبوا عن معركة ذي قار ما منهم من أورد خبر عن لعبة الدّحة أطلاقاً .
وقد انتشرت اشاعة من بعض الذين يدعّون المعرفة حيث نقلوا معركة ذي قار من مكانها جنوب العرق إلى منطقة في شمال المملكة وأدعوا أنها حدثت بين طريف والقريات وقد توهموا لأنه يوجد أماكن بها بعض الاسماء مشابهة لأماكن في منطقة ذي قار والمنطقة التي في شمال المملكة كانت ضمن مملكة بنو كلب من قضاعة بالعصر الجاهلي ولا سكنت بها بكر ومعركة ذي قار حدثت في ذي قار قرب الكوفة في منطقة السواد جنوب العراق في المنطقة المحاذية لدولة الفرس ومن نقل موقع ذي قار من مكانه الذي حددوه جميع المؤرخين فأنه قد زوّر وحرّف التاريخ والتاريخ أمانة ولا يوجد عربي أطلع على تاريخ العرب يجهله موقع معركة ذي قار وحالياً نشأت على ذلك الموقع مدينة ذي قار وهي محافظة من محافظات العراق وقد أخطأ من توهم أن المعركة حدثت في منطقة القريات ومكان موقعة ذي قار حددته المصادر التاريخية .
ذكر المؤرخ الرحالة ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان ) في المجلد الثاني صفحة 312 قال : الحنو بالكسر ثم السكون والواو معرّبه وهو في اللغة كل شيء فيه اعوجاج ويوم الحنو من أيام العرب وحنو ذي قار وحنو قراقر واحد وذكر في المجلد الرابع الصفحة 293: ذو قار ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفه بينها وبين واسط وحنو ذي قار على ليله منه وفيه كانت الوقعه المشهوره بين بكر بن وائل والفرس ثم شرح عن معركة ذي قار كما ذكر ياقوت الحموي في المجلد الرابع أيضاً الصفحة 317و318 في رسم قراقر قال : القرقر الارض المستوية الملساء وقراقر اسم واد اصله من الدهناء وقيل هو ماء لبني كلب وقراقر قرب الكوفة وقراقر ماء لكلب قرب السماوة وقال السكوني : قراقر وحنو قراقر وحنو ذي قار وذات العجرم والبطحاء كلها حول ذي قار وقال نصر : قراقر موضع من اعراض المدينة لآل حسين بن علي بن أبي طالب وجاء في المجلد الثاني من تاريخ الطبري الصفحة 193 في شرح موقعة ذي قار قال : من ذلك ما كان من أمر ربيعه والجيش الذي انفذه إليهم كسرى ابرويز لحربهم فالتقوا بذي قار وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلٌم انه لما بلغه ماكان من هزيمة ربيعة لجيش كسرى قال : ( اليوم أول يوم أنتصف به العرب من العجم وبي نصروا وهذا دليل على أن العجم كانوا مسيطرين على العرب وجائرين عليهم والرسول صلّى الله عليه وسلّم أخذ دليل على أن نصر هذه القبيلة من ربيعة نصر لكل العرب ودعا لبكر فقال :
( اللّهم أجبر كسيرهم وأو طريدهم ولا تريني فيهم سائلاً ) .
ويوم ذي قار يسّمى يوم قراقر ويوم الحنو حنو ذي قار ويوم حنو قراقر ويوم الجبايات ويوم ذي العجرم ويوم الغذوان ويوم البطحاء بطحاء ذي قار وكلهن حول ذي قار . وقراقر التي في شمال المملكة هي ثلاثة مواقع متقاربه ولها ثلاثة اسماء وهي : 1- قراقر مخاط 2- قراقر أم العبي 3- قراقر أم النيران وهي أرض قيعه تشابه الخباري والحنو يبعد عنها حوالي سبعين كيلوا والقراقر الثلاثة كان بها آبار وموارد للبادية والذي نقل موقع معركة ذي قار من مكانها بالعراق إلى منطقة القريات قوله مردود عليه وليس له ما يبرره وهو خطأ كبير غلطّة كبرى لأن تاريخ العرب حفظ في مصادره .
والذين يدعّون أن الدحة متوارثة في ذي قار منذ ذلك التاريخ فأن حفظ الرواة محدود ولا يتجاوز قرن أو قرنين والأحداث القديمة إذا لم تكن مسجلة في مصدر فأنها ما يؤخذ بها ولا تصّدق وفي هذا العصر كثر الشعر في الافتخار بالدّحة من بعض الشعراء وبعض الذين يتحدثون في المحافل وبعض الذين يكتبون في وسائل التواصل وهم يرون انها رقصة حرب وأنها تخص قبيلة عنزة دون سواها والحقيقة أن من احتكرها لعنزة فقد هضم حق القبائل التي تلعبها ومن اختصر معركة ذي قار على عنزة فقد ظلم قبيلة بكر أبناء عم عنزة وهم مسعر الحرب في تلك المعركة وقد اطلعت على مراجع كثيرة وبحثت عن تراث قبيلة عنزة خاصة وقبائل ربيعة عامه وفي جميع الكتب الذي أطلعت عليها من تاريخ القبائل وأحداثها ما وجدت ذكر للّدحة وقد نشرت تفاصيل معركة ذي قار في كتابي وفي موقعي حسب ما جاء عند المؤرخين دون نقص أو زياده وسبق وأن شرحت عن الدحّة في كتابي منذ الطبعة الأولى إلى آخر طبعة وذكرت أنها من تراث قبيلة عنزة وذكرت صفتها ولكنني لم أجد لها تاريخ قديم بل ذكرتها على حقيقتها وكان الكثير من كبار السّن من عنزة أحياء عندما كتبت عن الدحّة وذلك قبل خمسين سنة ولا وجدت أي راوي من رواة عنزة ذكر لي أنها تأسست بذي قار ولا في أي حرب واتمنى أن الذين يكرروّن لعبة الدحّة في ذي قار ويجعلونها فخر أن يذكرون المصدر الذي ذكر هذا الخبر ومن يدعي أن الدّحة جفّلت الفيلة فأنه ما أحد يصدّقه ولا يجوز أن يصّنف لقبائل ربيعة تاريخ غير صحيح ونبرأ إلى الله من التضليل والاستخفاف بالعقول والزيادات في تاريخ العرب وهو غير صحيح لا طائل منه.
والغريب كيف يصفون ويدحّون والعدو قادم عليهم بهجوم يريد أن يستأصلهم ومن أراد معرفة فصول معركة ذي قار عليه أن يطلع على احداثها وسببها أن كسرى امبراطور فارس خطب هند ابنة الملك النعمان بن المنذر واعتذر النعمان عن تزويجه وطلب حضور النعمان ينوي قتله فخرج النعمان من قصره وطاف على قبائل العرب يبحث عمن ينصره ويحماه من كسرى ولا وجد من يدخله عن كسرى ثم نزل على بني شيبان وهم من أقوى قبائل بكر وكانوا في الأبلة بسواد العراق وحل عند هاني بن مسعود الشيباني البكري زعيم بني شيبان وهو من أمنع الرجال وودّع عنده حرمه وحاشيته وتحف قصره وخيوله وبغاله وهجنه واسلحته وذخائره وخزائنه لأنه وجميع ما ورثه من اسلافه آل منذر وذهب لكسرى يحمل له هدايا ويطلب منه العفو ولكن كسرى عندما وصل إليه قتله ثم أمر منصوبه على الحيرة أياس بن قبيصة الطائي أن يجمع تركة النعمان ويرسلها له وأرسل أياس إلى هاني يطلب منه تسليم ما خلفه النعمان ورفض هاني تسليم ما استودع وجمع كسرى جيش من المرازبة وكتيبتا الشهباء والدوسر وعدد من فرسان العجم والعرب واجتمعت قبيلة بكر وقبيلة عنزة وكانت عنزة ضمن جمع اللهازم واستعدوا للحرب وكان شعارهم ( الدمار ولا العار ) وفي عزيمة الرجال والاصرار على الثبات والشجاعة هزموا جيوش الفرس ومن معهم من قبائل العرب وهذا فخر نفتخر به في ثبات جدودنا بالقتال في حربهم بذي قار والمعركة سبقها تعبئة وحث على الثبات من الخطب والمقالات حيث قام حنظلة بن سيّار العجلي زعيم بكر وقطع وضن هوادج النساء ونصب قبته في بطحاء ذي قار واقسم أنه ما يفر حتّى تفر القبّه وقد وجب أن أوضح الحقائق لأبناء قبيلة عنزة بأن الدّحة مالها علاقة بحرب ذي قار ولا في أي حرب لأن الحرب مقارعة الأعداء بالسيوف والرماح والنشّاب والقنا وجميع القبائل لها مآثر ومفاخر وأفعال تشّرف ولا يوجد من القبائل أحد يفتخر في لعبة ثم أن قبائل بكر متواجدة في العراق منذ ذلك الوقت إلى هذا العصر ولا يعرفون الدّحة بل لعبتهم ( الهوسة ) وهي لعبة حماسية اشتهروا بها أهل العراق وبني شيبان حالياً منهم قبائل في ديالي بالعراق ولا يزالون يعرفون باسمهم القديم وهم من بكر ولا يعرفون الدّحة وبنو عجل بن لجيم من بكر لا يزالون يعرفون باسمهم القديم وهم متواجدين الآن بالخميسية بالعراق ومنهم في أيران ولا يعرفون الدحّة وبني حنيفة من بكر منهم في منطقة العارض منذ ذلك التاريخ وهم ما يعرفون الدّحة وقبائل عنزة منها جاليات حالفت بعض القبائل ولا يعرفون الدّحة ومن عنزة قبائل انفصلت عن القبيلة وعرفوا باسم مستقل ولا يعرفون الدحة والحاضرة من عنزة ما يعرفون الدّحة . أما تفخيم الدحّة والافتخار بها وتصنيفها رقصت حرب وجعلها جزء من الحرب وأنها سبب الانتصار على الفرس اكبر قوّة بالمنطقة فأن كل ما قيل هو حكايات ينقلها شخص من آخر دون دليل ودون مصدر يشار له وليس لها أساس من الصحّة وتقول المصادر أن ركّاب الفيلة يحملون النشّاب وخشية أن يكثرون القتل في بكر فقد خططت قبيلة بكر أن يغير فرسان على الخيل ويباغتون الفيلة ويضربون خراطيمها بالسيوف فيصيبها الرّعب والخوف والفزع والهلع وتجفل وتدعس الذين امامها من الجنود وترمي الذين فوق ضهورها ونفّذوا فرسان بكر هذه الخطّة فذهلت الفيلة من الضرب وهجّت مذعورة بسبب قطع خراطيمها وليس بسبب اصوات الدحيح كما يصنفّون المصنفين . والمؤسف أن الذين كررّوا الفخر بالدحّة خيّل لهم أن النصر بالدحيح والفحيح وهذا تشويه للنصر وللقبيلة التي انتصرت وكيف بلغ تعمّد الإساءة بأنهم حوّلوا فخر الثبات والشجاعة إلى تصفيق ونحيط هذا شيء معيب والإشاعة الكاذبة ما تصير فخر ومعركة ذي قار الشهيرة معركة عظيمة من مفاخر العرب عامة ومن مفاخر قبيلة ربيعة ومن مفاخر قبيلة بكر خاصة وبعض الحكايات ما يقرها لا عقل ولا نقل ولا أدري ماذا يقصد من تصنيف أقوال تنسب للتاريخ وهي لست منه ؟ وهل احد يصّدق أن عنزة يتوارثون دحّة ذي قار منذ ذلك العصر ؟ ومن يرّوج للدعاية وينشرها ويضلل على الجهلاء فقد ارتكب خطأ فادح بحق القبيلة وتراثها وتاريخها ومع الأسف أننا نرى التاريخ يزوّر ونحن ننقل التزوير ونتفاخر به وهو ليس فخر ونحن عنزة فخرنا الحقيقي ليس في الدّحة بل في الأفعال ومن فضل الله سبحانه وتعالى أنني ذكرت مفاخر قبيلة عنزة في كتبي وشعري وكفاحي ضد من تعرّض للقبيلة ولم أذكر خبر ألا وله مصدر والدحة لعبة مثل العاب القبائل الأخرى والذي يرى أن الدّحة فخر فقد جانبه الصواب والذي يثير العجب والاستغراب كيف بعض الرجال يروي قصّة خيالية وهي عبارة عن اشاعة انتشرت وهي غير صحيحة وقبيلة عنزة عاشت في العصر الجاهلي ضمن قبائل ربيعة في تهامة الحجاز ثم انحدرت من تهامة إلى نجد وسكنت في برك ونعام وبريك والمجازة والهدار وماوان والأفلاج ومضّت ردحاً من الزمن ولا يزال منها عوائل في موطنها ثم انساحت إلى العراق وامضت عدة قرون ثم هاجر قسم من عنزة إلى خيبر وامضت أثنا عشر قرن وفي كل المدة التي أمضتها في تلك الديار ما يوجد راوي يتحدّث عن قصّة حدثت لقبيلة عنزة ألا ما ورد في المصادر والسؤال هل ما جرى على عنزة أي حدث عبر هذه الأزمنة ألا الدحّة ؟ هذه أكذوبة معيبة لقبيلة عنزة وأقول نعم الدّحة لعبة فرح ومن تراث عنزة والذين يروجون لهذه اللّعبة لو قالوا أنهم يدّحون بعد النصّر احتفالاً بالنصّر يمكن تقبل أما بعض الأقوال فلا يصّدقها أحد والغريب أن هذه الاشاعة انتشرت وصارت تروى بالمقاطع والذين يبثون هذه الأشاعة ما منهم من أشار لمصدر هل هو مصدر مكتوب أو قول راوي عاصر تلك المعركة ولكي يترك الجميع الدعاية الكاذبة ويركزون على أفعال عنزة الصحيحة ويكفيها فخر بالفعل الصحيح وجميع القبائل لها العاب ولا توجد قبيلة تفتخر بألعابها والحرب قال جاء بالمثل ( سلاح وهزيز رماح ) ؟ وللمعلومية فأن أهازيج الحرب الحداء على سرج الخيل أو على اكوار الهجن ولحن الحداء على طرق هذه الأحدية للشيخ الفارس غازي بن ظبيان شيخ قبيلة المحلف من الدهامشة فقد تغنّى بهذه الأحدية في أحد المعارك فقال :

أبـغـي إلـى صـاح الصيـاح *** والـبيض تـنخى ارجـالـهـا
أركـب عـلى بـنـت الـريـاح *** يــطــرب لـهـا خـيــالــهــا
أفــك خــلــفــات الــمـــلاح *** وأجـنـدل الــلـي جــالــهـا

ومن أناشيد التعبئة للحرب شعر الحنده وهي العرضة ولحنها على طرق هذا المقطع من قصيدة للشاعر مشرف الذّرب يقول :

يا أخـو بـتـلا باللقـاء مالـك مشادي *** كـنـك أبـو زيـد مـن لـح الـحـاحـي
حـامي الونـدات بـخشـوم الهنـادي *** مشبعين الذيب مع ضافي الجناحي
مـقـدم الـويـلان بـأيـام الـجـهــادي *** ترهـج المخلوق بأكـوان الصباحي
حـزموا وقت المغـيـرب بالـبـرادي *** يتبعون اللي بحربـه مـا استـراحي
ينطح الـلي كثـرهـم كثـر الجـرادي *** يسقي العـدوان مـن بـيـر المـلاحي

ومن شعر العرضة لون آخر على لحن هذه الأبيات من عرضة أهل القصيم قيلت بالشيخ أبا الخيل المصلوخي أمير بريدة ومنها :
هـيـه يا أبـو جـديـلـه *** عـلـى مـتـنــه تـثـّنــا
الـهـنـوف الجـمـيـلـه *** تـنـقش الـكـف حـنّــا
الـمـوازر نـشـيـلــــه *** وأن جـلا الضيم عـنـا
نحـمـد الـلـه جميـلـه *** شـيـخـنـا صـار مـنـا
نـافـلـن كـل جـيـلـــه *** مـن سـلايـل مـهـنـــا
مـا رضـيـنـا بـديـلـه *** حـاكـمـن فـي وطـنــّا
يـا عـريـب الـقبيـلـه *** يـالـشـجـاع الـمـكـنّــا

وعند عنزة ألعاب غير الدّحة ومنها : السباق على الخيل والهجن وعلى الأرجل والتدريب على الطّعن في ضهور الخيل ورمي النيشان بالسلاح الناري والقفز على الحواجز والمطارح بين الرجال والألعاب التي يلعبها بعض الكبار والصبيان كثيرة أما الدحّة فقد ورد عن بداية تأسيسها قولين .
القول الأول :
يقال أن الصحابي الجليل دحية بن خليفة الكلبي وهو رجل مشهور وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام وشهد غزوة أحد وما تلاها من غزوات الرسول صلّى الله عليه وسلّم وكان تاجرًا غنيًا، ويضرب به المثل في حسن الصورة وبعثه الرسول صلّى الله عليه وسلّم برسالته إلى القيصر هرقل إمبراطور الإمبراطورية الرومانية يدعوه إلى الإسلام وحضر كثيرًا من الوقائع في فتوح الشام، وشهد معركة اليرموك فكان على كردوس. وشارك في فتح دمشق، وبعثه يزيد بن أبي سفيان إلى تدمر، فصالح أهلها على صلح دمشق. وتولى إمرة تدمر، ثم نزل دمشق، ووفد سنة 40 هـ الكوفة على الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسكن المزة وتوفي كان دحيّة يقضي وقت عند الروم يفاوضهم على أمور تخص الإسلام وعندما يعود من رحلته يستقبلونه بنو كلب وغيرهم من القبائل بالتصفيق والهتاف وهم يرددّون اسمه مع التصفيق ( ادحية ادحية ) ولهذا يقال تأسست الدحّة على رأي من يرى هذا الرأي بموجب تطابق اسمح دحية مع التصفيق ولكن المقصود هو هتاف وتصفيق بمقدم هذا الصحابي الجليل ولا يقصد من ذلك أنه لعب لأن الدحّة لعبة وحيث أن الصحابي دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه عاش في العصر الأول للإسلام وفي ذلك العصر ما يوجد العاب وعصره كان قد مضى له اربعة عشر قرن ولا يمكن أن تحفظ الرواة الدحة منذ ذلك الحين وحيث لم يرد عنها خبر وبني كلب كانت بالعصر الجاهلي لهم مملكة تمتد من السماوة بالعراق إلى تبوك بلاد مدين وعاصمتهم دومة الجندل في منطقة الجوف وملكهم أكيدر الكندي الذي اسلم على يد خالد بن الوليد رضي الله عنه وعندما حدثت الفتنة بين الإمام علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه كانت بنو كلب توغلت في بلاد الشام وناصروا معاوية ضد علي ووردت عنهم أخبار كثيرة ولم تذكر الدحّة.
القول الثاني :
من الروايات التي تذكر سبب الدّحة يقال أن قافلة سائرة في طريق ويقال أنهم حجاج كان عددهم قليل ولاحظوا أنهم مراقبين من قبل لصوص وعندما غشاهم الليل امرحوا واتفقوا على أنهم يصفقون ويصدرون أصوات لكي يعرفون اللصّوص أنهم كثيرين فيخشونهم وصاروا يدحّون وهربوا اللصوّص ثم انتشرت هذه اللعبه ولكن كل الروايتين ما يجزم بصحتهما . والذي استغربه هو أن بعض رجال العلم والمعرفة وبعض كبار القبيلة وبعض المثقفين والإعلاميين من رجال قبيلة عنزة أخذوا بهذه الحكاية وصدّقوها وهم يعلمون أنه لا يوجد كتاب يشير للدّحة في ذي قار وما اشيع ورسخ بأذهان الكثير من أبناء القبيلة هو استناداً إلى ما اشيع والواجب على الذي يكتب عن تاريخ ونسب القبيلة أن الا يأخذ بقول غير مسند لأن الكاتب يحمل أمانة ولا يكتب ألا الصحيح ولا يغش الذين تجهلهم الحقائق وأي خبر يختص بالتاريخ القديم لابد أن يسند إلى مصدر .
ولعبة الدحة تراث مثل القلطة والعرضة وليس لها تاريخ وما أضيف من أضافات على معركة ذي قار غير صحيحه ويجب الابتعاد عن الاجتهادات الخاطئة والذي يسمع تفخيم لعبة الدّحة يتخيّل أن قبيلة عنزة وقبيلة بكر ليس لهم فخر ولا مجد إلا بلعبة الدّحة علماً أن جيوش المسلمين فتحوا بلدان العالم أثناء الفتوحات الاسلامية وفخرهم للأمة العربية جمعاء وقد أطلعت على بعض الكتابات في وسائل التواصل التي تذكر أن المعركة على بني وائل وهم يعنون وائل بن قاسط وبني وائل ما يخص قبيلة بكر وحدها بل قبيلة تغلب من بني وائل وهي شاركت مع الفرس ضد بكر وقبيلة بنو عنز من بني وائل وهم في تهامة ولم يشاركون بالمعركة ولذلك فأن معركة ذي قار على بكر وعنزة بن أسد فقط ويجب أن يفهم الجميع أن الدحّة لعبة شعبية لم يرد لها ذكر بالعصر الجاهلي عبر التاريخ والذين يقولون أنهم توارثوها من أجدادهم فقد تقوّلوا على الأموات وقولوهم مالا يقولون ولا حول ولا قوة ألا بالله كيف يتوارثون رواية مضى على حدوثها اربعة عشر قرن ونصف علماً أن الرواة يختلفون في أحداث عصرها قريب جداً فهذا مناور العنزي الذي كان مع كوكبة الملك عبدالعزيز وهو عاش في القرن الماضي الذي عاصروه الكثير من الرجال فقد تقدّم له ستة عوائل من عنزة كل منهم يدعي أنه منهم وأخيراً اثبته الشيخ حمود بن صخيل المطرفي رحمه الله أنه مناور بن مريخة المطرفي وطالما أنه اختلف على رجل معاصر فكيف يصدّق البعض أن رواية دحّة ذي قار تناقلها الرواة منذ ذلك التاريخ ؟ كما اختلف الرواة على الذي أسر من رجال الهذال حيث قيل عبدالله بن هذال وقيل جديع بن منديل الهذال وقيل الذي أسرة الدويش وقيل الذي أسره الفرم ومع ذلك فأن الرواة يختلفون على أحداث عصرها قريب ولو رجعنا لما يتوارثونه الأجيال فهم يتوارثون النّسب وغير النسب أما الأحداث فأنهم يختلفون عليها فقد سمعت من الغلاط بين بعض الرجال على أحداث قريبة عهد ولا يتجاوز حدوثها قرنين فكيف يتناقلون خبر في العصر الجاهلي دون مصدر ؟ والغريب كيف أن رواية دحّة ذي قار تناقلها الرواة منذ ذلك التاريخ هل يعقل يا ترى وهل أحد يصدّق ؟ والصحيح أنهم ورثوا الدّحة لعبة تلعب بالعرس والنذر والطهر وليس لها علاقة بالحرب وقد كررت القول أن الدّحة لعبة شعبية لم يرد لها ذكر في ذي قار وذكرت ما اعرف عنها ولا استطيع أزوّر خبر تاريخي لم يرد له ذكر في أي مصدر وعندما ذكرت القول الصحيح لاحظت أن بعض الذين ضلل عليهم وصدّقوا الدعاية الكاذبة غضبوا من قولي ما يريدون الصحيح بل يريدون تصديق الكذب ومن نقل رواية على علاتها ولا محصها وتأكد منها فقد غش القبيلة ويعلم الجميع أن قبيلة عنزة قبيلة عريقة ولها أمجاد وأفعال صحيحة ولا تحتاج إلى تلفيق ومن جعل اللّعبة فخر فقط أخطأ ولا أحد يستطيع يدخل معلومات عن معركة ذي قار بعد أن شرح عنها مفصّلة في جميع المصادر والمراجع ولم يرد ذكر للّدحه وكيف انتشرت هذه الاشاعة واصبح يروّج لها وهي لست فخر لأن الفخر في الشجاعة والكرم والعرف والفهم وبعد النضر والعفة والشهامة والقيم والأخلاق الفاضلة واكرام الضيف وفك العاني وحماية المستجير واعزاز الجار والصّدق والأمانة وهذه كلها من صفات قبيلة عنزة وغيرها من قبائل العرب ومن تطرّق لأحداث ونسب وتاريخ لقبائل من ربيعه ووضع مفاخر تلك القبائل لقبيلة عنزة فأنه ما يجوز لأن كل قبيلة لها مكتسبات وعنزة غنيه عن كل ما ليس لها فهي لها افعال في كل العصور ونحن بحاجه إلى من يوثّق افعال قبيلة عنزه الصحيحة لا من يزوّر نسبها وتاريخها وأفيد الجميع أنني ما استطيع اوثق خبر غير مسند لأنني حملت أمانه وأنا مسئول عنها إمام الله وأمام خلقه وهي أمانة تحتم على الباحث تحرّي الصّدق ونفي الاشاعات وقد سرت في طريق وملزم أن أصل إلى نهايته واكمل مشواري لخدمة قبيلتي ولأني كنت المستهدف من الذين يوحون للعوام أنني أسأت لعنزة وأنهم يدافعون عنها مما دعاني إلى مواصلة كشف الزيف وقد تعرّضت لظلم ومكايد وحملة مغرضة وشكاوي كيديه ولكن الرجال المنصفين أصحاب الضمائر الحية الأتقياء الأنقياء يعرفون مواقفي ويثمنون جهدي لقبيلة عنزه وأنني صحّحت ونقّحت وتعبت وخسرت من مالي في جمع المعلومات وطباعة الكتب وشراء المراجع وسخّرت شعري وقلمي لقبيلتي والكل يعلم أنني ما طلبت تواقيع من أحد ولا بحثت عن واسطه وذلك لثقتي في مصداقية كتبي أما ربط لعبة الدّحة بذي قار فلا صحة له أطلاقاً أقولها أمرار وتكرار ولا أبالي والحقيقة التي يدركها كل مفكّر ومطلع على تاريخ معارك العرب يستغرب كيف تربط لعبة في معركة يشوه القبيلة التي انتصرت بذي قار .
ومن ضمن الأسئلة التي وجهت لي عبر الموقع عن لعبة الدّحة هذا السؤال :
س 4- سرت اشاعة أن لعبة الدحّة مرتبطه في موقعة ذي قار فهل وجدت مصدر يذكر هذا القول أو أنها من حكايات العوام ؟ وهذا الجواب :
ج 4- في هذا الزمن كثر التفاخر بالدّحة بموجب اشاعة بنيت على بعض الروايات التي كتبت بالنت وفي بعض وسائل التواصل ومعركة ذي قار من المعارك التي حظيت بقدر كبير من التدوين حيث لم يفوت على مؤرخ عدم ذكرها وقد شرحت في أمهات الكتب وهي معركة استعمل فيها الرماح والسيوف والنشاب ولم تكن في تصفيق الكفوف والّدح كما يتخيّل من لفّق هذه الحكاية وقد شرحت وبسطت كافة فصولها ومن خلال تمحيص الأخبار التاريخية لهذه القبيلة فأنني لم أترك شاردة ولا واردة إلا أوردتها ومع اطلاعي على آلاف المصادر لم أجد مصدر ذكر أن بداية الدّحة في معركة ذي قار وقبيلة بكر التي حاربت الفرس في ذي قار لا تعرف الدّحه عبر تاريخها وحيث أن قبيلة عنزة شاركت في معركة ذي قار مع بكر فأنها عرفت الدّحه في عصور قريبه وهي مجرد لعبه لم يكن لها أي تاريخ ولكنها من تراث قبيلة عنزة وبعض القبائل وأطلب من الذين يربطون الدّحة في موقعة ذي قار أن يذكرون المصدر الذي بموجبه ذكروا الدحة ومعركة ذي قار حسب تقادم عصر حدوثها فأنها ما تحيط بها الرواية الشفهية وأسأل الذين يدعون أن لعبة الدّحة تأسست في ذي قار أن لا يجعلونها مبهمة مجرد تصفيق بالكفوف وهز الكتوف وفحيح بالصدور بل يجب أن يذكرون مقومات الدحة وهي وجود شاعر واشخاص يردون عليه وفتاة تحوشي ولابد أن يذكر اسم الشاعر الذي ينشد ومنهم الذين يردون عليه ؟ وأظنهم يصنفّون أن شاعر دحّة ذي قار ( شاعر بكر الأعشى بن قيس صنّاجة العرب ) وسوف يقولون الرواديد ( هاني بن مسعود الشيباني زعيم بني شيبان وحنظلة بن سيار العجلي قائد بكر في معركة ذي قار ) وأظنهم سيقولون الفتاة التي تحوشي ( هند بنت النعمان الحرقاء ) بعد أن قتل أبوها وضاع ملكه تحوشي طرب هكذا يجب أن يكملّون الذين تمسكّوا بهذه الاشاعة طالما أنهم مصرين على الدّحة أنها تأسست في حرب ذي قار أقول لهم طالما أنها قصّة خيالية ولكي تكمل القصّة عليهم أن يشرحون شرح وافي .
وللمعلومية فأن المؤرخين الذين ذكروا الأشعار التي قيلت في معركة ذي قار لم يذكرون الشعر الذي ينشد في الدحّة وهو ( هلا هلابك يا هلا ليا حليفي يا ولد ) ؟ لأن العرب بالعصر الجاهلي وصدر الإسلام كانوا يتكلمّون باللغة العربية الفصحّى وشعرهم عربي فصيح ولم تنتشر العامية عند العرب ألا بعد اختلاطهم مع الشعوب من عجم وترك وكرد وأفرنج في العصر الإسلامي وسبق وأن قلت ملاحم مطولة وقصائد كثيرة افتخر في أفعال قبيلة عنزة وأوصّف الشجاعة والأقدام بالحروب وليس بالدحة وغيري من شعراء عنزة قالوا الكثير من الشعر في الفخر ولم يفتخر أحد منهم بالدحة لا الشعراء القدامى ولا الشعراء المعاصرين وقد جمعت في كتابي قطوف الأزهار وكتابي ديوان الوائلي وكتابي اصدق الدلايل وكتبي الأخرى عدد كبير من القصائد الفخرية وفي القصائد الفخرية ذكرت من برز من قبيلة عنزة من حكّام ومشايخ ومشاهير في العصور الماضية والعصر الحالي ومن عنزة رجال خاضوا معارك كثيرة مع جيوش الفتح الإسلامي وكل الغزوات والمعارك ما ذكر فيها دّحة فكيف صارت رقصت حرب وهي لعبة فرح كما اشرنا ؟ وقد سألت الكثير من الرواة من رجال القبيلة عندما يغزون ويحصلون على غنائم ويعودون كاسبين وغانمين ومنصورين هل يلعبون الدّحة ؟ فقالوا : إذا عادوا كاسبين فأنهم يسيرون داخل الحي على خيلهم أو على هجنهم ويهزجون بحداء تعبيراً عن النّصر وتخرج النساء من البيوت ويزغردن لهم ولكنهم حتى لو انتصروا فأنهم ما يلعبون الدّحة بحيث لابد أن يكون منهم قتيل أو جريح ويذكر أنه في أحد الغزوات انتصروا على القوم وأخذوا أبلهم فبدأ أحد الرجال يقفز ويقول ( يا حلو اليوم أخذنا القوم ) وكان أحد الرجال قد تعرّض لطعنة شقّت بطنه فرد عليه بقوله ( على ناس وناس ) وقد تتبعت أحداث المعارك والمناخات التي حدثت مع قبيلة عنزة وقبائل أخرى ولا وجدت راوي ذكر أنهم دحّوا في معركة واعيد وأكرر أن اشاعة لعبة الدّحة بذي قار لم أجدها بأي مصدر لذلك يجب ترك الرواية الغير مسندة ومن يعرف راوي بلغ من العمر أكثر من أربعة عشر قرن وهو عايش معنا فأنه قد عاصر معركة ذي قار اخبروني عنه لعلي اقابله واسمع قوله بأذني ولكن حتّى نوح عليه السلام عاش الف سنة ألا خمسين عام بينما معركة ذي قار مضى عليها 1445 سنة ولا يوجد راوي عاصرها وهو لا يزال عايش لذلك من جاب الخبر الذي يتناقلونه بعض الرجال يا ترى ؟ والذي يروّج لها ما نزل عليه وحي من السماء وهي كذبةٍ بيضاء مثل كذبة ابريل وليت لو تترك هذه الدعاية وعنزة وبكر نصرها بالسلاح وهمّة الشجعان وليس بالتصفيق وقلت عدد من القصائد توضيح لمن أخذ بالإشاعة غير المسنده :

قال من سجّل من اشعاره قطـوف *** يـبدع القيفان مـن فيض القريح
قلت جزل القاف والهزل محذوف *** وأهـدي المنظوم للـوجـه الفليح
من يريد الصّدق نعطيه الوصوف *** يفهم المظمون من عقله رجيح
البصير الـواعي المبصـر يشوف *** يدرك المقصود والقول الصريح
من وضع في جد عزوتنا صدوف *** ليت لـوهـو عن بحوثه يستريح
أصـلـنـا ثـابـت موثـّق ومعـروف *** حتى عند الـلي عبد دين المسيح
حنا عنزه يـوم كان الوقت خـوف *** نحـمي القطعـان بالـدو الفسيـح
من قبيله مـا تهـاب مـن الحتـوف *** مـن يلاقي جمعهـم ياقع طـريح
طبعنا ندعس عل روس الحظوف *** والضراغـم مـا يخـوفهـا النبيح
فعـلـنـا مبـطي مسجّل بالحـروف *** مـا نـبي تلفيـق يكفـينـا الصحيح
يوم حـرب الفرس كنا بالصفوف *** مع بـني بكـر حمينا الـلي تصيح
مجـدنـا مـاهـو بتصفيق الكفـوف *** ولا فـخـرنـا يا جـماعـه بالدحيح
ولا كسبنا المجد في هـز الكتوف *** والصـدور الـلي تـبـالـغ بالفحيح
الـمـفـاخـر بـالـرمـاح وبالسيوف *** وهمّة الشجعان في دحر النطيح
جـارنـا يـدلـه ونـفـرح بالضيوف *** يوم غلو الـزاد والمسعر شحيح
كـم منـا ريف من يشكي الظروف *** مثـل من صوّت بزاده في شبيح
الصخي عـز المحاويج الضعوف *** الكـريـم أبـو المحـرول والكسيح
نفتخـر بالـلي عـلى ربعه عطوف *** الحليـم وصاحب القـلب النصيح
ولا بـنـا عـن باقي الأجواد نـوف *** بالعـرب من طاب يظفر بالمديح
لا تـطـيـعـون المطـبّـل بالـدفـوف *** الحـذر يشظّى القبـيلـه كـل تـيـح
لا يـشق صفـوفكـم كـل مهـفـوف *** في عـلـوم الهيـف مكنونـه يبيح
دوم عـن فعـل النقـا نفسه عيوف *** مـا نفع محـرج ولا سـوّى مليح
بـس يسعّـى بـالـدياويـن ويـلـوف *** يرتعش وبكـل مجلس لـه نـفيح
في كـلام الـزور بالعـزوه يطـوف *** ويلفظ المنطوق بالهـرج القبيح
كـنّـه الـلي مسكنه وسط الكهوف *** أوكما اللي عادته نبش الضريح

وقلت هذه الأبيات لتبصير من تأثر بالإشاعات وصدّقها :
في كـل محفل نستمع هـرج ما يليق *** عـوج السوالـف بالوسايل يـذاعـن
راجـت عـلـوم ملفّـق الهـرج تلفيـق *** أفـكـاره لـبـدع الخـرافـة انـصاعـن
كيـف الخبـر ينشر مـزاري وتعليـق *** ويـروج ويصدّق بإشاعات شاعـن
بعـض العـلـوم تفـرّق الشمل تفريق *** مضمـونهـا خـلا القـرايـب تـلاعـن
أنـسابـنـا مـاهـي تحـالـف وتلصيـق *** من وقـتنا الحاضر لعصر الفراعـن
مـن زل سـديـنـا عـلـيـه المنـاطـيـق *** ولولا الكفاح أمجاد الأجواد ضاعن
الصّـدق يـعـرف عـنـد كـل المخاليق *** حيـث الحقايـق بالنـواظـر يـراعـن
فـخـرنا بالـلي زبنـّوا ناشف الـريـق *** حـمـوا بـنـاتـه يـوم بـالـدو سـاعـن
هاني دخـيلـه زبـنـه سـاعـة الضيق *** وشيخ اللهازم قطع بطن الضواعن
خوض المعامع بالـرماح المزاريـق *** وبحدود صفحات الهنادي مطـاعـن
أفـعـال شجعـان الـقـروم الـهـداليـق *** يـوم الغـوالـي كـالجـلايـب يـبـاعـن
النصّر ماهـو براحـة الكـف تصفيق *** بالشلف الـلي لقلوب الأبطال راعن
مـا نفتخر في قول ما يخوف الهيـق *** ولا يجفـّل الـلي بالحضايـر يعاعـن
وقلت هذه الأبيات في وصف واقع الدّحه الصحيح :
الـدحّـه تـلـعـب بالمصانـيـع والعـرس *** ماقيـل تلعـب فـي حـروب وكـوارث
الـدّح والـتـصـفـيـق مـا ذلـّل الـفـرس *** الـلي هـزمهـم سيف هـاني وحارث
حنضله بن سيار سيفه غرس غرس *** فـي صـفـحـة الهامـرز للكبـد فـارث
ما صار في ذي قار مكتوب بالطرس *** والمجـد لـه من سابق العهـد وارث
وقلت هذه الأبيات لتصحيح بعض
الأشاعات الخاطئة من الواجب أن نذكر الصحيح وننفى الخطأ:
يـالـذي تـكـتـب عـن الـعـزوه تـرفّـق *** افـهـم بـتـاريـخـهـا وأنشـد خـبـيـر
مـعـركـة ذي قـار مـا فـيـهـا تـلـفّــق *** فـي تاريـخ الطبـري وأبـن الأثـيـر
هـانـي المسعـود بالـمـوقـف تـوفـّق *** أدخـل الـعـانـي وفـك الـمـستـجـيـر
وجـمع بـكـر لنصـرتـه جـاه يتـدفّـق *** يـوم أبـن سـيّـار نـادى بـالـنـفـيــر
بـنـي بـكـر صـدّوا الفـرس المطفّـق *** وجيش أبن قبّاذ جاه اقشر مصيـر
واصبح جند الفرس للرّوح أيتشفّق *** عقب حـرب وضرب دوبح للمنيـر
مـا هـزمـه الـلـي بـكـفيـنـه يـصفّـق *** هـزم من الشلف والسيف الشطير
هذه عدد من المصادر فيها معارك بين عنزة وقبائل أخرى .
ولم تذكر بها دحّة .
1- كتاب معركة صفين : تأليف نصر بن مزاحم بن سيار المنقري التميمي الكوفي المتوفي سنة 212هـ فقد ذكر أنه أشترك اربعة آلاف مجحف من قبيلة عنزة في معركة صفيّن مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال أن عنزة من القبائل التي ناصرت علي والمجحف هو المدجج بالسّلاح حيث يلبس درع واقي من السهام وطاسه على الرأس ويحمل سيف ورمح وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الأبيات يتلهف على ربيعة :
يا لهـف نفسي قـتلـت ربـيـعـة *** ربـيـعـة السامـعـة الـمـطيـعــة
قـد سبقـتـني فـيـهـم الـوقـيـعـة *** دعـا حـكـيـم دعـوة سـمـيـعــة
مـن غـيـر مـا بطـل ولا خديعـه *** حـلـو بـهـا المنـزلـة الـرفيعـه
ولم يذكر بهذه المعركة دحّة .
2- كتاب تاريخ الموصل لأبو زكريا الأزدي المتوفي سنة 334هـ ذكر أنه في سنة 193هـ شدد الحسن بن صالح الهمداني والي الموصل على الأعراب وخرج بنفسه يطالبهم بدفع الصدقات والزكاة ولاحق قبيلة عنزة (؟) فاجتمعت معها بنو شيبان وكمنوا للوالي وقتلوه ثم ذكر : أن ربيعة كانت من أكثر القبائل تمرداَ واشغالاَ لوالي الموصل ولم تنتهي هذه الحادثة عند هذا الحد بل أدت الى ثارات بين اليمن ممثلة بالسلطة وبين ربيعة مما أدى الى انكسار الحلف اليماني الربعي القديم .
ولم يذكر بهذه الموقعة دحّة .
3- كتاب الكامل في التاريخ تأليف الإمام العلامة عمدة المؤرخين عز الدين أبي الحسن علي بن الكرم محمد عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري المتوفي سنة 630هـ فقد ذكر نتف من أخبار عنزة فقال : في سنة 253هـ كانت حرب بين سليمان بن عمران الأزدي وبين قبيلة عنزة وسببها أن سليمان أشترى ناحية من المرج فطلب منه إنسان من عنزة أسمه برهونة الشفعة فلم يجبه إليها فسار برهونة إلى عنزة وهم بين الزابين فاستجار بهم وببني شيبان واجتمع معه خلق كثير فنهبوا الأعمال وأسرفوا وجمع سليمان لهم بالموصل وسار إليهم فعبر الزاب وكانت بينهم حرب شديدة قتل فيها كثير وكان الظفر لسليمان فقتل منهم بباب شمعون مقتلة عظيمة فقال حفص بن عمر الباهلي قصيدة يذكر فيها الوقعة :
شهـدت مـواقـفـنـا نـزار فاحـمـدت *** كــرات كــل ســمـيــذع قــمــقـــام
جــاؤا وجـئـنـا لا نـفـيـتـم صـلـنــا *** ضـربـاً يـطيـح جـمـاجـم الأجـسـام
ولم تذكر بهذه المعركة دحّه .
4- كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب تأليف المؤرخ أحمد بن عبدالوهاب النويري المتوفي سنة 733هـ فقد تحدّث بأسهاب عن قبيلة عنزة وقال ينسب كل عنزي محرّك النون والعقب من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار فخذان وهما يذكر ويقدم أبناء عنزة بن أسد فمن يذكر فخذان : أسلم ومحارب ومن أسلم : بنو صباح وهو قر الليل والنهار وبنو جلان أبني العتيك بن أسلم ومن يقدم بن عنزة فخذان وهما: تيم ونصر أبناء يقدم ومن بني تيم بنو هميم بن عبدالعزي بن ربيعة بن تيم بن يقدم وتحدث في عهد الحجاج فذكر الحروب بين أصحاب شبيب وعنزة قال : ثم لقي شبيب سلامة بن سيار التيمي ، تيم شيبان ، بأرض الموصل ، فدعاه إلى الخروج معه فشرط عليه سلامة أن ينتخب ثلاثين فارساً ينطلق بهم نحو عنزة ليوقع بهم ، فإنهم كانوا قتلوا أخاه فضالة ، وكان فضالة قد خرج في ثمانيه عشر رجلا حتى نزل ماءً يقال له الشجرة وبه عنزة نازلون ، فنهضت عنزة فقتلوه ومن معه وأتوا برؤوسهم إلى عبد الملك فأنزلهم بانقيا ، وفرض لهم وكان خروج فضالة قبل خروج صالح ، فأجابه شبيب فخرج حتى انتهى إلى عنزة ، فجعل يقتل المحلة بعد المحلة حتى انتهى إلى فريق منهم فيه خالته قد أكبت على ابنٍ لها وهو غلامٌ حين احتلم ، فأخرجت ثديها إليه وقالت أنشدك ترحم هذا يا سلامة . فقال : لا والله ما رأيت فضالة مذ أناخ بأرض الشجرة . لتقومن عنه أو لأجمعنكما بالرمح ، فقامت عنه . فقتله وفي صفر سنة ست وستين وستمائة وصل الأمير ناصر الدين بن محيي الدين الجزري الحاجب من المدينة النبوية ، وكان توجه لاستخراج الزكاة والعشر ، فأحضر صحبته مائة وثمانين جملا وعشرة آلاف درهم فاستقلها السلطان وأمر بردها عليه ، ثم وصل بنو صخر ، وبنو لام ، وبنو عنزة وغيرهم من عربان الحجاز ، والتزموا بزكاة الغنم والإبل ، وتوجه معهم مشدون لاستخراج ذلك . هذا والسلطان على صفد لعمارتها .
ولم تذكر بها دحّة .
5- حروب ومعارك في صدر الإسلام حيث حدثت معارك وحروب كثيرة في العصر القريب من عصر ذي قار منها حروب الفتوحات الإسلامية ومع الجيوش العربية عناصر كثيرة من بكر ومن عنزة وكان المثنى بن حارثة الشيباني البكري المتوفي سنة (635 م وهو تابعي أسلم سنة تسع للهجرة، وكلفه الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه بقتال الفرس مع قومه قبل بعث خالد بن الوليد إلى العراق وخاض معارك .
ولم يذكر أنهم دحّوا .
6- حرب الثائر شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني زوج المرأة الشجاعة غزالة الشيبانية قائدة عسكرية كانت تحارب بجانب زوجها الذي أفحم الحجاج ودولة بني أمية عامين كاملين وهم في أوج قوتهم وقد قاتلت في تلك الحروب قتالا عجز عنه جميع الرجال في العراق وكانت فارسة تمسك بسيفها وتقاتل الرجال وضرب بشجاعة غزالة الشيبانية المثل وقد هرب عنها الحجاج وقال الشاعر عمران بن حطان العنزي يعيّر الحجاج :
أسـد عـلي وفـي الحـروب نـعـامـة *** ربـداء تجفـل مـن صفيـر الصافـر
هل لا وقفت إلى غزالة في الوغى *** بـل كـان قـلبـك فـي جناحي طـائـر
صـدعـت غـزالـه قـلـبـه بفـوارس *** تـركـت مـدابــره كـأمـس الآبــــــر

ولم يذكر بها دحّة .

7- حرب زايد بن مزيد الشيباني عندما قاد بني شيبان على الوليد بن طريف الشيباني في عصر الدولة العباسية وحدثت معركة كبيرة وهؤلاء كلهم من بني شيبان الذين أحتموا تركت النعمان وعصر ذي قار قريب من عصرهم
.
ولم يذكر في هذه الحروب دحّة .
8- كتاب الأكليل الجزء الأول تأليف العلامة لسان اليمن أبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني المتوفي سنة 355هـ فقد أورد خبر سنة 322هـ فقال : كانت عنزة في قدس قرب المدينة المنورة وحدثت معركة بين قبيلة عنزة وقبيلة أخرى ثم خرجوا إلى أعراض خيبر وذكر محقق الكتاب محمد بن علي الأكوع الحوالي أن عنزة بفتحات ثلاثة آخرها هاء وهو عنزة بن أسد بن ربيعة .

ولم يذكر بها دحّة .
9- كتاب تاريخ ابن ربيعة تأليف الشيخ الفقيه محمد بن ربيعة بن محمد العوسجي المتوفي سنة 1158هـ ذكر بعض الأحداث .

ولم يذكر الدحّة .
10- تاريخ أبن عباد تأليف : محمد بن حمد بن عباد العوسجي المتوفي سنة 1175هـ ذكر أحداث .

ولم يذكر بها دحّة .
11- كتاب كيف كان ضهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب لمؤلف مجهول ذكر أحداث .

ولم يذكر الدحّة.
12- كتاب الدرر والمفاخر في أخبار العرب الأواخر تأليف المؤرخ النسابة محمد بن حمد البسام التميمي المتوفي سنة 1246هـ ذكر أحداث .
ولم يذكر الدحّة .
13- مخطوطة أبن لعبون تأليف النسابه حمد بن محمد بن لعبون المدلجي الوائلي المتوفي سنة 1260هـ ذكر أحداث

]ولم يذكر بها دحّة .
14- المؤرخ الشيخ عثمان بن عبدالله بن بشر المتوفي سنة 1290هـ صاحب كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد فقد ذكر معارك كثيرة لقبيلة عنزة من سنة 1045هـ إلى سنة 1265هـ .
ولم يذكر بها دحّة .
15- مخطوطة تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق الشيخ المؤرخ عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البسام المتوفي سنة 1348هـ فقد ذكر أكثر من خمسين مناخ وغزوة بين بعض القبائل في نجد وبين عنزة من سنة 853 هـ إلى سنة 1273هـ . ولم يذكر بها دحّة .
16- كتاب تاريخ العراق بين احتلالين تأليف المحامي عباس بن محمد بن ثامر العزاوي فقد ذكر عدد من الوقعات في العراق بين عنزة وبعض القبائل وجيش الأتراك من سنة 1233 هـ إلى سنة 1303 هـ
ولم يذكر بها دحّه .
17- كتاب دوحة الوزراء في تاريخ بغداد الزوراء تأليف الشيخ محمد رسول الكركولي الذي عاش بالقرن السابع عشر والثامن عشر الميلادي فقد ذكر أحداث لقبيلة عنزة من سنة 1214هـ إلى سنة 1230هـ .
ولم يذكر بها دحة .
18- كتاب عقد الدرر فيما وقع في نجد من الحوادث في آخر القرن الثالث عشر والرابع عشر تأليف الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى فقد ذكر بعض الوقعات .

ولم يذكر الدّحة .
19- كتاب عنوان المجد في احوال بغداد والبصرة ونجد تأليف إبراهيم بن فصيح ابن السيّد صبغة الله الحيدري البغدادي المتوفي عام 1882م ذكر أحداث

ولم يذكر دحّة .
20- كتاب تاريخ الشيخ أحمد بن محمد المنقور المتوفي سنة 1125 هجري تحقيق الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر ذكر أحداث ولم يذكر دحة فقد ذكر أحداث لعنزة في نجد من سنة 1089هـ إلى سنة 1120هـ

ولم يذكر بها دحّه
21- كتاب الأخبار النجدية تأليف محمد بن عمر الفاخري وتحقيق الدكتور عبدالله الشبل ذكر أحداث .
ولم يذكر دحّة .
22- كتاب تاريخ ابن يوسف تأليف محمد بن عبدالله بن يوسف الذي عاش خلال القرن الثاني عشر الهجري دراسة وتحقيق الدكتور عويضة بن متيريك الجهني فقد ذكر أن قبيلة عنزة توغلت في نجد في القرنين العاشر والحادي عشر الهجري وذكر بعض الأحداث عام 1143 هجري .

ولم يذكر بها دحّة .
23- كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي تأليف الكاتب المؤرخ عبدالملك بن حسين بن عبدالملك العصامي المتوفي سنة 1111هـ فقد ذكر الكثير من وقعات وأحداث لقبيلة عنزة فقال في سنة 1008هـ غزوة للشريف الحسن بن بركات بن أبي نمي شريف مكة على عربان عنزة كما ذكر أنه في يوم الثلاثاء حادي عشر من شعبان سنة 1080هـ ورد وقعة للشريف حمود مع عنزة في قفار بمنطقة حائل وفي يوم الثلاثاء عاشر ربيع الثاني سنة 1097هـ قال برز الشريف احمد في موكب عظيم قاصداً الشرق ومنه إلى بلاد عنزة فأقام بالمنحنى ثمانية أيام وفي يوم الخميس تاسع عشر من شهر ربيع الثاني بعد شروق الشمس توجه إلى حيث قصد قال وفي يوم الخميس سادس عشر شوال السنة نفسها وصل الشريف أحمد إلى مكة المكرمة عائداً من بلاد عنزة ولم يوضح العصامي سبب لذهاب الشريف أحمد إلى بلاد عنزة ومكوثه سبعة شهور انتهى ما ذكره العصامي ذكر أحداث ولم يذكر دحه .
24- معركة القائد عكلي مع عنزة في خيبر وفي العصر القريب معارك كثيرة على عنزة لا داعي لسردها .

ولم يرد خبر للدحّة في أي معركة أطلاقاً .

25- كتاب يوميات حلب تاريخ الغزي وأحمد البديوي الحلاق في كتاب حوادث الشام وتاريخ الشهابي حيث ذكروا أحداث لعنزة في بلاد الشام من سنة 1030هـ إلى سنة 1212هـ .

ولم يذكر بها دحّة .
26- كتاب ابن غنام وكتاب الضويان وكتاب الذكير وكتاب ابن سند وكتاب أبن سيّار من مؤرخي أهل نجد والجميع تطرّقوا للوقعات والمناويخ بين قبيلة عنزة وقبائل أخرى .

ولم يذكر بها دحّة .
27- في العصر القريب معارك كثيرة على عنزة لا داعي لسردها لم يرد خبر للدحّة في أي معركة أطلاقاً وتحدّثوا رواة قبيلة عنزة من كبار السّن الذي نقلت عنهم ومنهم من تجاوز التسعين سنة من عمره فقد تحدثوا عن غزوات ومناويخ ومعارك بين عنزة وبعض القبائل وبين جيوش الأتراك ولم يذكر أحد منهم الدحّة بأي معركة فكيف عرفوا بعض الذين أشاعوا أن الدحّة تأسست بذي قار وأنها رقصت حرب ؟ وفي جميع الوثائق التي تخص عنزة لم يرد ذكر للّدحة في رواياتهم ورافق قبيلة عنزة الكثير من الرحالة والمستشرقين الأجانب وعاصروا أحداث كثيرة ودونوها في كتبهم وهي متداولة وذكروا الكثير من المعارك ولم يذكرون الدحّة في أي معركة وتطرّق للدحة المستشرق الرحالة موزل استاذ الدراسات الشرقية في جامعة براق خلال النصف الأول من القرن العشرين حيث قضى مع قبيلة الرولة من عنزة وقت وكتب عن عاداتهم وتقاليدهم وعاصر بعض حروبهم وذكر في كتابه الموسوم ب ( اخلاق بدو الرولة وعاداتهم ) عن الدحة ولم يذكر لها تاريخ جاء في الصفحة 297 الطبعة الثانية موضوع .
( مراسم الختان )
حيث كتب شرح مطول نلخص منه ما يخص لعبة الدحه حيث ذكر أنهم يغزّون المصنّع وبعد غروب الشّمس يتجمع شباب الحي هنالك ويؤلف الشبّان نصف دائرة مفتوحه تجاه البيت فيبدأ الفتية يخبطون الأرض بأرجلهم ويصفقّون بأيديهم ويميلون أبدانهم يميناً وشمالاً ، وإلى الإمام وإلى الخلف صائحين بنغمات عميقة ( دحّي دحّي ) وتحن الأرض تحت اقدام الفتية الخابطين وهم يصيحون بأصواتهم العميقة وأحياناً يتلو شاب قصيدة ويهتف الرجال بعد كل بيت ( يا هلابك يا هلا ) وشرح عن الحاشي واورد بعض الأهازيج التي تغنّى في مراسم الختان ولم يذكر تاريخ للدّحة كما ذكر المؤلف الراوي في كتابه ( عشائر العراق ) شرح للدّحة ولم يذكر لها تاريخ أما الحروب والمناويخ والمعارك والغزوات التي تكرر بين القبائل في العصر الماضي .
ولم يذكر الدّحة .
اما المحامي عباس العزاوي من أدباء العراق صدر له عدة كتب عن الأنساب ومنها كتابه المشهور ( عشائر العراق ) فقد صدر بأربعة مجلدات وطبع عام 1365 هـ قبل ثمانين سنة وفي الصفحة 343 بعنوان ( الأفراح والأعياد ) :
فقال : البدو يظهرون أفراحهم في أيام الأعياد والأعراس وأوقات الختان وفي أيام الربيع وعندما يعود رجالهم من الغزو ظافرين :
1- الدحّة
قال : ومن اشهر ما يجريه البدو في افراحهم وفي الختان خاصة ( الدحّة ) المعروفة ولا تختصر على الختان وأن كانت خاصة به ، وإنما تراعي بالزواج ثم وصف ما تقوم به الفتاة التي تحوشي وقال : وهناك قصّد ودحّاحة ويقال للدحة هذه ( سامري ) ايضاً ويقصدون فيها قصيداً ويرددونه ، والدحاح غير القوال أو ( القصّاد ) ولا نرى في هذا اللّعب ألا مراعاة الأوضاع المألوفة ولا تجد خلاعة أو ما هو معروف في دور الرّقص وليس فيه ما هو معروف عند أهل المدن والقرى من وسائل كالدفوف والطبول ولا يخلوا من غناء وتغلب فيه ذكر ( دح دح ) من الدحاحة وتكرر مراراً ومن ثم سميت بالدحة اظهاراً للوضع وحكاية للصوت الجاري الغالب تكراره فيها وقد شرح عن الدحّة وذكر العاب أخرى ولم يذكر تاريخ للدحّة ولا أي سبب ألا انها لعبة افراح .

اما المؤلف حسن الخضير المقبل الحسيني فقد أصدر كتابه المطبوع عام 1413هـ ( الحسنة ) حماة الشنبل وأسود النقعة فقد تطرّق للدحة في الصفحة 178 و179 و180 ووصف الدحّة ولم يذكر لها تاريخ .
وهؤلاء كتبوا في هذا العصر ولم يذكرون الدحّة وكانوا قد عاصروا كبار السّن من رواة عنزة فماهي مصداقية الذين يقولون أنهم ورثوها من الآباء والأجداد من عصر ذي قار سبحان الله .

هذه بعض الكتب التي تطرقت للمناخات والمعارك على قبيلة عنزة قديماَ وفي عصر الفتن والشرور قبل أن يمن الله بحكومة رشيدة جمعت الشّمل وأزالت الفتن والكل يعلم أن قبيلة عنزة خاضت الكثير من المعارك بعد معركة ذي قار ولم تذكر بها الدّحة وقد حدثت حروب ومعارك قبل هجرة قبيلة عنزة لخيبر ولم تذكر بها الدّحة ومن الكتب التي صدرت في العصور القريبة لمؤرخين من أهل نجد وغيرهم تطرّقوا لحروب وغزوات كثيرة وأرخوا المعارك والمناويخ التي ذكرت في مصادر أو رووها الرواة ولم يذكر بها دحّة فكيف يصدّق أحد أن قبيلة بكر وعنزة قادم عليهم جيش جرّار من الفرس والعرب بكامل سلاحه وعتاده وهم ( يدحوّن ) ؟ وهل عندهم فراغ لكي يدحوّن ؟ وهل قدوم هذا الجيش الذي ينوي استأصالهم مناسبة فرح حتّى يصفقّون ؟ وهل معارك عنزة عبر العصور حصل فيها مجال للّدحة ؟ اليس الدحّة لعبة فرح والحرب قاتل ومقتول ؟ يجب أن يفكّر كل من صدّق الاشاعة أين موقع الدحّة من الحرب .

وبخصوص ما يجري في الحرب سوف اذكر أحد معارك قبيلة الفدعان حيث أن ما يحدث عندهم يحدث عند جميع قبائل عنزة وهذه معركة بين الفدعان وباشات الأكراد وهي على الباشة أيوب ومعهم جيش من الترك يقال : أن سبب غزو الفدعان لأيوب أن حوران بن مهيد تعزّب الباشة في قصره وكان معه عدة رجال ولاحظ أن الباشة بعد أن ينتهي حوران وربعه من الطعام يكبّه طباخ الباشة فاستغرب حوران وكان كريم عين وهو فارس لا يطاق فقال : لماذا يا باشة تنثرون الطعام فضلتنا وش شفت بنا فقال الباشة نحن ما كبينا فضلتكم متشيمين منكم ( ولكن أنت اعور ما تشوف ) وغضب حوران وقال : ( والله أني اشوف قصور حلب ونخيل بغداد ) وقام وهو غضبان هو والذين معه وبعد أن مشى حوران قال الباشة للذين عنده تشوفون كيف يقول أنه يشوف قصور حلب ونخيل بغداد وكان عند الباشة مستشار يقال أنه من قبيلة الجبور الزبيدية فقال يا باشة أنت ما فهمت مقصده فهو يقصد أنه يجيب لك عنزة من ضواحي حلب وبغداد ولكن استعد للمعركة ففي أثناء الحكم العثماني كان العالم الإسلامي دولة واحدة وتجولت قبيلة الفدعان بالديار حتى بلغت حدود تركيا وكان أمامها سلطة الحكومة التركية وقبائل في بلادها مستقرة وكل ما وصلوا إلى ديرة من الديار تصدت لهم قبائلها وحصل بينهم معارك وحروب تحدّثوا عنها الرواة وعندما تلتقي الجموع فأن الفدعان يتجمعون ثم إذا التحمت القبيلة بالقبيلة المعادية في الوقت الذي كان السلاح السيوف والرماح بدأت النخاوي والعزاوي الخاصة بكل عشيرة وأسرة وتعلوا أصوات الفرسان وقعقعة السلاح ونحيط الهجن وصهيل الخيل وبذلك فأن الفدعان تشكلوا ثمانية جموع وهم 1- جمع ضنا جديع من ضنا كحيل من ضنا ماجد من الفدعان ويضم : الغبين والعواد والصياح والمويعز ونخوتهم ( خيال العليا ) 2- جمع الخرصة من ضنا ماجد من الفدعان في قبائلهم الأربعة : المكاثرة وضنا عربان وضنا لحيدة وضنا مزرع ونخوتهم الروم 3- جمع الجدعة من ضنا كحيل من ضنا ماجد من الفدعان ونخوتهم ( الفزران ) 4- جمع المهيد والعلي من ضنا منيع من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان ونخوة المهيد ( خيّال العليا مهيدي ونخوة العلي ( خيّال العليا أخو مهيد ) 5- جمع الروس من ضنا منيع من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان ونخوتهم ( خيال الشعلا روسي )6- جمع الشميلات من ضنا منيع من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان وهم : الجذعان والكشور ونخوتهم ( ونخوة الكشور خيال الهدلا شميلي كشور ) ونخوة الجذعان ( خيال الهدلا ولد الجذع ) 7- جمع الساري من ضنا فريض من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان وهم : المسعود والمناصبة ونخوتهم ( السيافا وآخو سيفي ) 8- جمع العقاقرة الخميس والمقرن من ضنا فريض من ضنا محمد ( الولد ) من الفدعان بقبائلهم السّبعة ونخوتهم ( خيّال العشوى عقيري وعودة ) ثم تبدأ النخوات الخاصة فمن ينتخي بجده ومن ينتخي بأخوه ومن ينتخي بأخته ومن ينتخي بناقته ومن ينتخي بفرسه ومن له صفة ينتخي بها ثم بعد أن تنتهي المعركة في نصر أو كسيرة فهم يرجعون لبيوتهم وتبدأ اصوات الزغاريد أو النعّى ثم هذا يخاط جرحه بشعر من شعور النساء أو سبيب الخيل وهذا يمل جرحه في المليلة وهذا يحفر قبره ويدفن وهذه هي الحرب ولا فيها مجال للدحّه لأن المعارك يكون لها نتائج من قتلا أو جرحا ومن المعارك المهمة حرب بين الفدعان من جهة وبين الجيش التركي وباشات الأكراد من جهة وقد حدثت على حدود تركيا في شمال سوريا وعرفت فيما بعد بخراب ديار أيوب وعندما تلاقوا الباشات وقبائلهم وعسكر من جيش الأتراك هم والفدعان ودارت معركة حاسمة وكانوا الفدعان يحدون :
يا أبـو طاقيـة مايلـه *** وش لك بالقيق تهايله
أولاد وايل حضبـّوك *** صكّـوا عـليك القايـلـه
وانتصروا الفدعان على القوتين جيش الأتراك والباشات وخرّبوا ديار الباشة أيوب أيوب وصارت مضرب مثل قال الشاعر : طفحان السبتي الميهوبي من السبعة في حربهم مع اهل الديره :
يا أبو ريشه تـرّك القالات عـنـا *** اللي مثلك صاحي ويقدا جوابه
حنا لولا السيف عندك ما سكنّا *** انشد عـن أيـوب سعينا بخرابه
وقال سويدان الحلاّم العمري من قصيدة :
أيـوب طبـّوا ديـرتـه وأخـربـوبـه *** أولاد وايـل مطـلـقـيـن اليـمـاني
وكتبت موضوع آخر عن الدحة بعنوان ( ماذا يكسبون الذين يبثون الاشاعات الكاذبة )بين الحين والحين تبث ضدي اشاعة من بعض المغرضين سبق وأن كتبت أن من مفاخر قبيلة عنزة أنها لجأ لها أرمن وأتراك وحمتهم من طالبهم وبقي معها منهم عناصر والبعض عاد لموطنه هكذا كتبت في تغريدة ثم نشرت إشاعة ( أن أبن عبار يقول : عنزة أرمن وأتراك ) حسبي الله ونعم الوكيل ودخول عوائل من الأرمن مع السبعة والفدعان صحيح ولكن ما قلت أن عنزة أرمن واتراك وقد بنو الأرمن مسجد باسم الشيخ صالح بن غبين بسبب حمايته للأرمن .
وحالياً بثّت اشاعة ( يقولون أن أبن عبار يقول الدحّة لست لعنزة ) وقد كتبت هذا البحث حول ما أشيع عن ربط لعبة الدحّة في حرب ذي قار لأنها غير صحيحة وليس فيها فخر لأن الفخر بالفعل وليس بالدّح وذكرت أن الدحة لعبة شعبية قريبة عهد وتلعبها عنزة أهل الشمال خاصة وعشرات القبائل ولم أقول الدحّة ليس لعنزة بهذه العبارة التي يتناقلونها بعض الحاقدين وبعض الجهلاء ومنذ اكثر من اربعين سنة وهي منشورة في كتابي ضمن تراث عنزة وقد وصفت صفتها وطريقة لعبها ومع ذلك يتعامون أصحاب الإشاعات عن الحقائق وعن كل جهدي لهذه القبيلة ويبحثون عن ما يثير الغوغاء ولكنهم مفلسين ولله الحمد وكيدهم في نحورهم وكيف أقول الدحّة ليس لعنزة وكنت في صغري من شعراء الدحّة وكان أخي حمدي رحمه الله مشهور في شعر الدحّة ووالدي وأعمامي كانوا يقصدون على المصنّع لذلك من بث الإشاعة الكاذبة كذّاب ولا تصدّق دعايته وقد هاتفني بعض الأقرباء يسأل عن صحة هذه الدعاية فأرسلت له رابط هذا المقال الذي يحتوي على شرح كامل ولا أقصد ألا تنقيح وتصحيح تاريخ هذه القبيلة من تصنيف غير صحيح وأتمنى من كل غيور على صحة تاريخ هذه القبيلة أن يطلع على كل حرف كتبته في هذا الموقع عن الدحّة وغيرها ونفي كل خبر كاذب ومن البحوث والمقالات مقارعة الذين زوروا نسب عنزة وصدّهم عن العبث والتلاعب بنسب واسم وتاريخ هذه القبيلة بموجب دراستي لكل ما يخص هذه القبيلة منذ نصف قرن ولم أكتب حرف ألا وله سند ودليل وقد استعرضت عشرات المصادر الذي تذكر قبيلة عنزة بالمكان والزمان والله المستعان ودونتها في كتابي .


هذا مالزم أيضاحه مع تحيات عبدالله بن دهيمش بن عبار الفدعاني العنزي
يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 02-02-2024 الساعة 04:20 PM
عبدالله بن عبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس