عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2012, 07:56 PM   #2
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 137
افتراضي أكلب وموقعها في حلف ( خثعم)..

السلام عليكم .. حفظكم الله

هذه إجابة الأخ عبدالله بن هادي الهزري الأكلبي على سؤال مهم تفضل بطرحه أحد الأعضاء في منتديات أكلب مستفسرا عن حلف خثعم .. أصله وحاله.. وقد تفضَّل الأخ عبدالله بإجابته التي أعتبرها أنا أطروحة تاريخيه تشبع النهم وتغني الباحث وتؤصل الحقيقه فارتأيت التشرُّف بنقلها هنا لكونها تُجَمِّل وتعتبر أطروحة ذات فائده تستحق التعميم ..


يقول الأخ عبدالله في مُجمل إجابته على تساؤل العضو..
في البداية مرحبا بك أخي أبو جنية.
ومن لقبك وسؤالك استشف إنك من خثعم السراة جماعة الشيخ ابن عيدان وهم لنا ونحن لهم سندا وتربطنا بهم أواشج نسب وقربى وإن جهلها بعض العوام منا ومنهم فإنهم لايجهلون مابيننا وبينهم من وحدة المواقف والوقوف دائماً معاً في صف واحد ضد كل من بغى أو لوح بالبغي على أي من الجانبين أكلب وخثعم سراة وتهامة ومن أنجد منهم من أكلب في بيشة وما والاها فنحن معا حماة الديار والذمار سويا منذ أغوار الجاهلية وهذا أمر مفروغا منه ومعروفا لدى الجميع والأدلة عليه ملىء الكتب وملىء صدور الرجال ولسنا بصدد تعديدها لأنها معلومة للعوام والخواص .

هذا من ناحية أمّا من ناحية أخرى فإن الحلف الذي تسأل عنه ؛ هل مازال قائما ؟
وهو حلف خثعم القبيلة الأم الكبيرة ؛ فهذا الحلف في الأصل تم عقده تحديداً بين أكلب من جهة وشهران وناهس وبقية فروع بني أفتل بن أنمار ، وكان زمانه في أغوار الجاهلية وليس في آخر الجاهلية ولم يقف المؤرخين القداما على تحديد وقته الذي عقد فيه من الجاهلية لتقادم عهده عنهم ولكنه بقي سائدا وظاهرا بين هذه القبائل قرونا من العصر الجاهلي لايعلمها الا الله ونتيجة لهذا التحالف الكبير والاندماج بين هذه القبائل والتعاضد ضرب المثل بقوتهم فقيل :
( أعز من خثعم ) وقد أشار قداما المؤرخين لهذا الحلف وأكدوه ومنهم الكلبي في كتاب الإفتراق وكتاب النسب الكبير ومنهم البكري في معجمه ومن تلاهم بعد ذلك ناقلا عنهم وبإمكانك الإطلاع على تلك المصادر كما وجد في أشعار أكلب وشهران والفزع وغيرهم كهوازن وغيرها من قبائل العرب شهادات إثبات تقر بهذا الحلف وتمجده ومنها قول أنس بن مدرك وهو أكلبي وقد ساد خثعما :

ودعوت بني قحافة فاستجابوا
فقلت ردوا فقد طاب الورود
........................
كأن غمامة هطلت عليهم
من الأصياف ترجسها الرعود
..........................

فانظر كيف دعا أنس بني قحافة وهم أعظم بطن في شهران حينئذ وانظر طاعتهم له وهذا ماكان يقتضيه الحلف والعهد ( الرفقة ).
هذا دليل من داخل الحلف ودعنا نؤول الآن لخارج الحلف لنأخذ دليلا آخر على قوة هذا الحلف وشهرته ووجوده من قبائل كانت تعد معادية لخثعم في الجاهلية فلنستمع معا لعامر بن الطفيل وهو أحد بني عامر بن صعصعة من هوازن وهو يقول :

أتونا بشهران العريضة كلها
وأكلب طراَ في لباس السنور

إلى قوله :

فلو كانَ جَمْعٌ مِثْلَنا لم نُبَالِهم
ولكِنْ أَتَتْنَا أُسْرَةٌ ذاتُ مَفْخَرِ
...................


وانظر معي بتمعن هذا الترابط بين أكلب وشهران وانظر كيف وصفهم بقوله:
( أسرة ذات مفخر ) كما لاحظ إشارته إلى شرف خثعم ( أكلب وشهران وناهس ) وإقراره بأنهم اعلى مرتبة في الشرف من قومه رغم ماعرف من مجد وشرف عظيم لقومه من قيس عيلان الكثيرة البطون والتي تعود بالنسب لهوازن التي هي أكثر قبائل العدنانية عدداً وأشدها عزما وحزما.
وخذ هذه الزيادة لأحد شعراء القرن الثالث من العصر الاسلامي يفخر ويتغنى بأمجاد أكلب وشهران حيث كانت تسود بينهم المحبة والوئام والتلاحم الشديد في الجاهلية
فقال :
هموا منعو مابين بيشة بالقنا
ونجران والسود التنابيل غيب
................................
بنى لهم أنمار في المجد رتبة
تناولها شهران منهم وأكلب
............

فانظر هذا القول على أثر حلف خثعم المكون من أكلب وشهران وناهس وانظر هذا الترابط والتلاحم
ملاحظة : قيل أنه كان معهم فرع من بني بجيلة ( بني مالك ) وأظنهم بنو الحليف وهم الآن الحلافات المعروفين وفق رواية الكلابي وهي أوثق رواية ونقلت إلينا في (معجم ما استعجم ) للبكري إن لم تخني الذاكرة

أخي أبا جنية !

هذا الحلف المجيد الذي كان في غاية القوة في الجاهلية لم يندثر ولم ينته ولم يلغ فهو عهد بين الأجداد وهو ميثاق باق إلى يوم القيامة فقد تخثعمت أكلب وشهران وناهس بدم جمل وتلطخوا به في أغوار الجاهلية على معنى أنهم في الدم سواء
وأنهم يد واحدة على من سواهم فلايحق للأبناء انكار أو مسخ مواثيق الأباء والأجداد
وأنا هنا أسير بذبابة قلمي وفق رواية الكلابي أبو مسلمة موهوب بن رشيد لأن روايته تمتاز بمطابقتها لواقع حال قبائل خثعم في الماضي والآن ومسمياتها وهو رجل من قبيلة كلاب من بني عامر بن صعصعة المجاورة لنا فهم أوثق علما بنا من غيرهم وهو يرى إن اسم خثعم لم يكن لقبا لأفتل جد شهران وناهس وإنما هو اسم جاء نتيجة لتحالف أكلب وشهران وناهس وتخثعمهم بالدم أي تلطخهم به فأطلق عليهم خثعماً .

وهذاالحلف لم يفل نجمه كما ذكر أخي القدير مسفر ولكنه أصيب ببرود وفتور قوي نتيجة بعض الأحداث التي حصلت بين أكلب وشهران في أواخر الجاهلية وماتلا ذلك من نزاعات تنشب على الحدود والموارد وهذه خلافات كان من الطبيعي أن تحدث بين فروع القبيلة الواحدة في الجاهلية والإسلام فهذه شهران نفسها حدث بين فرعيها بني منبه وفرعها الثاني بني واهب حرب وهذه أكلب نفسها حدث بين فرعيها عامر والمحلف حرب ولكن هذه الخلافات لاتوجب
الغاء التاريخ والعهود والمواثيق فلو لم نكن في عهد آمن وحكومة رشيدة وحدث أن عدوانا من قبائل من خارج حلف خثعم على ديار وموارد قبائل أكلب وشهران في بيشة وماجاورها فإنني لا أخال أن شرانا لن تقف بجانب أكلب ولا أخال أن أكلبا لن تقف بجانب شهران وقد وقفت بني سلول المعدودة من شهرانا مع أكلب في حادثة ابن صيفان العاصمي وابن هادي قحطان حين طمعوا بسافلة بيشة هؤلاء الجحادر.

وأول نكسة لحلف خثعم الذي نتحدث عنه كانت في آخر العصر الجاهلي وعلى أثرها أنقسمت خثعم إلى قسمين هما قسم شهران في جهة ، وقسم خثعم الشام وهم أكلب وخثعم السراة وعليان والفزع وفروع أكلب في تهامة والسراة في الجهة المقابلة لأن الأكثرية الساحقة من فروع خثعم الشآم هذا الحلف الذي نشأ عن تواهي الحلف القديم تعود بهم الانساب إلى أكلب وخير مثال على ذلك بالعريان وهم أبناء زنير الأكلبي والعوامر في خثعم بتهامة بالجرشي وآل عامر في سراة شمران الذين مما لاشك فيه بأنهم هم وبني عامر الذين ببيشة في قبيلتهم الام أكلب تعود انسابهم سويا لعامر بن تيم اللات بن مبشر بن أكلب والحارثية في شمران الذيين لدي من الإيمان مايكفي لئن أقول أنهم من بني جليحة وهو الحارث بن مبشر بن أكلب وإن جهل الناس ماجهلوا فإن الأصول موجودة والرجوع لها مقنع
وأما عن انضوائهم تحت مسمى شمران فلأن شمرا أنضوت قبل ذلك في خثعم وصارت منهم فصار الخلط وأنصع دليل على ذلك هو قبيلة الفزع التي أنضوت تحت مسمى شمران ولاتجدني الا مراهنا على أنها لاتمت لشمران بصلة وإنما حصل الخلط والاختلاط بسبب التحالف والاندماجات بين قبائل خثعم المتحالفة بسبب تقادم الحلف ونسيان الأصول كما لاننس أن نشير إلى أن قبيلة بني واس التي في عليان تصطف مع أكلب وإذا انقسمت أكلب إلى محلفي وعامر صفت مع المحلف وعلى الأخص مع الهزر وهذا لايكون في ظني عبثا ولكنه أتى نتيجة نسب يربطها بأكلب أولاً ثم ببني هزر ثانيا وقد ورد في أصول اكلب القديمة فرع يدعى الوس ولعلهم هم هم واسم عليان ليس اسم نسب وإنما هو اسم مكان ومأخوذ من العلو لأنهم في اعالي السراة وقد ذكر الهجري أن أحدهم نقل له شعر ابن الدمينة الأكلبي وقال ك ( وهم إلى شهران ) ولم يقل وهم من شهران فهو هنا يقصد إنهم حلف لشهران وموالين ومجاورون لهم بالحلف وهذا ينطبق على واقع أكلب مع شهران كما أن نقل أحدهم لشعر ابن الدمينة يدلل على قربهم من أكلب والمؤرخين القداما ليهم دقة متناهية في المفردات فلو كانوا من شهران لقال الهجري أنهم منهم كما أسلفنا.
أخي أبا الجنية أنحرف بنا الحديث قليلا عن الانساب ونحن نتكلم عن الحلف القديم وما آل إليه
ونعود للحديث عن هذا الحلف فنقول أن خثعما القديمة انقسمت إلى شهران وخثعم الشام
في أواخر الجاهلية قال صاحب كتاب الأغاني:
ونسخت من كتاب أبي عمرو الشيباني الذي ذكرته يأثره عن محمد بن السائب الكلبي قال: جاور رجلٌ من ثمالة عبد الله بن الصمة، فهلك عبد الله وأقام الرجل في جوار دريد. وأغار أنس بن مدركة الخثعمي على بني جشم، فأصاب مال الثمالي وأصاب ناساً من ثمالة كانوا جيراناً لدريد؛ فكف دريد عن طلب القوم وشغل بحرب من يليه، وقال لجاره ذلك: أمهلني عامي هذا. فقال الثمالي: قد أمهلتك عامين. وخرج دريد ليلةً لحاجته وقد أبطأ في أمر الثمالي، فسمعه يقول:
كساك دريد الدهـر ثـوب خـزايةٍ...... وجدعك الحامي حقـيقـتـه أنـس
دع الخيل والسمر الطوال لخثـعـمٍ...... فما أنت والرمح الطويل وما الفرس
وما أنت والغزو المتابـع لـلـعـدا...... وهمك سوق العود والدلو والمرس
فلو كان عبد الـلـه حـياً لـردهـا........ وما أصبحت إبلي بنجران تحتبـس
ولا أصبحت عرسي بأشقى معـيشةٍ...... وشيخٌ كبير من ثمالة فـي تـعـس
يراعي نجوم الليل من بعد هـجـعةٍ...... إلى الصبح محزوناً يطاوله النفـس
وكنت وعبد اللـه حـيٌ ومـا أرى......... أبالي من الأعداء من قام أو جلـس
فأصبحت مهضوماً حزيناً لـفـقـده........ وهل من نكيرٍ بعد حولين تلتـمـس
قال: فضاق دريد ذرعاً بقوله، وشاور أولي الرأي من قومه؛ فقالوا له: ارحل إلى يزيد بن عبد المدان؛ فإن أنساً قد خلف المال والعيالبنجران للحرب التي وقعت بين خثعم، وإن يزيد يردها عليك. فقال دريد: بل أقدم إليه قبل ذلك مدحةً ثم أنظر ما موقعي من الرجل، فقال هذه القصيدة وبعث بها إلى يزيد. أنتهى قوله ومن هنا ندرك أن بداية فتور حلف خثعم القديم وبروده كانت في عهد أنس بن مدرك الأكلبي سيد خثعم ورئيسها في الجاهلية وأول الاسلام حيث عاش أنس 154 سنة أكثر من 100 منها في الجاهلية ومن هذه الحرب صارت خثعم إلى قسمين هما :
1 -- شهران ، 2 -- وأكلب وخثعم السراة وتهامة وعليان السراة وتهامة والفزع ومعاوية ومحلف أكلب ببيشة وشمران أتت معهم بعد ذلك وكانت قليلة ولكن دخلت فيها عن جهل بتقادم العهد بطون أكلبية خثعمية بالحلف فكبرت بها شمران .
وبسبب هذه الحرب قال أحد شهران مغضبا :

وما أكلب منا ولانحن منهم .........وما خثعم يوم الفخار وأكلب
قبيلة سوء من ربيعة أصلها ......... وليس لها عم لدينا ولا اب

وكان الرد أقوى من أنس بن مدرك حيث قال مما قال :

إني من القوم الذين نسبتني .........اليهم ترى إني بذلك أثلب
أبونا الذي لم تركب الخيل قبله ...ولم يدر شيخ قبله كيف يركب
وعودنا فيما مضى في ركوبها ...... فصرنا عليها بعده نتقلب
غضبت علينا أن ضللتم أباكمو ......فماذنبنا أن لايكون لكم أب
وإن كان قوما قد أضلوا أباهمو .... فو الله ما ضلت ربيعة أكلب


وقوله :غضبت علينا أن ضللتم أباكمو ......فماذنبنا أن لايكون لكم أب
يشير إلى اختلاف المؤرخين في نسب شهران فقد قيل انهم من بني أنمار بن أراش من القحطانية وقيل بل هم من انمار بن معد بن نزار من العدنانية





منقول

.................................................. .................................................. ..............................................

أقول...
لي عتب محب على الأخ عبدالله لتجاهله شطر مهم في قصيدة الأكلبي في رده على الشهراني .. لكون ذاك الشطر من القصيده فيه إختصارجميل ومهم لكل باحث عن الجذور وأصل النسب


فإن لم يكن عماي حلف وناهس فإني إمرء عماي بكر وتغلب
ابن بريم الأكلبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس