الأخ صفوق كلامك صحيح والذين تقصدهم لم يهملهم الإسلام فقد جاء بالحديث الشريف ( الولاء لحمة كلحمة النسب والنسب لا يهدى ولا يباع ) وتقول العرب ( آل فلان موالي آل فلان ) والولاء معناه صريح وواضح وليس عند الأدمي أغلا من روحه ومع هذا فأن المولى عندما يقول له مولاه أنطح القوم فهو ينطحهم دفاع عن سيده ويضحي ويجود بنفسه دون سيده والسّيد لو استصرخ به مملوكة فأنه يبذل روحه دونه ولذلك فأن هذا الواقع يشكل علاقة قد تكون أقوى من النسب والموالي معروفين لدى أسيادهم حتى لو أعتقوا ولكن ما نحن بصدده هو الرجال الذين عنصرهم صافي من القبيلة الفلانية ثم أضطرت ظروف الحياة رجل من الرجال فشذ عن قبيلته لسبب من الأسباب وأهمها أنه مطالب بدم ثم دخل في مجتمع لا يعرفه وهو متستر ومتخفي خوفاً من غريمه حتى أن البعض يغيّر أسمه المعروف عند جماعته وبهذه الحالة فهو عندما يستقر مع مجتمع متحضّر ولو فرضنا أنه معه زوجه وله أولاد فأن أولاده يرفضون تزويجهم الأسر العريقة ثم يظطر إلى الأخذ من جنس الموالي فيصنف منهم وقد يكتب وصية لعياله توضح نسبه ومن ثم تأتي عصور تحتاج ذريته إلى معرفة نسبها ولم يجدون ألا ما ورثوه من الواقع الذين كانوا به وهؤلاء يحق لهم محاولة الخروج من واقعهم ومعرفة أصلهم
وهناك نوع آخر من الذين يضيع نسبهم وهم الذين يتحضرون ويمتهنون المهن التي تنبذها البادية وتحتقرها ثم أن هذه المهنة تجعلهم غير مقبولين عند جماعتهم ومع السنين يحملون اسم المهنة ويعزلون عن قبائلهم وهم عرب أقحاح وهذا الصنف لا يصاهرونهم بحيث أن الوضع السائد في مجتمعنا لو أن رجل ذهب للهند وتزوج أبنة أسكافي أو قصّاب أو خرّاز فأنه يسكت عنه ولا أحد يعيبه أو يمنعه ولكن لو أخذ بنت عربي من نفس المهنة لتعرض للمعايب والمعايير وهكذا عادات وتقاليد مجتمعنا
وأخيراً اشكرك على هذا الطرح علماً أننا لا نود التعمّق في هذا المجال لأنه قد يجرح مشاعر أحد والمؤكد أن كلنا من ذرية آدم وآدم من تراب