ديوان شعر الأستاذ الأديب عبدالله بن دهيمش بن عبار - عرض القصيده [قصة بشر وحسن] ديوان شعر الأستاذ الأديب عبدالله بن دهيمش بن عبار >>المجموعة الكاملة لقطوف الأزهار >> قصة بشر وحسن

   

•·.·°¯`·.·• ( قصة بشر وحسن ) •·.·°¯`·.·•

أضيفت بتاريخ : 3-11-1428هـ

كاتب القصيده : bnabar

 
      
قصة بشر وحسن ‏
‏هذه القصة كثيراً ما ترد في المجالس دون التعريف بصاحبها وفي أحد ‏
الكجالس صادفت رجل من المعاصرين يدعي أن القصة حدثت مع جده ‏
ولكني لم أصدق قوله أما القصة فهي لرجل يدعى بشر كانت له أبنة عم ‏
تسمى حسن من أفاضل النساء فتزوجها ومضى على زواجهما عدد من ‏
السنين ولم يقسم الله لهما أبناء وكانت أم بشر ترغب أن يتزوّج بزوجه ‏
ثانية لعل الله أن يرزقه بأبناء فحثته على الزواج ولكنه رفض لكي لا ‏
يغضب ابنة عمه حسن فلجأت والدته إلى الحيلة وفي ذات يوم قالت لأبنها ‏
بشر أن زوجتك عندما تغيب يدخل في بيتها رجل غريب فلم يصدق وبعد ‏
أن تكرر من أمه أيراد هذا الخبر أراد أن يتأكد فشد راحلته وأبلغ زوجته ‏
أنه ينوي السفر فنزل في أحد الشعاب القريبة من منزله وعندما اظلم ‏
الليل تسلل وأكمن بالقرب من منزله وهو يراقب ما يدور حول المنزل ‏
وكانت والدته تسكن في بيت مجاور لبيت زوجته فما كان من الأم إلا أن ‏
لبست ملابس ابنها ودخلت بيت زوجته من الخلف حتى تأكدت أنه شاهد ‏
الشخص الداخل بملابس رجل فذهبت لبيتها وخلعت ملابس أبنها وجلست ‏
تراقب ماذا يحدث فهجم بشر على زوجته وأشبعها ضرباً حتى كاد أن ‏
يقتلها وهي لا تعلم عن المكيدة التي دبرتها لها أم زوجها حتى وصل الأمر ‏
إلى هذه الحالة ثم قال لها أنتي طالق وأذهبي إلى أرض لا أشوف سمائها ‏
فأعطاها جمل من الأبل ولم يزودها بماء ولا زهاب وهو بذلك يريد أن ‏
تهلك ظمأ وينخلّص فركبت حسن الجمل وهي بحالة لا تحسد عليها ‏
وذهبت هائمة على وجهها وهي لا تدري إلى أين تسوقها الأقدار وبعد ‏
مسيرة طويلة حلت في بيت رجل يقال له أبن حمرون وبقيت عنده مدة من ‏
الزمن فسالها عن قصتها فقالت له أن زوجها وأخوتها قتلوا في أحد ‏
المعارك ولم يبقى من أهلها أحد فبقيت في بيت ابن حمرون ثم عرض ‏
عليها الزواج فوافقت وتزوجها 0هذا ما كان من حسن أما بشر فقد بقي ‏
بدون زوجة متأثراً بما حصل له ثم أن والته أصيبت بمرض ولزمت ‏
الفراش وبدأ يعالجها ولكن دون جدوى وبعد أن ارهقها المرض عرفت أن ‏
ما حل بها هو عقوبة لها على ظلمها لحسن فرأت أنه من الأفضل أن ‏
تصرّح لبشر بواقع الأمر لعله يبحث عن حسن ويعيدها كونها بنت عمه ‏
وهو ولي أمرها وقد ندمت والدته ولكن لا ينفع الندم فأبلغته بما حصل ‏
وأن سبب ذلك لقصد أنه يطلقها ويتزوّج زوجه منجبه فعض بشر إبهامه ‏
ندماً وقال قصيدته المشهورة التي تتناقلها الرواة عبر الأجيال ومنها قوله ‏
أرقبت راس غنيم غـربي الأطعاس ولا لوم أنا راعي الهوى لو يحني ‏
مريـت بديـار بـهـا العشب محتاس عشبه عـلى ديـرة عشيري مجـني
لي بنت عـم ما وطت درب الأدناس ولا دنسـت يـوم الـنـساء يـدنسني ‏
ضربتها وأحسب الضرب نـوماس وطلقتها حيـث أفخـت العـقـل مـني ‏
لو ينشكا حبه على الذيب ما نـاس يـمشي مـع الطـلـيـان مـا يجـفـلني ‏
لو ينشكا حبه على اللي بالأرماس الـكـل مـن تـحـت النصـايـب يـوني ‏
ولو ينشكا حبه عـلى قب الأفـراس مــا طـاعـن الـلـي باللجـايـم يعـني ‏
ثم ذهب بشر يبحث عن زوجته لعله يجدها فوجدها عند رجل يدعى أبن ‏
حمرون قد تزوجها وانجبت منه أبناء فحل ضيفاً على أبن حمرون ‏
وعرفها وهي لم تعرفه وكان يرى خدمتها لزوجها كما كانت معه فجلس ‏
عند ابن حمرون كأنه فداوي ولوحظ أنه كثير البكاء من تأثره على زوجته ‏
أبنة عمه وهو لا يدري كيف يصنع بعد أن وجدها في عصمة رجل لا ‏
يدري ماذا يحدث لو فاتحه بالصراحة كما أنه لا يعرف كيف يشعرها أنه ‏
هو أبن عمها وزوجها السابق وبعد أن امضى مدة وهو كثيراً ما تخنقه ‏
العبرة وهو أيضاً قليل الأكل لاحظه ابن حمرون وابلغ زوجته بأن هذا ‏
الرجل أمره غريب فقال ابن حمرون بيتاً من الشعر على مسمع الضيف ‏
لعله يصرّح بما يجول بخاطره فقال ابن ابن حمرون :‏
يا حسن عيا ياكل الـزاد ضيفنـا هـيـا جـمـيـع نـشـاركـه بـبـكــاه ‏
فأجابته حسن قائله :‏
خـيـر المـلأ عندي بشر مـا بكـيتـه وبـاقـي الـمـلأ لـو مـات مـا نـنـعـاه ‏
فقال بشر : ‏
يـا حسـن يـا حسنيـة الـدل طـالـعي عـلي أبـن حمرون يهـوز عـصاه ‏
فعرفته أنه بشر وقالت : ‏
أمـنع عـنه يا فـارس الخيل بالقـنـا عـسى جـمـيـع الحـاضـريـن فـداه ‏
فقال بشر : ‏
يا حسن وش تجزين من جاك عاني مـن الـغــرب وخــلا الـوده وراه ‏
فقالت حسن :‏
أجـزاه أنـا فـي حـبـة مـن ذبــلـــي مـن اشـافـي مـا شـافـهـن ســواه ‏
وذلك لكي تغضب ابن حمرون فقال ابن حمرون : ‏
مـن عـافـنـا عفنـاه لـو كـان غـالي ومن جأذ حبلي مـا وصلت رشـاه
وطلقها ابن حمرون ثم أن بشر شرح لأبن حمرون قصته وما حصل معه ‏
واسمعه قصيدته السابقة ورجع بشر ومعه حسن إلى أهلهم وسامحت ‏
والدته بما اقترفت من جرم بحق حسن ثم أنها شفيت من المرض الذي ‏
كانت تعاني منه وهكذا انتهت القصة 0‏
‏* من مقاطع الشعر الذي لم نتوصل لمعرفة أصحابها هذه الأبيات لشاعـر ‏
يتأسف على شرب الدخان وينتقد من يشربه فيقول : ‏
الـتـتـن هـم وزاود الـتـتـن هــمــي وأنـا قـبـل مـانـي خـلـي ابـلا هـــم ‏
يـا هـم قـلـبي فـوق الألـفيـن يـمـي كلن غـرف من بيـر همـه وأنا جـم ‏
أنـا صـويـب ولا صـوابـي بــدمــي قريص خرسا وقاطب لـه على سم ‏
شراب بـول إبليس ما هـو امسمي كــم واحــدٍ حّــرم شــرابـه ولا تــم ‏
ينفـق غـوالي المـال مـا هـو منمي وينشق بجوفه ريحتـه كـل ما شـم ‏
‏* وهذه الأبيات بالقهوة لشاعر فاتني ذكر أسمه كما أنني نسيت من رواها ‏
لي وهي لرجل من عنزة ولا أدري لعلها لشاعـر من المعاصرين وهو ‏
يسند على رجل اسمه حمود فيقول : ‏
يا حمود قـم يالقـرم ولـع لـي النـار يجـذب هـواشيل البـراري سنـاهـا ‏
وأحضر من الماجود من بن وبهار وحـذراك تحـرقـهـا وحـذرا نيـاهـا ‏
وأحـزب من الـلي كلهم فيـك نـظـار يـنقـدك عـفـن مـا بحياتـه شراهـا ‏
درها على يمناك عن كشف الأسرار مـن خوف شكت واحـدٍ في ولاها ‏
وبعـده بهـا خـص العـوايـد إلـى دار وأسق الظوامي لين تقطع ظماها ‏
المد ما يقصر من الجود وأن سـار والبخـل دلـوه مـا تجي فـي ملاهـا ‏
اليـا خضعت النفس للضيف والجار أحتسب لـلي معـتـلي فـي سمـاهـا